ثمار الروح في الكنيسة

 

ثمار الروح في الكنيسة

 

حين جرَّب الشيطان يسوع، قال له: "أعطيك ممالك الدنيا إن أنتَ سجدتَ لي." فردَّ الربُّ بكلام من الكتاب: "لله وحده تسجد وإيَّاه وحده تعبد." إذا كان الربُّ نفسه قال هذا الكلام، والكنيسة جسده في كلامها عن الروح في المجمع المسكونيّ الثاني قالت عن الروح القدس: "المسجود له والممجَّد مع الآب والابن". فهذا يعني أنَّ الروح مساوٍ للآب والابن. وإذ نسجد للآب وللابن نسجد أيضًا للروح القدس.

تكلَّم العهد القديم عن روح الله كما تكلَّم عن يد الله وعين الله. هي صفة ملتصقة بالله: عينه ناظرة، يده فاعلة، وروحه تمضي لعمل ما يريده الله. إلى هنا وصلت التوراة في تأمُّلها وإن أطلَّت بعض الشيء على الروح وكأنَّه شخص حيّ يفعل باستقلاليَّة عن الآب وهو في الوقت عينه متَّحد بالآب والابن.

إذا كان الروح يشارك في الألوهة، فهذا يعني أنَّه قادر أن يعمل في الكون. وهذا ظاهر في سفر الأعمال حيث يحرِّك الرسل ويدفع الكنيسة إلى الأمام. ويعطينا القدِّيس لوقا في هذا المجال وصول التلاميذ إلى البحر قبل العبور إلى أوروبّا. فهذا الروح منع الرسولين من الانطلاق في طريق نحو الشرق، وما سمح لهم بالتوجُّه نحو الغرب. ولمّا استعدَّا للمغامرة في البحر، انفتحت أمامهما الرسالة وأيُّ رسالة (أع 16: 6ي)!

هذا الروح، قال عنه الربّ، يعطينا فنَّ التفكير في الكلام أمام الصعوبات. "لستم أنتم المتكلِّمين بل روح أبيكم هو المتكلِّم فيكم"، فكأنِّي بالآب والابن تركا الروح يفعل في الكنيسة بقدرة وحكمة وشجاعة. هو القائد الذي يوجِّه المؤمنين. والويل لمن لا يسير بحسب توجيهه. والويل خصوصًا لمن يجسر أن يجدِّف عليه، أي ينسى صفته الإلهيَّة، ويترك كلَّ وحي من لدنه. قال يسوع: "لا يُغفَر له". قد نُخطئ تجاه الابن فيُغفَر لنا. أمّا أن نَخطأ ضدَّ الروح، فلا غفران لنا، لأنَّ توجيهه جليّ، واضح...

 

إنجيل متّى 12: 30-37

مَنْ لا يكونُ معي فهو ضدِّي، ومَنْ لا يجمعُ معي تبذيرًا يُبذِّرُ. لأجلِ هذا أنا قائلٌ لكم: كلُّ الخطايا والتجاديفِ تُغفَر للناس. أمّا الذي على الروحِ فلا يُغفَر للناس. وكلُّ مَنْ يقولُ كلمةً على ابنِ الإنسان يُغفَر له. أمّا مَن يقول على الروح القدس فلا يُغفَر له، لا في هذا العالَم، ولا في العالم العتيد.

أو اجعلوا الشجرةَ حسنةً (فتكونَ) ثمارُها حسنة. أو اجعلوا الشجرةَ رديئةً (فتكونَ) ثمارُها رديئة. فالشجرةُ من ثمارِها تُعرَف. يا وُلْدَ الأفاعي، كيف أنتم قادرون أن تتكلَّموا عن الصالحات، وأنتم أشرار؟ فمِنْ فضلاتِ القلبِ الفمُ يتكلَّمُ. والرجلُ الصالحُ يُخرِجُ الصالحاتِ من الذخائرِ الصالحة، والرجلُ الشرّيرُ من الذخائرِ الشرّيرةِ يُخرجُ الزور. وأنا قائلٌ لكم: كلُّ كلمةٍ بطّالةٍ يقولُها الناس، يُعطونَ جوابًا عنها في يومِ الدين. فمِن كلامِك تُبرَّرُ، ومن كلامِك تُدان.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM