تقديم

 

تقديم

منذ بضع سنوات، يقدّم صوتُ المحبّة قراءةً للعهد القديم، قراءةً تنطلق من الأمس لتقترن باليوم وحياتنا في العائلة والمجتمع. كانت البدايةُ مع سفر التكوين، ثمّ سفر الخروج. وهي تتواصل الآن في سفر المزامير.

حلقاتٌ من القراءة والتأمّل تسير نحو ثلاثمئة حلقة. سمعها الكثيرون وسجّلوها. بل طلبوا طباعتها. فنزلنا عند رغبتهم، تاركين للكلام أسلوبه الشفهيّ، مع وضع العناوين لكلّ حلقة ولأقسامها.

والعنوان أخذناه من البرنامج: بين عهد وعهد. هناك عهد أول في العهد القديم. بدأ مع آدم ثم نوح وابراهيم، وصولاً إلى موسى والعهد في سيناء. وامتدّ العهد مع الملوك بدءًا بداود. ومع الأنبياء ولا سيّما هوشع وأشعيا وإرميا وحزقيال، ووصل إلى الجماعة المؤمنة التي تنقّت في المنفى البابليّ، سنة 587 - 538، فما عادت تنظر إلى أرض محدَّدة تُعطى لها. فأرض الربّ حيث يكون الربّ. وحضورُ الربّ هو الذي يجعل حتّى من الصحراء فردوسًا. الودعاء هم الذين يرثون الأرض، لا أصحاب القوّة والسلطان الذين يمارسون العنف. والملك الذي سيكون »ابن داود«، يختلف عن ملوك الأرض. سيكون بحسب قلب الربّ، فيهتمّ بالغريب والمسكين واليتيم والأرملة. إنّه المسيح المنتظر. وأورشليم تكون مدينة روحيّة يأتي إليها المؤمنون با؟، سواءً كانوا من الشعب العبراني، أم من سائر الشعوب. هي مدينة مفتوحة، وفيها يستقبل ا؟ وجميعَ الناس دون أيّ تمييز. وفي النهاية، شعبُ ا؟ هو كلّ شعوب الأرض، لأن بيت ا؟ هو بيت صلاة لجميع الأمم.

ولكن هذا العهد الأوّل يتبعه عهدٌ ثانٍ يكمّله، بحيث لن يكون عهدٌ بعد العهد الجديد الأبديّ الذي قطعه يسوع بدمه. فالعهد القديم يبقى ناقصًا ولا يتمّ إلاّ في المسيح. والابن وحده يقدر أن يفتح هذا الكتاب الكبير فيفضّ ختومه ويُفهم المؤمنين معناه. هذا ما فعله مع تلميذي عمّاوس والرسل. لبثوا على مستوى العهد القديم وانطلقوا فيه، فما استطاعوا أن يربطوا بين يسوع الذي مات على الصليب يوم الجمعة العظيمة، وبين المسيح القائم من الموت. وحده يسوع ينقلنا هذه النقلة النوعيّة فنكتشف في ذاك الذي يرينا آثار المسامير في يديه ورجليه، من نركع أمامه ونقول، كما قال توما: ربّي وإلهي....

تلك تكون قراءتنا للعهد القديم. ننطلق من النصّ ونحاول أن نكتشف معناه الروحيّ على ضوء العهد الجديد، كما نسعى إلى تطبيقه في حياتنا. فكلامُ ا؟ الذي نقرأه في الكتاب، هو أكثر من معرفة تُضاف إلى معارفنا. هو حياة نُدعى لأن نعيشها حين نترافقُ مع الربّ فيفتح لنا الكتب.

الطريق مفتوحة أمامنا. لماذا لا نسير فيها على مثال طيما بن طيما؟ نسير فنرى، نرى فنؤمن، نؤمن فنصلّي.

الخوري بولس الفغالي

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM