يوم الربّ.

 

يوم الربّ

في الرسالة إلى العبرانيّين دعوة إلى الحياة المسيحيّة فيها الكثير من السخاء. وفيها يقول الكاتب البولسيّ: »لا تنقطعوا عن الاجتماع، كما اعتاد بعضكم أن يفعل، بل شجِّعوا بعضكم بعضًا على قدر ما ترون أنّ يوم الربّ قريب« (عب 10: 25). تلك كانت حالة المؤمنين في زمن كتابة الرسالة. بدأوا يتراخون. لا يأتون إلى الاجتماع الأسبوعيّ حيث المشاركة في خبز الكلمة وفي خبز القربان. هل ضعف الإيمان وفَتُر؟ هل خافوا الاضطهادات؟ أَتُرى نسوا أنّ هذا اليوم يخصّ الربّ، بحيث لا يحقّ لأحد أن يتصرَّف به كما يشاء؟ اللّه كرَّسه له، لكي يكرِّس، بدوره، سائر أيّام الأسبوع بما فيها من أفراح وأتراح، من أُمور صعبة وأُمور سهلة.

ولماذا الاجتماع؟ لنكون قرب الصليب. لنكون في العشاء السريّ. فالصليب يصبح حاضرًا الآن. وكذلك عشاء الربّ الأخير، حين أَخذ خبزًا وقال: هذا هو جسدي. وأخذ خمرًا وقال: هذا هو دمي. اليوم يتحوّل الخبز والخمر إلى الجسد والدم. اليوم نسمع كلام الإنجيل. فلا نقول بعد كما في الماضي: »في ذلك الزمان قال الربّ يسوع«. أَتُرانا نسمع خبرًا من التاريخ؟ بل اليوم يقول لنا الربّ.

لهذا جاءت الصلوات كلّها، خلال القدّاس، في صيغة الحاضر، الآن يا ربّ، يكون أَمانُك وسلامُكَ وحبُّك الحقيقيّ ومراحمك. اليوم نسجد أمامك يا ملك الملوك وربّ الأرباب. الآن نقترب من مذبحك المقدّس. ونبدأ فنعطي بعضنا بعضًا السلام. لا شكّ في أنّ دعوة يسوع بالمصالحة قبل الذبيحة قيلت منذ أَلفَي سنة تقريبًا. ولكنّنا نعيشها الآن في هذه اللحظة ونحن نرفع الجسد والدم مع الكاهن بقلوبنا وعيوننا قبل أن نتقبّله في أفواهنا.

بعد كلام التقديس، يأتي الذكر الذي يربطنا بالماضي. ولكن هذا الماضي يصبح حاضرًا. نذكر موت الربّ الذي حصل مرّة واحدة، ولكنّنا نصل إلى قيامته، حيث هو الحيّ معنا إلى الأبد. والآن ننتظر المجيء في حياة كلّ منّا حيث يدعونا الربّ إلى العيش معه، بانتظار المجيء الثاني الذي لا يُدمّر فيه الكون، بل يتحوّل إلى أرض جديدة وسماء جديدة.

1 ـ يوم الربّ

في الماضي، لا وجود لليل. فالليل وقت الموت. ينام الإنسان وكأنّه مات، وحين يصحو في الصباح يحسّ كأنّه قام في نهار جديد، في حياة بعد موت، على ما قال مز 3: 6: »في سلامٍ أَستلقي وأَنام، ثمّ أَفيق لأنّ الربّ سندي« لو لم يُسندني، لكنتُ في عالَم الموت وفي دنيا الظلمة.

»اليوم« في العالَم القديم يعني النهار. فيه النور. فيه العمل والنشاط. فيه يكون الإنسان حيٌّا. ولكن يومًا يختلف عن يوم. فهناك أيّام في حياتي لا يمكن أن أنساها أبدًا. يوم عودتي إلى الربّ. أو تلبية دعوة من لدنه تعالى لعيش البتوليّة أو الزواج. وانطلاقًا من خبرتنا البشريّة، نتحدَّث عن يوم الربّ، عن أيّام عَمِل الربُّ فيها أعمالاً عظيمة. ولا سيّما الانتصار على الأعداء. اليوم يدلّ على حدث حصل في التاريخ ويتذكّره المؤمنون. مثلاً، أَشار أَشعيا إلى يوم مديان (أش 9: 3). فيها انتصر جدعون على أهل السلب والنهب. ولكن المنتصر الحقيقيّ، هو الربّ. ينتصر بحضوره، ينتصر بعمله ولا يتراجع.

ذاك كان يوم الربّ. أيّام الربّ. والمؤمن ينتظره نورًا لا ظلام فيه (عا 5: 18). ينتظره ضياء لا سواد فيه. ينتظره خلاصًا. في ذلك اليوم، يكون العيد والاحتفالات. وتُقدَّم الذبائح والمحروقات، وتُنشَد الأناشيد وتصدح الأنغام على العود والكنّارة. في ذلك اليوم، يجري العدلُ كالمياه، والصدق كنهر لا ينقطع (آ 24).

هذا اليوم هو قريب (حز 30: 3). بل نحن نعيش فيه. الطبيعة كلّها تتحرّك لاستقبال ذلك الآتي. وتأتي الصور البشريّة لتفهمنا أنّ يوم الربّ ليس عاديٌّا. هو مميّز. هو يوم سحاب ونار، فيه »تُطوى السماوات كورق البردي، ويسقط جنودها (كواكبها) جميعًا« (أش 34: 4). فيه يخاف البشر »من هيبة الربّ وعظمة بهائه« (أش 2: 10) فيدخلون في الصخور ويختبئون في التراب. بمثل هذا الشعور يحسّ الخطأة. أمّا المؤمن فيقول: »ارفَعْ علينا نور وجهك« (مز 4: 7). حينئذٍ يمتلئ قلبه بالفرح، وينعم بالسلام (آ 8 ـ 9) فيستلقي وينام كما الطفل بين يدي أبيه أو أُمّه.

كلّ هذه الأحداث، والعجائب والمذهلات، تجتمع بالنسبة إلينا في »يوم الربّ« الذي هو يوم الأحد، يوم الاجتماع الأسبوعيّ للمسيحيّ. فيه قام المسيح من بين الأموات فاختبر التلاميذ والتلميذات سرّ قيامته. يوم الأحد نزل الروح القدس على العنصرة وفي يوم الأحد، يوم الربّ، اختطف الروح الرائي، فكتب ما كتبه من رسائل، وأرسلها إلى الكنائس السبع (رؤ 1: 10 ـ 11)، أي إلى كنيستي وكنيسة كلّ المؤمنين المنتشرين في العالم.

ونحن الذين عشنا يوم الربّ، في الجمعة العظيمة والقيامة المجيدة، نتطلّع إلى يوم الربّ عندما نعيش زمن الصليب المقدّس. هو يأتي في المجد، ويدعو كلّ واحد ليسير في موكبه، موكب الظفر (كو 2: 15). مع زمن الصليب نتوجّه إلى نهاية السنة الطقسيّة. إلى ما يرمز إلى نهاية التاريخ البشريّ، لكي يبدأ »التاريخ السماويّ« على الأرض. في احتفالنا الأسبوعي، ومن يوم ربّ إلى يوم ربّ، ومن أحد إلى أحد، نصل إلى الأحد العظيم، الذي فيه تجتمع البشريّة كلّها. تجتمع السماوات والأرض في المسيح (أف 1: 10). وإذ نحن نعيش الحياة اليوميّة، نتطلّع إلى يوم الربّ ذاك فيكون لنا كالمنارة التي تقود خطانا في قلب العتمة.

2 ـ اليوم تمّت هذه الكلمات

حين كان يسوع في مجمع الناصرة، يشارك في احتفالات السبت في المجمع، طُلب منه أن يقرأ الكتاب: »روح الربّ عليّ، مسحني لأُبشِّر المساكين...« (لو 4: 17 ـ 18). وإذ أغلق الكتاب ودفعه إلى الخادم، أخذ يقول: »اليوم تمّت هذه الكلمات التي تلوتُها على مسامعكم«.

فما حصل منذ القدم، من بشارة للمساكين تحمل إليهم الفرح، من تحرير الأسرى العديدين في الحروب، من فتح عيون العميان، من رفع الظلم. كلّ هذا وجدَ تمامه اليوم، الآن، في شخص يسوع. هنا نتذكّر أنّ اللّه لا يعمل في الماضي بل في الحاضر ويتطلّع إلى المستقبل. فاللّه كلّ شيء أمامه حاضر. هو في الآن، ونحن نتصرّف مثله. فلا حاجة للعودة إلى الماضي. فقد مضى وراح. وهو لن يعود. وإن أعدناه إلى ذاكرتنا لنتوقّف عنده، نكون كمَن يموت قبل ساعة موته. أجل، العودة إلى الماضي عقمٌ لا يمكن أن يحمل ثمرًا. والتطلّع إلى المستقبل، إلى ما يحصل لنا فيما بعد، ولا سيّما بعد ساعة موتنا، يكون سرابًا، باطلاً، نظرة لا نفع منها. اللّه يكلّمنا الآن، في الحاضر. يمسك بيدنا الآن. يحرّرنا اليوم، يحمل إلينا بُشرى الخلاص.

إعتاد أهل التوراة أن يتذكّروا. أين دُفنت راحيل زوجة يعقوب؟ »ونصب يعقوب عمودًا على قبرها، وهو عمود قبر راحيل إلى اليوم« (تك 35: 20). ولكن يوم موت راحيل كانت ولادة بنيامين، أبي القبيلة التي فيها بُني الهيكل. وكما فعل الربّ في الماضي، يفعل اليوم. فعلى المؤمنين أن لا يخافوا. وعلى المؤمنين (وعلينا نحن أيضًا) أن لا يتحسَّروا على الماضي الذي عرفه آباؤهم. فينشدون: »لماذا خذلتَنا يا اللّه؟ ...أُذكر جماعتك التي اقتنيتها منذ القديم، وافتديتها« (مز 74: 1 ـ 3). أَما زلتَ تسير معنا؟ »عليك توكَّل آباؤنا، عليك توكّلوا ونجوا. إليك صرخوا فأنقذتهم، وعليك اعتمدوا فما خابوا« (مز 22: 5 ـ 6). وماذا تفعل اليوم؟ ويواصل المرنِّم صلاته المتألّمة حين سمعهم يقولون: »نزيلهم جميعًا«. قال: »لا نرى علامة، ولم يبقَ نبيّ، ولا عندنا مَن يعرف إلى متى. إلى متى يا اللّه يعيّرنا المضايقون، ويستهين العدوّ باسمك على الدوام؟ لماذا تردّ يمينك يا اللّه؟ أخرجْها من جَيبك واضرب« (مز 74: 8 ـ 11).

ولكن، ذاك الذي فعل في الماضي يفعل اليوم. كان الخطر محدقًا بالعبرانيّين الخارجين من مصر: البحر أمامهم بأمواجه، والجيش وراءَهم بخيله ومركباته. »فخافوا جدٌّا، وصرخوا إلى الربّ« (خر 14: 10). وتذمَّروا على موسى الذي أتى بهم إلى البريّة لكي يُميتهم. فقال لهم موسى: »قِفوا وانظروا اليوم خلاص الربّ« (آ 13). لا غدًا، ولا بعدَ غدٍ. إن انتظر الربّ، تأخَّر الخلاص وفات الأوان. ولكنّه لا يتأخّر. ساعة يدبّ اليأس في قلب الإنسان، فاللّه هنا. نتذكّر كلام جدعون إلى الربّ، حين جاء يدعوه إلى خلاص شعبه. »إن كان الربّ معنا، فلماذا أَصابنا ما أَصابنا؟ وأين جميع معجزاته التي حدَّثنا بها آباؤنا...؟« (قض 6: 13).

»فالربّ اليوم يتراءَى لكم« (لا 9: 4). ترونه. لا في ذاته، بل في مَن يعمل من أجلكم. »اليوم هو يمنحكم بركته« (خر 32: 29). لا شكّ في أنّه كان مع آبائنا، ولكنّه اليوم معنا. هذا ما يذكِّرنا به سفر التثنية أكثر من مرّة، حين يقرأون الأحداث الماضية، حين يقرأونها وكأنّها حصلت اليوم. »أنتم أحياء اليوم« (تث 4: 4). واللّه ليس إله أموات، بل إله أحياء، كما قال يسوع للصادوقيّين (مت 22: 32). فتعرَّفوا اليوم إلى هذا الإله، واحفظوا وصاياه وسننه التي يأمركم بها اليوم، الآن، تناولوا خيزًا (مت 4: 39 ـ 40).

3 ـ اليوم إن سمعتم صوته

ما تكلّم اللّه في الماضي فقط. بل هو يتكلّم اليوم. لهذا قال موسى للشعب الذي يستعدّ للدخول إلى أرض الوعد: »والآن فاسألوا عن الأيّام الأولى« (تث 4: 32) هل كان مثل هذا الأمر العظيم؟ هل سمع أحد بمثله؟ هل سمع شعبٌ صوت اللّه يتكلّم في النار كما سمعتم أنتم؟ (آ 33). النار هي العلَّيقة الملتهبة التي رأها موسى، فاكتشف حضور اللّه. النار هي العمود الذي سار أمام الشعب في البريّة. هذه النار هي اليوم حاضرة، لأنّها ترمز إلى اللّه الذي ما زال يرافق شعبه العائش في أرضه، بعد أن رافقه في بريّة سينا أربعين يومًا. دعَوا تلك المسيرة »تيهًا«، وكأن الشعب كان خائفًا. وكأنّ اللّه لا يعرف إلى أين يقوده. أخطاؤا. فالربّ كان يؤمِّن لهم الحياة يومًا بعد يوم، بحيث لا يحتاجون أن يخبِّئوا طعامًا إلى الغد. تلك كانت خبرة المن، خبرة عطيّة اللّه للسائرين في هذه البريّة الشاسعة. قال موسى: »لا تُبقوا شيئًا إلى الصباح« (خر 16: 19). والذي أُبقي دوَّد ونتن (آ 20). فالربّ يعطي المؤمن خبزه، يومًا بعد يوم. يعطيه ما يكفي يومه. فلماذا الاهتمام بالغد؟ فالغد يهتمّ بنفسه (مت 6: 34).

إذا كان اللّه يعمل اليوم، فماذا ننتظر لكي نرى؟ فلا نكون عميانًا مثل الفرّيسيّين (يو 9: 39 ـ 40). حينئذٍ تكون خطيئتنا كبيرة. نرفض نداء اللّه، نرفض إلهام الروح. هذا ما يُسمَّى التجديف على الروح القدس. وإذا كان اللّه يتكلّم اليوم، فماذا ننتظر لكي نسمع صوته. وبالتالي نطيع إرادته التي تتوجّه إلينا الآن.

دعا المرنِّمُ المؤمنين إلى الهتاف للّه، كما في احتفالاتنا يوم الأحد: »تعالوا نسجد ونركع له، وننحني أمام الربّ خالقنا. هو إلهنا ونحن شعبه، رعيّته التي يرعاها بيده« (مز 95: 6). وحضَّهم على السماع لكلام اللّه: »اليوم، إن سمعتم صوته، لا تقسّوا قلوبكم« (آ 7 ـ 8). أو: يا ليتكم تسمعون وتعملون. في الماضي، جرّب الآباء الربّ، وأنتم في الحاضر تجرِّبوني. شاهدوا أفعالي أربعين سنة. وأنتم تشاهدون. هم كانوا ضالّين. رفضوا أن يعرفوا طرقي، وبالتالي، ما اكتشفوا دياري ومحلَّ إقامتي (آ 10 ـ 11).

إستعادت الرسالة إلى العبرانيّين هذا المزمور. فنبّهت المؤمنين: »إنتبهوا أيّها الإخوة، أن لا يكون بينكم مَن له قلب شرّير، غير مؤمن، فيرتدَّ عن اللّه الحيّ، بل ليشجِّع بعضكم بعضًا كلَّ يوم، ما دامت لكم كلمة »اليوم« التي في الكتاب، لئلاَّ تغريَ الخطيئةُ أحدكم فيقسو قلبه« (عب 3: 7). كلام فيه تحذير خطير. قاسي القلب يشابه الوثنيّين. هو لن يدخل. بل يبقى في الخارج، مثل الابن الأكبر (لو 15: 28) حيث العيد والفرح. هو لا يعرف النور، بل يبقى في الظلمة البرّانيّة. قسَّى قلبه فما أراد أن يسمع. والنتيجة، ترك العبرانيّون قيادة الربّ، »فسقطت جثثهم في الصحراء« (عب 3: 17). ونحن ماذا يبقى لنا إن استهنّا بروح النعمة؟ »إنتظار مخيف ليوم الحساب، ولهيب نار يلتهم العُصاة« (عب 10: 27).

الخاتمة

زمن ارتفاع الصليب في كنيستنا، يكون النهاية، إذا كان الموت والقيامة البداية في مشروع الخلاص. لهذا، تكون حياتنا انتظارًا ليوم الربّ الآتي. هذا لا يعني أنّنا نشابه الرسل حين صعد الربّ إلى السماء. »ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ يسوع هذا الذي صعد عنكم إلى السماء، سيعود مثلما رأيتموه ذاهبًا إلى السماء« (أع 1: 11).

إنتظارنا ليوم الربّ لا يجعلنا في المجهول، ولا في عالم الخيال الذي لا يمكن أن نراه. يوم الربّ هو الآن. هو الحاضر. ما عمله اللّه في الماضي يعمله اليوم. فإن لم نؤمن بذلك، نشبه أهل الناصرة الذين تحدّوا يسوع: »إعملْ هنا، في وطنك، في الناصرة، ما سمعنا أنّك عملته في كفرناحوم« (لو 4: 23). ونحن نقول للربّ: ما عملته في الماضي، نرجو أن تعمله اليوم. اللّه تكلّم في الماضي، أَلا يزال يتكلّم اليوم؟ بل هو حاضر، يقرع الباب ويريد أن يُسمع صوته. ومَن الذي يسمع؟ فقط ذاك الذي له أُذنان سامعتان. أُذنان مستعدّتان للطاعة والعمل بمشيئة الربّ. اليوم يُسمعنا الربّ كلامه من خلال الإنجيل وسائر القراءات المقدّسة. اليوم يفعل اللّه معجزة المعجزات: صار الخبز جسدًا والخمر دمًا. بانتظار أن يتحوّل المؤمنون مع هذا الجسد الذي يأكلون، والدم الذي يشربون.

يوم الربّ هو بالنسبة إليّ، اليوم، يوم الأحد، الذي فيه أُشارك إخوتي الاجتماعَ الأسبوعيّ. خاف الأشرار في الماضي من يوم الربّ، لأنّه يوم ظلمة وعتمة. أمّا نحن فنستطيع أن ننشد فرحنا بهذا اليوم ونقول: »بنورك نعاين النور. يا نورًا من نور. يا يسوع المسيح ربّنا«.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM