الفصل الثامن عشر: في الكنيسة البيزنطيَّة

الفصل الثامن عشر

في الكنيسة البيزنطيَّة

من كتاب الصلوات الطقسيَّة لكنيسة الروم الملكيِّين، أخذنا هذه المقاطع »البولسيَّة« التي تُتلى في عيد الرسولين بطرس وبولس(1)، في 29 حزيران. أخذنا من صلاة الغروب تآليف رائعة لآباء سبقونا وعلَّمونا كيف ننشد هذين الرسولين، كما أخذنا من صلاة السحر. هكذا يعرف قرَّاء اللغة العربيَّة ما في الطقوس البيزنطيَّة من غنى.

صلاة الغروب

*   بأيَّة أكلَّة من المدائح نتوِّج بطرس وبولس، اللذين هما اثنان بالجسد وواحد بالروح، زعيمَي الكارزين باللاهوت. لأنَّ أحدهما زعيم الرسل، والآخر تعب أكثر من الكلّ. ولذلك توَّجَهُما بحسب الاستحقاق، بإكليل المجد الذي يبلى، المسيحُ إلهُنا المالك الرحمة العظمى.

*   بأيَّة تقاريظ أنيقة نمدح بطرس وبولس، جناحَيْ معرفة اللاهوت، الطائرَين إلى الأقطار، والمرتفعَين إلى السماء، يدَيْ بشارة النعمة، ورجُلَيْ كرازة الحقِّ، نهرَيْ الحكمة وقرنَي الصليب، اللذين بهما هدم تشامخَ الأبالسة، المسيحُ إلهُنا المالكُ الرحمة العظمى.

*   بأيَّة نشائد روحيَّة نقرِّظ بطرس وبولس، حدَّيْ السيف الرهيب القاطع، سيف الروح، اللذين ذَبحا الكفر والإلحاد، جمال رومة البهيّ، لذَّةَ الدنيا بأسرها، لوحَي العهد الجديد العقليَّين اللذين كتبهما الله، ونطق بهما في صهيون، المسيحُ إلهنا المالك الرحمة العظمى.

في الطواف

هلمُّوا أيُّها المؤمنون نلتئم بابتهاج صفوفًا لنتوِّج بالمدائح اللائقة، بطرسَ وبولس المنتخبَين الناظمَين أقوال النعمة، لأنَّهما زرعا الكلمة بوفرة، ونشرا النعمة بغزارة. وبما أنَّهما غصنا الكرمة الحقيقيَّة، أثمرا لنا عنقودًا ناضجًا يفرِّح أفئدتنا. إذن، فلنهتف إليهما علانية بضمير نقيٍّ قائلين: افرحا أيُّها المجمِّلان البكمَ بالنطق، والنصيران للناطقين. السلام عليكما أيُّها المنتخَبان البهيجان لخالق الجميع، المعتني بالكلّ. افرحا أيُّها الداعيان إلى الصلاح، والمحاربان الضلال. فإليكما نتضرَّع أن تَتشفَّعا بغير فتور إلى الخالق والمعظَّم، أن يهب العالم السلامة الدائمة، ولنفوسنا الرحمة العظمى.

نظم أرسانيوس

لنقرِّظ يا جميع البشر، بطرسَ وبولس، تلميذَي المسيح وأساسَي الكنيسة، عمودَي البيعةِ الحقيقيَّين، والبوقَين الإلهيَّين لعقائد المسيح وآلامه، الهَامتَين والزعيمَين اللذين جابا جميع أنحاء المسكونة. وزرعا الإيمان كمحراث، وأفاضا للكلِّ معرفة اللاهوت بإيضاحهما عقيدة الثالوث. فيا بطرس الصخرةُ والأساسُ الوطيد، ويا بولسُ الإناءُ المصطفى، أيُّها الزوج المتَّحد كالفدّان للمسيح إلهنا، يا من جذبا إلى معرفة اللاهوت، كلَّ الأمم والمدن والجزائر، وقادا أيضًا العبرانيِّين إلى المسيح، يا من هما شفيعان في خلاص نفوسنا.

*  *  *

نظم جرمانوس

يا بطرس، هامة الرسل الأكارم وصخرة الإيمان. ويا بولس الإلهيّ، خطيب الكنائس المقدَّسة وكوكبها. بما أنَّكما ماثلان لدى العرش الإلهيّ، تشفَّعا إلى المسيح من أجلنا.

يا بولس، فم الربِّ وقاعة المعتقدات، لقد كنتَ من قبلُ مضطهِدًا يسوع المخلِّص. لكنَّك أصبحت الآن متقدِّمًا في كراسي الرسل، ومن ثَمَّ ارتقيتَ أيُّها الحكيم المغبوطُ إلى السماء الثالثة، فعايَنْتَ ما لا يُوصَف، وهتفتَ قائلاً: هلمُّوا معي، لا نفقدنَّ الخيرات.

*  *  *

نظم يوحنّا المتوحِّد

يا ساكنَي أورشليم العليا، صخرةَ الإيمان (بطرس)، وخطيب بيعة المسيح (بولس) خاصَّة الثالوث، صيّادَيِ الناس، غادَرا اليوم ما على الأرض، وارتحلا بالجهاد إلى الله، شافعَين إليه بدالَّة في خلاص نفوسنا.

إنَّ حكمة الله وكلمة الآب الأزليّ، قد سبق فدعاكما في إنجيله، أيُّها الرسولان الجديران بالمديح، كرمتَين مخصِبتَين حملَتا بأغصانهما عنقودًا ناضجًا بهيٌّا، إذا أكلنا منه نحن المؤمنين، نحصل على طعم يُولي السرور. فيا بطرس صخرة الإيمان، ويا بولس فخر المسكونة، شدِّدا الرعيَّة التي اقتنيتماها بتعاليمكما.

*  *  *

نظم أندراوس الكريتيّ

يا بولس الرسول المجيد، من يستطيع أن يصف قيودك ومشاقَّك في المدن! أو من يمكنه أن يبيِّن جهاداتك وأتعابك التي عانيتَها في إنجيل المسيح لكي تربح الجميع وتُقدِّمهم إلى بيعة المسيح، فابتهلْ أن تَحفظ هذه البيعةُ اعترافَك الحسن إلى النهاية، أيُّها الرسول بولس، معلِّم الكنائس.

أيُّها الرسول المجيد بولس، من يستطيع وصف قيودك في المدن، وأحزانك وأتعابك وأسهارك، وسائر ما تحمَّلتَ من الملمّات: الجوع والعطش، البرْد والعُري، الزنبيل والضرب بالعصي، الرجم بالحجارة، واجتياز الطرقات، والغرق في اللجَّة. إنَّك صرت بالحقيقة مشهدًا للملائكة والبشر، واحتملتَ كلَّ ذلك بمعونة المسيح المؤيِّد إيّاك حتَّى تربح الجميع ليسوع المسيح ربِّك. فنحن المقيمين عيدك بإيمان، نسألك أن تشفع بغير فتور في خلاص نفوسنا.

لنمدحْ بطرس وبولس، الكوكبَين العظيمَين للكنيسة، لأنَّهما أشرقا أفضل من الشمس في جلَد الإيمان، واقتادا الأمم من الجهل بشفاعات الكرازة. أمّا الأوَّل الذي سلَّمتَ إليه مفاتيح الملكوت من لدن المسيح إلهنا، فإذ سُمِّر على صليب، عَمد إلى السماء. وأمّا الآخر، فإذ قُطعَتْ هامتُه بالسيف، ارتحلَ نحو المخلِّص مغبَّطًا كما يحقُّ. فبطلباتهما أيُّها المسيحُ إلهنا، اخذُلْ أعداءَنا، وأيِّدِ الإيمان المستقيم الرأي. إنَّك محبٌّ للبشر.

نظم أفرام كارياس

أشرقَ اليوم للأقطار موسمٌ بهيج، هو عيد الرسولَين الحكيمَين بطرس وبولس، هامتَيِ الرسل الموقَّرين. ولذلك رومة تجذل، ونحن نعيِّد بالتسابيح والترانيم، محتفلين بهذا اليوم المجيد وهاتفين: السلام عليك يا بطرس، الصَّديق الصادق لمعلِّمك المسيح إلهنا. افرحْ يا بولسُ المحبوب جدٌّا، الكارز بالإيمان ومعلِّمُ المسكونة. فيا أيُّها الزوج المقدَّس المنتخَب، بالدالَّة التي لكما، تشفَّعا إلى المسيح الإله أن يخلِّص نفوسنا.

صلاة السحر

جلسة المزامير

أيُّها الرسول بولس، تقبَّلتَ الدعوة من السماء من لدن المسيح، وظهرتَ كارزًا بالنور، وأضأتَ الكلَّ بتعاليم النعمة، ومحوتَ عبادة الشريعة الحرفيَّة، وأطلقتَ للمؤمنين نورَ معرفة الروح. لذلك باستحقاقٍ ارتقيتَ إلى السماء الثالثة وبلغتَ الفردوس. فتشفَّعْ إلى المسيح الإله أن يهب غفران الزلاّت للمعيِّدين بشوقٍ لتذكاركَ المقدَّس.

لنمدحْ بطرس وبولس الجزيليِ الحكمة، اللذين ظهرا هامتَيِ الرسل، الكوكبَين العظيمَين المنيرَين، لأنَّهما أشرقا فأحرقا بنار الروح الإلهيِّ ديجورَ الضلالة بأسرها. ولذلك أَضحيَا، بحسب الاستحقاق، ساكنَين في الملكوت العلويّ، ومتساويَين في الجلسة بالنعمة. ولهذا نصرخ إليهما قائلين: يا رسولَيِ المسيح الإله، استمدَّا مغفرة الزلاَّت للمعيِّدين بشوقٍ لتذكاركما المقدَّس.

*  *  *

التسبحة الأولى، باللحن الثامن

يا بولس الكاملُ الغبطة، إنَّ المسيح الداعيَ الأشياء غير الموجودة كأنَّها موجودة، قد اختارك من الحشا الوالديّ، لتحمل اسمه الفائقَ كلَّ اسم، أمام الأمم...

يا بولس، خُتنتَ في اليوم الثامن، وصرتَ غيورًا للتقليدات الأبويَّة، بما أنَّك من نسل العبرانيِّين وسبط بنيامين، وظهرتَ فرِّيسيٌّا في الشريعة، وحسبتَ كلَّ ذلك حطامًا لتربح المسيح...

يا بولس، إنَّ المسيح الذي ظهر على الجبل بصورة ساطعة، مُخبرًا إيّاك بلمعان حسن العبادة المزمع، واضمحلال الضلالة، هو أظلَم عينَيْ جسدك وأنار عينَي نفسك بمعرفة الثالوث.

*  *  *

التسبحة الثالثة

أنت وضعتَ لنفوس المؤمنين أساسًا، هو الربُّ المخلِّص، حجرُ الزاوية الكثير الثمن.

لقد حملتَ، يا بولس، ميتة يسوع بإخلاص على الدوام، فاستحقَقْتَ من ثَمَّ الحياة الحقيقيَّة.

يا بولس الوافرُ الغبطة، ابتهلْ أن يُبنى لمعانُ الحسني العبادة، على أساس فضائلك.

*  *  *

نشيد الإصغاء باللحن الثامن

إيُّ سجنٍ لم يَحْوِكَ مقيَّدًا، وأيَّة كنيسة لستَ لها خطيبًا! فدمشقُ تعتزُّ بك، يا بولس، إذ رأتك مجندلاً بالنور. ورومة أيضًا تباهي بإحرازها دمك. أمّا طرسوس، وفرحُها أكبر، فتكرِّم بحرارة قمطك. فيا بطرس صخرة الإيمان، ويا بولس فخر المسكونة، تعاليا معًا من رومة وثبِّتانا.

*  *  *

التسبحة الرابعة

إنَّ شاول ولج قبلاً في كنيسة المسيح كأسدٍ مزمجر، لكنَّه ما عتَّم أن صِيدَ بالصوت الإلهيّ، صوتِ حَمل الله، فسُلِّمت له، كراعٍ، الرعيَّةُ التي كان يطاردها.

إنَّ الذي كان مزمعًا أن يُضيء المسكونة، أظلم بصرُه. فأُرسل له حنانيا، وأعطاه نورَ النفس والجسد، لأنَّه علم بمكاشفة إلهيَّة، أنَّه إناء مصطفى.

إنَّ دمشق تتباهى بحقٍّ، لأنَّ منها خرج، كما من فردوس، ينبوعُ أشفيةٍ إلهيَّة عظيم، فأسكر الأرضَ كلَّها بغزارةٍ من معرفة اللاهوت.

*  *  *

التسبحة الخامسة

أيُّها الرسول بولس، لقد اخترتَ الفقر الحقيقيّ، أي صليب المسيح الملك، فحملْتَه دائمًا كعلامة الانتصار.

أيُّها المجيد بولس، لما احتسبتَ الحياة في المسيح والموت لأجله، ربًحا كريمًا، صُلبْتَ حبٌّا بالذي صُلب لأجلنا.

يا بولسُ المكرَّم، افرح بالربِّ حقٌّا لأنَّك غادرتَ الجسد، وذهبتَ إلى المسيح الإله الواهب الحياة.

*  *  *

التسبحة السادسة

يا بولس المغبوط، ازدرَيتَ جميع المطربات، واعتصمت بمحبَّة السيِّد. ولرغبتك في خلاص الناس، اخترتَ أن تكون مبسلاً من المسيح. فابتهلْ من أجل المسكونة جميعها.

يا بولس الرسولُ المغبوط، إنَّ المسيح قد منحك باستحقاقٍ السكنى في السماوات، لأنَّك لم تَصبُ هنا إلى مدينة باقية، ولذلك غدوْتَ خادمًا أمينًا مدبِّرًا لأسراره.

إنَّ بولس، بما أنَّه مُقتدٍ فاضلٌ بالسيِّد، ولابسٌ إيّاه بإخلاص، قد صار كلاٌّ للكلِّ ليربح الكلَّ ويخلِّص الشعوب، ولذلك اصطاد حقٌّا الأقطار للمسيح.

*  *  *

القنداق

يا ربُّ، لقد نقلت الكارزَين المعصومين، الناطقَين بالإلهيّات وزعيمَيِ الرسل، إلى الراحة والتمتُّع بخيراتك. فإنَّك آثرتَ أتعابهما وموتهما على كلِّ محرقة...

 

البيت

أطلقْ، يا مخلِّصي، لساني، ووسِّعْ فمي واملأه وامنحْ قلبي خشوعًا، لكي أتبع ما أقول، وأعمل أوَّلاً ما أعلِّم، لأنَّك قلت: إنَّ الذي يعمل ويعلِّم هو عظيم. فإن كنتُ أقولُ ولا أعمل، فأُحسَب كنحاس يطنّ. فهَبْ لي أن أنطق بما يجب وأعمل ما يوافق...

*  *  *

التسبحة السابعة

أيُّها المسيح، إنَّ الذي دُعيَ أخيرًا، أمسى خاتمة وإكليلاً لرسلك، لأنَّه فاق الكلَّ بالسعي. فمعه شعبُ الكنيسة يرتِّلُ لك: مباركٌ أنتَ، يا إله آبائنا.

أيُّها المسيح، إنَّ بولس المقيَّد، وإن يكُنْ قد اضطَهد أوَّلاً كنيستك بغيرة، إلاَّ أنَّ غيرته الأخيرة فاقت غيرته الأولى، بواسطة غيرتك، لأنَّه جمع الأمم هاتفة: مباركٌ أنت، يا إله آبائنا.

يا بولس، كرزت بالإنجيل للجميع في أورشليم، ثمَّ جُلْتَ في الأرض كلِّها، تعلِّمُ صارخًا: مباركٌ أنتَ، يا إلهَ آبائنا.

يا كامل الشرف، خُطفتَ على نحوٍ مدهش، وبلغتَ إلى السماء الثالثة، وسمعتَ أقوالاً لا يُنطَق بها، فهتفتَ: المجدُ للآب المتعالي، والابن الشعاع المساوي له في الجلسة، وروح الله الفاحص الأعماق بجلاء.

التسبحة الثامنة

أيُّها الرؤوف، إنَّ بولس الدائم الذكر، لمّا استهواه حبُّك أيُّها المسيح، تغيَّر تغيُّرًا مدهشًا، ولم يَعُدْ يحيا لنفسه، لأنَّه صوَّرك في نفسه حيٌّا إلى الدهور.

يا بولس المتوشِّحُ بالله، هيَّأتَ البيعة لكي تصير عروسًا للمسيح العريس، وإذ زيَّنتها فهي تقيم تذكارك بحسب الواجب.

يا بولس الدائمُ الذكر، جاهدتَ الجهاد الحسن، وأكملتَ السعيَ بمقتضى الناموس، وتقدَّمتَ إلى المسيح فرِحًا، فنلتَ إكليل العدل (البرّ) باستحقاق.

التسبحة التاسعة

يا بولس، إنَّنا نسجدُ لسلسلتك التي لبستَها كمجرم من أجل المسيح، ونقبِّلُ آثار الكلوم التي أنت حاملُها في جسدك الشريف اللابس الظفر.

أيُّها الرسول، لقد رحلتَ الآن نحو الذي صبوْتَ إليه دائمًا، ساكنًا معه كخادم، فاجذبْ إليك عبيدك بشفاعتك التي لا تنقطع.

إنَّ المسيح لا يظهر لك الآن برموز، ولا في مرآة مطلقًا، لكن بالحري وجهًا لوجه، كاشفًا لك ملء معرفة اللاهوت.

*  *  *

نشيد الإرسال

لنمجِّدْ جميعًا هامتَي الرسل بطرس وبولس الإلهيَّين، كوكبَيِ المسكونة، كارزَي الإيمان، البوقَين الناطقين بالإلهيّات، والمظهرَين سرَّ العقائد، وعمودَيِ البيعة، وماحقَيِ الضلالة.

باللحن الرابع. يا من دُعيَ من العلى، لا من البشر، إنّ الظلمة الأرضيَة لما شملَتْ باصرتي جسدك، دالَّةً على كآبة الكفر، أنارَ النورُ السماويّ باصرتَيْ عقلك، كاشفًا لك بهاء حسن العبادة. ولذلك عرفتَ المُخرجَ النور من الظلمة، المسيحَ إلهَنا...

يا كارزًا بالمسيح، وحاملاً صليبه افتخارًا، لقد آثرتَ المحبَّة الإلهيَّة الشهيَّة على كلِّ شيء، بما أنَّها تربط العاشقين بإخلاصٍ بالمعشوق، ولذلك دُعيتَ أسيرَ المسيح، واخترتَ مشقَّة التجارب، محتسبًا إيَّاها ألذَّ من كلِّ نعيم. ومن ثَمَّ استأهلتَ بعد الانحلال من الجسد، أن تكون مع سيِّدك...

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM