شجرة التين الملعونة.

 

شجرة التين الملعونة

آ17. ثمَّ تركَهم، إذ كان المساء، كما زاد مر 11: 11. وخرج خارج المدينة دفعًا للظنِّ به بأنَّه يحاول ليلاً صنع شيء، لامتلاك المدينة وإعداد قوَّة لإثبات مُلكه الحديث. أو أنَّه تركهم لترك الشعب له خوفًا من الكتبة، حتّى لم يوجد من يُضيفه، وجاء إلى بيتَ عنيا، وهي قريبة، تبعد عن أورشليم نحو نصف ساعة. وباتَ هناك في بيت إلعازر ومرتا.

آ18. وعندَ الصباحِ رجعَ إلى المدينة، أي في صباح الاثنين بعد أحد الشعانين، فجاعَ. زعم بعضهم أنَّ جوعه كان حقيقيًّا، لأنَّه كان قنوعًا في مأكله وكان يسهر الليل في الصلاة. وارتأى فم الذهب* وغيره أنَّه هيَّج الجوع فيه طوعًا ليكون له سببٌ للعن التين،ة ولذا طلب فيها ثمرًا، مع أنَّه كان عالمًا أنَّه لم يكن أوانه، كما روى مرقس، لأنَّ ذلك كان في 21 آذار. وجوع المسيح ولعْنُ التينة كان قبل طرد الباعة والمبتاعين من الهيكل، كما روى مرقس أيضًا. راجع ما تقدَّم آ13 من هذا الفصل.

آ19. وإنَّه رأى شجرةَ تينٍ في الطريق فجاء إليها، فلم يجِدْ فيها إلاّ ورقًا فقط فقال لها: لا يكُنْ فيك مُذ الآن ثمرٌ إلى الأبد. فيبسَتِ التينةُ حالاً. إنَّ السيِّد كان يتكلَّم بالرموز والأمثال، ولذا يوضح بما صنعه في التينة أنَّ الشعب اليهوديّ سوف يُرذَل ويَيْبس عن قريب، ويجِفّ عنه سيالُ النعم السماويَّة، إذ لم يقدِّم لله الجائع إلى خلاصه إلاّ أوراق الطقوس العارية من ثمار الأعمال الصالحة. فللأشجار وقتٌ للثمار، والناس تطلب منهم الثمار كلَّ حين. ولعْنُ المخلِّص للتينة ليس حقيقيًّا، بل مجازيٌّ، أي طلَبُ اليباس لها، ويجوز طلب ذلك للأشياء الغير المتنفِّسة لداع صوابيّ، ويجوز ذلك خاصَّة للمسيح الخاضع له الناس وكلُّ ما لهم.

آ20. ولمّا رأى التلاميذُ هذا تعجَّبوا قائلِين: كيف يبِسَتِ التينةُ من ساعتِها. إنَّ التلاميذ قالوا هذا في اليوم التالي، أي نهار الثلاثاء، كما روى مر 11: 19، وإنَّ سمعان قال له: ها التينة التي لعنتَها قد يبست. فيَبَسُها صار للحين كما أخبر متّى هنا، ولكن لم يظهر إلاّ في اليوم الثاني. ويُحتمَل أن تكون بدت يابسة على الفور، ولم يقل بطرس هذا القول إلاّ في اليوم الثاني. ويُحتمَل أن يكون التلاميذ قالوا ذلك مرَّتين.

آ21. فأجابَ يسوعُ وقالَ لهم: الحقَّ أقولُ لكم إنْ لمْ يكُنْ فيكم إيمان حارٌّ وفعَّال كحبَّة الخردل، كما مرَّ في 17: 19، ولا تشكُّون متردِّدين هل يفعل الله ذلك الأمر المطلوب، ولو كان عسرًا، بحيث يكون فيكم إيمان، وتطلبون أمرًا صالحًا وكما يجب. فليس كهذه التينة تصنعون، بل تقولون لهذا الجبلِ انتقلْ واسقُطْ في البحرِ فيكون، أي فيكون ما تطلبون.

آ22. وكلُّ ما تَسألونَه في الصلاة بإيمانٍ تَنالونَه. وقد تقدَّم كلامٌ في ذلك في 7: 8 و17: 19 من هذه البشارة.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM