القسم الثاني:

القسم الثاني

3: 1         وهذه: ولعن يومًا وُلد فيه، والباقي.أن يستصعب إنسانٌ ويتذمَّر من أمور قاسية حلَّتْ به، فهذا أمرٌ عاديٌّ لدى البشر، لأنَّ الله لا يطلب منّا اللاإحساس. ولكن حين نكون في المضايق، تعبين من الشرور التي تأتي علينا، (فهو يطلب) أن لا نستسلم إلى أقوال التجديف، بل أن نستعمل تلك (الأقوال) التي تخفِّف من أحزاننا وتبيِّن قساوة ضيقتنا. مثل هذه: «جبال جلبوع، لا مطر»، والباقي (2 صم 1: 21). ومثل هذه: «ويل لي! طالت إقامتي» (مز 120: 5). وهذه: «ويل لي، يا أمِّي! لماذا ولدتِني؟» (إر 15: 10). وأيضًا: لا يلعنون اليوم بل الخطيئة التي اقتُرفت في ذاك اليوم.

3: 8         اليونانيّ: ليلعنها (= ليلة ولادتي) ذاك الذي لعن هذا اليوم، ذاك اليوم يستعدّ ليأخذ التنِّين العظيم([1])، أي الله. كلمة السوريّ (أي: لوقيان): أن يوقظ لاويثان. أي (الله) يقدر أن يوقظه فجأة كما من النوم ويرميه في العقاب.

3: 5 وهذه: ليرعبْه كلُّ مَن نهارهم مرّ. أي: ليلعنه كلُّ المتضايقين الذين هم مثلي.

3: 9         كواكب ضحاه. أي الشمس.

3: 10 يُقال السقط في ما يسقط من الحشا قبل أن يكوَّن.

3: 22-23 وهذه: حين يجدون قبرًا للرجل الذي طريقه مستور والذي يخبِّئه الله عليه. أي أعماله مخفيَّة بيد الموت. ولفظ خبَّأ([2]) يعني (الله) ينجِّيه من حيث الشقاوات، ممّا يعني أنَّ تخبئة الله له هي معونة.

*  *  *

4: 4         هذه: أقوالك لا تُقيم (أو: تقوِّي) الضعفاء. إنَّ (الأداة) ܠܐ هي زائدة. أي: أقوالك كانت تقيم. فكأنَّه يقول: في الماضي كنتَ تتكلَّم وتقوِّي بأقوالك الكثيرين الذين كانوا يتكلَّمون هكذا (= كما أنت الآن) عمّا يحصل لهم. وأقوالك كانت تعزِّي الضعفاء الكثيرين وتقيمهم (أو: تقوِّيهم).

4: 10 دعا (الكاتب) الأسد الأناس الأقوياء الذين يُخيفون البشر كما الأسُود([3]). (ودعا) اللبؤة نساءهم اللواتي كنَّ شرِّيرات هنَّ أيضًا ومخيفات حين يتكلَّمن فقط. وأيضًا أبناؤهم([4])، وقحون، مُرُّون جدًّا. كلُّ هؤلاء بادوا فجأة وانطفأوا.

4: 11 وهذه: باد الأسد (لعدم الفريسة). اليونانيّ: نمل([5]) الأسد، باد لعدم الفريسة (أو: المأكل. ܡܐܟܘܠܬܐ)([6]). نمل الأسد هو استنباط الفكر لأنَّه غير موجود في الواقع.

4: 12 إليَّ تسلَّلتْ([7]) كلمةٌ فقبلَتْها أذني. أي: قبلتُ حول الله تعليمًا من أبويَّ، قليلاً من كثير؛ كيف يعمل (الله) من وقت إلى آحر في تدبيره تجاه الأشرار وتجاه الأبرار (أو: الصدِّيقين، ܙܕܝ̈ܩܐ).

4: 13-14 ولكي يبيِّن عظمة طبيعة (ܟܝܢܗ، كيان) الله وعظمة أعماله، قال (أليفاز) في السكون، في رؤية الله ساعة يسقط (نوم) عميق([8]) (على البشر) والباقي. قال: هكذا طبيعته عجيبة بحيث إنِّي طلبتُ مرَّات عديدة أن أسبرها وأن أتأمَّلها، فأمسكَتْني مخافةٌ كبيرة. وما افترقتُ من ذاك الذي، في وقت الليل، ساعةَ يسيطر النومُ على البشر ويملك السكون على الجميع، يخرج من بيته ويدور في الأماكن الخربة، فتتملَّكه المخافة والرعب، ويأتي إليه مثلُ صوت دقيق ساعة ليس من إنسان، وتُصوَّر قدَّام وجهه تخيُّلاتٌ غامضة، ومثلُ روح أو شيء آخر يَعبرُ قدَّامه.

4: 16 هذه: سمعتُ نغمة وصوتًا. دعا نغمة وصوتًا أفكاره (حول الله). و(قال) أيضًا: قرعَت النغمةُ والصوت في مسمعنا، مع أنَّ لا أشكال لهما ولا منظر، فتقبَّلنا فقط شعورًا منهما دون أن نستطيع أن نراهما. هكذا (كما قال) ينبغي أن نفكِّر حول الطبيعة (الإلهيَّة)، التي نتقبَّل عليها الادراك والمعرفة مثل شيء وضعه (الله) نفسه في أفكارنا، ولكنَّنا لا نستطيع أن نفهمه في الأشباه (ܕܡܘܬܐ). إذًا، حسب المعرفة التي اقتنينا، نفهم فيما يخصُّ (الله) أنَّه ليس من إنسان يقف في الدينونة معه ويُوجَد زكيًّا (ܕܟܐ) من الذنوب ونقيًّا.

4: 18 ها هو لعبيده لا يؤمِّن (= لا يثق) وفي ملائكته يضع (حماقة). يعني: دعا العبيد والملائكة وكأنَّهم (شخص) واحد. أي إن دخلوا معه في الدينونة، (الكاتب) يستطيع أن يُذهلهم ويبيِّن أنَّهم غير صادقين، إذ عندهم النقائص. وهذه: لا يؤمِّن. يعني: يبيِّن أنَّهم يستحقُّون اللوم.

4: 19 وأيضًا أولئك الذين يُقيمون في بيوت طينٍ مصنوعة بالتراب. أي: إن كان الأمر هكذا بالنسبة إلى الملائكة، فليس بالأمر المذهل إن نحن القائمون في هذا الجسد المائت الذي جبْلَتُه من تراب، نُرى مذنبين قدَّام الله. وهذه: يُذَلَّون قدَّام السحاب، أي حين نقترف الشرّ بدون حساب يُؤتي علينا الله ذلَّ العقاب.

4: 21 هذه: بقيَّتهم([9]) يموتون فيما بينهم، بلا حكمة: هؤلاء هم لأنفسهم علَّة موت، لأنَّهم ما أرادوا أن يقبلوا الحكمة المطلوبة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM