يسوع عبد الربّ.

 

يسوع عبد الربّ

آ15. فعلِمَ يسوع. مؤامرتهم عليه بقوَّته الإلهيَّة. وانتقلَ من هناك إلى البحر كما روى مر 3: 7، وهرب كما علَّم تلاميذه أن يهربوا في 10: 23. لكنَّه لم يهرب لخوفه بل لأنَّ ساعته لم تكن أتت بعد. وتبعَه جموعٌ كثيرة من المرضى والمحتاجين الشفاء، فشفى جميعَهم.

آ16. ونهاهم عن أن يُظهروا ذلك، أي عن أن يُشهروا عجائبه، وذلك لئلاّ يزيد تهيُّج حسد الفرّيسيّين عليه، وليُظهر بُعدَه عن ابتغاء المجد من البشر ويعلِّمنا ذلك.

آ17. ليتمَّ ما قيل في أشعيا النبيّ القائل (42: 1). قال ملدوناتوس*: لا يظهر لماذا استشهد الإنجيليّ مقال النبيّ. قال بعضهم: إنَّه استشهده لمنع المسيح من إشهار عجائبه لئلاّ يزيد بغض الفرّيسيّين له وهو قصبةً مرضوضةً لا يكسِر. وارتأى غيرهم أنَّه أورده معلِّقًا بهربه لئلاّ يكسر بمقاومته قصبة مرضوضة، والرأيان محتمَلان. غير أنَّ الأكثر احتمالاً أنَّ هذا الاستشهاد معلَّق بآ15 فيورد به سببًا لإبرائه جميع المحتاجين، لأنَّه بمقدار ما كان حليمًا وديعًا حتّى لم يُسمَع صوتُه في الشوارع، بمقدار ذلك كان رحومًا رؤوفًا حتّى يشفي الجميع ولا يضرُّ أحدًا، وقصبة مرضوضة لا يكسر، كما تنبّأ أشعيا.

آ18. ها هوذا عبدي. وقرأت الكلدانيَّة في أشعيا: ها هوذا الماسيّا. والعبرانيَّة: ها هوذا عبدي كالسريانيَّة، واللاتينيَّة: فتاي، الذي ارتضيتُ به، وحبيبي الذي تاقَتْ إليه نفسي. ويظهر أنَّ أشعيا يتكلَّم على المسيح بما أنَّه إنسان، لأنَّه عبد الله بما أنَّه إنسان لا بما أنَّه إله. أضع روحي عليه، أي أسكب عليه مواهب الروح القدس عند الحبل به. ويبشِّر الأمم بالحُكم، يعني بما هو عادل ومستقيم، فهذا هو حكم القضاة المستقيمين. فيبرهن الإنجيليّ أنَّ المسيح بتعليمه وشفائه المرضى أكمل نبوءة أشعيا.

آ19. لا يماحكُ ولا يصيحُ ولا يسمعُ أحدٌ صوتَه في الشارع، أي كونه حليمًا وديعًا ويعلِّم بلطف ورقَّة.

آ20. قصبةً مرضوضةً لا يكسر وسراجًا مُطفطفًا لا يُطفئ. وقرأت اللاتينيَّة: وكتّانًا مدخِّنًا لا يطفئ. يعني أنَّ المسيح يشفي المسقومين بالإيمان والرجاء والمحبَّة، لا بالصراخ والخصام، بل بوداعة وأناة روح وصبر، وكلُّ ذلك لبيان وداعة المسيح الإلهيَّة العجيبة. كذا فسَّر إيلاريوس* وإيرونيموس*. حتّى يُخرِجَ الحُكمَ، أي البرّ والإيمان والقداسة الإنجيليَّة، إلى الظفر. أي حتّى يغلب ويستولي على الحُكم في المسكونة كلِّها. وقرأت العبرانيَّة في أشعيا: حتّى يُبرز الحُكم إلى الحقّ أي يُبرز حكمًا حقيقيًّا.

آ21. وعلى اسمه تتَّكلُ الأمم. وفي العبرانيَّة في أشعيا: الجزائر، كأنَّه يقول إنَّ الأمم القاطنة الجزائر الشاسعة تضع رجاءها في المسيح المخلِّص.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM