من يقبلكم يقبلني.

من يقبلكم يقبلني.

آ40. مَن يقبلْكم يقبلْني ومَن يقبلْني يقبلِ الذي أرسلَني. فمن يقبلْ مرسلاً من الملك يقبلْ بالمرسَل الملك الذي أرسله، والرسل قُصُد ومرسلون من المسيح. والمسيح مرسَل من لدن الله. فإذًا من يقبل الرسل يقبل المسيح بهم، ومن يقبل المسيح يقبل الله به. وقد ذكر المخلِّص ثواب من يقبلون الرسل، ليعزِّيهم بحالة فقرهم التي كانوا يُنذرون بها، وليحرِّض من ينزلون عنده إلى قبولهم بإكرام.

آ41. ومن يقبل نبيًّا، أي معلِّمًا إنجيليًّا. فقد استعمل الرسول هذا الاسم بهذا المعنى في 1 كو 14: 3 ومت 7: 5: فإنَّ وظيفة الأنبياء كانت قبلاً لا الإنذار بالمستقبلات فقط، بل تعليم الشعب أيضًا والإنذار بكلام الله. باسمِ نبيّ، أي بصفة معلِّم. كذا كما فسَّر فم الذهب* وبيدا* وغيرهما. يأخذْ أجرَ نبيّ. قد فسَّره بعضهم بمعنى أنَّه يأخذ الأجر من النبيّ، أي يقبل منه الإيمان ونعمة المسيح والصلاة إلى الله من أجله. والأصحّ أنَّ المعنى أنَّه يشارك النبيّ باستحقاقه وثوابه. كما فرض داود في 2 صم 20: 24 أنَّ نصيب من يحفظ الأمتعة كنصيب من ينحدر إلى الحرب من الغنائم. لكنَّه لا يأخذ أجرًا مساويًّا لأجر النبيّ، بل يحسب اشتراكه ومحبَّته. على أنَّه يضمر في ذلك عدم انتقاص شيء آخر، مثلاً النيَّة الصالحة وحال النعمة وغير ذلك ممّا يُطلَب للاستحقاق. وكذا يفسِّر قوله. ومَن يَقبلْ صدِّيقًا باسمِ صدِّيق يأخذْ أجرَ صدِّيق.

آ43. ومَن يَسقِِ أحدَ هؤلاء الصغارِ كأسَ ماء باردٍ فقط، الحقَّ أقولُ لكم: إنَّ أجرَه لا يَضيع. قد ذكر أشخاصًا صغارًا وعيَّن شيئًا حقيرًا كما هو كأس الماء، ووصفه بالبارد حتّى لا يحتاج كلفة لتسخينه. ومع ذلك قال: إنَّ من يفعل هذا فأجره لا يضيع بحيث يصنعه بالنظر إلى المسيح وإكرامًا له، أي بما أنَّ المعطى له كأس الماء مؤمن بالمسيح أو تلميذ له. فإن صنع ذلك تحت ملاحظة أخرى، أي لكون من أسقاه من أصدقائه أو قريبًا أو خادمًا له، فلا يكون لعمله استحقاق أمام الله، إذ يكون فعل رحمة طبيعيًّا. وإن صنع ذلك من أجل المسيح، فيكون فعل رحمة فائق الطبيعة، كما علَّم اللاهوتيّون. وليُلاحَظ قولُه: "إنَّ أجره لا يضيع"، ضدَّ المحدثين الذين يُنكرون أجر الأعمال الصالحة.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM