بين الأسرار السبعة والرتب البيعيّة

 

بين الأسرار السبعة والرتب البيعيّة

 

لبثت الكنيسة قرونًا من الزمن تمارس احتفالاتها ولا تسأل "عقليًّا" عمّا تفعل. هي تعيش حياتها مع يسوع سنة بعد سنة، منذ المجيء حتَّى الميلاد والعماد، وترافقه في صومه وموته وقيامته وصعوده، وأخيرًا في إرساله الروح القدس. ولكن مع الوقت ميَّزت بين نوعين من الاحتفالات: الأسرار السبعة ثمَّ الرتب البيعيّة.

فالرتب أو أشباه الأسرار Sacramentaux هي علامات مقدَّسة تعني، مماثلتها بعض المماثَلة للأسرار. مفاعيل على الخصوص روحيّة، ينالها المؤمن بتوسُّلات الكنيسة. كما يتهيَّأ لتقبُّل مفعول الأسرار الرئيسيّ، وتتقدَّس لديه شتى أحوال الحياة. ذاك ما قال الحقّ القانونيّ. فالرتب ترتبط بعض الارتباط بالأسرار. هي تحاول أن تتشبَّه بالأسرار. أمّا فعاليّتها فمتعلَّقة بصلاة الكنيسة من جهة، ومن جهة ثانية، باستعداد المؤمن.

من هذه الرتب: مباركة الماء التي تتمّ أكثر من مرّة خلال السنة الطقسيّة. ثمّ مباركة الرماد، مباركة الشمع في عيد دخول المسيح إلى الهيكل. وهي تتكوّن من صلوات وضعتها الكنيسة من أجل هدف روحيّ معيَّن: مثلاً الجنّاز، تساعيّة الميلاد...

أمّا الأسرار ففيها تنقل نعمة المسيح بعلامة محسوسة (الماء في المعموديّة، الزيت في التثبيت، الخبز والخمر في الإفخارستيّا...). هكذا يقدِّس سيِّدُنا يسوع المسيح البشر بقوّة الروح القدس.

هو المسيح يعمل بيد الكاهن، بفم الكاهن، بممارسة الكاهن. لهذا نقول: تُنتج الأسرارُ النعمةَ بذات الفعل. على ما قال أوغسطين: عمّد بطرس، المسيح عمّد. عمّد يهوذا، المسيح عمّد. فالمؤمنون الذين يشاركون في السرّ، يعرفون أنّ المسيح هو الفاعل الأوّل والأخير، والكاهن هو أداةٌ بين يديه. ويُمكن أن يستبق هذه الأداة، كما كان الأمر مع بطرس في بيت كورنيليوس. فالروح حلّ على الحاضرين، فقال بطرس: "من يمكنه أن يمنع عنهم ماء المعموديّة؟" (أع 10: 47). لا شكّ نستطيع أن نختار الكاهن أو الأسقف... ولكن من خلال كلّ من نال الكهنوت، هي نعمة المسيح تصل إلينا بشكلٍ مجانيّ. فهنيئًا لنا إن تقبّلناها فننمو بفضلها "بالقامة والحكمة والنعمة" على مثال يسوع المسيح الذي لم يستحِ بأن يدعونا إخوته.

 

*  *  *

 

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيح للقدِّيس يوحنّا (14: 15-27)

 

15إن أنتم مُحبّونَ لي، فاحفظوا وصاياي. 16وأنا أطلبُ من أبي فيهبُ لكم بارقليطًا آخرَ ليكونَ معكم للأبد. 17روحَ الحقِّ، ذاك الذي العالمُ غيرُ قادرٍ على قبولِه، لأنَّه ما رآهُ ولا عرفَه. أمّا أنتم فعارفونَه، لأنَّه عندكم ساكنٌ وفيكم هو. 18أنا لا أتركُكم يتامى، لأنّي آتي إليكم. قليلاً آخرَ 19والعالمُ غيرُ راءٍ لي، أمّا أنتم فترونني لأنّي أنا حيٌّ وأنتم أيضًا تحيونَ 20في ذلك اليومِ تعرفونَ أنّي أنا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم.

21مَنْ كانتْ لديهِ وصاياي وهو حافظٌ لها، فذاكَ هو المُحبُّ لي. والمحبُّ لي يُحَبُّ من لدُنِ أبي وأنا أحبُّه وأُظهرُ له نفسي." 22فقالَ له يهوذا، وما كانَ الإسخريوطيّ: "يا ربُّ، ما هو حتّى تُزمِعَ أنتَ أن تُظهِرَ نفسَك لنا، لا للعالم؟" 23فأجابَ يسوعُ وقالَ لهم: "المحبُّ لي حافظٌ كلمتي وأبي يحبُّه وإليهِ نحنُ آتيان، ومسكنًا نحنُ عندَه صانعان. 24واللامحبٌّ لي غيرُ حافظٍ كلمتي والكلمةُ هذه التي أنتم سامعونَ ما هي خاصَّتي بل (خاصَّة) الآبِ الذي أرسلَني. 25بهذه تكلَّمتُ إذ كنتُ أنا عندَكم 26أمّا ذلك البارقليط، الروحُ القدس، ذاك الذي يُرسِلُ أبي باسمي، فهو يعلِّمُكم كلَّ شيء وهو يُذكِّرُكم بكلِّ ما أنا قائلٌ لكم. 27السلامَ أنا تاركٌ لكم. سلامي الخاصّ أنا واهبٌ لكم. ما كانَ كما العالمُ واهبٌ، أنا واهبٌ لكم أنا. لا يضطربُ قلبُكم ولا يخافُ.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM