الفصل الثالث عشر: أفسس بين الكتاب المقدس والتاريخ.

 

الفصل الثالث عشر

أفسس بين الكتاب المقدس والتاريخ

أفسس ذاك المرفأ الواسع في محافظة آسية (تركيّا الغربيّة) الرومانيّة، تأسّست، شأنها شأن عدد من المستوطنات اليونانيّة في أناتوليا (الأناضول الحالي) على الشاطئ. تحدّد موقعها بين نهر كايستر (Cayster ) وبحر إيجيه. أمّا أقدم شاهد على الإقامة فيها فيعود بنا إلى الحقبة الميقانيّة Mycènes التي تعود إلى سنة 1400-1300 ق.م. ونحن نقسم تاريخ هذا الموقع ونوسّعه في أربع حقبات ترتبط بثلاث تلال صغيرة تُعرَف في التركيّة الحديثة كما يلي: بولبول داغ، بتايير داغ، أياسوليك. الحقبة الأعلى هي الحقبة الايونيّة التي تحدّث عنها سترابون في الجغرافية (ص 640): سيطر على المدينة المستوطنون اليونان منذ زمن أندروكلوس (حوالي 1000 ق.م.) حتى حكم كريسوس (550 ق.م.). أقاموا في الشمال، في بتايير داغ. والحقبة الثانية هي حقبة المدينة، امتدّت من كريسوس إلى ليسيماخ (550-300 ق.م.). في ذلك الوقت، أقام السكان في منطقة ارطاميس ((Artemision إلى الجنوب الغربي من أياسوليك. وفي الحقبة الثالثة، وهي الحقبة الهلّنستيّة والرومانيّة والبيزنطيّة الأولى، امتدّت المدينة في الوادي الفاصل بتايير داغ وبولبول داغ مع سور منيع. ونعمَت أفسس بمرفأ أوّل اسمه بانورموس (سترابون 639) ومرفأ ثان، المرفأ المقدّس، ذكره أتيناوس. ومن أفسس كانت تنطلق الطرق، فتجعل منها أعظم مركز تجاري في آسية الصغرى وغربي طورس. وتحدّث شيشرون، خطيب رومة، عن مواردها الطبيعيّة. وأشار تاقيت في الحوليات (16: 23) عن الجهود للمحافظة على المرفأ في عهد أباطرة رومة، خوفًا من الطمى الذي يحمله نهر كايستر. ماذا يقول لنا الكتاب عن هذه المدينة، وماذا يقول التاريخ؟

1- أفسس والعهد الجديد

لا تُذكر أفسس في العهد القديم، ولا في الأناجيل. أمّا سفر الأعمال فيقدّم لنا في ف 19 خبرًا لافتًا عن حمل البشارة إلى هذه المدينة، التي لبث فيها بولس الرسول ثلاث سنوات. ولكن سبقه إلى هناك شخص مميَّز هو أبلّوس الذي لم يكن يعرف سوى معموديّة يوحنّا (أع 18: 24-26). كان من أهل الإسنكدريّة، فصيحَ اللسان، قديرًا في شرح الكتب المقدّسة (آ 25). ثمّ أخذه مسيحيّان معروفان، برسكلة وأكيلا، »وشرحَا له مذهب الربّ شرحًا دقيقًا« (آ 26).

مرّ بولس في أفسس، وهو ماضٍ من كورنتوس إلى أورشليم. دخل إلى المجمع كعادته فلقيَ بعض التجاوب، وطلب منه اليهود أن يُطيل الإقامة بينهم. ولكنّه مضى تاركًا وراءه برسكلة وأكيلا. وبعد عودته من أورشليم ودورته في آسية الصُغرى مارٌّا بأنطاكية وغلاطية وفريجية، عاد إلى أفسس برفقة تيطس (أع 19: 1). فوجد هناك بعض المسيحيّين، وبجانبهم تلاميذ يوحنّا (الذين كانوا اثني عشر تلميذًا) الذين جهلوا الروح القدس. عمّد بولس هؤلاء ووضع عليهم يده. يلفت نظرَنا وجودُ هذه الجماعة المرتبطة بيوحنّا المعمدان. فقد كانت هي وغيرها في أساس المندائيّة التي ما زالت آثارها حاضرة حتى اليوم في جنوب العراق.

وأمضى بولس ثلاثة أشهر يعلّم اليهود في المجمع. آمن كثيرون، وعاند البعض. ابتعد بولس عن هؤلاء، وجمع المؤمنين في مدرسة تيرانوس الذي كان معلّمَ البلاغة. ويقول النصّ الغربي إنّ بولس كان يعلّم فيها من الساعة الحادية عشرة إلى الساعة الرابعة بعد الظهر، أي في وقت الغداء والقيلولة، ساعة تفرغ المدرسة من طلاّبها. ويواصل سفر الأعمال: »ودامت هذه الحال مدّة سنتين، حتّى سمع جميعُ سكّان آسية من يهود ويونانيّين كلام الربّ« (أع 19: 10). وما اكتفى الفريق الرسوليّ بالكلام، بل رافق كلامَهم »معجزاتٌ عظيمة« (آ 11). وانتشرَت البشارة من أفسس إلى كولوسي مع أبفراس (كو 1: 7)، كما وصلت إلى لاودكية وهيرابوليس (كو 4: 13). فكما امتدّت الرسالة من كورنتوس العاصمة إلى كلّ منطقة أخائيّة في اليونان، كذلك امتدّت من أفسس إلى كلّ آسية الصُغرى. تلك كانت طريقة بولس في حمل البشارة. يبدأ في مدينة كبيرة، ومن هذه المدينة يشعّ الإنجيل.

عرفت الرسالة صعوبات سوف نعود إليها في معرض كلامنا عن الفتنة التي حصلت في أفسس إكرامًا للإلاهَةِ أرطاميس. فمضى بولس إلى مكدونية وأقام بضعة أشهر في كورنتوس ثمّ في فيلبّي. وفي بداية سنة 57 عاد إلى أورشليم التي تمنّى أن يصل إليها في عيد العنصرة. فتوقّف في مرفأ ميليتس، وإلى هناك طلب شيوخ أفسس فأتوا إليه، وكان ذلك آخر اتّصال مع الجماعة التي أسّسها، مع كنيسة اللّه التي في أفسس. صوّر بولس للشيوخ رسالته في هذه المدينة الوثنيّة، ونقل إليهم وصيّته الأخيرة، وأعلن لهم أنّه »يقوم بينهم أُناس ينطقون بالأكاذيب ليُضلّوا التلاميذ« (أع 20: 30). مثل هذا الكلام سوف تستعيده الرسالة إلى تيموتاوس الأولى (1: 19؛ 4: 1) والثانية (1: 15). ويقول في الرسالة إلى أفسس: »لا يخدعكم أحد بالكلام الباطل، لأنّ ذلك يسبّب غضب اللّه على أبناء المعصية. فلا تكونوا لهم شركاء« (5: 6-7).

من أفسس كتب بولس الرسالة الأولى إلى كورنتوس. قال في 16: 8: »وسأبقى هنا في أفسس إلى عيد يوم الخمسين«، أي عيد العنصرة. وأضاف في آ 19: »تسلّم عليكم كنائس آسية (بعاصمتها أفسس)، ويسلّم عليكم كثيرًا في الربّ أكيلا وبرسكلة والكنيسة التي تجتمع في بيتهما«. هناك كان أوّل اجتماع للمؤمنين حول بولس لسماع الكلمة وكسر الخبز، كما حصل مثلاً في ترواس (أع 20: 7-12).

وفي أفسس أقام يوحنّا، على ما يقول أوسابيوس القيصريّ في التاريخ الكنسيّ: »ترك يوحنّا الجزيرة، حيث نُفي، وأقام في أفسس« (3: 9). وشهد القدّيس إيرينه في الردّ على الهراطقة: »أمّا كنيسة أفسس التي أسَّسها بولس، وفيها أقام يوحنّا إلى زمن ترايان، فهي أيضًا شاهد حقيقيّ لتقليد الرسل« (3/3: 4). وسوف يقول يوستين في حواره مع تريفون: »عندنا رجل اسمه يوحنّا، أحد رسل المسيح، قد تنبّأ في سفر الرؤيا« (ف 31). كانت أفسس بين الكنائس السبع التي أُرسل إليها رسائل، بل كانت الأولى. وقد قيل لملاكها أو لأُسقفها: »أنا أعرف أعمالك وجهدك وصبرك. وأعرف أنّك لا تطيق الأشرار، وأنّك امتحنتَ الذين يزعمون أنّهم رسل، فوجدتهم كاذبين... ولكنّي أعتب عليك لأنّك تركت محبّتك الأولى. فاذكر من أين سقطت وتُب وعُد إلى أعمالك الماضية« (رؤ 3: 2-5). ولبثت أفسس مركزًا هامٌّا للمسيحيّة مع قبر العذراء مريم وكنيسة يوحنَّا. وفيها انعقد المجمع المسكوني الثالث (سنة 431) للردّ على نسطور في ما يتعلّق بأُمومة مريم ليسوع. وعُقد فيها أيضًا مجمع آخر، سنة 787، حول إكرام الأيقونات.

ولكن تراجعت المدينة شيئًا فشيئًا، كما نُهبت حجارتها وأُخذت إلى إيطاليا أو إلى القسطنطينيّة. وفي سنة 1308، استولى الأتراك على ما بقيَ من المدينة ونفوا سكّانها أو قتلوهم. وغطّت المدينةَ مياهُ فيضان نهر كايستر، بحيث نُسيَ موقعُها كلّ النسيان. والناس يبحثون عنها اليوم في خرائب قرب سلوكيا (ايا سلوك: كلمة اللّه المقدّسة) في تركيا. فما هو تاريخ هذه المدينة التي وصل عدد سكّانها إلى 200000 نسمة، والتي حلّت في المقام الأوّل بين مدن آسية الصُغرى بسبب تجارتها الواسعة والنظام المصرفيّ فيها؟

2- تاريخ أفسس

بدأت التنقيبات في هذه المدينة الغنيّة بالآثار، منذ بداية القرن العشرين. توقّفت خلال الحرب، ولكنّها استُعيدت، فساعدَتْنا على رسم تاريخ أفسس وعلى التحقّق من المعطيات الأدبيّة التقليديّة.

حسب سترابون، كان أوّل من أقام في أفسس، سكّان كارية التي هي مدينة واقعة على شاطئ آسية الصُغرى، التي استوطنها الفينيقيّون، وحسب باوسانياس هم الليديّون. أمّا ميليتس القريبة من أفسس، فأسّسها الكريتيون (جزيرة كريت اليونانيّة). ونذكر هنا أنّ أفسس تبعد 240 كلم عن طروادة، تلك المدينة التي شهرها هومير في الإلياذة. لعب الليديّون دورًا هامٌّا في حوض البحر المتوسط، وتحدّثت عنهم نصوص سيتي الأوّل ورعمسيس الثالث المصريّين.

أمّا وجود اليونان فيعود إلى بداية الألف الأوّل. قاد الحملة أندروكلس ابن الملك الأثينيّ كودروس. تأسّست اثنتا عشرة مدينة سُمّيت الحلف الأيوني مع أفسس التي هي المركز الملكي في ايونية (سترابون، الجغرافية 633). وحين جاء كريسوس من ليدية، بنى فيها هيكل ارطاميس، فمزج الفنّ اليونانيّ مع الفنّ الأسيوي. ولمّا هُزم كريسوس أمام كورش الفارسيّ، الذي سيطر على المنطقة سيطرة كاملة بانتظار أن يهاجم حلفاءه اليونان في ما يُسمّى »حروب المادايين« (القرن الخامس ق.م.)، أقامت أفسس علاقات طيّبة مع الفرس. ولكن بين هزيمة الفرس في سلامينة (480 ق.م.) وحكم ليزيماخ، خليفة الإسكندر، عرفت أفسس عددًا من الصراعات. في زمن جمهوريّة رومة، مالت المدينة إلى هذه »الأمبراطوريّة الصاعدة«، وعبدت الإلاهة رومة. ولكنّها ستدفع الثمن غاليًا بعد تحالفها مع مترايدات، ملك البُنطس. زارها أنطونيوس وكليوبترا في شتاء سنة 33-32. ثمّ عرفت ازدهارًا كبيرًا مع الأباطرة الرومان بدءًا بأوغسطس، فصارت عاصمة آسية الرومانيّة، بعد أن خضعت بعض الوقت لبرغام القريبة. ودُعيت »حاضرة آسية الأولى والكُبرى«. وما يشهد على ذلك، الأبنية التي شُيّدت هنا وهناك: قنوات المياه، تبليط الشوارع، توسيع الساحات. فيها بُنيت البازيليك الملكيّة، هيكل رومة ويوليوس قيصر، هيكل دوميسيان، وهيكل أوغسطس.

لبثت أفسس مزدهرة في أيّام الأباطرة الرومان، حتى القرن الثاني ب.م.، وهجمة الفراتيّين الآتين عبر بلاد الرافدين، والقوط الآتين من جرمانية (المانيا الحالية). وأخذت تتراجع، شأنها شأن مدن الساحل الأيونيّ، بسبب القلاقل الداخليّة: صراع بين الولاة مع قتل هذا أو ذاك، اضطهاد المسيحيّين، تدخّل الفراتيّين السافر في سياسة المدينة. في القرن الثالث، تَدمّر القسمُ الأكبر من هيكل أرطاميس على يد القوط، وتوالت الزلازل بين القرنَين الرابع والسابع بحيث صارت أفسس بلدة صغيرة قريبة من القرية، بانتظار أن تصبح خرابًا كما هو الحال الآن.

ونعود إلى النصوص المتحدّثة عن بناء أفسس. الأوّل كريوفيليس في الحوليّات الأفسسيّة. قال: »إنّ الذين أسّسوا أفسس وجدوا نفوسهم أوّلاً في موقع غير مؤاتٍ. في النهاية، أرسلوا يسألون الإله: في أي موضع تُبنى المدينة؟ فأجابهم الإله: في موضع تشير إليه سمكة، ويقودكم خنزير برّيّ... حينئذٍ تركوا الجزيرة التي أقاموا فيها عشرين سنة، وعبروا المضيق فاحتلّوا تريخيس وكوراسوس«.

الثاني هو باوسانياس (القرن الثاني ب.م.) في مقطع من إيفورس: »أقام في الأرض الليليجيّون الذين هم فرع من الشعب الكاريّ وأكثريّة الأمّة الليديّة.

»فالليليجيّون والليديّون الذين أقاموا في المدينة العالية، طُردوا من المنطقة على يد كودريس (آخر ملوك اثينا، القرن 11). أمّا السكّان الذين أقاموا قرب الهيكل، فما أسيء إليهم، لأنّهم لبثوا على الحياد، خلال المعركة... وبعد أن مات اندروكلس دُفن في أفسس. ويُرى إلى اليوم مدفن البطل، على الطريق التي تنطلق من المعبد لتصل إلى الأولمب على باب مغنيزية: صورة رجل جُعل السلاح على رأسه«.

والنصّ الثالث يورده سترابون (58 ق.م.-21 ب.م.): »كان سكّانُ المدينة الأوّلون الكاريّين والليليجيّين. طرد اندروكلس معظمهم. ثمّ أعانه المهاجرون الذين رافقوه، فأسّس حول أتينايون وهيبيليس مدينة أضاف إليها منحدرات الأرض الواقعة على سفح كوريوس. وتوقّفوا، في ذلك الوقت عند هذا الحدّ«.

الجزيرة التي ذكرها كريوفيليس هي جزيرة سيريا التي التصقت بالساحل في عهد المؤرّخ بلين. والمرفأ المقدّس هو الحوض القريب من أرطاميون (موقع هيكل أرطاميس). وأكروبول (قلعة) باوسانياس يقع على تلّة أياسلوك.

حين دخل أهل اليونان إلى المنطقة، جعلوها كلّها في حلف سياسيّ ودينيّ. ولكن هذا الحلف سينحلّ بيد الفرس بعد ثورة 499-493 ق.م. ثمّ أُعيد تكوينه مع الإسكندر الكبير، ولبث كذلك حتى الإمبراطوريّة الرومانيّة. هنا نشير إلى أنّ سلالة كودريس حقَّ لها وحدها اللقب الملكي والرموز الملكيّة.

احتلّ كريسوس (561-546) أفسس، ثمّ كان لها دستور ديموقراطيّ جاء به من أثينة أرسترخ، سنة 555. وظلّت تعمل به حتّى السيطرة الفارسيّة في آسية. مع انتصار الإسكندر الكبير في غرانيك (بيغا صاي) سنة 334، تحرّرت المدن الإيونيّة، ومنها أفسس التي ستعرف فترة طويلة من القلاقل بانتظار وصول رومة. ففي سنة 133 ق.م. كان لأفسس وسائر المدن اليونانيّة القريبة منها، الاستقلال، تنظيمٌ بلديّ مع مجلس أمناء، تدبيرْ المال تدبيرًا مستقلاٌّ، ممارسة العدالة، إمكانيّة اللجوء إلى رومة إنْ وقعَ نزاعٌ خارجيّ أو داخليّ. غير أنّ الضرائب كانت قاسية على عاصمة آسية وعلى معبدها. لهذا كانت ثورةٌ بعد ذهاب كاسيوس، وتحالفٌ مع ميتريدات. طالت الحرب إلى سنة 84 ق.م.، فدخل سيلا (القنصل الروماني) المدينة ودمّرها وأعطاها نواة دستور. وتواصل ازدهار أفسس على يد عددٍ من الولاة الرومان. لبثت هي الأولى رغم مطالبة برغام وسميرنا (إزمير الحاليّة). وقد أمر الامبراطور كراكلاّ جميع ولاة آسيا بأن ينزلوا فيها قبل أن يتوجّهوا إلى مراكز عملهم. دُمّرت على يد القوط سنة 263، وتابعت انحطاطها، وهي المدينة الوثنيّة الشهيرة، حين اهتدى الإمبراطور قسطنطين إلى المسيحيّة.

خاتمة

تلك كانت مسيرتنا للتعرّف إلى مدينة أفسس (معنى الإسم اليوناني: »المرغوبة«)، التي ارتبطت بها رسالةٌ بولسيّةٌ ارتباطًا عميقًا. هذه المدينة الوثنيّة استقطبت الجماهير الغفيرة بسبب هيكلها المكرّس لأرطاميس. هذه المدينة اليونانيّة صارت رومانيّة، وبدأ انحطاطها مع دخول الأباطرة في الدين المسيحي. هذه المدينة استقبلت بولس والفريق الرسوليّ، ويوحنّا وجماعته، واحتضنت قبر العذراء مريم، كما يقول التقليد. هذه المدينة هي خراب اليوم، وتملك من الآثار ما لا تملكه أيّة مدينة في إيونية. هي ميتة على مستوى تركيّا الحاليّة، ولكنّها حيّة بما تركت لنا من آثار مسيحيّة. منها انطلقت الرسالة الأولى إلى كورنتوس. وإليها أُرسِلَت الرسالةُ إلى أفسس. وكانت مركز الجماعة اليوحنّاويّة التي تركت لنا الإنجيل الرابع والرسائل الثلاث وسفر الرؤيا. أما يحقّ لنا أن نتعرّف إلى تاريخها وجغرافيّتها بانتظار أن نكتشف الآثار التي ما زالت ماثلة للعين فيها، ولا سيّما هيكل أرطاميس الذي ظلّ أجيالاً وأجيالاً قبلة العين في آسية الصُغرى؟ واليوم حلّت محلّه كنيسة القدّيس يوحنّا.

المراجع

دائرة المعارف الكتابيّة (وليم وهبة)، المجلّد الأوّل، دار الثقافة، 1988، ص 347-350.

الفغالي بولس، رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس، محطّات كتابيّة 2، الرابطة الكتابيّة، 1966.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM