يوسف البتول تجاه البتولة

 

يوسف البتول تجاه البتولة

 

قراءة من إنجيل لوقا (1: 26-27)

تول تجاه البتولة26وفي الشهرِ السادس، أُرسلَ جبرائيلُ الملاك من لدُنِ الله إلى الجليل، إلى المدينةِ التي اسمُها الناصرة 27لدى بتولٍ مَخطوبةٍ لرجلٍ اسمُه يوسف من بيتِ داود، واسمُ البتولِ مريم.

*  *  *

مريم هي "عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف" (لو 1: 27). وعاد الإنجيليّ إلى القول: "واسم العذراء مريم." جاء إليها الملاك: "وجدتِ نعمة عند الله. وها أنت تحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع" (آ30). فأجابت مريم: أنا عذراء، لا أعرف ولا أريد أن أعرف رجلاً. أنا مكرَّسة للربّ نفسًا وجسدًا. فكيف تريدني أن أكون أمًّا؟ هذا مستحيل في نظر البشر. العلاقات الزوجيَّة ضروريَّة في هذا المجال. فكيف تريدني أن أعمل؟ لا تخافي، يا مريم. تكونين أمًّا وبتولاً. تحافظين على بتوليَّتك قبل الولادة كما بعد الولادة.

لا فرق بين يوسف ومريم. إن هي بتولة فهو بتول. وذلك في كلمة بسيطة أوردها الإنجيليّ: "لم يعرفها" (مت 1: 25). هي معرفة الزواج. نترك الناس "المعقّدين" أو أصحاب النوايا السيّئة. هو لم يعرفها قبل ولادة يسوع. ولكنَّه سيعرفها فيما بعد. ويتفلسفون في شرح أداة "حتَّى". كم نحن مساكين. وكم نُنزل السماء على الأرض، لأنَّنا لا نريد أن نرتفع إلى السماء مع أنَّ المزمور قال لنا: "أنتم آلهة وبنو العليّ كلُّكم". لماذا الشرح؟ لماذا الكلام؟

البتوليَّة هي تكريس تامّ وعطاء للربّ. هكذا مريم وهكذا يوسف. إذا أرادت مريم أن تكون "العروس" التي تنظر إلى ابنها العريس السماويّ، فيوسف أيضًا هو مثلها. ها هنا تتأسَّس الكنيسة التي هي عروس يسوع المسيح: "أحبّها، وضحَّى بنفسه لأجلها ليقدّسها" (أف 5: 25-26). مع مريم ويوسف، بدأت الكنيسة تسير للقاء الربّ. لا شكَّ في أنَّ هذا الطفل قد يكون موضوع تأمُّل بشريّ، ولكنَّ يوسف ومريم يسيران مع يسوع الذي يرفعهما إلى ذروة القداسة. فالبتوليَّة على الأرض هي صورة مسبقة من السماء حيث "لا يزوّجون ولا يتزوّجون، بل يكونون مثل الملائكة في السماء" (مت 22: 30). وهكذا انطلق البتولون والبتولات في عالم يعجُّ بالبحث عن النزوات والشهوات، فيطلب منهم أن يكونوا كالنيّرات (فل 2: 15).

ها هو يوسف. وها هي مريم. والرسول تحدَّث على يسوع الذي لا يريد لكنيسته "أيَّ شائبة وأي نقص، بل قداسة بلا عيب" (أف 5: 27-28). وهو يذكّرنا اليوم وكلَّ يوم، أن نحذر من أن يكون النور الذي فينا ظلامًا (لو 11: 35).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM