الفصل التاسع والعشرون: يوحنا الذهبي الفم في الرسالة إلى فيلمون.

الفصل التاسع والعشرون

يوحنا الذهبي الفم في الرسالة إلى فيلمون.

قرأ الذهبيّ الفم الرسالة إلى فيلمون، كما قرأ سائر الرسائل البولسيَّة بما فيها الرسالة إلى العبرانيّين، وألقى ثلاث عظات تشدِّد على رأيه في العبوديَّة التي نظر إليها كأنَّها واقع يصعب التخلّي عنه. إنَّه نتيجة الخطيئة، ولا يمكن أن يرتبط بالناموس الطبيعيّ وكأنَّ هناك أناسًا خُلقوا للعبوديَّة وآخرين خُلقوا ليكونوا أحرارًا. أمّا العبوديَّة فما انتهت في أيّامنا بل هي حاضرة في أشكال عديدة، ومنها ما يشبه العالم القديم حيث الإنسان يُشرى ويباع ليكون شيئًا في يد سيِّده. وها نحن نقدِّمُ بداية العظة الأولى التي فيها يعلن الواعظ أنَّ الكنيسة لا تميِّز بين عبد وحرّ، ويشجِّع على تحرير العبيد أو أقلَّه على معاملتهم كإخوة لهم لأنَّهم إخوة المسيح.

*  *  *

النصُّ الرسائليّ: من بولس سجين يسوع المسيح  ومن أخينا تيموتاوس إلى فيلمون عزيزنا ورفيقنا في العمل، وإلى الكنيسة التي تجتمع في بيتك، وإلى أختنا أبفيَّة وإلى رفيقنا في الجهاد أرخبُّس. عليكم النعمة والسلام من الله أبينا ومن يسوع المسيح ربِّنا.

*  *  *

من أجل العبيد تكلَّم الرسول هكذا فتوجَّه إلى الأسياد. ومنذ البداية قدَّم أفكاره، وأبعد عنها كلَّ عاطفة خجل وهدّأ الانزعاج. حين أعطى نفسه لقب الأسير الذي في القيود، علَّم الرهافة والتواضع بحيث تبدو الأمور الحاضرة كلا شيء. فإن لم تكن القيود من أجل المسيح موضوع خجل، وإن كانت تتيح لنا الافتخار، فبالأحرى ليس من عار في حالة العبوديَّة. وإن قال الرسول مثل هذا الكلام، فما قاله ترفُّعًا، بل من أجل هدف مفيد: لكي يعطي كلامه سلطة أوسع. لكي ينال نعمة كبيرة ليست له. فهو يقول على ما يبدو: أحملُ هذه القيود بسببكم، وذاك ما قاله في ظروف أخرى، فدلَّ على اهتمامه وأعلن هنا أنَّه صادق. لا شيء يتفوَّق على هذا المجد لأنَّه يُدعى الصورة الحيَّة عن المخلِّص. »أحمل في جسدي سمات المسيح« (غل 6: 17).

سجين المسيح. مقيَّد من أجل المسيح. فمن أجل المسيح نال القيود. من لا يحسُّ بالاحترام، بل من لا يتحرَّك أمام مثل هذا الاعتبار؟ من لا يستعدّ أن يبذل حياته، لا أن يكون فقط عبدًا؟ وتيموتاوس أخينا. يقدِّم نفسه مع رفيقه بحيث يكون لطلبته وزن وتُستجَاب بسهولة. إلى فيلمون عزيزنا. إن هو محبوب فلا تهوُّر ولا اعتداد بأن يظهر له هذه الثقة. بل هو برهان محبَّة جديد: إذا كان معاونًا، فهو لا يكتفي بأن يمنح مثل هذا الإحسان، بل يكون ممنونًا أن يُطلَب منه. إنَّه يُحسن إلى نفسه ويواصل العمل مع الرسول. وبمعزل عن الطلبة، هناك سبب آخر (يقول بولس) يفرض عليك أن تمنح هذه النعمة: فهذا الرسول يساعد الآنَ في الكرازة التي ترغبُ أيضًا في نجاحها. إذًا، يجب عليك أن تطلب بدلاً من أن تنتظر أن يُطلَب منك.

إلى أختنا أبفيَّة. أظنُّ أنَّها امرأة فيلمون. انظروا تواضع الرسول: طلب مساندة تيموتاوس في طلبته. وما طلب فقط من الزوج، بل من امرأته أيضًا. وربَّما من صديق آخر. إلى أرخبُّس رفيقنا في الجهاد. هو لا يريد أن يحصل على طلبه عن طريق السلطة، وهو لا ينزعج إن لم ينل حالاً الجواب على كلامه. إنَّه يتصرَّف كما يتصرَّف شخص مجهول، ويتوسَّل إليهم لكي يساعدوه لكي تُستجَاب طلبته. ولا يكفيه أن يطلب الكثيرون، بل يهمُّه أيضًا أن تتوجَّه الطلبة إلى الكثيرين بحيث تصل إلى هدفها من أجل هذا قال: إلى أرخبُّس رفيقنا في الجهاد. بما أنَّك تشاركُني في جهادي، شاركْني أيضًا واتعبْ معي في هذا الظرف. أرخبُّس هو بلا شكّ ذاك الذي تكلَّم عنه في الرسالة إلى كولوسّي فقال: »قولوا لأرخبُّس: احرص على أن تتمِّم الخدمة التي قبلتَها في الربّ« (كو 4: 17). يبدو أنَّ هذا التلميذ كان من أولئك الذين قُبلوا بين الإكليروس. وإذ دعاهم بولس رفيق الجهاد، دفعه لكي يطلب معه ويعينه بكلِّ الوسائل المتاحة.

وإلى الكنيسة التي تجتمعُ في بيتك. هو لا ينسى العبيد، لأنَّه لا يجهل أنَّ كلامهم قد يبدِّل مرارًا استعداد أسيادهم، ولاسيَّما حين يكون الموضع المتشفِّع من أجل عبد. فلربَّما كانوا بين الذين حرَّكوا الغضب على هذا »الفارّ«. فحين لجأ بولس إلى تشفُّعهم كما إلى تشفُّع أسيادهم، أراد أن يمنعهم من الاستسلام إلى الحسد. كما لا يريد أن يعطي معلِّمهم مناسبة سخط، وهذا كان حصل لو توجَّه إليهم مباشرة، كما كان بإمكانه أن يجرحهم إن هو لم يذكرهم.

إذًا، نلاحظ بأيِّ حكمة تصرَّف، فكرَّم هؤلاء بالتذكُّر وتنبَّه إلى الآخر بتحفُّظه. فاسم الكنيسة يضمُّ أيضًا العبيد دون أن يحقَّ للسيِّد أنَّ يسيء إليهم. فالكنيسة لا تعرف مثل هذا التمييز. أمّا التمييز الوحيد الذي تقبل به، فتمييز الفضائل والخطايا. بما أنَّكم تكوِّنون كنيسة واحدة، فلا تستاؤوا إن دعوت العبدَ معكم: »في المسيح يسوع لا عبدٌ ولا سيِّد« (غل 3: 28).

النعمةُ لكم والسلام. إذ يكلِّمه عن النعمة يذكِّره أنَّه خطئ. فكأنَّه يقول له: تذكَّرْ كلَّ ما غفر الله لك، فكِّر أنَّك خُلِّصت بواسطة النعمة، وتعلَّمْ كيف تقتدي بالربّ. وتمنّى له أيضًا السلام، وهذا ما نفهمه بدون صعوبة: فالسلام يُعطى لنا أيضًا حين نقتدي بالله، حين نستمرُّ في النعمة. فهذا الخادم الذي بدا بلا شفقة تجاه الآخر، لبث أيضًا في نعمة سيِّده ما دام لم يطالب بالدنانير المئة. وخسرها حين طالب بها وأُسلم إلى المعذِّبين.

*  *  *

مع مثل هذه الأفكار، نمتلئ نحن بالحنان ونغفر طوعًا للذين أساؤوا إلينا. فالدنانير المئة تمثِّل الذنوب التي اقتُرفت ضدَّنا والعشرة آلاف وزنة تلك التي اقترفناها ضدَّ الله. وأنتم تعرفون أيضًا أنَّ الخطايا تُدان بحسب صفة الأشخاص. فمن يجرح شخصًا فردًا يخطأ بلا شكّ، ولكن لا كمن يشتم القاضي. وتكون الشتيمة أخطر بقدر ما تكون الوظيفة القضائيَّة أرفع. في الواقع العمل هو هو، وهو يتبدَّل حسب الكرامة التي يهاجم. فإذا نلنا عقابًا هائلاً حين نهين الملك، فكيف ننظر إلى الإهانة تجاه الله؟ إذًا، الذنب تجاه الله والذنب تجاه الإنسان لا يُمكن أن يقابَلا وإن تشابها في العمق. فبقدر ما يتفوَّق الإنسان على الله بقدر ذلك يكون الذنب أخطر من الآخر. غير أنَّ الاختلاف في الخطورة لا يأتي فقط من الاختلاف في الأشخاص، بل أجدْه في الواقع عينه.

ما أودُّ أن أقوله أمرٌ مرعب ولا نسمعه دون أن نرتجف. ومع ذلك يجب أن أقوله. فقد تكون الوسيلة الوحيدة التي تحرِّك النفوس وتلامسهم: نحن نخاف البشر ونحترمهم أكثر من الله. فالزاني مثلاً يعرف أنَّه لا يُفلت من نظرة الله، ولكنَّه يستخفُّ به. غير أنَّه يسيطر على رغبته أمام الناس. أن نقول إنَّه يخاف هذا أكثر من ذلك، لا يكفي. بل نقول: هو يهين الله، يحتقره، وهذا مقرف، لأنَّ حضور إنسان يكفي لإطفاء شعلة الرغبة. ولفظ شعلة غير دقيق. هي الوقاحة ولا شيء أكثر. فإن لم يكن للطبيعة لذَّة شرعيَّة، يكون اللفظ حقيقيٌّا. ولكن لا. فيستحيل أن نرى هنا شيئًا آخر غير الوقاحة المدفوعة حتّى الجنون الذي هو على شاكلة الإنسان. فهذا التعيس لا يفكِّر في طول أناة الله.

والسارق بدوره لا يجهل أنَّه يسرق، غير أنَّه يطلب أن يغشَّ الناس، فيدفع بالاتِّهامات ويلتحق بظاهر العدالة: ولكنَّه لا يهتمُّ بالله الذي لا يقدر أن يغشَّه. لا يراعيه ولا يخافه. يكفي الملك أن يأمر بالامتناع عن خير القريب أو حتّى بإعطاء ما عندنا، فنحن كلُّنا ننفِّذ هذا الأمر. وحين يمنعنا الله من أن نقترف السرقة نعصاه. وهكذا يبان أنَّنا نجعل البشر فوق الله. هو شيء لا نستطيع أن نسمعه دون أن نرتجف، كما سبق وقلت. ولكن بيِّنوا أنَّ هذا الكلام يثقل عليكم. اهربوا من الشرِّ الذي يُشار إليه. إذا كنتم لا تتراجعون أمام الأعمال، هل أظنُّ أنَّكم تتكلَّمون بالصدق حين تعلنون أنَّ كلامنا يخيفكم ويثقِّل على ضميركم؟ فأنتم من يثقِّل على نفوسهم ولا تهتمُّون. وتحتفظون بانزعاجكم لي وأنا أكتفي بأن أقول لكم ماذا تفعلون. أما هذا ضياع العقل؟ أودُّ أن لا أكونَ قلت إلاَّ الأكاذيب. أودُّ أن أُتَّهم في اليوم الأخير بالوقاحة، بأنّي عيَّرتكم مجّانًا بحيث لا يكون لكم أن تجيبوا على الأعمال عينها. فأنتم لا تكتفون بأن تفضِّلوا البشر على الله، بل تجذبون الآخرين أيضًا لكي يقتدوا بكم. كثيرون يضعون هذا النير الثقيل على الخدم والعبيد: البعض يتجاهل عواطفهم ويقودهم إلى أعياد الفجور، وآخرون يفرضون عليهم أعمالاً مُحِطَّةً فيجعلونهم أدوات الهوى والسلب والنهب والعنف.

إذًا يقترفون جرمًا مضاعفًا دون أن يستطيعوا اللجوء إلى ذريعة الضرورة. إذا كنتم تظنُّون أنَّكم تقترفون هذه الأفعال السيِّئة بالرغم عنكم، ولأنَّكم أُمرتم بها، فلا تظنُّوا أنَّ هذا يبرِّركم. بل إنَّ خطيئتكم أكبر حين تنقلون هذه الضرورة المزعومة على الخاضعين لكم فتدفعونهم إلى الهاوية. بأيِّ أمل بالغفران يستطيع مثلُ هذا الإنسان أن يحتفظ؟ إذا كنتُ تفوَّهتُ بهذا الكلام فما توخَّيتُ أن أحكم عليكم، بل أن أفهمكم إلى أيِّ حدٍّ نحن مدينون لله. وتكون أهانةً أيضًا إن كرَّمناه بالمساواة كما نكرِّم البشر. فما يكون حين نكرِّم البشر أكثر منه؟ ساعة تكون ذات الذنوب التي يمكن أن نقترفها تجاه البشر تكون أخطر إن وُجِّهت إلى الله، فماذا نقول حين الذنب يكون أخطر؟ ليَفحص كلُّ إنسانٍ نفسه باهتمام فيرى أنَّه يعمل كلَّ شيء لكي يرضي البشر. فكم نكون سعداء إن فعلنا لله ما نفعله لإخوتنا بحيث نحصل على تصفيقهم واحترامهم وإكرامهم! بما أنَّ علينا أن نؤدّي حسابًا قاسيًا جدٌّا، لنعجِّل فنغفر للذين أساؤوا إلينا، ولا نتذكَّر بعدُ الشتائم. فإذا أردنا أن تُغفر خطايانا لا نحتاج إلى تعب ولا إلى مصروف ولا إلى شيء مشابه. تكفي حركة النفس: لا سفَر، لا انتقال، لا أخطار، لا تعب. نريد وهذا يكفي.

وتقولون لي: أيُّ غفران نرجو في الأمور التي تبدو صعبة، حين نتراجع أمام ما هو خفيف بالرغم من عظمة الخيرات التي هي الأجر، وهذا بدون تعب؟ أنتم لا تقدرون أن تحتقروا المال وتعطوه للفقراء. أما هو هذا؟ ولكن من يمنعكم أن تريدوا شيئًا صالحًا في ذاته، أن تغفروا لمن أساء إليكم؟ أما عليكم ديون كبيرة تثقل عليكم؟ الله يأمر، أما تطيعون؟ والآنَ بالرغم من ديونكم، أنتم لا تغفرون مع أنَّكم عارفون أنَّكم تطالبون بجزء ممّا أعطاكم الله نفسه. فإذا حضرنا أمام دائننا ويستقبلنا بالإكرام حين يعرف بذلك، ويدلُّ على احترام عميق ولطف كبير، مع أنَّنا لم نتخلَّص من واجبنا... وأنتم المدينين تجاه الله ترفضون الطاعة لأمره بأن تغفروا ساعة يعدكم هو بالغفران. أسألكم: لماذا بحقِّ السماء، نحن موضوع حنان كبير، ونظهر الخبث الكثير؟ يا للوقاحة والجبانة. فما أسهل الفضيلة وما أنفعها! وما أتعب الرذيلة! ومع ذلك نهرب من حمل خفيف لكي نرفع حملاً أثقل من الرصاص. فلا قوَّة الجسد ولا المال ولا الممتلكات ولا القوَّة ولا الصداقات هي ضروريَّة لنا. أكرِّر: يكفي أن نريد فيتمّ كلُّ شيء.

هل أساء أحد إليكم، عيَّركم وافترى عليكم؟ فكِّروا أنَّكم مذنبون الذنب عينه تجاه القريب، بل تجاه الربّ. فاغفروا هذه الإساءات، وانتبهوا إلى الكلمات التي تتلفَّظون بها: »إعفِنا من ديوننا كما نعفي عن المديونين لنا« (مت 6: 13) فاعرفوا ذلك: إن كنتم لا تعفون، فلا تستطيعون أن تقولون مثل هذا القول دون أن تحكموا على نفوسكم. وإذا غفرتم تعملون شيئًا مفروضًا عليكم، لا بالطبيعة، بل بالنظر إلى حنان الله. يا للتبادل الغريب! الخادم ينسى إساءات الآخرين، وتلك التي اقترفها تجاه سيِّده غُفرت له. ومع ذلك، تلك هي النعمة التي وصلت إلينا. فربُّنا هو غنيٌّ بالمراحم. وأودُّ أن أبيِّن لكم بمعزل عن الغفران الذي تنالون، أنَّكم تجدون منفعة ثمينة في غفران تمنحونه. انظروا كم للإنسان السخيّ من أصدقاء وكيف يُمدَح في كلَّ مكان. فيقولون فيه: أيُّ رجل طيِّب! سريع للمصالحة. لا حقد عنده. وما إن يُجرَح حتّى يُشفى! من لا يشفق على مثل هذا الرجل إن سقط في شقاء؟ من لا يعذره إن اقترف ذنبًا؟ من لا يظهر له عرفان الجميل عن طلبات من أجل الآخرين؟ من لا يريد أن يكون الصديق، بل الخادم لصاحب ذاك الطبع النبيل؟

إذًا أستحلفكم: لا نهمل شيئًا، لا لأصدقائنا وأقاربنا فقط، بل أيضًا لخدّامنا: »اتركوا جانبًا التهديد واعلموا أنَّ ربَّهم هو ربُّكم في السماء« (أف 6: 9). ذنوبنا تُغفَر إذا غفرنا ذنوب القريب، إذا تصدَّقنا، إذا مارسنا التواضع: بهذه أيضًا تُمحى الخطايا. كفى العشّار أن يتلفَّظ بهذه الكلمة: »ارحمني أنا الخاطئ« (لو 18: 13) ليجد نفسه مبرَّرًا. وبالأحرى نعامَل بلطف كبير إذا كنّا متواضعين ونادمين، إذا أقررنا بخطايانا وحكمنا على أنفسنا. وهكذا تزول أقذارُنا كلُّها. فالسبل إلى التنقية كثيرة. فلا نتوقَّف عن الجهاد ضدَّ إبليس، وفي كلِّ الجهات دفعة واحدة. ما فرضتُ عليكم شيئًا صعبًا، شيئًا ثقيلاً: اغفروا فقط لمن أساء إليكم، ارحموا البائس، واضعوا أنفسكم، ولو كنتم خطأة كبارًا، تستطيعون أن تنالوا الملكوت لأنَّكم هكذا تكفِّرون عن خطاياكم وتمحون قذاراتكم. يا ليتنا جميعًا نترك آثامنا هنا بالاعتراف ونمتلك في العلاء الخيرات التي وُعدنا بها، في المسيح يسوع ربِّنا الذي له المجد والقدرة والإكرام كما للآب...

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM