مولد إسحق

الحلقة 37  تكوين 21:

مولد إسحق

هنا في النصّ لدينا أربعة أسماء وكلّ اسم له معناه إبرام معناه الأب رفيع ثم فسّر إبراهيم هو أب عدد كبير من الناس نلاحظ هنا كم أنّ الأسماء لها أهميّتها وهي تفسّر حياة الإنسان وهناك إسحق، أي، إسحق = ضحك، أي = يضحك، يبتسم هذا يعني رضى الربّ على إبراهيم وعلى ساره ونجّاه إسحقيل هناك إسماعيل معناه الله يسمع وسوف نرى في آية 17، كيف أنّ الله سوف يسمع صوت الصبيّ، يقول النصّ في آية 16 فيما هاجر حالة رفعت صوتها بالبكاء أمّا الله فلم يسمع صوتها بل بالأحرى سمع الله صوت الصبي لا شكّ أنّ الله قلب قلب أب وقلب أم، وعندما يصرخ طفل من أطفالنا طفل جائع أو مريض أو بائس أو متألّم، فالله يسمع، هو ليس كالأصنام البكماء، بل له عين ترى وأذنًا تسمع وقلب يفهم ويد تفعل إذن إسحقيل، الله يبتسم سيضحك لسارة ولإبراهيم ويعطيهم ابنًا وأخيرًا ساره يعني الأميرة 4 اسماء تعطينا معنى كبير بهذا النصّ، هنا يتحدّث عن الموت هذه النصوص من سفر التكوين هي قطعة من حياة الإنسان من حياة إبراهيم، أمور بسيطة أمور يوميّة ولكن الكاتب الملهم سيستخرج منها العبرة من حياتنا، أوّلاً وتفقد الله سارة كما قال الربّ كان قد وعد سارة، تفقّدها هذا يعني زارها، كما يزور الأمير عباده كما يزور الملك شعبه هكذا زار الربّ سارة، في فصل 18 كان قد زارها مع زوجها إبراهيم وكان ذلك العشاء الحميم الذي عاشه الربّ مع إبراهيم وكان ذلك العشاء الحميم الذي عاشه الربّ مع إبراهيم ومع ساره وقال لإبراهيم وساره في مثل هذا اليوم، السنة المقبلة سآتي إليكم وسيكون لسارة ولد وهكذا كان وزار الربّ سارة وفعل لها كما وعد فحملت سارة وولدت إبراهيم إبنًا في شيخوخته في الوقت الذي تكلّم اللهعنه حملت يعني كانت ساره ابنة 40، 45 سنة في هذا العمر لا تستطيع أن يكون لها أولاد ومع ذلك الربّ أعطاها ولدًا جعلها تحمل ويقول أيضًا ابنًا في شيخوخته مئة سنة لكن هذه الأعداد لا تتخفّى عرفيّتها لكن الكات شدّد على المئة سنة وشدّد على الشيخوخة حتى يقول لنا أن إبراهيم وسارة اقتنعا على أن يكون لها أولاد ومع ذلك فالربّ سوف يعطيهما إبن، نرى مرّات عديدة في الكتاب المقدّس أنّ الربّ يتأخّر في أن يعطي عائلة من العائلات أولادًا ولماذا؟ لأنّ لا يحسب الناس أنّ هذا الولد هو عطيّة خاصّة من عند الله، هو معجزة من عند الله لهذا يشدّد الكاتب على أنّ المستوى البشري لم يكن يستطيع أن يعطينا ولدًا لإبراهيم  يستطيع أن يكون له ولد ولا ساره تستطيع ان يكون لها مالسائر النساء يكون. يقول النصّ أنّ إبراهيم هو شيخ وسيقول بآية وكان إبراهيم ابن 100 سنة حين ولد إسحق يريد الكاتب أن يقول أنّ الوسائل البشريّة مائتة ماذا يبقى؟ الله، لم يكن لإبراهيم ولد كما يقول إنجيل يوحنا لا من يرغبه رجل ولا من لحمٍ ودم، بل من الله، الله هو نفسه تدخّل في حياة إبراهيم فأعطاه هذا الولد، ويقول الكاتب في الوقت الذي تكلّم »الله عنه« يتذكّر في فصل 18 عندما قال الله لإبراهيم »في مثل هذا اليوم من السنة المقبلة سوف آتي إليك وسوف يكون لساره ولد«. ولدت سارة فسمّاه إسحق، الله يضحك لي ولأمرين، في الماضي كانوا يعتبرون أنّ الله يغضب يكون وجهه أسود مكدّر أمّا الآن فالله يضحك وعلامة هذا الضحك، هذه الإبتسامة هي الولد سارة التي انتظرت طويلاً، إذن الربّ حقّق ما وعد به.

في هذه الزيارة الحديديّة يبقى إبراهيم أن يتجاوب مع عطيّة الله، أعطى، والإنسان يردّ للربّ ما أعطاه إيّاه الربّ نفسه، وكيف يريد الإنسان ابنه للربّ؟ بالحثانة يصبح الولد من شعب الله وينتمي إليه يصبح إبن الله بالحثانة كان الإنسان يتخلّى عن ابنه ويقدّمه للّله هنا نتذكّر على المستوى المسيحي سرّ المعموديّة، يكون الولد ابن امرأة ورجل أو فلان وفلانة بالمعموديّة يصبح ابن الله ولا أحد يستطيع أن يزاحم الله على قلب هذا الولد، هذا الولد يخصّ الله ولا يخصّ والديه، الوالدان هما اللذان يقدّمان الولد ولكن الولد لا يكون في خدمتهما بل في خدمة الله حتى إبراهيم إسحق أبيه هو ابن 8 أيام نتذكّر هنا الرقم 8، هي بداية سبعة جديدة 7+1 وهو 8 لا ننسى أنّ السبعة هو رقم الكمال وهو أوّل رقم بعد 7 يدلّ على بداية جديدة، نتذكّر مثلاً في إنجيل يوحنا ظهر يسوع يوم الأحد للتلاميذ بعد ثمانية أيّام وظهر لهم وتوما معهم إذن الثمانية أيّام هذا تعني بداية حياة جديدة يعطيها الربّ لهذا الولد الذي لم يعد فقط من لحم ودم، بل صار بشكلٍ خاصّ ابن الله يقول الكاتب حتّى إبراهيم ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما قيل له وكما أوصاه الله، الله هو الذي أوصى بالختان، نرجع إلى سفر التكوين فصل 7 عندما ظهر الربّ على إبراهيم، وطلب منه أن يختن كلّ ذكر من قبيلته، فالختانة تدل كما قلنا على الإبتعاد إلى الشعب، تدلّ على أنّ كلّ ذكر في القبيلة هو يخصّ الله في الأصل كانت الختانة تعطى للرجل الذي يستعد للزواج هي عمل يرتبط بالزواج هنا مقابل الختان لدينا لاختن يعني العريس ولكن في تاريخ الشعب العبراني ولا سيّما بعد المنفى وضاع الشعب الذي نفى في أوراشليم وشتّت في أماكن عديدة ماذا كانت العلاقة لكي تدلّ على أنّ هذا هو إبن الشعب الختانة إبن 8 أيام يختن الولد فيدلّ على أنّه يخصّ الله وأنّه ينتمي إلى الله إلى شعب الله فيتابع الكاتب ليقول وكان إبراهيم إبن مئة سنة حين ولد، هنا المئة تعتبر رمز إلى عمر إبراهيم الكبير 40، 50 أو ربّما 60 سة، هذا يعني لا يستطيع أن يكون له أولاد شأنه شأن الشباب في قبيلته، وقالت ساره شرح اسم إسحق الله جعلني أضحك وكل من سمع يضحك لي أيضًا وقالت من كان يقول إنّ ساره ستلد لإبراهيم بنين؟ وها أنا ولدت إبنًا في شيخوختي، يعود الكاتب مرّتين إلى الشيخوحة ويراجع المئة سنة حتى يقول أنّ هذا الولد هو عطيّة من الله للوالدين، ولكن هنا في موضع إسحق وسوف يزعم مع شمشون ومع يوسف ومع يوحنّا المعمدان أنّ هذا الولد تأخّر مجيئه هذا هو عطيّة خاصّة من مثل الله بسبب الرسالة التي تنتظره وكبر الصبيّ وفطن وأقام إبراهيم وليمة عطيّة في يوم فطام إسحق وننتقل إلى فكرة ثانية ماذا تكون العلامة؟

بين الولدين، بين إسحق وبين اسماعيل بين ضحكة الله وبين سماع الله هنا يعود الكاتب إلى الوراء فنرى شعبين متقابلين شعب اسماعيل وشعب اسحق وشعب اسحق وشعب يعيش في الجنوب وشعب سمّي شعب إسرائيل الذي يعيش في عرب نهر الأردن في ما سمّي اليوم فلسطين شعبان متجاوران وكلاهما سيكون الواحد من الآخر الشعب الأوّل إبن إسحق والشعب الثاني ابن اسماعيل يقول النص: ورأنا سارح ابن هاجر المصريّة الذي ولدته لإبراهيم يلعب ومع ابنها إسحق هنا تقليد يقول: يضطهد، يضايق ابنها إسحق هذا يعني أنذها خافت منذ الآن عن هذين الشعبين المتجاوبين الذين سيعرفان بعض الحروب قالت له: »أطرد هذه الجارية وابنها، هي الأم وهذا المعنى البشري التي تدافع على ابنها وعن حقوقه، عن ما يملك الأب من اجل ابنه ونلاحظ هنا أنّ إبراهيم سيحرم اسماعيل من كلّ شيء كل ما أعطاه خبزًا وقربة ماء ما يكفيه أو بالأمرين هذا لم يكفه حتى يصل إلى بئر سبع هنا نلاحظ أنّ الله يتمّم فروعه من خلال البئر مهما كان كلامهم قاسيًا وصالحًا ومع ذلك الرب يحوّل الشرّ إلى خير ماذا فعلت سارة؟ طلبت أن يُطرد الولد مع أمّه فيقول الكاتب: »فقال الله لإبراهيم لا يسوؤك هذا الكلام عن الصبي وعلى جاريتك كأنّ الربّ قبل تصرّف ساره رغم ما فيه من قساوة على هذه الجارية على هذه الأمّة هاجر وعلى إبنها وهناك قساوة أولى سيطردا الولد مع أمّه وقساوة. ثانية سيحرم الولد مع أمّه على أن يكون لهما شيء من ما اخذاه، بعض الحبر وبعض الماء هذا كل ما أعطى ابراهيم لأّته هاجر ولإبنه اسماعيل ولكن هذا القليل فقد حالاً إذ كان البشر لا يعطونه فالله هو الذي يعطي صرخت هاجر صرخ الولد فسمع الربّ صوت الولد وكان إله الخلاص يتذكّر هذا الشعب العبراني في مصر لمّا صرخ إلى الله فأرسل الله له خلاصًا«. هنا عقد المخلص هو ملاك الله، رسول الله، هذا الرسول قد يكون آتيًا من الماء يأخذها جسد إنسان قد يكون راعيًا من الرعاة يعرف الأمكنة وقد قال لهاجر تعالي على عين ماء، ما لك يا هاجر لا تخافي، سمع الله صوت الصبي حيث أتت قومي، احملي الصبي وخذي بيده ارادت هذه الأم أن تتعرّى من إبنها أن لا تراه يموت، لا تتحدّث عنه، هنا نتذكّر المزمور إن نسيني أبي وأمّي فالربّ لن ينساني، أو هل تنسى الأم وضيعها وإن نسيته فأنا لن أنسيكم، هكذا قال الربّ هذا ما وجدت هنا ابتعدت هاجر رميتي قوس عن ابنها لكي لا تراه يموت تخلّت عن أمومته، تخلّت عن مسؤوليّتها وقصّت ولكن الربّ لا يتخلّى، وفتح بصيرتها، وجدت الماء وهكذا كانت الحياة لهذا الصبي، هذا هو معنى الفصل 27 من سفر التكوين عنوانه مولد إسحق ومع هذه الولادة أي مولد إسحق سوف نرى كيف يتصرّف الأب مع ابنته. ابتعد اسماعيل وبقي إسحق فإسحق هو ابن الموعد هو الذي يرث أباه إبراهيم أمّا إسماعيل فيكون في خطّ آخر يقول عنه الربّ بالذت هذا إسماعيل سأجعله أيضًا أمة عظيمة، ذاك كان الوضع لها كتب هذا النص بالقرن السادس أو الخامس مثل المسيح، ماذا سنستنتج؟ نستنتج أنّ الله يهتم بالصعود ويهتمّ بالأطفال، عندها يهتفون، عندها يصرخون عندها نلاحظ أيضًا إنّ الربّ بعد ولكن، وعد ساره وفعل وعدها فزارها وأعطاها إبنًا جعلها تضحك وجعل زوجها يضحك هو الربّ عندما يزورنا لا يزورنا كي يعرفنا ولكي يعاقبنا بل يعطينا أجمل بركة هكذا زار ساره فأعطاها بركة هذه الحياة التي أعادت الحياة إلى إبنها فكان أمة عظيمة تجاه أسحق، أمة إسحق وأمة اسماعيل أمثالنا. ستسيران لتصلا إلى ذلك الذي هو تتمّة لشخص اسماعيل وتتمّة لشخص اسحق، هو يسوع المسيح.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM