شفاء نعمان من برصه.

شفاء نعمان من برصه

2مل 5: 14-17

كان أليشع النبيّ خليفة إيليّا. أخذ منه عباءته، وضرب المياه بها، فانشقّت إلى هنا وهناك وعبرَ أليشع نهر الأردن (2مل 2: 14). ففهمت الجماعة المقيمة في أريحا أن »حلّت روح إيليّا على أليشع« (آ15). وبدت صورة أليشع امتدادًا لصورة إيليّا بعدد المعجزات التي أجراها، ولا سيّما من أجل فقراء شعبه والمحتاجين. وفتح الربّ الرسالة أمام أليشع ليمضي إلى دمشق ويمسح حزائيل ملكًا على آرام، كما يمسح ملك إسرائيل، ياهو. فالربّ سيّد لا في »أرضه« فقط، بل في كلّ الأراضي. وبركته لا تنحصر في شعب من الشعوب، ولا في مملكة من الممالك، بل تصل إلى كلّ شعوب الأرض. وهكذا نال نعمان، قائد جيش ملك آرام، شفاء من برصه. فاعترف بقدرة الربّ، الذي لا إله مثله، ولا إله يُعبَد تجاهه.

ونقرأ النصّ الكتابيّ (5: 14-17):

14 فنزل نعمان إلى الأردنّ، وفي مائه غطس سبع مرّات، كما قال رجل الله، فتعافى لحمه، وصار كلحم طفل، وطهر،

15 فرجع إلى رجل الله مع جميع مرافقيه، ووقف أمامه وقال:

»الآن علمت أن لا إله في الأرض كلّها، إلاّ في (مملكة) إسرائيل. فاقبلْ منّي هديّة يا سيّدي.

16 فقال أليشع:

»حيّ هو الربّ الذي أعبده. لا أقبل شيئًا...«

17 فقال نعمان:

»إذًا، أعطني حمل بغلين من التراب، يا سيّدي، فأنا لن أقدّم ذبيحة ولا محرقة بعد الآن لأيّ من الآلهة، بل للربّ.

1- السياق القريب

الخبر الذي يحدّثنا عن نعمان، بل عن نعمان وجيحزي (5: 1-27) طويل جدٌّا. يروي أنّ نعمان، ذاك الوثنيّ الآتي من بلاد آرام، شُفي من برصه (5: 1-19). أمّا جيحزي، ابن شعب الله وخادم أليشع، فحلّ به المرض عقابًا على جشعه وطمعه. »فليعلق برص نعمان بك وبنسلك إلى الأبد«. فخرج جيحزي من أمامه أبرص كالثلج (آ27). هو المعنى الروحيّ، قبل أن يكون المعنى المادّيّ. طهر نعمان وتطلّع إلى الإله الحيّ. بل استعدّ أن لا يرافق سيّده إلى معبد رمّون، لو لم يقل له أليشع: »إذهب بسلام« (آ19). أمّا جيحزي، فخالف معلّمه كلّ المخالفة. عبدَ المالَ والمقتنيات، فشوّه الشهادة التي قدّمها النبيّ إلى ذلك الوثنيّ. تجرّد أليشع عن كلّ شيء ليكون لله، أمّا جيحزي فتسلّح بالكذب، ونسي وصايا الله: لا تسرق، لا تشهد بالزور.

نقرأ في 5: 1 ما يلي: »وكان نعمان قائد جيش ملك آرام، رجلاً معزّزًا مكرّمًا عند سيّده، لأنّ الربّ حقّق على يده نصرًا لآرام. وكان بطلاً شجاعًا، لكن به برص«. قد يكون حقّق هذه الانتصارات على حساب مملكة إسرائيل. ولكنّ أليشع لم ينظر إلى هذا الأمر. شخص مريض يقصده، وبالتالي يقصد الله، الذي لا يرفض أحدًا، بل يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.

نصحَتْه فتاةٌ صغيرة كانت في خدمة زوجته. هي من أرض إسرائيل. قالت لمولاتها: »لو حضر مولاي أمام النبيّ الذي في السامرة لشفاه من برصه« (آ3). نلاحظ أنّ هذه المؤمنة، الغريبة عن أرضها، أدَّت شهادة لربّها وما خافت أن تعلن قدرة الله في شخص أليشع.

سمع نعمان النصيحة، ومضى إلى النبيّ أليشع طالبًا منه أن يشفيه. ما استقبل أليشع نعمان، كما انتظر ذاك الآتي بأبّهة كبيرة ومعه الهدايا الكثيرة، بل أرسل من يقول له: »إذهب إلى الأردنّ، وفي مائه اغتسلْ سبع مرّات، فيتعافى لحمك، ومن برصك تطهر« (آ10). خاب أمل نعمان في البداية، وهو الذي انتظر عملاً قريبًا من السحر. »كنتُ أحبُّ أن يخرج إليّ وأمامي يقف، وباسم الربّ إلهه يدعو، ويحرّك يده فوق موضع البرص فيشفيني« (آ11). بل غضب وأراد العودة إلى بلاده، بعد أن حسب هذا الماء كلا شيء. لماذا نهر الأردنّ، لا »أبّانة وفرفر« (آ12)؟ ولكن ألحَّ عليه عبيده، فخضع للنبيّ. الماء وحده لا يشفي، بل كلمة الله التي تستعمل عناصر الكون. وهذا الماء لا يشفي الجسد فقط من برصه، بل يشفي النفس، يشفي الإنسان من خطاياه حين يقول خادم السرّ: »أنا أعمّدك باسم الآب والابن والروح القدس«.

* * *

فعل نعمان ما أُمر به، فشُفي. »صار لحمه كلحم طفل« (آ14). فرح ولا شكّ في ذلك، ولكنّه في الوقت عينه، أعلن إيمانه بالربّ. نحن بعيدون عن المونوتاويّة، التي تستبعد كلَّ إله، وتعبُد الإله الواحد. بحيث يكون سائر الآلهة أصنامًا من الخشب والحجر. هي الهينوتاويّة التي تقوم بأن نعبد إلهًا كبيرًا، قويٌّا، دون أن نترك سائر الآلهة. في هذا المعنى نفهم عبارة »إله الآلهة«. أي هناك آلهة عديدون، ولكنّ إلهًا هو إلهي، يتفوّق عليهم. وكذا نقول عن عبارة »ربّ الأرباب«. ففي مجمّع الآلهة (بانتيون) اليونانيّة مثلاً، زيوس هو رئيس الآلهة. وعند الرومان: جوبيتر، وفي الشرق، إيل، أو بعل وهدد. وفي مصر، رع. سيعبد نعمان الربّ، ولكنّه لا يترك رمّون مثلاً.

بدأ نعمان أوّلا، فأرسل شكره إلى الإله الذي شفاه، والذي يعمل النبيّ باسمه. ثمّ انتقل إلى أليشع لكي يشكره. »فاقبل هديّة منّي، يا سيّدي« (آ15). وحين نعرف ما حمله معه القائد الآراميّ، نفهم قيمة الهديّة التي ما نظر إليها أليشع، اعتبرها كالزبل من أجل الله، كما قال بولس الرسول. يقول النصّ في آ5: »أخذ معه ثلاثين ألف قطعة (= عشر وزنات) من الفضّة، وستّة آلاف قطعة من الذهب، وعشر حلل من الثياب«.

وإذا كان أعطى جيحزي، خادم أليشع، ستة آلاف من الفضّة مع حلّتين من الثياب (آ23)، فكم يكون عرض على أليشع. بل يكون قد عرض عليه كلَّ ما أتى به من دمشق. وكان جواب أليشع واضحًا، قاطعًا: »لا أقبلُ شيئًا« (آ16). واستشهد الله مؤكّدًا أنّه لن يأخذ شيئًا مهما ألحّ عليه نعمان. فعطايا الربّ لا تُشرى ولا تُباع. وقال: مجّانًا أخذتم، فمجّانًا أعطوا. هذا ما فعله أليشع.

وأراد نعمان أن يعبّر عن امتنانه لله: وعد بأن يبدّل حياته، فينتقل من عبادة إلى عبادة. هو لن يقدّم ذبيحة ولا محرقة إلاّ للربّ (آ17). لهذا طلب »بغلين من التراب« ليبني مذبحًا خاصٌّا بهذا الإله الذي شفاه. فالربّ أمر موسى: »ابنوا لي مذبحًا من تراب« (خر 20: 24). وبما أنّ تراب الأرض الغريبة منجّس بسبب وجود الأصنام فيها، سيأخذ نعمان ترابًا من أرض الربّ.

نعطي هنا ملاحظتين: الأولى، شفى أليشع الأبرص دون أن يقترب منه، ولا أن يخرج إليه. أمّا يسوع فمضى إلى الأبرص حيث هو »ومدّ يده ولمسه« (مر 1: 41). هي لمسة الحنان. ثمّ إنّ الأبرص لا ينجّس يسوع، بل يسوع يطهّر الأبرص من نجاسته. أراد يسوع له الشفاء، »فزال عنه البرص في الحال وطهر« (آ42).

والملاحظة الثانية، تسير إلى التبدّل الذي حصل في حياة نعمان حين نال نعمة الشفاء. مثله فعل زكّا حين أتى يسوع ليقيم في بيته. عزم حالاً أن يغيّر نمط حياته. قال للربّ: »سأعطي الفقراء نصف أموالي. وإذا كنتُ ظلمتُ أحدًا، أردُّه عليه أربعة أضعاف« (لو 19: 8).

* * *

وبقي أمر أخير يشغل بال نعمان. أراد أن يكون صادقًا في ما وعد به أليشع: لن أذبح إلاّ للربّ، يهوه. ولكنْ كقائد في جيش الملك، يجب عليه أن يرافقه مع سائر الأعيان إلى الذبائح التي يقدّمها للإله رمّون (آ18). فماذا يعمل؟ يسجد الملك فيسجد معه مرافقوه وإلاّ اعتُبروا خائنين للوطن. فالقائد مُجبَر على فعل شيء لم يعد راضيًا عنه بعد الآن. وهنا يطلب الصفح مسبقًا من الربّ. تسامح معه أليشع. غَضّ النظر. وأخذ الأمر بقلب كبير واعيًا الأوضاع.

طُرح السؤال على أليشع. وطُرح أيضًا على بولس الرسول في شأن الأطعمة المقدّمة للأصنام. ماذا يفعل المؤمن في هذه الحالة؟ كانت النقابات تعيِّد إلهها وشفيعها. ماذا يفعل المسيحيّون؟ ألاّ يتضامنون مع أفراد المهنة الواحدة؟ وبعضهم قال: الأصنام ليست بشيء. ولا إله سوى الإله الواحد. لا شكّ في ذلك، أجاب بولس: »فلنا نحن إله واحد وهو الآب الذي في السماء، وربّ واحد هو يسوع المسيح الذي به كلّ شيء وبه نحيا« (1كور 8: 6). إذًا، ممَّ يخاف المؤمن؟ غير أنّ جواب الرسول جاء قاطعًا، جذريٌّا: »ذبائح الوثنيّين هي ذبائح للشياطين، لا لله. وأنا لا أريد أن تكونوا شركاء الشياطين« (1كور 10: 20). أجل، يمكن أن يشارك المؤمنُ اللامؤمن، شرط أن لا يكون عمله منافيًا لعقيدته وإيمانه. وهناك الشكوك أيضًا لئلاّ تكون حرّيّتنا »حجر عثرة للضعفاء« (1كور 8: 10) فيأكلوا »من ذبائح الأوثان«.

وفي تاريخ الكنيسة الأولى، كانت الصعوبة: هل يرافق القائد ملكه إلى الذبيحة التي يقدّمها لإلهه؟ لهذا كان الشهداء العديدون، الذين رفضوا الانصياع في هذه الحالة، فكلّفهم رفضُهم الموت. أمّا الذين تراخوا، فاعتُبروا جاحدين. سقطوا في الخطيئة بحيث لا يحقّ لهم بعد أن يشاركوا إخوتهم في الاجتماع الأسبوعيّ. ولا يزال الوضع قائمًا اليوم. إلى أيّ حدّ يمكن التساهل والمساومة.

هكذا ساوم جيحزي، وتواقح متكلّمًا باسم معلّمه الذي لم يطلب شيئًا. كذب أوّلاً باسم معلّمه. »أرسلني إليك سيّدي« (آ23). ولكنّ سيّده لم يرسله. والكذبة الثانية: جاء اثنان من جماعة الأنبياء، من جبل أفرائيم. ولكن ما جاء أحد. فالذي أخذ الفضّة وحلّتي الثياب هو جيحزي وقد »وضع الكلَّ »في بيته« (آ24). مسكين المؤمن الذي يجعل اللامؤمن يجدّف على الله بسببه (روم 2: 24).

2- السياق البعيد

خبر نعمان وجيحزي، في كتاب الملوك، جزء من دورة أليشع. هو فنّ أدبيّ خاصّ، فيه الكثير من الأمور الشعبيّة. وهذا يعني أنّنا لا نقول إنّنا أمام خبر تاريخيّ، وإن كان خبر أليشع جزءًا من تاريخ الملوك في مملكة إسرائيل. المهمّ، إبراز رجل الله العائش في حضرة الله، والعامل أعمال الله.

ما الذي يربط خبر شفاء نعمان بالتاريخ؟ ملك دمشق هو بنهدد الأوّل أو هدد عازر. وملك إسرائيل هو يورام (852-841). لا يُذكر اسما هذين الملكين. فلا دور لهما، سوى رسالة جاءت من ملك إلى آخر، فرأى فيها ملك إسرائيل إعلانًا بالحرب (آ7). وفي إسرائيل، استقال الملك من مهمّته في الحفاظ على عبادة الله الواحد، فحلّ محلّه النبيّ. قال الملك: من أنا حتّى »أشفي رجلاً من برصه« (آ7). ثمّ »مزّق ثيابه«. لأنّه لا يستطيع أن يفعل شيئًا، لا شكّ. ولكنّ أليشع النبيّ، رجل الله، يستطيع أن يعمل باسم الله، وقد عمل.

أين كان الشفاء؟ أغلب الظنّ في السامرة، إذ يبدو أنّه كان لأليشع بيت فيها (2مل 6: 32). ونعمان هو من طاب عيشه فعرف الرفاهيّة. اسم سامٍ، وُجد مثلاً في أوغاريت، كما في العالم العربيّ. هو قائد من الطراز الأوّل، وقد شارك في حروب عدّة، ولا سيّما تلك التي حصلت بين دمشق والسامرة، في منتصف القرن التاسع ق.م. والرسالة التي بعث بها ملك آرام إلى ملك إسرائيل، جاءت في أسلوب عرفته الرسائل الدبلوماسيّة في ذلك الزمان.

في هذه العناصر المتفرّقة التي تجد أساسها في التاريخ، دوّن الكاتب خبره لما فيه من عبرة دينيّة. نحن في خطّ يحاول أن يُخرج »شعبَ الله« من عزلته. هل هناك أنبياء خارج أرض إسرائيل؟ هناك بلعام الذي ستشوَّه سمعته فيما بعد. جاءه رسل بالاق. »فقال الله لبلعام: لا تذهب معهم« (عد 22: 12). فأطاع بلعام حالاً مع أنّ الهدايا كانت كثيرة. »قال لرسل بالاق: انصرفوا إلى أرضكم، لأنّ الربّ رفض أن يأذن لي في الذهاب معكم« (آ13). وأطلّت الإكراميّات (آ17). فأجاب بلعام: »لو أعطاني بالاق ملء بيته فضّة وذهبًا، لما قدرتُ أن أخالف كلام الربّ إلهي في أمر صغير أو كبير« (آ18). وسيقول للملك بالاق: »أتظنّني أقدر أن أقول غير الكلام الذي يلقيه الربّ في فمي؟« (آ38). كم هو قريب بلعام هذا من ميخا بن يملة، الذي مالقه سائر الأنبياء، فكان جوابه لهم: »ما يقوله لي الربّ، أقوله أنا« (1مل 22: 14).

وماذا عن النساء الغريبات؟ هل يصلحن أمّهاتٍ لأولادنا؟ فجاء خبر راعوت الموآبيّة. وقال يهوذا بن يعقوب عن تامار: »هي أبرّ منّي« (تك 38: 26). هي أصدق منّي. وهل في جرار »مخافة الله« كما تساءل إبراهيم (تك 20: 11)؟ بل تجاوز أبيمالك إبراهيم، الذي أخفى حقيقة امرأته وجاء كلامه نعم ولا في وقت واحد (آ12). وهل تصل نعم الله إلى الذين من خارج الشعب؟ نعم. والربّ أرسل يونان يبشّر أهل نينوى ويدعوهم إلى التوبة. هم عادوا. أمّا أهل أورشليم فقسّوا رقابهم. وهكذا نقول عن الخبر هنا. جاء نعمان إلى الإيمان، وابتعد جيحزي. شُفي نعمان من برصه. فعلق البرص بجيحزي. فالله لا يحابي الوجوه. »المجد والكرامة والسلام لمن يعمل الخير، من اليهود أوّلاً، ثمّ من اليونانيّين« (روم 2: 10). ومقابل هذا: »الويل والعذاب لكلّ إنسان يعمل الشرّ، من اليهود أوّلاً ثمّ من اليونانيّين« (آ9).

* * *

من أين جاء هذا الخبر التقويّ يمجّد رجل الله، ويخبر عن أعمال الربّ خارج حدود إسرائيل؟ قد يكون جيحزي، فبدا عمله بشكل اعتراف بخطأ ارتكبه، ونداء إلى شعبه بأن لا يبادلوا غنى الدول بما يمكن أن يقدّمه شخص مثل أليشع. فالبحث عن المال وحياة الرفاه، جعل شعب الله يتطلّع إلى خارج حدوده، ليأخذ بآلهة الأمم المجاورة وما يتبع ذلك من عبادات ترفضها شريعة موسى. والهدف الثاني من الخبر الحديث عن »العجائب التي عملها أليشع« (8: 4).

ونطرح السؤال: ما طبيعة البرص الذي أصاب نعمان، ثمّ جيحزي؟ وكيف يحقّ لهما أن يخالطا الناس. فشريعة الأبرص معروفة: يبتعد عن الأماكن الآهلة. بسبب العدوى أوّلاً. ثمّ خوفًا من أن ينجّس المؤمنين. نقرأ في لا 13: 45-46:

45 فالأبرص الذي به البلوى، يلبس ثيابه مشقوقة، ويكشف رأسه (علامة الحزن) ويغطّي شاربيه (من هناك يخرج النَفَس) وينادي: نجس، نجس!

46 ما دامت به البلوى يكون نجسًا، ويسكن منفردًا خارج المحلّة.

كيف لنعمان أن يحافظ على مركزه الاجتماعيّ والعائليّ، وهو من ابتُلي بالبرص. قيل عنه في 5: 1: »رجل معزَّز، مكرّم عند سيّده«. ونقول الشيء عن جيحزي: »بلاه أليشع بالبرص«، فوجب عليه أن يمضي إلى البراري. ولكنّنا نراه يتحدّث إلى الملك عن رجل الله، ويدافع عن الشونميّة التي وضع الناس يدهم على رزقها، بعد أن غابت عن أرضها (8: 4).

ولهذا، لا يمكن، في الواقع، أن يكون البرص برصًا، بل بعض بقع في الجسم. إلاّ إذا كان هذا المرض رمز إلى ما يصيب الإنسان من شرّ في نفسه، في روحه. فذاك الكسيح الذي شفاه يسوع بعد ثمانٍ وثلاثين سنة من المرض (يو 5: 5)، يمكن أن يصاب بأسوأ إن هو عاد إلى الخطيئة. والبرص الذي أصاب جيحزي هو الذي أصاب مريم، أخت موسى وهارون (عد 12: 10). هي في الواقع تنجّست فوجب عليها أن تبقى »خارج المحلّة سبعة أيّام« (آ15). وكذا نقول عن جيحزي، بحيث إنّ البرص يدلّ بشكل غير مباشر على عظمة الخطيئة التي اقتُرفت. الخطيئة التي لا تُرى. ولكنّ الكاتب الملهم جعلها مرئيّة من خلال صورة »البرص«، فكان الخبر تنبيهًا وتعليمًا للمؤمنين.

3- معنى الخبر

في هذا الخبر كما في كلّ أخبار »دورة أليشع«، يَبرز بشكل واضح السلطانُ الذي يتيح للنبيّ أن يُجري المعجزات. كلمة تكفي لكي يُشفى نعمان، ولكي يرى جيحزي البرص ينزل به. المدهش هو هنا، وإن بدا متحفّظًا، لا سيّما في وضع نعمان الذي وجد نفسه »طاهرًا، لأنّه اغتسل »سبع مرّات« في الأردنّ. لا شكّ في أنّ الشفاء لا يأتي من الماء، بل من كلمة النبيّ: »المياه عملت عمل »الخدمة السرّيّة«. ونحن نكتشف بجانب ما هو »معجز، مدهش« مجموعة ملاحظات لا يمكن أن تكون هامشيّة. فهذا الخبر »الشعبيّ« يقدّم نظرة شاملة إلى »اللاهوت« البيبليّ.

يهوه هو إله إسرائيل. وهو أيضًا إله جميع البشر. فهو استفاد من نعمان الوثنيّ، لكي يعطي »الخلاص« أي النصر للآراميّين، للوثنيّين. »الربّ حقّق على يده« (آ1) والنصر كان على إسرائيل، والعلامة: هذه الفتاة الإسرائيليّة التي هي في خدمة امرأته (آ2). فالله لا يعطي النصر دومًا »لشعبه« وكأنّ له فقط »شعبًا واحدًا« بل الربّ لا يريد الحرب وهو الذي في الأيّام الأخيرة، يحوّل السيوف إلى سكك للفلاحة، والرماح إلى مناجل للحصاد. ولكنّ المنتصر يعتبر أنّ الله نصَرَه، والخاسر أنّ الله خسّره الحرب. في أيّ حال، الربّ يضمّ أعمال البشر كلّها، لأنّهم أولاده، فيخرج منها الخير ويحرق الشرّ بنار لا تُطفأ.

هذا الإله الذي يرحم الجميع، يقدّر الاستقامة أينما وُجدت. تقبّل حالاً تلك الثقة تجاهه، وإن بقيَ فيها بعض النقص. ويرافق كلّ من يخطو خطوة ولو متردّدة، لكي يتوجّه إليه. ويستعمل »الأسباب الثانية«، التافهة، اللامنتظرة لكي ينال النتائج المدهشة. منذ زمن بعيد هيّأ الله خطّته: سبيٌ في مملكة إسرائيل جعل »فتاة صغيرة« في خدمة »زوجة نعمان«. أخبرت سيّدتها، والسيّدة أخبرت زوجها. وهكذا مضى نعمان إلى أليشع بعد أن »أضاع الطريق« ومضى إلى الملك. القدرة البشريّة لا تصنع الشفاء، وقد حطّها الله عن الكراسي ورفع المتواضعين. رفع الله أليشع ذاك »الحبيس« في بيته، والعائش في رفقته. ورفع »المياه« فصارت أداة شفاء نعمان. اغتسل فيها وما اتّخذ دواء آخر. بيد الربّ صار الماء دواء الأدوية.

ما طلب الربّ من نعمان الغنى والمال. فالنبيّ ما تنازل ونظر إليها، وبالأحرى لم يقبل بها. ما طلبه الربّ هو إيمان تامّ كامل يتجسّد في طاعة تبدو بدون معنى. على المستوى السرّيّ المحض، كلام نعمان حقّ: لماذا الاغتسال في الأردنّ، وعندنا في دمشق نهران صافيان؟ ما يحتاجه هذا الأبرص هو أن يضع النبيّ يده على المرض. هكذا تمرّ قدرة إلهه بيده. ولماذا لا تمرّ أيضًا عبر الماء، بل هي عبرت، فطهر المريض وصار لحمه كلحم طفل.

وفي عرس قانا الجليل (يو 2: 1-12)، كان طلب يسوع لامعقولاً على المستوى البشريّ. فرغت الجرار من الخمر. وأنت تطلب أن تملأها ماء. هل يهزأ بنا هذا »الشابّ«؟ بل هو يطلب أن نسكب من الماء الذي صببناه نحن، ونسقي الناس خمرًا. هل يخدعنا؟ أيريد أن يهزأ من العروسين. كلّها أفكار بشريّة تُطرَح. ومع ذلك، كانت المعجزة. ولولا الماء في الجرار، لما كان حوّل الماء خمرًا. وكذا نقول عن تكثير الأرغفة (يو 6: 1ي). خمسة أرغفة من الشعير، لماذا لا نتركها لهذا الصبيّ يأكلها في طريق عودته إلى البيت. طلبها يسوع. وبها أطعم خمسة آلاف.

واستفاد الله من خبر مادّيّ، من شفاء الجسد، ليصل إلى خير أكبر. هنا لكي يعرفه نعمان، يؤمن به، ويلتزم العبادة له دون سائر الآلهة. أما هكذا كانت صلاة سليمان في 1مل 8:

41 وكذلك الغريب الذي لا ينتمي إلى إسرائيل شعبك. إذا جاء من أرض بعيدة من أجل اسمك (هكذا فعل نعمان)

42 لأنّ الناس يسمعون باسمك العظيم ويدك القديرة وذراعك الممدودة (أسمعت هذه الفتاة الصغيرة ما يفعل الربّ بيد أليشع)، وصلّى في هذا الهيكل.

43 فاسمع من السماء، من مقامك، واعمل بجميع ما يلتمس منك ذاك الغريب، فيعرف جميعُ أمم الأرض اسمك، ويخافوك مثل إسرائيل شعبك...

شهدت الفتاة الصغيرة الشهادة الحسنة، لا جيحزي. ونرجو أن لا يكون نعمان تساءل عن هذا »النبيّ« الذي يرفض الهدايا جهرًا، ويطلبها سرٌّا. أترى ضاعت المجّانيّة التي يعيشها النبيّ بسبب طمع جيحزي. هذا ما لا يقوله الخبر الذي يكتفي بأن يُسمعنا التزامات نعمان الجديدة.

وأخيرًا أليشع، صانع المعجزات. ولكن أهمّ من ذلك، هو »معلّم روحيّ« قبل المعلّمين. هو »نبيّ« يحمل كلمة الله فيشجّع ويعزّي ويساعد ويشهد. وهو »رجل الله«، خاصّة الله. يرسله كيفما يشاء ويطلب منه ما يشاء. هدفه من خلال الشفاء، أن يعرّف نعمان إلى الإله الحقيقيّ. الإله الذي يحبّ جميع البشر من أيّ أرض جاؤوا. ويعرّفه إلى طريقة عمل عباده: دون المظاهر البرّاقة، دون الأمور المادّيّة التي تثقل نبيّه. طلب من نعمان أن يقوم بعمل بسيط يدلّ به على إيمانه. لا. ما طلب أليشع من نعمان »أمرًا صعبًا«. طلب منه فقط أن يغتسل. وعندما أطاع القائد الآراميّ بالرغم من بساطة ما يُطلب منه، شُفي.

مضى نعمان إلى ملك إسرائيل فضلَّ الطريق وإن حمل رسالة من ملك آرام. هو لا يقدر أن يكتشف حضور الله لدى »الرسميّين«، الملك وبلاطه، أترى المجوس رأوا الطفل الذي يسجدون له عند بيلاطس ورؤساء الكهنة؟ بل غابت النجمة القائدة لهم حين وصولهم إلى أورشليم. لهذا طلب أليشع من الملك: »ليحضر الرجل إليّ، فيعلم أنّ في إسرائيل نبيٌّا« (آ8). ونتخيّل المشهد. بيت بسيط يقيم فيه رجل الله. وفي الخارج، »نعمان بخيله ومركباته« (آ9). أين الذين يستقبلونه؟ ألا يخافون هيبته؟ بل »وقف على باب بيت أليشع«. مدّ يده كالمتسوّل طالبًا رحمة الله. كما اعتبر أنّه في عالم »سحريّ«. يضع النبيّ يده فوق الجرح، يحرّكها، يقول بعض الأقوال السرّيّة، وينتهي الأمر! ثمّ ما هذا الاستقبال؟ فالكهنة يخرجون من الهيكل ويستقبلون العظماء بشكل خاصّ، وهذا النبيّ لا يخرج من بيته، بل يرسل إليه رسولاً يقول له ما يجب أن يفعل.

في الخارج بدا تصرّف النبيّ مفاجئًا، خشنًا. ولكنّه في العمق أراد أن يُخرج نعمان من عقليّته الوثنيّة، ليرفعه إلى الإله المتسامي. وماذا اكتشف هذا الغريب عن الله في رجل الله؟ تجرُّد أليشع، ورفضه الجذريّ لأيّ عطاء. نعمة الله لا تُشرى بالمال، ولا بركته، وإلاّ شابهنا سمعان الساحر الذي دفع المال لبطرس لينال موهبة إعطاء الروح لمن يشاء. فكأنّ الروح »يُشرى ويُباع« (أع 8: 18). فعل النبيّ ما فعل باسم الله، وعرفانُ الجميل يعود إلى الله، لا إلى الإنسان. انتظر نعمان شيئًا من الإنسان فما نال شيئًا. سمع كلام الله، فطهر. ما شفى النبيّ هذا الأبرص بقدرته الخاصّة، بل بقدرة كلمة الله. ذاك كان موقف بطرس حين وصل مع يوحنّا »عند باب الهيكل المعروف بالباب الجميل« (أع 3: 2). طلب المريض مالاً. »لا فضّة عندي ولا ذهب، ولكنّي أعطيك ما عندي: باسم يسوع المسيح الناصريّ قُمْ وامشِ« (آ6).

واكتشف نعمان بشكل خاصّ، وساعةَ نظر هذا النبيّ، وحكمته الدينيّة، وطريقته الإنسانيّة لدى طالب »تعليم روحيّ« في ما يجب أن يعمله فيما بعد. هو »معمَّد« جديد. ونحن لا نُكرهه على انقطاع كلّيّ عن ماضيه. بل نترك الربّ يعمل فيه. فالله لا يُعبَد فقط في هيكل أورشليم، بالرغم من التركيز مع سليمان على هذه الناحية، والإصلاحات المتوالية وصولاً إلى يوشيّا. إلى هؤلاء قال ملاخي (1: 11):

من مشرق الشمس إلى مغربها،

اسمي عظيم في الأمم.

وفي كلّ مكان يُحرَق لاسمي البخور،

وتقرَّب تقدمة طاهرة،

لأنّ اسمي عظيم في الأمم.

أهل نينوى صاموا حيث هم، ورفعوا إلى الله صلاة التوبة فرُحموا. والملاّحون الذين رافقوا يونان »قدّموا ذبيحة ونذروا نذورًا« (يون 1: 16) وهم على ظهر السفينة، في عرض البحر، الذي كان يُعتبَر موضع الشرّ. فلماذا لا يقبل الله صلاة نعمان في أرض آرام؟ وكان نعمان صادقًا: أخذ ترابًا من أرض إسرائيل ليبني بها مذبحه، لأنّه اعتبر أنّ الإله يرتبط بأرض من الأراضي. تركه أليشع يفعل بالرغم من نظرة ما زالت وثنيّة. بل أكثر من ذلك: سمح له أن يرافق سيّده إلى معبد الإله رمّون ويشاركه في السجود وتقدمة الذبيحة. طقوس صارت له اليوم فارغة ولا معنى لها. أما يكون هناك خطيئة؟ سلام الربّ يكون معك، قال أليشع.

ويتشكّك الناس في أيّام أليشع وفي أيّامنا. لماذا لا يأتي إلى كنيستنا؟ أم الكنيسة القريبة لا تشفي. عقل ضيّق يريد أن يكون الناس في سجن، فلا يسمح لهم بالهواء الطلق على مستوى التسامح والمشاركة. قال تث 23: 4: »لا يدخل عمّونيّ ولا موآبيّ ولا أحد من نسله في جماعة المؤمنين بالربّ، ولو في الجيل العاشر، إلى الأبد«. هكذا يكون الانغلاق الكامل الذي يحصر المؤمنين في كهف ومغارة ليحافظوا على تماسكهم. أترى كان الكهنة في أيّام أليشع قبلوا بهذه »الفتوى« التي أعطاها لنعمان؟ بل كانوا حسبوه ضالاٌّ، ويجب أن يرجع عن غيّه. وفي أيّ حال، لم يرضَ الكتبة في زمن يسوع بما عمله يسوع أو تسامح به.

موقف أليشع موقف نبيّ لا يقف عند القوانين التي تظلم الفقراء، أكثر ما تظلم. أمّا الأغنياء فيُسمَح لهم بكلّ شيء. نفسِّح لهم. جاء موقف النبيّ رفيعًا: لا حاجة إلى تراب من أرض إسرائيل لعبادة الله. ولا حاجة إلى مياه الأردنّ لكي ينال الإنسان العماد. فالأردنّ لا يمتلك قوّة سحريّة، كما ظنّ مسيحيّون كثيرون مدّة طويلة. ليست القوّة في المياه، بل في يد الله الذي استعمل نبيّه، وفي كلمة الله التي تلفّظ بها رجل الله. والذبيحة يقدّمها المؤمن أينما شاء. المهم أن تكون بالروح والحقّ. أن يكون القلب منسحقًا، متوجّعًا، نادمًا.

كان بإمكان النبيّ أن يقول لنعمان: بعد اليوم لا يحقّ لك أن تشارك في الحياة الاجتماعيّة لشعبك. يجب أن تقطع كلّ صلة بماضيك. هي أفضل طريقة لقتل الإنسان وبالتالي خسارة الشهادة التي يمكن أن يعطيها في محيطه. »إذهب بسلام«. أنا أوافق على ما تقول. الربّ يكون معك بحسب الطريقة التي التزمتَ بها. وهو يعرف أن يوجّهك في ظروف الحياة اليوميّة.

الخاتمة

هذا النصّ الذي قد تكون له جذور عميقة، لم يُكتب قبل القرن السادس أو الخامس ق.م.، ساعة خرج »شعب الله« من أرضه ومن مدينته المغلقة أورشليم. في ذلك الوقت، كُتب سفرا راعوت ويونان. كتب خبرُ يوسف العائش في مصر. كُتب لأجل الشعب ليفهم أنّه لا يستطيع بعد أن يعيش في عزلته، منغلقًا على »طائفته« والفئة التي ينتمي إليها. ولكن شرط أن تنبع تصرّفاته من حياة حميمة مع الله، على مثال أليشع. حين يكون إيماننا ثابتًا، وصلاتنا عميقة، لا نخاف من الذهاب إلى الآخر، أيٌّا كان هذا الآخر. ولكن أصحاب الإيمان السطحيّ، ينتقلون من هنا إلى هناك. يخسرون ما تبقّى لديهم من إيمان، فلا يكونون من »طائفتهم« ولا يعرفون أن يدخلوا إلى »طائفة« أخرى. هم مساكين.

والخبر فيه الكثير من »الفكاهة«. يجعلنا نضحك. نبتسم وفي الوقت عينه نتعلّم. نضحك من هذه الدبلوماسيّة الرسميّة التي تعطي الأوامر للملك وبالتالي لله. »إشفه من برصه« (آ6). جاء الأمر إلى الملك... ونضحك من الوسائل البشريّة التي تُستعمَل من ذهب وفضّة وحلل العيد والطقوس السحريّة. هكذا تكون الطقوس والاحتفالات، هكذا تكون المعابد والملابس لكي تليق بالله. ذاك ما يُصنَع في الهيكل، وذهبُ قبّته يُرى من البعيد. أمّا النبيّ، فترك كلّ شيء وأرسل مريضه يغتسل في مياه الأردنّ، الذي هو نهر مثل سائر الأنهار. وأين كانت النتيجة المرجوّة؟ فالقيم الحقيقيّة ليست حيث نظنّ.

صعوبات وصعوبات أمام نعمان. فهو سلك الطريق التي ليست طريق الله. طريق الله هي طريق الإيمان، وسماع الكلمة، والطاعة لأوامر رجل الله. لماذا اللفّ والدوران وكأنّنا لا نريد من الله أن يعمل فينا؟ لماذا نبحث عن الملكوت هنا أو هناك؟ ونمضي إلى »المسيح« في المشرق والمغرب؟ الدواء بسيط جدٌّا. ويبتسم القارئ من طلب النبيّ. فالله بسيط جدٌّا. وتعليمه يصل أوّل ما يصل إلى الأطفال.

وفي النهاية، يغتاظ القارئ الذي من »شعب الله«. كيف انقلبت الأمور. المؤمن (جيحزي) سقط إلى الحضيض. ترك مجّانيّة معلّمه، وخضع للطمع والمال. كاد يفقد إيمانه. والوثنيّ الآتي من بعيد (نعمان) ارتفع إلى مستوى عالٍ من الإيمان. هل هذا معقول؟ نعم. ساعة كان يونان نائمًا في السفينة، كان الوثنيّون يصلّون. وساعة تركت عائلة »مؤمنة« بيت لحم لتطلب خبزًا في أرض موآب »الملعونة«، جاءت امرأة من موآب، هي راعوت، إلى بيت لحم فكان لها الطعام. بل نالت النسل الذي وصل إلى داود الملك، وبالتالي إلى المسيح. أجل معقول. ويسوع ما رأى إيمانًا في أرض إسرائيل كما عند قائد المئة (مت 8: 11). وقال في هذه المناسبة: »كثيرون من الناس سيجيئون من المشرق والمغرب ويجلسون إلى المائدة مع إبراهيم وإسحق ويعقوب، في ملكوت الله. وأمّا من كان لهم الملكوت، فيُطرحون خارجًا في الظلمة حيث البكاء وصريف الأسنان (آ11-12).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM