الخاتمة

الخاتمة

هذه سبع قصائد من أصل اثنتي عشرة قصيدة تتحدّث عن يوسف بن يعقوب أو ما يُدعى «يوسف الحسن». هو توسّعٌ في خبر يوسف الذي يَرِدُ في الفصول الأخيرة من سفر التكوين. فبعد ابراهيم التي ترك وراءه والده تارح وأخويه ناحور وهاران، وبعد اسحاق الذي ترك في المقلب الثاني اسماعيل إبن هاجر المصرية، وبعد يعقوب الذي ترك عيسو ورجاله في جبال أدوم. ها هو يوسف أحدُ الاثني عشر ولدًا ليعقوب. وحده ذُكر مطوَّلاً في سفر التكوين بسبب الخلاص الذي أتمَّه لإخوته.

قرأنا في هذا الجزء الأول سَبْعَ قصائد حدثتنا عن حسد الإخوة تجاه أخيهم، فاختبأوا وراء قميص يوسف ليُخفوا نواياهم السيّئة وكيف نفّذوها. وننتقل من كنعان إلى مصر حيث ينتقل يوسف من وضع إلى وضع حتى يصل إلى الذروة في الحكم. ولما حلّ الجوع في الأرض، كانت مصر قد جمعت المونة من القمح. عندئذ أتى أخوة يوسف مرة أولى بدون بنيامين، ومرة ثانية مع بنيامين.

اكتشفنا هنا قصة شيّقة لم تكتمل فصولها بعد، حيث التعليم الاخلاقي يرافق الخبر كما قرأناه في سفر التكوين. موقف الإخوة هو موقف الفرّيسي الذي يعتبر نفسه بارًّا ابن بار. ولكن يوسف سوف يبيّن، وهو المتكلّم بفم الشاعر، أن يعقوب نفسه لم يكن بارًّا، لأنه ميّز أخًا عن إخوته، وهذا عائدٌ إلى أنه ميّز الأخت عن أختها، بعد أن تزوج ليئة وراحيل. ولا ننسَ أنه وُلد له أولادٌ من جاريتين هما بلهة وزلفة.

أعلن الإخوة برارتهم أكثر من مرة أمام يوسف وكأنه لا يعرف ما فعلوا به: قتلوا أو هم أرادوا أن يقتلوا أخاهم. ثم باعوه وسلبوا ثمنه. ولكنهم سوف يَفهمون شيئًا فشيئًا، وإن مكرَهين، أن ما يصيبهم من صعوبات مرتبط بما فعلوه بأخيهم.

ذاك هو الجزء الأول من «يوسف بن يعقوب» وهو مؤلَّف نُسب إلى مار افرام، والوزن السباعيّ فيه عرف مع افرام، ثم مع الذين جاؤوا بعده واقتفوا  أثارَه. قلنا في المقدَّمة بعض الشيء. ولكن الاسلوب الأساسي في هذه الأشعار بعيد عن الأسلوب الافرامي. ولكن لا بأس إن نشرنا مثل هذه الآثار التي تفتحنا على تراث واسع، نفرح حين ننقله ونقرأه ونتأمل فيه.

وإلى الجزء الثاني بعونه تعالى.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM