تقديم

 

دراسات بيبلية-31-

محاضرات

الأيّــــــام البيبليّــــة الخــــامســـــة

الحــــــــــريّة

فــــي الكـتـــاب المقــــدّس

»حيث روحُ الرب فهناك الحريّة« (2 كور 3:17)

 

الناشـــر

الأب أيــــوب شـهـــوان

الرابطـــــة الكتــــــابيـــة

 

تقديم

 

نظمت الرابطة الكتابية في لبنان الأيام البيبلية الخامسة في قاعة دير مار الياس - أنطلياس، من الاثنين وحتى الخميس، الموافق 20-23 شباط 2006، ألقى المحاضرات فيها أعضاء الرابطة الكتابية في لبنان حول الموضوع التالي: الحرية في الكتاب المقدس.

كان أعضاء الرابطة المذكورة، وانطلاقًا من معاناة ''الحرية'' في منطقة الشرق الأوسط التي إليها ينتمون، قد ارتأوا أن يعالجوا هذه القضية انطلاقًا من الكتاب المقدس، علّ إسهام كلٍّ منهم في التأمل والتفكير والبحث يؤمّن للفكر الإنسانيّ المجاهدِ، في هذه البقعة من الأرض، ضدَّ الاستعباد والقمع ومختلفِ أنواع المظالم، دعمًا فكريٌّا ومبدئيٌّا ومنطقيٌّا وروحيٌّا يُخرِج ''القابعين في الظلمة وظلال الموت'' إلى نور الحقّ والحرية والكرامة.

أولى دروب الحرية هي المعرفة؛ فالظالمون والمستَعبِدون وقاهرُو الناس ''لا يعلمون ماذا يفعلون''؛ مع هذا، وإنْ كان المثل الربّانيّ يحثّنا على أنْ نسأل الآب أن ''يغفر لهم'' بسبب جهلهم، هم الذين كلّ يوم يصلبون، ودون رادع، شعوبًا وجماعات وأفرادًا، ولا يُحرّك فيهم صراخُها وأنينُها ووجعُها أية مشاعر رحمة، فإننا نوطّد العزم على الجهاد، حاملين صليب الحرية كل يوم وراء يسوع، ومتابعين نشر البشرى السارة التي رنّمت السماء والأرض عند مولدِ حاملِها إلى الخلق أجمعين.

لقد جاء الابنُ الوحيد و''علّم''، و''مرّ يصنع الخير''، فحرّر المشاعر من فوضاها، والأفكار من ضلالها، والأجساد من أسقامها، فإذا بـ''النظام'' الذي ''كان في البدء'' في ''جنة عدن''، قد صار من جديد أمرًا ممكنًا وحقيقةً واقعة، وإذا بالمستحيل على المجبول بالضعف يُضحي في متناول اليد بالمسيح المصلوب القائم من الموت.

''إنْ حرّركم الابنُ صرتم أحرارًا حقٌّا''؛ هذا هو إيماننا، ولأجله يبذل أعضاء الرابطة الكتابية الجهود الكثيرة في عملهم البيبلي، كي تعمّ منطقتنا أكثرَ فأكثرَ معرفةُ سرِّ الخلاص الذي تحقّق بالمسيح يسوع، والذي به ''صرنا أبناء لله''، ''مولودين بالروح القدس''، فننعم بالتالي بالحرية التي هي، قبل كل شيء وقبل أي مجهود بشريّ، عطيةٌ من سيد العطايا.

انطلاقًا من هذه القناعات البيبلية واللاهوتية الأساسية، ومن شعار المؤتمر، أي: ''حيث روح الرب فهناك الحرية'' (2 كور 3: 17)، عالج المحاضرون، وعددهم ثلاثة عشر، موضوعاتٍ منوّعةً مختارةً من العهدَين القديم والجديد، استُهِلَّت بموضوع عام حول ''الحرية وتاريخ الخلاص''، تلاه عِقْدٌ من الموضوعات هي التالية: ''حرية الإنسان تجاه الله''، ''بين الحرية والتحرّر''، ''مثل الكرّام والفعلة'': يسوع من أجل حريّة وكرامة الإنسان''، ''تصميم الله الخلاصي عند لوقا، وحريّة الإنسان إزاءه''، ''تعرفون الحق والحق يحرركم'' (يو 8:31-32)، ''المسيح حررنا (روم 6:1-23)''، ''لماذا المسيحي حرّ من الناموس الموسويّ بحسب تعليم بولس الرسول؟''، ''حرية الضمير عند البروتستانت''، ''النبوءة والالتزام السياسي والاجتماعي''، ''الحرية في سفر حزقيال''، ''المدعوون الذين لا يلبّون الدعوة (مت 22:1-14)''، ''حريّة أبناء الله في رسائل القديس بولس''. إلى هذه كلّها أُضيف موضوع آخر هو التالي: ''ممارسة الحرية المسيحيّة''(1)، وقدّمنا لها كلها بموضوع يتناول الحرية في الكتاب المقدس في جولة أفق عامة.

كم يُسعدنا أن نرى محاولات الرابطة الكتابية في لبنان، العلمية والرعائية، تُطلق معتقلاً من سجن، أو تُعتِق مقهورًا من مستبدّ، أو تَشِيلُ معدومًا من فقر، فيحلّق هؤلاء كلُّهم في رحاب سماء الحرية التي تجعلهم من جديد ينعمون ''بالمجد والكرامة'' التي بها كلّل الله الخالقُ الإنسانَ ''في البدء''!

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM