مار يوسف في بيته.

 

ماريوسف في بيته

 

تألفت العائلة المقدَّسة من ثلاثة أشخاص: ابن الله، أمّ الله، ويوسف زوج الواحدة كما عُرف أنَّه أبو الآخر. كان فقتألَّرُهم كبيرًا: لم يكن لهم سوى الضروريّ، وربَّما كان ينقصهم أحيانًا. ولكنَّهم كانوا راضين. يباركون الله وما يطلبون شيئًا بالإضافة. وكانوا يعيشون في الخفاء، وغير معروفين في العالم، ولا رغبة عندهم بأن يُعرِّفوا بأنفسهم. ما كانوا يعرفون في الناصرة ما كان يسوع حسب الطبيعة الإلهيَّة، ولا ما كانت مريم أمام الله كرامةُ مريم، كما كانوا لا يعرفون أنَّها كانت أمًّا ولبثت عذراء. كانوا يُعتبَرون، بلا شكّ، أناسًا أتقياء ومحافظين أمناء على الشريعة. وكان سلوكهم يبني القريب. غير أنَّ تقواهم لم تمتلك شيئًا بحيث يتميَّزون عن الناس العاديّين. ما كان يظهر شيء إلى الخارج ممّا كانوا في الداخل. ما كانوا يتركون أحدًا يستشفّ سرَّ الله. وسوف نرى بعد ذلك، في الإنجيل، أنَّ أقرب أقرباء مريم ويسوع ما كانوا ليظنُّوا شيئًا من السرّ الكبير، سرّ الكلمة المتجسّد.

أيُّ سلام! أيُّ صمت! أيُّ اتّحاد في هذه العائلة المقدَّسة! أيُّ حوار داخليّ، متواصل، بين يسوع ومريم، بين مريم ويوسف! كان يسوع ينبوع للنعم، وكان يسكبها على الدوام وبوفرة في قلب أمّه مريم فكانت تُشرك يوسفَ بجزء من هذه الوفرة. وهكذا دون كلام الفم بين الواحد والآخر، كانوا يتكلَّمون على الدوام.

 

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM