الخاتمة

الخاتمة

قرأنا كتاب: كهنة وخدّام في بيت الرب. أين كانت فرحة كهنة الربّ أن يكونوا في الهيكل الذي دُعي حين بناه سليمان: البيت. فلا بيت غيره للمؤمن. يمكن أن نبدّل بيوتنا لأسباب اقتصادية أو عمليّة أو لأي سبب آخر. ولكن يبقى "البيت" هو بيت الكاهن: ما أحبّ مساكنك يا ربّ الأكوان!

والإنجيل يكلّمنا مراراً عن "البيت" دون أن يحدّد أي بيت. فلا هو بيت بطرس ولا هو بيت يوحنا ولا بيت اندراوس. هو البيت في المعنى المطلق. حيث يكون يسوع هناك يكون البيت وهناك يكون الرسل حول معلّمهم. وهناك نكون نحن الكهنة، بل جماعة المؤمنين الذين يحاصرون البيت ليكونوا قرب يسوع، يسمعون كلامه ويرون أعماله.

والكنيسة، اعتدنا أن نسمع من زمان، هي بيت الله. وبما أن الكاهن هو خادم الله وكاهنه، فالكنيسة بيته وإليه يدعو الناس. وهكذا يبدأ قدامه: دخلت بيتك يا الله، فهو بيتنا. نأتي إليه من هنا وهناك لنشارك في الوليمة التي يهيئها لنا الربّ.

من هو "رئيس" هذا البيت؟ يسوع المسيح. كيف استقبل التلاميذ؟ غسل لهم أقدامهم. وإذا كانوا أمناء له يقوم فيحنو لهم. نحسبه الأول، جعل نفسه الآخر. نحسبه الرب فيقول: أنا بينكم كالخادم.

وهكذا برز كتابنا في ثلاث محطات: الخدمة في المحبّة. وحده المحبّ يعرف كيف يخدم. الصورة التي أمامنا هي الأم (والأب). ومن لا يحبّ يرفض أن يخدم، وإذا قوي سلطانه، يطلب من الناس أن يخدموه. والمحطة الثانية: الخدمة في الليتورجيا، أو صلاة الجماعة فالكاهن خادم الكلمة. يحملها إلى الجميع فيشابه السبعة الذين اختارهم الرسل، فبرز منهم اسطفانس الذي مات وهو يعلن الكلمة. ثم يعقوب الذي مضى إلى السامريين وجاب ساحل فلسطين يدفعه الروح والكاهن خادم الأسرار: يستقبل الطفل عند جرن العماد فيعطيه بنوّة ثانية بعد البنوّة الأولى: كان ابن فلان وفلانة. وأضيف: صار ابن الكنيسة بحسب قول الآباء: لا يستطيع أحد أن يدعو الله أباه إن لم تكن الكنيسة أمّه. فمن كان خارج الكنيسة يشابه الابن الأكبر الذي لبث خارجاً في الظلمة ساعة الجميع يفرحون معاً ويمرحون وأنوار الله تشعّ عليهم. أو يشابه الخروف الضال، فيطلب من الراعي أن يمضي فيبحث عنه ويعود به إلى الحظيرة، فنكون الرعية واحدة حول الراعي الواحد.

والمحطة الثالثة جعلت أمامنا بعض الوجوه من آبائنا الذين نجهلهم قديسون عديدون في العالم المسيحي، من شهداء ومعترفين وأساقفة ومعلّمين. الذين هم من الغرب نعرفهم، والذين من الشرق؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM