مزامير تعلِّمنا الحكمة

 

مزامير تعلِّمنا الحكمة

 

يمكن أن يتكلَّم الإنسان في جماعة من الجماعات. ربَّما عند باب المدينة، حيث يعتاد الناس أن يجتمعوا. أمّا هنا، فالمعلِّم يكون في الهيكل ويقدِّم تعليم الحكمة إلى الآتين إلى الحجّ والصلاة. هذا مثلاً مز 37 وعنوانه: مصير أهل السوء. رأى المؤمن أنَّ الشرِّير ناجح في الحياة اليوميَّة، وأنَّ البارَّ فقير. فأين عدالة الله على الأرض؟ لهذا دبَّت الغيرة والحسد في قلب المرنِّم وفي تفكير الجماعة التي تسمع صلاته. عندئذٍ قيل له: "لا تغر من أهل السوء، ولا تحسد الذين يجورون. فهم يُقطَعون سريعًا كالحشيش ويذبلون كالعشب الأخضر". وهكذا تفهم الجماعة أنَّ "الأشرار يقطعهم الربّ". "أمّا الودعاء فيرثون الأرض، وينعمون بسلام عميم". المؤمن واعٍ للخطر الذي يشكِّله الأشرار، فيُقال له: "الذين يرجون الربَّ يرثون الأرض"، في المعنى المادّيّ وفي المعنى الروحيّ، لأنَّ "الأرض" هي أرض يقيم فيها الربُّ ويمنح السعادة للذين يعيشون بقربه.

أمّا طريقة تعليم الحكمة فتأتي بشكل منظَّم: حسب الحروف الأبجديَّة. الألف، ثمَّ الباء، ثمَّ الجيم... حتّى نهاية الأحرف الاثنين والعشرين التي تتألَّف منها الأبجديَّة العبريَّة. "هنيئًا (أو: طوبى. في العبريَّة: أ ش ر ي) لمن يخاف الربَّ ويُسرُّ بصاحبه جدًّا، يكون نسله قويًّا في الأرض والمستقيمون يباركهم الربّ". المؤمن يكون مباركًا، فتصل بركته إلى بنيه وبناته. على مثال ما كان لإبراهيم وإسحاق ويعقوب...

والمزمور 119 الذي هو أبجديّ بامتياز مع 176 آية. وكلُّ ثماني آيات تأتي في حرف واحد. فمنذ آ1: نقرأ: هنيئًا للسائرين في الكمال. وفي آ2: هنيئًا للذين يحفظون وصايا الربّ. ويتواصل مع الفعل في صيغة المضارع: أحمدك، أحفظ وصاياك.

مجال واسع، سفر المزامير في كلام عن الحكمة الحقيقيَّة: أنت تدخل إلى الهيكل، فما هي شروط الدخول ليكون عملك تمجيدًا لله لا تجديفًا على اسمه: تكون يدك نقيَّة، وقلبك طاهر. تبعد الميل إلى السوء وتتجنَّب اليمين الكاذبة وكلُّها نصائح إذا أراد المؤمن أن ينال بركة من عند الربّ.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM