الفصل الثاني عشر:نشيد العائدين من المنفى

الفصل الثاني عشر

نشيد العائدين من المنفى

مع هذا الفصل ينتهي "كتاب عمانوئيل" على أن تبدأ في ف 13 النبوءات على الأمم (ف 13-23). أمّا ف 12 فهو نشيد شكر شبيه بنشيد الهاربين من مصر والعابرين في البحر. في خر 15: 1ي، أنشدت الجماعة حول مريم: "رنِّموا للربِّ الذي تعظَّم، طرح الفرس وراكبه في البحر" (آ21). وكانت البداية: "أرنِّم للربّ... الربُّ قوَّتي ونشيدي" (آ22). وفي إش 12 أنشد العائدون من المنفى: "أحمدك يا ربّ..." (آ1).

نستطيع أن نجد قسمين في هذا الفصل. الأوَّل في صيغة المخاطب المفرد: وتقول (أنت) "أ م ر تَ". والثاني في صيغة المخاطب الجمع: "وتقولون (أنتم): "و أ م ر ت م". كما يبدأ كلُّ قسم بعبارة: "في ذلك اليوم" (ب ي و م. هـ هـ و ا). هو يوم يعرفه الربّ، ونحن ننتظره في الرجاء عارفين أنَّ الربَّ يفعل فيه.

يتوجَّه النبيّ إلى الشعب، بل إلى كلِّ إنسان بمفرده، عاد من المنفى. واجبه الأساسيّ الشكر والحمد. قابل بين الماضي والحاضر. في الماضي "الغضب" (أ ن ف تَ) أو العقاب بسبب ما ارتكبنا من خطايا. واليوم، التعزية (ت ن ح م ن ي). في 10: 25 قال الربُّ للمؤمن: بعد وقت قليل يتوقَّف سخطي. وها هو يتوقَّف. ونحن نتذكَّر مز 30: 6: "غضبه يدوم لحظة ورضاه مدى الحياة. عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح الترنيم".

لماذا الترنيم؟ بسبب الخلاص (ي ش و ع ه). يتكرَّر اللفظ مرَّتين في آ2، ومرَّة ثالثة في آ3. وتكون ردَّة الفعل عند المؤمن، الاطمئنان. فهو لا يمكن أن يرتعب، كما كان يحصل له عندما يأتي الجيش المجتاح. بما أنَّ السلام حلَّ في البلاد، يسكن الإنسان آمنًا (ب ط ح، مطمئنًا) "تحت كرمته وتحت تينته" (1 مل 5: 5). وبما أنَّني "قويّ" بالربّ، أستطيع أن أرتِّل (ز م ر). فلا مجال بعدُ للبكاء.

"تستقون مياهًا". هو عيد المظالّ، عيد الشكران في نهاية السنة وجمع محاصيل الأرض. لم يأتِ السالبون ولا الناهبون، كما كان يحصل مثلاً في زمن جدعون، الذي قهر المهاجمين في مديان. وفي النهاية ينشدون لمن هو ينبوع الخلاص: "عندك ينبوع الحياة وبنورك نرى النور. أدِمْ رحمتك للذين يعرفونك وعدلك للمستقيمي القلوب" (مز 36: 10-11).

ويتوجَّه النبيّ مرَّة ثانية إلى الشعب، إليهم جميعًا. "احمدوا الربَّ، ادعوا باسمه". الاسم هو الشخص. نقول الاسم لئلاَّ نقول "يهوه، الربّ". مرَّتين يُذكّر الاسم: نحن ندعو الربَّ لأنَّه المتعالي فوق البشر. في القسم الأوَّل أُنشد "خلاصُ" الله. والآن تنشد أعماله، التي هي أعمال خلاص. وأيّ أعمال بها يفتخر المؤمن.

"يا ساكنة صهيون". أي أيَّتها الجماعة المقيمة حول الهيكل، ويا سكّان أورشليم. أي سعادة سعادة هؤلاء المؤمنين الذين يستطيعون أن ينشدوا: "ما أحبَّ مساكنك يا ربَّ الجنود. كم أودُّ (ي د ي د و ت) أن أكون "عصفورًا يجد بيته لديك" (مز 84: 2، 4).

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM