خاتمة

خاتمة

تلك كانت المسيرة الأولى برفقة القديس مرقس. بدء إنجيل يسوع الذي هو المسيح. ساعة شفى يسوع مجنون كفرناحوم، قال الناس: "ما هذا؟ تعليم جديد يُلقى بسلطان" (27:1). أجل، توقّفوا عند تعليم يقال وحرف يُكتب. ولكن بعد تسكين العاصفة؟ هتف التلاميذ: "من هو هذا؟ فالريح والبحر يطيعانه" (4: 41). أحسّوا أنهم أمام شخص يملك قدرة الله بالذات. ولما شاع اسم يسوع في كل الجليل، سمع هيرودس الجواب: إنه يوحنا المعمدان، إنه إيليا أو نبي كالأنبياء الأولين (6: 14- 15).
وفي نهاية المطاف، طرح يسوع بنفسه السؤال على تلاميذه، فأجاب بطرس: "أنت المسيح" (27:8- 29). لقد فهم التلاميذ الشيء الكثير عن يسوع: إنه المسيح. ذاك الملك الذي يمسحه الله ويرسله في مهمّة خلاصيّة.
غير أن هذه الخطوة لا تكفي، وفيها ما فيها من التباس! لهذا "أوصاهم يسوع أن لا يقولوا لأحد عنه شيئاً" (8: 30). فالطريق لم تنته بعد. "لذلك أخذ يسوع يعلّمهم أنه يبنغي لابن البشر..." (31:8). وسينطلق مرقس في مسيرة ثانية، فيجعلنا نكتشف أن يسوع هو أيضاً ابن الله. هذا ما قاله قائد المئة عند صليب المخلّص (39:15).
ونحن نتوقّف عند هذه القمة الأولى في إنجيل مرقس: يسوع هو المسيح. ولكنه المسيح المتألّم: إنه سيُقتل ويقوم بعد ثلاثة أيام. وسنعود إلى هذا القطب المركزي من الجزء الثاني في تفسير إنجيل مرقس الذي سيكون عنوانه: بشارة يسوع ابن الله

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM