من يؤمن ويعتمد

 

من يؤمن ويعتمد

 

في انطلاقة الكنيسة، كانوا يعتقدون أنَّ المعموديَّة هي الباب إلى السماء. ولكن إن خطئ مؤمن، هل يبقى الباب مفتوحًا له، أم يحصل له على مثال ما حصل في المثل الإنجيليّ. قال الربّ يسوع: "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيّق" (لو 13: 24). والويل لكم إن تأخّرتم. "عند ذلك يقوم ربُّ البيت ويغلق الباب فتقفون أنتم في الخارج" (آ 25). وحين تدقّون الباب يقول لكم: "لا أعرف من أين أنتم. ابتعدوا عنّي كلّكم، يا أشرار" (آ27).

وهكذا خاف المؤمنون الجدد أن لا يُعطوا الثمر المطلوب منهم، فيكونوا مثل غصنٍ يابس في الكرمة، يستحقُّ أن يكون في النار. وأعلنت المدرسة البولسيّة في الرسالة إلى العبرانيّين إلى الذين استناروا، أي اقتبلوا العماد، ثمَّ خانوا مواعيد عمادهم: مثل هذه الأرض "إذا أخرجت شوكًا وعشبًا ضارًّا، فهي مرفوضة تهدِّدها اللعنة، وتكون عاقبتها الحريق" (عب 6: 8).

من أجل هذا، اعتاد المؤمنون الأوّلون أن يعلنوا إيمانهم بالقلب، ويعترفوا باللسان، كما قال الرسول: "فإذا شهدتَ بلسانكَ أنَّ يسوع ربّ، وآمنتَ بقلبكَ أنَّ الله أقامه من بين الأموات، نلتَ الخلاص. فالإيمان بالقلب يقود إلى البرّ (والعمل بمشيئة الله)، والشهادة باللسان تقود إلى الخلاص (رو 1: 9-10). إذا كان الأمر كذلك، فلماذا نقتبل المعموديّة؟ أمَا الأفضل أن نؤخِّرها حتَّى ساعة الموت أو قبل تلك الساعة بقليل؟ أمَا هكذا فعل الملك قسطنطين الذي اعتمد أسبوعين قبل وفاته، بحيث يستطيع أن يشارك في الوليمة بثياب العرس (مت 22: 11)؟

 

   *** 

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس مرقس (16: 14-20)

 

14وأخيرًا تراءى للأحدَ عشَرَ وهم مُتَّكئون، ولامَ قِلَّةَ إيمانِهم وقساوَةَ قلوبِهم لأنَّهم ما صَدَّقوا هؤلاء الذين رأوهُ قامَ. 15وقال لهم: “اذهَبُوا إلى العالمِ كلِّهِ واكرِزُوا ببشارتي في الخليقةِ كلِّها. 16فالذي مُؤمِنٌ ومُعتمِدٌ مُحيًى، والذي هو لا مُؤمِنٌ مُدان. 17والآياتُ هذه تتبَعُ أولئكَ المؤمنين. باسمي الأبالسةَ يُخرِجُون، بألسنةٍ جديدةٍ يَتكلَّمون. 18وحيّاتٍ يَحملونُ وإذا سُمَّ الموتِ يَشربونَ لا يُؤذيهم، وأيديهم يَضعونَ على المُرضى فيُشفَون.” 19ويسوعُ ربُّنا من بعدِ ما تَكلَّمَ معهم، إلى السماء صعدَ وجلَسَ عنْ يَمينِ الله. 20وهم خرَجُوا فكرَزُوا في كلِّ مكان، وربُّنا عاضِدًا كانَ لهم ومُثبِّتًا أقوالَهم بالآياتِ التي كانوا صانِعين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM