القسم الثالث:

القسم الثالث

5: 5         هذه: ما يحصد، يأكله الجائع. أي كلُّ ما جمعوا يأكله الجائعون. أعني: أصحاب الفضيلة الذي يستحقُّونه.

5: 6-7 وهذه: لا يخرجُ الكذب من التراب ولا الإثم من الأديم... وأبناء العصفور يرفعون الجناح. بهذين النوعين، التراب والطير، تحدَّث (الكاتب) عن كلِّ الصوامت التي لانفس فيها، والكائنات الخرس المحرومة من الكلام ليقول: بها لا يُصنَع إثم. ولهذا فهي أعلى من الأوجاع والعقابات. أمّا الإنسان الذي هو ناطق، فهو يُذنب بحرِّيَّته، فيولَد في الأتعاب ويربو في الآلام لكي يسيطر على طبيعته.

5: 14 وهذه: يجسُّون ويتلمَّسون. المعنى هو هو. يُشبهون العميان الذين يتلمَّسون.

5: 19 وهذه: في ستِّ ضيقات ينجِّيك، وفي سبع (لا يمسُّك سوء). هذا لا يعني أنَّ (الكاتب) يضع حدًّا للعناية الإلهيَّة في عددٍ ما، بل أراد أن يقول: (الله) ينجِّيك نجاة كاملة من الشرور التي تحيق بك.

5: 23 وهذه: لأنَّ([1]) مع حجارة البرِّيَّة يكون عهدك([2]). أي حتّى الأرض تعيد لك فيضًا من الثمار. أي: أقمتُ معك عهدًا بأن لا ينقصك شيء. واللفظ: حجارة. أي تستخرج إفادة حتّى من الحجارة.

*  *  *

6: 4         ورعب (الله). أي: ضرْبتُه.

6: 5         هل ينهق الحمارُ الوحشيّ على العشب أو يخور (الثور) قرب العلف؟ إذ (ذكر) الحمارَ الوحشيّ، تحدَّث عن وحوش البرِّ كلِّها. وإذ (ذكر) الثور (تحدَّث) عن جميع البعير (أو: الحيوان الداجن). أي: لا الوحوش ولا البعير تصرخ حين يكون لها طعام، ولا الإنسان أيضًا حين يجد ما هو ضروريّ له فيقتنيه كما ينبغي ويكون متبَّلاً بالملح.

6: 6         ܚܠܡܬܐ. هو المسيخ([3]). كما أنَّ لا طعم في عصير هذه (النبتة)، هكذا لاطعم في أقوال تُقال في الفراغ وبدون علَّة. وهذا ليقول: بكلِّ حقٍّ أشتكي من خطورة أوجاعي.

6: 9-10 وليحدْ يده فينهيني: أي، ليجعل نهاية لحياتي بواسطة ما يصنعه. وكذلك الكلمات: لأُنهَى أيضًا بقوَّة وبدون شفقة. أي: أطلب أن يأتي عليَّ بالموت بقوَّة وبدون رحمة.

6: 16-17 الكلمات: هؤلاء الذين خافوا من الجليد، عليهم كَثُر الثلج. إقرأ هكذا: هؤلاء الذين خافوا منِّي، واقطع (هنا)([4]). والباقي بعده. أراد أن يقول: هؤلاء الذين كانوا يخافون منِّي في الماضي ويتهيَّبون قدّامي، احتُقرتُ هكذا لديهم وكأنِّي لستُ موجودًا، مثل الجليد والثلج اللذين تشرق عليهما الشمس فيذوبان ولا يُعرف موضعُهما.

6: 19-20 الكلمات: هل تطلَّعوا إلى طرق تيماء. أي ما تطلَّعوا ولا انتظروا طرق تيماء وحشبون([5])، والمدن التي كانت هناك مزدهرة فبادت فجأة.

6: 26 تتحسَّبون لانتقاد الأقوال. أي ينبغي لكم أن لا ترتهبوا وإن انتقدَكم إنسانٌ بالأقوال، بل حضُّوا روحكم وفكَّروا فيها. الكلمات: روح كلمتي. أي: وإن كنتُ أنا من يلومكم، فينبغي لكم أن تتبيَّنوا أقوالي (أي: تأخذوها بعين الاعتبار).

6: 29 الكلمات: إذًا ارجعوا واظفَروا. أي: عودوا عن هذا الرأي الأوَّل واظفروا بالكذب.

*  *  *

7: 1         الكلمات: مثل أيَّام الأجير أيَّامي هي. أي حين يُحسَب إنسان أنَّه جمع الكثير وتعب كثيرًا، فهو لا يختلف عن الأجير، الذي حين يعمل (ܦܠܚ) طوال السنة، يترك ربحَه عند سيِّده ويخرج.

7: 4         إن رقدتُ وقلت، والباقي. قال اليونانيّ بوضوح: إن نمتُ قلتُ: متى يكون النهار؟ وإن قمتُ (من النوم) قلتُ: متى يكون المساء؟([6]) الكلمة: أقيس. أي الساعات والأوقات. وهذه: اهتزُّ. أي: أنوح([7]).

7: 6         الكلمات: كانت أيَّامي أسرع من قطع([8]) خيط الحائك([9]). أي مثل النول الذي انتهى نسيجه ووصل إلى القِطَع (ܓܕܕܐ). ܓܕܕ من ܓܕܕܐ (خيط من نول انتهى) القريبة من أن تُقطع (إش 38: 12). ܩܘܢ̈ܐ: القصبتان الاثنتان في وسط النول. أمّا الخشبة التي فوق النول فيدعونها ܕܣܬܩܐ (اليد الصغيرة أو مقبض الآلة).

7: 7         الكلمات: أُذكر أنَّ الروح هي حيَّة. أي انظر أنَّ حياتي هي روح، نسمة هواء. وتعود عيني (فترى السعادة)، لأنَّه يتكلَّم عن الرجاء المحفوظ للبشر في العالم الجديد.

7: 12 أبحرٌ أنا أو تنِّين؟ أي: وضعتَ للبحر حدًّا فلا يتعدَّاه لئلاَّ يغمر([10]) الأرض. وللتنِّين([11]) أيضًا، لئلاَّ يَخرج ويُفسد كلَّ ما يلتقي به. أمّا أنا فإنِّي إنسان ضعيف وقليل الأيّام، فلأيِّ علَّة حبستني في كلِّ هذا العقاب.

7: 14 أرعبتني. أي أرهبتني.

7: 18 لكي تفتقده في الصباح، وفي المساء([12]) تمتحنه. الصباح. قال (ذلك) على سرعة المضايق([13]). والمساء (على) زمن الموت.

7: 20 اليونانيّ: لماذا وضعتني مشتكيًا عليك. أي ما يحصل له من شقاوات يولِّد لديه شكاوى على الله.

*  *  *

8: 6         الكلمات: الآن يستيقظ (أو: يسهر) عليك فيَسلم مسكنُ برِّك. أي: يسمعك([14]) ويملأ منزلك بالطيِّبات، في البرّ.

8: 16 الكلمات: مثل الرطوبة التي قبل الشمس. أي وإن ظُنَّ أنَّ (الشرِّير) يقوم (أي يبقى واقفًا) قليلاً، فهو لا يختلف عن العشب، الذي وإن اقتنى الرطوبة قليلاً (من الوقت) إلاَّ أنَّه حين تشرق الشمس فهي تيبِّسه([15]). وعلى الأمواج([16]) لا شيء يقوم (أو: يقف). هكذا أيضًا هذه الرطوبة، أي العشب الرطب (= الأخضر).

8: 17 نرى بيت الحجارة. أي وإن بنى بيته بالحجارة فهو يُقتلَع وتنكشف أساساته للناظرين.

8: 19 ومن التراب ينبت آخر. أي يجازي (الله) الأشرار بهذه (العذابات). أمّا الفاضلون، وإن رأيناهم في وضاعة كبيرة، فهو يُنبتهم ويجعلهم مشعِّين([17]

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM