التلاميد الأولون.

 

التلاميد الأولون

 

آ18. وإذ كان ماشيًا على شطِّ بحرِ الجليل، أي بحر طيباريَّة، أبصر أخوين سمعانَ الذي دُعيَ الصفا وأندراوسَ أخاه يُلقيان شباكَهما في البحر لأنَّهما كانا صيّادين. إنَّ سمعان كان المخلِّصُ سمّاه الصفا وبطرس ومعناها الصخرة كما في يو 1: 44. وسمعان لفظة عبرانيَّة تأويلها السامع والمطيع، وأندراوس لفظة يونانيَّة تأويلها القويّ والشجاع.

آ19. فقال لهما يسوع، بعد أن اجتمع إليه الجموع ليسمعوا له، وبعد أن علَّمهم في سفينة بطرس، وأذهب الصيّادين بكثرة السمك الذي اصطادوه، وبلغت السفن إلى الأرض كما روى لو 5: 1: هلمَّ فاتبعاني فأجعلْكما صيّادَي الناس، أي تعال الحقا بي واتَّبعا رسم السيرة الذي فرضته ولا عدتما تتركاني كما أعتمدتما حتّى الآن (لأنَّهما دُعيا من قبل هذه كما سيجيء) فأجعلكما صيّادين، لا للأسماك الدنيَّة، بل للناس والولاة وتصطادانهم بإنذاركما للخلاص الأبديّ، وهذا سيكون من الآن فصاعدًا هذيذكما وأرباحكما.

آ20. فتركا حالاً شباكهما واتَّبعاه. ويفهم تحت اسم الشباك السفينة والصيد والأهل والأقارب وكلَّ شيء، كما قال له بطرس في مت 19: 27: ها نحن تركنا كلَّ شيء وتبعناك فما عساه يكون لنا؟

آ21. ولمّا جاز من هناك أبصرَ أخوَين آخرَين يعقوبَ بن زبدى ويوحنّا أخاه في السفينة مع أبيهما يُصلحان شباكَهما، فدعاهُما يسوع. إنَّ لوقا قد ضمَّ في ف 5 من بشارته دعوتَي هؤلاء الرسل الأربعة في دعوة واحدة وقال عن جميعهم إنَّهم تركوا كلَّ شيء واتَّبعوه. وأمّا متّى ففصَّل ذاكرًا دعوة بطرس وأندراوس أوَّلاً، ثمَّ دعوة يعقوب ويوحنّا اللذين قال عنهما أيضًا:

آ22. أمّا هما فتركا حالاً السفينة وأباهما واتَّبعاه. ويعقوب لفظة عبرانيَّة معناها المعتقب، ويوحنّا لفظ عبرانيّ أيضًا تأويله نعمة الله أو رأفته. ثمَّ إنَّ دعوة هؤلاء الرسل الأربعة التي ذكرها متّى هنا باختصار هي نفس الدعوة التي ذكرها لوقا بإسهاب في ف 5 المذكور، كما علَّم فم الذهب* وتاوافيلكتوس* ويانسانيوس* وغيرهم، إذ ليس بمؤكَّد أنَّه بعد أن دعاهم الدعوة الثانية المذكورة هنا قد وجب أن يدعوهم دعوة ثالثة ذكرها لوقا في المحلِّ المذكور، وإن ارتأى ذلك أغوسطينوس* والليري* وتوليتوس* وملدوناتوس*. ودعوة بطرس وأندراوس الأولى كانت بعد معموديَّة المسيح حالاً إذ أرسلهما إليه يوحنّا المعمدان قبل أن يلقى في السجن، كما روى يو 1: 37. وحينئذٍ دُعيا إلى معرفته بدالَّة لا إلى الاتِّباع دائمًا له. ولذا يظهر أنَّ متّى ومرقس ولوقا يبتدئان بتاريخ إنذار المسيح منذ السنة الثانية لإنذاره. ويوحنّا وحده ذكر أعماله في السنة الأولى من إنذاره. فإنَّ دعوة الرسل هذه الثانية كانت في بداية سنة 32 للمسيح والثانية لإنذاره.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM