ارفعوا الكِسَر
الخوري بولس الفغالي
2004
تقديم
بعد أن أطعم يسوع خمسة آلاف في البريّة، من خمسة أرغفة وسمكتين، قال للتلاميذ: إرفعوا الكسر، اجمعوا الكسر، فجمعوها ووضعوها في اثنتي عشرة سلة.
كانوا يكسرون الخبز في أيّام يسوع، كما تُقطع الرغيف اليوم اثنين أو ثلاثًا. وكسر يسوع الخبز. هيّأه للجموع التي التفّت حوله في البريّة، تطلب طعامًا. فأكلوا جميعهم وشبعوا. ولكن الربّ لم يكن من البخلاء الذين يهيّئون فقط ما يكفي الحاضرين. فما بقي ليس »فتافيت« وقعت تحت المائدة، وكأن في البريّة مائدة. بل خبز معدّ للذين يأتون بعد يسوع. لنا نحن اليوم. أجل، فكّر بنا يسوع، فكّر بالكنيسة.
والمائدة الأولى تبقى مائدة الكلمة. فكلام الربّ نور وحياة. هو يوجّه خطانا لكي لا نضلّ سواء السبيل. وهو ينعش حياتنا لئلا نضعف في الطريق كما كان الوضع بالنسبة إلى الذين رافقوا يسوع. ولكن يسوع كان حاضرًا، وما سمح للتلاميذ ان يرسلوهم إلى القرى والبيوت لكي يبحثوا عن الطعام. أنتم استقبـلِوهم. أنتم أطعِموهم. ومع الخبز المادي أعطوهم خبز الكلمة. أما هكذا فعل يسوع حين كثرَّ الأرغفة. علّمهم ثمّ بسط لهم مائدة. فجوعهم إلى الكلمة لا يقلّ عن جوعهم إلى الخبز. وطوبى لنا إن كنّا من هؤلاء الجياع والعطاش.
وها نحن نقدّم في هذا الكتاب بعض الكسر التي هيّأها لنا يسوع، وتقدّمها الكنيسة لأبنائها. فتعالوا نجتمع حول مائدة الربّ فتكون لنا فرحة عرفها تلميذا عماوس فقالا: كان قلبنا يضطرم في داخلنا حين كان يكلمنا في الطريق ويشرح لنا الكتب«.