تقديم

 

سلسلة "شذرات"، 18

قراءات في إنجيل لوقا

      الأبوان

أنطوان الدويهيّ وبولس الفغاليّ

الرابطة الكتابيَّة

الطبعة الأولى 2015

الشَّذرة هي قطعة ذهب تُلقّط مِن معدنها. وهي أيضًا اللؤلؤة الصَّغيرة .

ذلك هو هدف سلسلة "شذرات".نحنُ نُشبه طالبي ملكوت السَّماوات، نبحث عن "اللُّؤلؤة الثَّمينة.

في المجموعة الخامسة نُصلّي مع مريم العذراء، مسبحة الورديّة ونتأمَّل في قراءات لوقاويَّة ونتعمَّق في الكتَّاب المقدَّس الذي فيه نغوص في كلمة الله ونحياها في حياتنا.

تقديم

هناك طريقتان للتأمُّل اليوميّ في كلام الله .إمَا نتبع النصوص الليتورجيَّة، فننتقل ربمَّا من إنجيل إلى إنجيل، وربمَّا  إلى نص من أحد الرسائل. وإمَّا نقرأ إنجيلاً واحداً. نأخذ مقاطعه مقطعاً مقطعاً لنعيش الجزء التي أرادت  تلك الكنيسة أن تقدِّمه لنا، أو ذاك الانجيليّ . فمتَّى، مثلاً، جعل الشريعة الموسويِّة أمام المؤمنين وطلب منهم أن يتجاوزوها ليصلوا إلى يسوع الذي هو "شريعتنا"، الذي هو الطريق الذي يقودنا إلى الحقّ والحياة.

أمَّا لوقا فقرأ الكتاب  المقدّس في عهده القديم ، لكنَّه استوحى مناخه ليقدَّمَهُ إلى الطَّبقة المثقَّفة في العالم اليونانيّ. الهدف إظهار رحمة الله. الوسيلة: نخدم كما يسوع خدم، في التَّواضع والوداعة. والنتيجة : ننعم بغفران الله لأننا نستعدَّ بدورنا أن نغفر كما غفر لنا.

امّا في هذه التَّأملاَّت في "شذرات" 18 فالليتورجيا قدَّمت لنا إنجيل لوقا، فدخلنا في رفقة هذا الإنجيليّ إلى عمق كلام الله. ولهذا فرحنا لأنّنا في إطار الليتورجيا وتأمّلنا في نصوص انجيل واحد. هذا ما اعتادت عليه كنيسة انطاكية منذ القديم، مع القراءة المتواصلة لإنجيل من الأناجيل.

فإلى مشوار جديد، يومي، نجعل فيه كلام الله طعامنا اليوميّ ، كما الخبز الماديّ ، لأننا تعلَّمنا بفم يسوع أن الإنسان لا يحيا بالخبز فقط ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM