العجل الذهبيّ.

 

العجل الذهبيّ

أحبّائي، الربّ يكون معنا وكلمته ترافقنا ونحن نتابع قراءة سفر الخروج في الحلقة 92 على إذاعة صوت المحبّة وعنوان الحلقة اليوم العجل الذهبيّ. نقرأ إذًا سفر الخروج فصل 32: 1 وما يلي:

ولمّا رأى الشعب أنّ موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هارون وقالوا له: »قُم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا (كما الأصنام). فهذا الرجل موسى الذي أخرجنا من أرض مصر لا نعرف ماذا أصابه«. فقال لهم هارون: »انزعوا حلق الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وجيئوني بها«. فنزع جميع الشعب حلق الذهب التي في آذان نسائهم وجاؤوا بها إلى هارون، فأخذها من أيديهم وأذابها وسكبها في صنم على صورة عجل. فقال الشعب: »هذه آلهتك يا إسرائيل، آلهتكم التي أخرجتكم من أرض مصر«. فلمّا رأى هارون ذلك، بنى أمام الصنم مذبحًا ونادى وقال: »غدًا عيد للربّ«. فبكّروا في الصباح، وأصعدوا محرقات وقدّموا ذبائح سلامة وجلسوا يأكلون ويشربون. ثمّ قاموا يمرحون (32: 1 - 6).

1 - عجل هارون

إذًا قرأنا الفصل 32 من سفر الخروج عن العجل الذهبيّ. في أساس هذا النص تذكّر الشعب العبرانيّ حياته في مصر، حيث البقرة أو الثور مهمّان جدٌّا في العبادات. وهناك مقبرة، مدفن معروف من أجمل المدافن من الرخام والمرمر، الرخام الورديّ لدفن البقرة أو الثور. فالثور يرمز إلى الخصب. لا شكّ، لن نتوقّف عند الثور كثور، ولكن إلى ما يرمز إليه هذا الثور وهو الخصب. وكذلك في عالم كنعان في فنيقية وأوغاريت وأماكن أخرى، كان للثور الموقع المهمّ. هو مطيّة بعل في مجيئه إلى البشر.

هنا أكثر من خطيئة اقترفها الشعب. أوّلاً هو عاد إلى الوراء، إلى مصر وما كانت تقدّمه مصر من خير. إنّما ارتبط هذا الخير بالعبوديّة التي عرفها الشعب سحابة سنوات عديدة. والخطأ الثاني هو أنّ الشعب أخذ بالعادات الكنعانيّة، بعادات أهل البلاد مع أنّه شعب مقدّس، يعني انفصل عن بقيّة الشعوب فيما يتعلّق بعبادة الإله الواحد. أنا هو الربّ إلهك، أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. إذًا لا يحقّ للمؤمن أن يتطلّع إلى إله آخر. تلك كانت خطيئة أولى والخطيئة الثانية هو أنّ الشعب حطّم الوصيّة الأولى: لا تجعل لنفسك صنمًا ممّا في السماء، ممّا على الأرض. والشعب هنا صنع صنمًا.

والكاتب أخذ يهزأ بهذا الشعب. جميعهم شاركوا، ما تركوا لهم ذهبًا ولا فضّة. جميعهم فسدوا، فما كان بينهم بارّ مثل نوح في زمن الطوفان. هذا الشعب لم يعرف أن يحافظ على إلهه بغياب موسى. بل هو تأسّف عليه. ظهر الربّ على إبراهيم فبنى في موضع الظهور مذبحًا. وضع هارون »العجل« فبنى له مذبحًا. إلى أيّ درك وصل هذا الكاهن مع شعبه! هو حبّ الصنم بيده! لم يقل الكاتب: الثور أو البقرة، بل قال: العجل. وحين نحسب حساب الحلق الذي في آذان النساء فلن يكون ذلك العجل كبيرًا جدٌّا. هو تمثال ربّما شبر أو فتر. توقّف عنده الناس المؤمنون وركعوا أمامه. أو هو يكون كبيرًا مع طلاء من الذهب.

2 - عجل إسرائيل

الخبرة هذه، خبرة العجل، هي خبرة عاشتها بشكل خاصّ مملكة إسرائيل مملكة الشمال بعاصمتها السامرة. هنا صنعوا عجلاً في بيت إيل يعني »بيت ا؟«. وسيسمّيها النبيّ هوشع »بيت أون«، بيت الإثم، بيت الخطيئة. لا شكّ أنّ مملكة إسرائيل أخذت هذا الصنم، هذا العجل، وتعبّدت لما يرمز إليه هذا العجل. فمناطق فينيقية تهتمّ بالبعل وارتباطه بهذا الثور الذي ينسب إليه الخصب.

وقد قال الكتاب، تحدّث الكتاب عن يربعام الأوّل سنة 933 ق. م. لمّا صار انفصال بين الشمال والجنوب. قال: إنّه جعل عجلاً في بيت إيل وآخر في دان. وهكذا لا يذهب شعبه بعدُ إلى هيكل أورشليم حيث يقيم الربّ. إذًا خطايا متعدّدة عاشها الشعب. جعلها الكاتب الملهم في إطار خبر العجل الذهبيّ. وربط هذا الخبر بالبرّيّة.

»ولمّا رأى الشعب أنّ موسى أبطأ في النزول من الجبل«. نتذكّر هنا أنّ موسى ظلّ على الجبل أربعين يومًا وأربعين ليلة. كان الشعب اعتاد أن يسمع صوت موسى، أن يرى وجه موسى، وها هو موسى غائب. فمن خلال هذا الغياب أربعين ليلة وأربعين يومًا، يمكننا أن نتطلّع إلى تاريخ الشعب بعد موت موسى 100، 200، 300، 500 ماذا سيفعل؟ السامرة عاصمة إسرائيل صنعت لنفسها عجلاً. غاب موسى فضاع الشعب ولم يعد يعرف الوصايا التي سلّمها إليه الربّ بواسطة كليمه.

أبطأ موسى في النزول من الجبل. ماذا فعلوا؟ اجتمعوا على هارون وقالوا له. نتذكّر هنا أنّ هارون هو رئيس الكهنة، هو أوّل كاهن في الشعب العبرانيّ. إذا كانت العبادات الوثنيّة مقبولة لدى الكهنة، فماذا نقول عن الشعب. من هنا سيشدّد الأنبياء بشكل خاصّ على دور الكهنة لتعليم الشعب، على دور اللاويّين في تعليم الشعب طرق الربّ. أمّا أن يوافق هارون على مثل هذا العمل، أن يصنع تمثالاً للإله، فهذا أمر يدلّ على عدم مسؤوليّة لدى الكهنة في أيّام الملك يربعام، وبالتالي الذين كانوا قبلهم والذين كانوا بعدهم.

3 - من الإله الواحد إلى الآلهة

اجتمعوا على هارون وقالوا له: »قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا«. كيف يرضى هارون بمثل هذا العمل؟ كيف يرضى ويوافق على ما طلبه منه الشعب؟ ولكنّ التقليد اللاحق سيبرّر بعض الشيء هارون. قال: ازداد الضغط على هارون فما عاد يستطيع أن يتهرّب من مطالبة الشعب الذي يريد أن يرى بعينيه إلهه؟ قالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا. أوّلاً مهمّة جدٌّا هنا: اصنع لنا.

هل الإنسان يصنع الإله أم الإله يصنع الإنسان. وهو لا يصنع إلهًا واحدًا بل آلهة. هنا نكون على مستوى الشرك، على مستوى تعدّد الآلهة. لا تريد مملكة السامرة بعدُ أن يكون لها إله واحد، بل آلهة. فكان لها ملكوم، وكان لها ملقارت إله صور، وكان لها بعل، وكان لها إيل وعدد من الآلهة. وهكذا صار الشعب العبرانيّ الذي تغنّى بأنّه يعبد الإله الواحد، صار يعبد الآلهة العديدة.

وهذا سيكون واضحًا بعد الذهاب إلى المنفى سنة 722 - 721 ق. م.، لمّا جاء الآشوريّون وأجلوا السكّان من السامرة، وجاؤوا بأناس من أماكن عديدة. وهكذا عرفت السامرة بعد 721 عبادة الأوثان والآلهة المتعدّدة. »قم، اصنع لنا آلهة«، والكاتب والأنبياء سوف يبيّنون لهذا الشعب ما هي هذه الآلهة؟ لها آذان ولا تسمع، لها عيون ولا ترى، لها يد ولا تفعل، لها رجل ولا تتحرّك. وسوف يسخر بشكل خاصّ إيليّا من هذا الإله الذي لا يستطيع أن يعطي المطر، مع أنّهم سمّوه إله المطر، بعل، الذي يرمز إليه ذلك الثور.

قم اصنع لنا آلهة. لم يكتفِ الشعب العبرانيّ بإله واحد بل أراد آلهة عديدين لكي يرضي الشعوب المجاورة على حساب رضا الله. هنا نعود إلى الوصايا: أنا هو الرب إلهك لا يكن لك إله غيري. فأين الإله الواحد؟ هذا الإله الواحد هشّمه الشعب العبرانيّ في البرّيّة. ويصلّي المؤمن كلّ يوم في سفر التثنية: يا إسرائيل، الربّ إلهنا هو الربّ الواحد، تحبّه من كلّ قلبك وكلّ نفسك وكلّ قدرتك.

4 - إله صنعته يد إنسان

وهذا الإله هو مصنوع بيد الإنسان، فما يكون هذا الإله؟ يقول أحد المفكّرين إنّ الله صنع الإنسان على صورته، فردّ له الإنسان الصنيع. صار الله على صورة الإنسان. هو إله الغضب، إله الانتقام، إله الشرّ، إله الحقد أيضًا. وكلّ هذه الصور لا تجعل الله منزّهًا عمّا يقوله الإنسان.

إصنع لنا آلهة تسير أمامنا. ولكنّ الإله الصنم لا يمكنه أن يسير، لا يمكنه أن يتحرّك. يجب أن يُحمل على الأكتاف ويسير في المقدّمة. ما هذا الإله الذي لا يمكن أن يخلّص نفسه، لا يمكن أن يهرب إذا جاء العدوّ؟ في هذه العبارة البسيطة، قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، نقرأ حُكمًا على الأصنام، حكمًا على تعدّد الآلهة، وحُكمًا قاسيًا يُفهم هذا الشعب أنّ الربّ وحده يسير أمام شعبه.

نتذكّر في البرّيّة أنّه كان أمامه في الليل بشكل عمود نار، وفي النهار بشكل غمامة. وكيف برز هذا التخلّي عن الإله الواحد؟ هذا التخلّي عن عبادة ا؟ بشكل صنم، بشكل تمثال؟ ساعة الابتعاد عن موسى، »هذا الرجل«. كأنّهم لا يعرفونه. أو كأنّه مات وهذا هو الأصحّ، لأنّه عندما كتب هذا النصّ، كان موسى قد مات منذ فترة طويلة. »هذا الرجل« وكأنّ هناك نوعًا من تبرّؤ من هذا الرجل: أدخلنا في متاهة ولا نعرف أين ستصل بنا هذه الطريق. من هنا قالوا: لا نعرف ماذا أصابه. إذًا هذا الرجل لا يمكننا بعدُ أن نستند إليه.

لا شكّ، في الكتاب المقدّس لا استناد إلى الرجال، لا استناد إلى النساء، لا استناد إلى الإنسان بشكل عامّ. فكلمة ا؟ التي يحملها أحد الأنبياء، أو أحد المتكلّمين باسم الربّ، تتعدّى هذا الإنسان. مات موسى ولكنّ كلامه باقٍ. ولكنّ الوصايا التي أعلنها باقية. أمّا هم، فتعلّقوا بهذا الرجل موسى. تعلّقوا به. ولمّا مات اعتبروا أنّهم تاهوا وضاعوا، ولم تبقَ أمامهم طريق توصلهم إلى الربّ.

5 - موسى والأنبياء

»فهذا الرجل موسى الذي أخرجنا من أرض مصر«. إذا تذكّروا ما فعله موسى من أجلهم. ارتبطوا بالتاريخ، هذا التاريخ، تاريخ الخروج. ليس فقط من أرض مصر إلى برّيّة سيناء، بانتظار أرض كنعان، أرض فلسطين اليوم. ولكن ارتبطوا بهذا الخروج من العبوديّة، عبوديّة الفرعون، إلى عبادة ا؟ الواحد.

هذا الرجل موسى الذي أخرجنا من أرض مصر لا نعرف ماذا أصابه. أمّا الكاتب الملهم الذي دوّن هذا النصّ تقريبًا سنة 600، يعني بعد موت موسى بـ 600 سنة، فما أراد أن يعرف أنّ موسى مات. فالوصايا التي أعلنها ما زالت حيّة. لهذا على الكهنة بعد موسى أن يعرفوا كيف يوجّهون الشعب، ولا يرضون بأن يسايروه على مستوى تكاثر الآلهة، على مستوى صنع الأصنام للآلهة، حتّى على صنع صنم للإله الواحد.

في إطار هذا النصّ نتذكّر الصراع بين النبيّ عاموس وبين أمصيا رئيس الكهنة في بيت إيل القريبة من السامرة، عاصمة مملكة إسرائيل. هذا الكاهن يعمل باسم الملك. هو خاضع للملك لا خاضع للإله. هو لا يجسر أن يقف في وجه الملك ويمنعه من أن يصنع أصنامًا للآلهة فيضلّ الشعب ويضلّ المؤمنين. وحده النبيّ عاموس، وحده هوشع، ثمّ إيليّا. تجاسروا فرفضوا مثل هذه العبادة.

من خلال هذا الكلام، نجد حكمًا على مملكة السامرة، حكمًا على الملك الذي ابتعد عن الله باسم السياسة، حكمًا على الأنبياء الذين راوغوا، الذين لم تكن لهم الجرأة، حكمًا على الكهنة، الكهنة الذين لم تكن لهم الجرأة لإعلان الوصيّة الأولى أنا الربّ إلهك ومنع كلّ الأصنام. هناك الأنبياء الكذبة الذين جاءت بهم إيزابيل معها من مملكة صيدون. وهناك الكهنة العديدون، كهنة بعل الذين كانوا يأكلون على مائدتها. اكتفوا بهذا الطعام وهذا الشراب، وتعبّدوا للملكة ولم يتعبّدوا لله.

6 - انقطاع عن موسى وعن الشريعة

فهذا الرجل موسى الذي أخرجنا من أرض مصر لا نعرف ماذا أصابه. كأنّنا هنا أمام رفض، انقطاع عن موسى، وبالتالي انقطاع عمّا تمثّله شريعة الربّ، وصايا الربّ، عمّا يمثّله جبل سيناء أو جبل حوريب من حضور الربّ على شعبه. ونحن نعرف بما يتعلّق بالسامريّين أنّ جبلهم المقدّس وهو قريب اليوم من نابلس الحاليّة، هو جبل جرّزيم. كأنّهم أرادوا أن يتركوا كلّ علاقة بموسى.

طلبوا من هارون، اجتمعوا على هارون. هنا نلاحظ حرف الجرّ »على« الذي يدلّ على أنّهم يريدون أن يفرضوا عليه رأيهم. اجتمعوا على هارون. لهذا أراد هارون أن يُبعد الخطر عنه، كما قيل في التقليد اللاحق. خاف أن يقتلوه. فقال لهم هارون: »انزعوا حلق الذهب الذي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وجيئوني بها«. وهكذا جمع الشعب ما أمر هارون، فأطاع الشعب. جمع الشعب ما عنده من ذهب. »انزعوا حلق الذهب الذي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وجيئوني بها«. فننزع جميع الشعب حلق الذهب الذي في آذان نسائهم وجاؤوا بها إلى هارون. فأخذها من أيديهم وأذابها وسكبها في صنم على صورة عجل.

هنا لا بدّ من الصنّاع، الصنّاع المحنّكين الذين يعرفون أن يشتغلوا الذهب والفضّة وسائر المعادن. وعندما نقول هارون أخذها، يعني جاء بمن يساعده على مثل هذا العمل. وفرحَ الشعب. أمامهم إله ملموس يمكنهم أن يضعوا يدهم عليه. أن يتباركوا به. سيُقال لهم: هذه آلهة الخشب، آلهة الحجر، آلهة الذهب والفضّة. ما اكتفى هارون أن يصنع العجل بل دلّهم عليه: هذه آلهتكم. ويا ليته قال: هذا إلهكم! لا ننسى أنّ الكلمة ترافق كلّ عمل يمكن أن يعمله إنسان باسم الله أو باسم الآلهة. هنا هارون صنع هذا العجل وكأنّي به يقول للشعب: هذا هو إلهكم.

7 - فصار موسى خادم الآلهة

ما انتظر الشعب كلام هارون بل رأوا العجل، تذكّروا ما في كنعان، تذكّروا ما في مصر، فقالوا: هذه آلهتكم يا بني إسرائيل. كلّ ما علّمكم إيّاه موسى يمكنكم أن تتركوه. هي انطلاقة جديدة، أو بالأحرى عودة جديدة إلى آلهة قديمة. هذه آلهتكم يا بني إسرائيل. آلهتكم التي أخرجتكم من أرض مصر. نلاحظ هنا هذا العقوق، هذا النكران للجميل. من أخرج الشعب من مصر؟ الربّ الإله، يهوه، أم الآلهة، آلهة مصر أو آلهة كنعان؟

تنكّر الشعب لماضيه، بل جعل موسى خادمًا لا للإله الواحد بل للآلهة. إذا كان موسى هو الذي أخرج الشعب من مصر وإذا كانت هذه الآلهة أخرجت الشعب من مصر، فهذا يعني أنّ موسى كان خادم هذه الآلهة، وبالتالي أخرج شعبه باسم هذه الآلهة. ما اكتفوا بأن يتنكّروا للربّ الإله بل تنكّروا لعبده موسى. وهكذا انحدر الشعب كلّ الانحدار في خبرة عبادة الأصنام التي ستسيطر على حياة الشعب.

مئات السنين لا يستطيعون أن يتخلّصوا من هذه العبادة، عبادة الأوثان التي ما زالت حاضرة اليوم. ففي أيّامنا نبحث عن آلهة تمشي أمامنا، تسير أمامنا. نبحث عن قوّة بشريّة سواء كانت مؤسّسة أو شخصًا من الأشخاص. كم من الأشخاص، كم من الكتّاب اعتبروا نفوسهم قوّادًا للشعب، يسيرون أمام الشعب، يُنيرون الشعب، وسار الشعب وراءهم في ضلال يؤسف له. وفي النهاية لمّا انخدعوا كان الوقت قد مرّ وحياتهم ضاعت.

بحث الشعب عن صنم يتعلّقون به، يرونه، يلمسونه، يقبّلونه، ونسوا الإله الواحد الذي يريد أن يرفعهم من مستوى الخشب والحجر والفضّة والذهب، إلى المستوى الروحيّ. والمؤسف المؤسف أنّ هارون عظيم الكهنة رافقهم في هذه الطريق. واليوم هناك من يرافق عبّاد هذا العجل ليسير الشعب في ركابهم وينسوا الربّ الذي وحده يمكن أن يخلّص شعبه ويخلّص الشعوب من عبوديّة الخطيئة ليكونوا أحرارًا وأبناء الله. آمين.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM