شفاء أعمييَن.

 

شفاء أعميين

آ30. وإذا أعميان جالسان على قارعة الطريق فإذ سمعا بأنَّ يسوع مجتاز صرخا قائلَين: ارحمْنا يا ربّ يا ابنَ داود. إنَّ هذه القصَّة نفس التي ذكرها مر 10: 46، لأنَّ ما رواه الإنجيليّان حدَثَ عند خروج المسيح من أريحا، إلاّ أنَّ مرقس ذكر أعمى واحدًا فقط وسمّاه طيما بن طيما. فيجيب مار أغوسطينوس* في ك2 في توفيق الأناجيل رأس 65 أنَّه كان أعميان، ولكنَّ أحدهما كان أكثر شهرة هناك،، فذكره مرقس، ويدلُّ على ذلك ذكره اسمه واسم أبيه. وارتأى مار أغوسطينوس* وغيره أنَّ هذا الأعمى غير الذي ذكره لو 18: 35، لأنَّ لوقا روى أنَّ يسوع أبرأ الأعمى عند دخوله أريحا، ومتّى ومرقس ذَكَرا أنَّ البرء صار عند خروجه منها. إلاّ أنَّ اتِّفاق باقي الظروف كلِّها يوجب القول بأنَّ ما ذكره متّى ومرقس ولوقا، هو عن أعمى واحد طلب من المسيح إبراءه عند دخوله أريحا كما روى لوقا، فأخَّر المخلِّص شفاءه إلى وقت خروجه من أريحا كما روى متّى ومرقس. كذا ارتأى أيضًا إيرونيموس* في لو 18 وملدوناتوس* وغيرهما.

آ31. فانتهرَهما الجمعُ لكي يسكتا. لم يكن انتهار الجمع لهما لخبث أو بغض، بل تهيُّبًا واعتبارًا للمسيح، لئلاّ يُزعَج بأناس أدنياء. كذا فسَّر إيرونيموس*. فازدادا صياحًا قائلَين: ارحمْنا يا ربُّ، يا ابنَ داود. فانتهار الجمع لهما لم يقلِّل رغبتهما في فتح عيونهما، وكان صراخهما ضروريًّا لإسماع المسيح مع ضوضاء الجمع.

آ32. فوقفَ يسوع، لأنَّ الأعميين لم يكونا يدريان كيف يتَّجهان، ودعاهما، لئلاّ يمنعهما الجمع من الدنوِّ منه وليسا*** لهما. قائلاً: ماذا تريدان أن أصنعَ بكما. لا يجهل ماذا يريدان، بل يريد أن يسمع إقرارهما وطلبهما.

آ33. فقالا له: يا ربّ، أن تنفتحَ عيونُنا. فلا شيء يرغب فيه الإنسان كالبصر.

آ34. فترأَّف يسوعُ عليهما ولمسَ أعينَهما. وقد ذكرنا في 8: 3 سبب لمسه. وزاد مرقس ولوقا أنَّه قال: إيمانك خلَّصك، وقد مرَّ تفسير ذلك في 9: 2. فانفتحَتْ أعينهما حالاً واتَّبعاه. وروى لوقا وتبعه ممجِّدًا الله، وجميع الشعب الذين رأَوه سبَّحوا الله.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM