الفصل الثالث والعشرون
السراج والمكيال
4: 21- 25
نحن أمام قولين يرتسمان أمامنا من خلال صورة السراج وصورة المكيال (أو: الكيل). يبدو القولان والصورتان في تعبير عام بحيث ننتظر أن نراها مستعملة في أطر مختلفة ومع مدلولات متنوّعة.
1- الوجه الأدبي للمثلين
نستطيع أن نتحدّث هنا عن مثلين، والمثل يعطي تعليماً في صورة. فنحن هنا في "خطبة الأمثال" كما بدأت عند مرقس (4: 1 ي) وهي تنتهي في 35:4 مع الذهاب عند المساء إلى الشاطىء الآخر. ولكن هذين المثلين يختلفان بشكلهما عن الأمثلة الرئيسية التي في هذا الفصل وهي: مثل الزارع، مثل الزرع النابت من ذاته، مثل حبة الخردل. ثمّ إنّ التشبيهات المستعملة هنا (السراج، الكيل) لا ترتبط بالتشبيه الذي يضمّ الأمثلة الثلاثة الباقية، وهو الزرع.
من المعقول أن يكون مرقس أدخل هنا أربعة أقوال كانت في الأصل مستقلّة. وهكذا يثبت آ 10- 12 (حول مغزى الأمثال) وآ 13- 20 (حول تفسير مثل الزارع). مثلان مستقلان، وكل واحد يبدأ بعبارة تتكرّر: وقال لهم أيضاً (آ 21- 24). إذن لم تكن آ 21- 25 في الأصل مجموعة واحدة، وسوف نرى موادها مبعثرة عند متى ولوقا.
أ- آ 21: أيؤتى بسراج
يبدو أن آ 21 (أيؤتى بالسراج) توجّه في البداية إلى الذين كانوا مسؤولين عن الكلمة في إسرائيل: أين يوضع السراج؟ هل نخفي التعليم عن المؤمنين؟ قال يسوع في هذا الصدد: "الويل لكم، أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنتم تغلقون في وجه الناس ملكوت السماوات. فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون" (مت 23: 13). ونقرأ في لو 11: 52: "أخذتم مفاتيح المعرفة".
نجد في لوقا نصين يوازيان آ 21. الأول (16:8): "ما من أحد يوقد سراجاً ويغطيه بإناء أو يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة ليبصر الداخلون نوره". إنه يقع في السياق عينه، ويرد حالاً بعد تفسير مثل الزارع (لو 8: 11- 15). إذاً معناه هنا يشبه ما نجد في مر 4: 21. والنص الثاني (11: 33) يقع بين المقطوعة حول آية ابن الانسان (11: 29- 32) وقول حول "العين سراج الجسد" (11: 34- 36). "ما من أحد يوقد سراجاً ليضعه في مكان خفي أو تحت المكيال، بل على المنارة ليبصر الداخلون النور". كيف نفسّر هذا الكلام؟ إن الإشارة إلى السراج في آ 33 تثبّت الفكرة القائلة إن الحقيقة لا تحتاج إلى علامات. إنها نور في حدّ ذاتها ومعناها هو في داخلها. ولكن النقطة الهامة في الصورة (سراج موضوع على منارة) لا تجد لها تطبيقاً واضحاًَ. فيمكن أن تدلّ آ 33 وآ 29- 32، آ 34 على ما هو ضروريّ للإنسان لكي يرى نور آ 33. ومن الممكن أن لا يكون هناك علاقة بين آ 33 وآ 29- 32 وأن تكون آ 33 قريبة من آ 34 بسبب وجود مفردة مشتركة هي "لوخنوس" (سراج).
ويرد النص في متى، ولكن في سياق آخر (خطبة الجبل). يرد في 15:5 (لا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، بل على المنارة فيضيء لجميع من في البيت) وفي خط مر 4: 21. يجب أن يُبصر النور. ولكن تكلّم مرقس ولوقا عن السراج في حدّ ذاته، فتكلّما عن الإنجيل. أما متى فحدّد فيما بعد (5: 16) أنه يعني "النور" الذي ينشره التلاميذ بأعمالهم.
ب- آ 22: لا خفي إلاّ سيظهر
نجد عند متى نصاً موازياً لهذه الآية، وهو يقع في إطار إرسال التلاميذ (10: 26). عليهم أن لا يخافوا (آ 26- 28) لأن الوحي الذي سلّم إليهم، يتضمّن دينامية داخلية. إذن، على التلاميذ أن يعلنوا بالصوت العالي وفي كل مكان ما قاله لهم يسوع في السرّ. من الواضح أننا في هذا الإطار أمام إعلان للإنجيل ليسمعه الجميع ويستنيروا بنوره.
أما عند لوقا فنجد نصين موازيين لهذه الآية. الأولى (17:8) يقع في السياق عينه ويحمل المعنى الذي قدّمه مر 4: 22. أما الثاني (12: 2) فهو يقابل نص متى (26:10)، فيدخل في الإطار عينه، ويدلّ على إعلان الإنجيل. غير أن الإشارة إلى رياء الفريسيين في آ 1 (إحذروا من خمير الفريسيين) والشكل المعطى للتقليد في آ 3 (ما نطقتم به في الظلمة، في مت 27:10) يجعلاننا نطرح السؤال التالي: هل عنى لو 2:12 في الأصل رياء الفريسيين ثم إعلان الإنجيل؟ الأمر ممكن. فالشكل العام لهذه الأقوال التي نجدها في آ 2- 3 لا تساعدنا على التأكيد ولا على الرفض أمام هذه الفرضية.
ج- آ 24- 25: انتبهوا لما تسمعون
كتب مرقس في آ 24: "إنتبهوا لما (للشيء الذي) تسمعون". وكتب لوقا في النص الذي يوازيه (18:8 أ): "إلى الطريقة التي بها تسمعون، كيف تسمعون". هي اختلافة قليلة الأهمية، لا سيما وأن نهاية آ 24 ستعود بنا إلى الطريقة التي بها نسمع.
غير أننا نجد مرة أخرى في آ 24 ب قولاً يمكن أن يطبّق على أوضاع مختلفة. وقد يدلّ هنا على أن الكلمة تُعطى بقدر ما نعرف أن نتقبّلها. ويضيف مرقس: الله سيزيد: يكال لكم وتزادون (لا ننسى أن صيغة المجهول تدلّ على الله الذي سيزيد نعمة على نعمة). أما مت 2:7 ولو 37:6، فقد استعملا هذا القول في إطار آخر وفي معنى آخر. إنه يرتبط بعلاقاتنا مع القريب. في متى، نجد المعنى السلبي: ندين الآخرين ونقسو عليهم، فتكون دينونتنا مضاعفة والحكم علينا قاسياً من قبل الله (لا تدينوا لئلا تدانوا... يُكال لكم: صيغة المجهول). وفي لوقا نجد المعنى الإيجابي. حين نعطي نُعطى (من الله) عطاء مضاعفاً، بل مئة ضعف: "كيلاً جيّداً، ملبّداً، مهزوزاً، فائضاً".
ونجد في آ 25 قولاً مأثوراً آخر. يعود إلى جذور شعبية وهو يقابل ما في الحضارات المختلفة حيث لا يقرض الناس إلاّ "الأغنياء". طبّقه يسوع على المجال الروحي. إن القول في آ 25 هو تأكيد شعبي لما في آ 24. وقال لوقا الشيء عينه وإن بشكل مختلف في ذات الإطار النصوصي (لو 18:8). وورد هذا القول في مت 12:13، ولكن في إطار موازٍ لنص مر 4: 10- 12 حيث لم يستعمل مرقس هذه العبارة. ثم إن اللفظة المستعملة في متى بعد "أعطى" هي: يكون له وفر وكثرة. وهي تقابل ما في مر 24:4 ب: يضاف لكم أكثر.
وأخيراً، إن هذا القول قد استعمله متى في مثل الوزنات (مت 29:25) ولوقا في مثل الدنانير (لو 26:19). أورده يسوع في هذين المثلين ليبرّر ما فعله حين أخذ الوزنة من صاحب الوزنة الواحدة وأعطاها للذي معه عشر وزنات. وهكذا دلّ على قساوة الدينونة من جهة، كما دلّ على سخاء الله الذي لا حدّ له.
2- عودة إلى النصّ.
إن هذه الآيات تخفي في ذاتها أقوالاً مأثورة يمكن أن تطبّق على حالات متعدّدة وعلى مواضيع متفرّقة. وقد يكون يسوع تفوّه بها أكثر من مرّة ليلقي ضوءاً على تأكيدات مختلفة لا رابط يربطها على مستوى المعنى. وقد يكون قال قولاً في هذه المناسبة، وقولاً آخر في تلك... وجاء التقليد الأولاني فجمعها، وهكذا وصلت إلى الإنجيليين.
وإذا عدنا إلى مرقس، وجدنا أن مجموعة آ 21- 25 ترتبط بلا شكّ بالتعليم بالأمثال. كرّر في آ 24 وآ 26 "وقال لهم أيضاً". كان بإمكان الإنجيلي أن يستغني عن هذه العبارة. ولكننا كما قلنا أمام مثلين مستقلّين جُمعا وأدخلا في ف 4 بسبب ارتباطهما مع معنى آ 10- 20.
إن غياب هذه التوازيات عند متى في ف 13 (ما عدا آ 25 التي استعملت في موضع آخر)، وعدم وجود الكلمة عن الكيل عند لوقا، يدلاّن على ترتيب خاصّ بمرقس. إختلف مرقس عن متى ولوقا، وربّما اختلف مع نفسه إذا أردنا أن نسمّي هذه الأقوال بعضاً من أمثال يسوع.
من الواضح أن آ 21 تؤكّد أن ملكوت الله يجب أن يظهر، وسوف يظهر. فنور الكلمة لا يأتي ليُسلب من البشر، بل لكي يبصره البشر (يريد البشر أن يبصروا النور، لو 8: 16 ب). واستعمال "جاء" (ارخوماي) هو استعمال شعري ولكنه جريء وغريب للتحدّث عن سراج. فالمسيح هو الذي يجيء، والسراج يدلّ على رسالته (7:1: يجيء بعدي؛ 17:2: ما جئت لأدعو الصديقين). ولكن هل نستطيع القول إن آ 21 تتماشى مع آ 11- 12 (أولئك الذين في الخارج لا يبصرون)؟
وهل تتماشى آ 22 مع آ 11- 12؟ إن آ 22 هي جواب على اعتراض قد تولده آ 11- 12. هناك في الواقع أمور خفية، والله هو الذي يخفيها، وهو الذي أرادها أن تبقى خفية. والأمثال حسب آ 11 هي في خدمة هذا "الهدف الإلهي": "لكي ينظروا ولا يبصروا" (آ 12). ولكن آ 22 تقدّم لنا الجواب: كل خفي هو هنا لكي يُعلن، كل مكتوم هو هنا لكي يُعلم.
لا يعني هذا النصّ وبطريقة باهتة: في النهاية كل خفي سوف يعلم: هذا هو منطق الأشياء. أو أن الله سوف يكشفه (صيغة المجهول في الكتاب المقدس). كلا. هناك رباط بين ما هو خفي وما هو معلن. فما هو خفي، هو خفي بإرادة الله (آ 11: كل شيء بأمثال، بألغاز). هو خفي في منظار الوحي وهدفه. ولكن سيأتي وقت فيه يعلن.
إن مجيء الملكوت هو مكتوم على الكثيرين. ولا يظهر إلاّ في إنسان "جاء بشكل لا يلفت النظر" (لو 20:17- 21). ولكن هذه الطريق "المُغْفلة" والخفية التي جاء بها يسوع، ترتبط إرتباطاً عميقاً بهذا الملكوت، والله نفسه يراعي هذا الوضع (هو المربّي الذي يرافق بطء أبنائه). إذن، تبقى الأمور خفية، للحفاظ على حقيقتها لا لحرمان الناس منها. ولكن هدف الله النهائي هو أن يوحي بها. ولكن في وقتها، لا قبل الوقت المحدّد.
تستعيد آ 23 ما قيل في آ 9، وهي نداء لكي نفهم هذا الوضع وهدف الله؟
إن ملكوت الله هو سرّ (آ 11). ولكن السرّ الذي يبدو لغزاً (في العهد الجديد)، هو مدعو في النهاية لكي يصبح وحياً. السرّ ليس جدار نرتطم به. هو بحر نغوص فيه. البداية صعبة، ولكنها بداية، وهي تقودنا بطريقة تدريجية إلى كمال الوحي. في آ 10- 12، قدّم مرقس سرّ الملكوت على أنه مفتوح على البعض، مُغلق على الآخرين، وذلك بشكل نهائي. أما النص في آ 23 فيقول بوضوح إنه أخفي لكي يُعلن. لم يعد التمييز على مستوى الأشخاص (الذين من الخارج، الذين من الداخل) بل على مستوى الزمن. لا شكّ في أن البعض نالوا سرّ الملكوت، وأن كل شيء يتم بالألغاز للآخرين. ولكن لا شك أيضاً أن ما هو خفي الآن للذين في الخارج سيبقى لهم كذلك ما داموا في الخارج. يجب أن يصيروا مع الذين في الداخل، مع الذي حول الاثني عشر. حينئذ يُعلن لهم سر الملكوت.
ربط مرقس تأكيدات آ 21- 22 مع التعليم بأمثال. ولكننا لا نرى كيف نربط هذه التأكيدات بما في آ 11- 12 من تعليم.
إن آ 21- 23 حدّدت موقع هدف الله بالنسبة إلى الكلمة. وكانت آ 24- 25 تنبيهاً على مستوى المسؤولية البشرية تجاه هذه الكلمة، تجاه عطايا الله.
3- نور السراج وكيل السماع
نحن هنا أمام مقابلتين قصيرتين ترتبطان بعبارة: "وقال لهم أيضاً". ليس لهاتين المقابلتين الطابع الخاص بالأمثال، بل هما تحدّدان وظيفة اللغة الامثالية. تشدّد المقابلة الأولى على مسؤولية أولئك الذين أعطي لهم سر الملكوت (4: 11: "أوتيتم أن تعرفوا سر الملكوت". فماذا تفعلون بهذه المعرفة؟)، فعليهم أن يبقوا متنبهين وحكماء. لأن عليهم أن يؤدّوا جواباً عن حب الله الذي يسلّم ذاته للانسان كما الحبّة في الأرض. لقد صاروا السراج الذي يضيء.
غير أن هذه النعمة التي تجعلهم "مستودعاً" للنور، تلزمهم بأن ينيروا العالم: فما ظلّ خفياً حتى الآن، يجب أن يعلنوه تدريجياً، أن يكشفوه على عيون الملأ. لقد اختار يسوع أولئك الذين أرادهم لكي يعلنوا الكلمة ويكون لهم سلطان على الأرواح النجسة (3: 14- 15). فيجب عليهم الآن أن يجعلوا عمق التعليم بمتناول الجميع، بشهادة إيمانهم وحقيقة عملهم.
إن التحريض الأخير في مثل الزارع (29:4)، يستعاد هنا في جملة شرطية: "إن كان لأحد أذنان للسماع فليسمع" (23:4). لقد صار المعنى واضحاً بالنسبة إلى الذين سألوا المعلّم (4: 10): نحن أمام خيار حرّ يتجاوب مع نداء. لا شكّ في أن يسوع جاء من أجل الجميع وتكلّم من أجل الجميع. هكذا نفهم مثل الزارع الذي رمى بذاره في كل الحقول، حتى القاسية والصخرية منها. ولكن يجب على الزارعين الآخرين أن يكرّروا ما عمله بلا ملل، حتى نهاية العالم. ظلّ تعليمه خفياً لعدد كبير من الناس. فيجب أن يملأ أفواهاً أخرى ليترجَم في مختلف لغات البشر.
إذن، لينتبه كل واحد إلى طريقة سماعه للكلمة. فالسماع هو "مكيال" التعليم الذي نتقبّله: فكل إنسان يسمع ما يقدر على سماعه، أو ما يريد سماعه. والإنسان يحكم على نفسه بطريقة سماعه واتساع هذا السماع. ويصبح هذا التصريح مشخصناً في الحال: إنه يتوجّه إلى شخص محدّد، إليّ وإليك. فكما توجّه يسوع في آ 11 إلى الذين يحيطون به (أنتم قد أوتيتم، كانت لكم نعمة عظيمة من قبل الله)، ها هو الآن يوجّه كلامه بشكل مباشر إلى تلاميذه ليجعلهم يعون مسؤوليتهم أمام الكلمة: "بالكيل الذي تكيلون به، يكال لكم وتزادون" (4: 24. نلاحظ هنا صيغة المخاطب الجمع: أنتم). وأردف مرقس بواسطة قول أشار إليه متى ساعة ميّز يسوع بين فئتين من السامعين (مت 12:13): "من له يُعطى، ومن ليس له يؤخذ منه ما هو له" (مر 25:4). إن هذه الآية تستنير بنور السياق: ما هو لنا هو آذان تسمع، هو قلوب تتقبّل الكلمة وإلاّ جاء الطير وأكلها، جاء الشيطان وانتزعها (4: 4، 15).
نكتشف هنا من جديد الموضوع الحكميّ حول إمكانية تقبّل المعرفة. وهذه المعرفة تنمو بالنسبة إلى استعداداتنا. الحكمة الإلهية هي مبدأ فهم يتعمّق يوماً فيوماَ، لمن يريد أن يتقبّل التعليم منها. نقرأ في أم 1: 2- 7 عن الحكمة التي تبيّن لنا معنى الكلام وتعلّمنا المشورة والتعقّل. "يسمعها الحكيم فيزداد علماً والفهيم فيكتسب هداية". ونقرأ في أم 9:9: "أفد الحكيم فيزداد حكمة، وعلّم الصديق فيزداد علماً". غير أن هذه الحكمة الإلهية تصبح صعبة الفهم على من يرفضها، وتنغلق تدريجياً على من ينغلق عليها. نقرأ في أم 8: 35- 36: "من وجدني وجد الحياة، ونال رضى من الرب. ومن أخطأني (أو: أغاظني) أضرّ نفسه، ومن أبغضني أحبّ (فضّل) الموت". وفي أم 6:14: "الحكمة عبثاً يطلبها الساخر، والمعرفة للفهيم سهلة المنال".
وهكذا نرى كيف تتغلغل شيئاً فشيئاً بذار المثل: إن وجدت أرضاً طيبة، نمت وأثمرت. إن سقطت على الطريق، في أرض صخرة وبين الأشواك، أجهضت وماتت. وهكذا نفهم أن لغة الأمثال ليست فقط نقلاً خفياً لمضمون وتعليم. إنها طريقة بها نكتشف كيف نسمع. وإذا سمعنا نعمل