أوَّل معموديَّة مشترك

 

أوَّل معموديَّة مشتركة

 

قضى الرسل الأوّلون الليلَ كلَّه وما اصطادوا شيئًا. ولكن حين قال يسوع لسمعان (بطرس): "سرْ إلى العمق وألقوا شباككم للصيد". عندئذٍ "أصابوا سمكًا كثيرًا وكادت شباكهم تتمزّق" (لو 5: 4-6).  يا للوفرة بعد تعب الليل كلّه. "وما اصطدنا شيئًا". من هو هذا الذي نتبعه؟ وما هذه القدرة التي يتمتَّع بها؟ ضاع سمعان، تحيَّر، فوقع على ركبتَي يسوع وقال: "ابتعدْ عنّي يا سيّدي، أنا رجلٌ خاطئ" (آ9). فما يعني أنِّي ضعيف، لا أستطيع شيئًا. وأنّ يسوع هو هو القداسة بالذات. ما اهتمَّ يسوع كثيرًا لهذا الصيد، بل اهتمَّ للرسل الذين ينقلهم من وظيفة إلى وظيفة، من صيد السمك إلى صيد البشر (آ10). عندئذٍ ترك هؤلاء التلاميذ كلَّ شيءٍ وتبعوه.

وبعد القيامة، عادوا إلى صيد السمك فما أصابوا شيئًا إلى أن جاء يسوع. أدعوكم إلى صيدٍ آخر. كلُّ هذا تذكَّره بطرس مع الرسل يوم العنصرة. صيدٌ واحد أصاب فيه ثلاثة آلاف نفس. وسوف يتبعه صيدٌ ثانٍ، فيصبح العدد خمسة آلاف، وهو عدد الذين دعاهم يسوع إلى طعام سيكون رمزًا إلى الإفخارستيَّا والقربان المقدَّس: "وكان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف."

وكيف كانت هذه الصيدة؟ تكلَّم بطرس باسم التلاميذ عن يسوع المسيح "الذي صلبتموه وقتلتموه بيد الكافرين، ولكنَّ الله أقامه وحطّم قيود الموت" (أع 2: 23). ماذا كانت نتيجة هذا الكلام؟ "تفطَّرت قلوبهم (= قلوب السامعين) وقالوا لبطرس وسائر الرسل: "ماذا يجب علينا أن نعمل أيّها الإخوة؟" (آ37). وجاء الجواب: "توبوا وليعتمدْ كلُّ واحد باسم يسوع المسيح، فتُغفر خطاياكم ويُنعم عليكم بالروح القدس" (آ38). التوبة تحوِّل الحياة، تحوِّل الأفكار والنوايا، انتقال من عالم الناس إلى عالم الله. من الخطيئة إلى النعمة. فالربّ يفتح لكم ذراعيه. ويسوع هو الذي يقدِّمنا لله الآب، بعد أن طبع صورتنا فيه، فما عاد الآب يميِّز بين ابنه الوحيد والأبناء (والبنات) العديدين الذين أُعطوا له. وأخيرًا، يرسل إلينا الروحُ القدس نعمَه ومواهبه. وهكذا انطلقت الكنيسة ولا زالت تنطلق حتَّى صار أبناؤها وبناتها اليوم مليارين ونصف مليار، وهي تنتظر أن يجمع الله في شخص ابنه يسوع جميع البشر، جميع الملائكة "كلّ ما في السماء وما على الأرض" (أف1: 10).

 

***

قراءة من أعمال الرسل (2: 22-41)

 

22أيُّها الرجالُ، يا بني إسرائيل، اسمعوا الكلماتِ هذه: يسوعُ الناصريّ، الرجلُ الذي رُئيَ عندَكم من لدنِ الله بالقوّاتِ وبالآياتِ وبالمعجزاتِ التي صنعَ الله بيدِه بينَكم كما أنتم عارفون. 23هذا الذي كان مَفروزًا لهذه بسابقِ معرفةِ الله وبإرادتِه، أسلمتموهُ بأيدي الكفرةِ وصلبتموهُ وقتلتموه. 24ولكنَّ اللهَ أقامَه وحلَّ حبالَ الشيولِ لأنَّه غيرُ ممكنٍ أن يُؤخَذَ في الشيول. 25لأنَّ داودَ قال عليه: "سابقًا كنتُ رائيًا الربَّ في كلِّ حين، وهو على يميني لئلاّ أتزعزعَ. 26لهذا ابتهجَ قلبي وتهلَّلَتْ تسبحتي، وجسدي أيضًا يسكنُ على الرجاء. 27لأنَّك غيرُ تاركٍ أنتَ نفسي في الشيول، ولا واهبٌ أنتَ صفيَّك أن يرى الفساد. 28كشفتَ لي طريقَ الحياةِ وتملأني بهجةً مع وجهِك. 29أيُّها الرجالُ، يا إخوتَنا، يُسمَحُ القولُ لكم على عينٍ جليَّةٍ على رأس الآباء داود، أنَّه ماتَ وأنَّه أيضًا قُبر، وبيتُ قبرِه هو عندَنا حتّى اليومَ هذا. 30لأنَّه كان نبيًّا وعارفًا أنَّ اللهَ أقسمَ له القسَم: مِن ثمارِ بطنِك أُجلِسُ على عرشِكَ. 31وسابقًا رأى وتكلَّمَ على قيامةِ المسيحِ أنَّه لا يُترَكُ في الشيولِ ولا جسدُه يَرى الفساد. 32فيسوعُ هذا، اللهُ أقامَه ونحنُ كلُّنا شهودُه. 33وهو الذي بيمينِ اللهِ رُفِعَ وأَخذَ من الآب وعدًا على الروحِ القدس وأفاضَ الموهبةَ هذه التي أنتم راؤونَ وسامعون. 34فداودُ ما صعدَ إلى السماء لأنَّه هو من قال: قالَ الربُّ لربّي: اجلسْ أنت عن يميني، 35حتّى أجعلَ أعداءَك موطئًا لرجليك. 36والآنَ حقًّا يَعلمُ بيتُ إسرائيلَ كلُّه أنَّ اللهَ جعلَهُ ربًّا ومسيحًا، يسوعَ هذا الذي أنتم صلبتُم."

37فلمّا سمعوا هذه توجَّعوا في قلبِهم وقالوا لسمعانَ ولبقيَّةِ التلاميذ: "ماذا نصنعُ، يا إخوتَنا." 38فقالَ لهم سمعانُ: "توبوا واعتمِدوا واحدٌ واحدٌ منكم باسمِ الربِّ يسوعَ لغفرانِ الخطايا لكي تتقبَّلوا نعمةَ الروحِ القدس. 39لأنَّ لكم كانَ الوعدُ ولبنيكم ولكلِّ أولئك البعيدين وأولئك الذينَ يدعوهم اللهُ." 40وبأقوالٍ أخرى كثيرةٍ كانَ شاهدًا لهم وطالبًا منهم، قائلاً: تخلَّصوا من هذا الجيلِ العقيم. 41وأناسٌ منهم مُستعدُّونَ قبلوا كلمتَه وآمنوا واعتمدوا. وفي ذلك اليوم نحو ثلاثةَ آلافِ أُضيفوا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM