تعبير عن العبادة في الليتورجيا .

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

تعبير عن العبادة في الليتورجيا

 

1- تنظيمات دوّنها الكهنة

أحبّائي، نتابع قراءة سفر الخروج ووصلنا إلى الفصل 25.

قبل أن نقرأ المقطع الذي سوف نتأمّل فيه، نتذكّر أنّنا أمام تنظيم للهيكل، لخيمة الاجتماع، لتابوت العهد، للمسكن، للمذبح. إذًا تنظيمات من الحياة الليتورجيّة. ونبدأ فنقول إنّ هذه الأمور وُجدت لدى العبرانيّين، ولدى موسى، كما وُجدَت لدى جميع الشعوب. ثمّ نقول: إنّ الكاتب حين كتب ما كتب، لم يكن في البرّيّة في صحراء سيناء، لكن كتب ما كتب بعد المنفى.

نتذكّر ما حصل بعد المنفى سنة 587 ق. م.، دُمّر الهيكل الذي بناه سليمان والذي كان غنيٌّا جدٌّا. أُحرق أساسه فلم يبق منه شيء. فأراد الكاتب أن يتذكّر ماذا كان في الهيكل.

إذًا نقول هنا: لم يكتب أشياء سوف تحدث، بل كتب أمورًا كانت موجودة، فدوّنها الكاتب الملهم لئلاّ يضيع منها شيء. وأخيرًا هذه الأمور على مستوى العبادة التي انطلقت من مصر، من بلاد الرافدين، من بلاد فينيقية، من أوغاريت، من كلّ هذه الشعوب المجاورة، وصولاً إلى الهند والصين واليابان. كلّ هذا إنّما يدلّ على طريقة بشريّة نعبد بها الإله الواحد أو نعبد بها الآلهة، نعبّر بها عن سخائنا تجاه الله.

وسوف نرى في هذه النصوص أهمّيّة الذهب، الفضّة، النحاس أو الألوان، الأنسجة البنفسجيّة الأرجوانيّة. إذًا كلّ الغنى، كلّ الجمال، كلّ العظمة نقدّمها للربّ.

2 - تبرّعات الشعب

هنا نقرأ نصَّ سفر الخروج، حيث يدعو موسى الشعب لأن يتبرّع، لأن يقدّم للربّ من عطايا الربّّ.

وقال الربّ لموسى: »قل لبني إسرائيل أن يقدّموا لي تقدمة، كلّ واحد وما تسخو به نفسه«. وهذه التقدمة التي تقبلها منهم ذهبٌ، وفضّة، ونحاس، ونسيج بنفسجيّ، وأرجوانيّ، وقرمزيّ اللون، وكتّان، وشعر ماعز، وجلود كباش مصبوغة بالحمرة، وجلود بنفسجيّة اللون، وخشب سنط، وزيت للإنارة، وأطياب لزيت المسيح، والبخور العطر، وحجارة عقيق، حجارة ترصيع للأفود، والصدرة. »فيصنعون لي مسكنًا مقدّسًا لأسكن فيما بينهم. ويكون المسكن وجميع أساسه على المثال الذي أنا أريك«.

في آية 9 الأمور واضحة: يكون المسكن وجميع أساسه على المثال الذي أنا أريك. إذا أخذنا على المستوى المادّيّ، فالعبرانيّون سبقهم شعوب كثيرة على مستوى العبادات. ونتذكّر مثلاً أنّ هيكل سليمان بناه الفينيقيّون الذين أرسلهم الملك حيرام من صور.

لكن على المستوى الروحيّ كانوا يعتبرون أنّ المسكن الأرضيّ، أنّ المعبد، أو المقدِس، إنّما هو صورة صغيرة ناقصة عن المسكن السماويّ. هناك مسكن في السماء. هناك معبد في السماء، ويحاول الإنسان أن يقلّده. لهذا يقول له: »على مثال الذي أنا أريك«.

3 - هيكل على مثال الكون

إذا أحببنا أن نتذكّر كيف كان الكون يصوّر، ننظر إلىالوصف الذي قدّمه الكاتب للهيكل.

كان يُصوّر على أربعة عواميد، وفوق العواميد الأربعة هي القبّة. هكذا كان الهيكل. وهكذا ستكون الكنائس في أماكن عديدة من العالم. أربعة عواميد مع القبّة فكانوا يقولون: الهيكل هو الكون المصغّر. والكون هو الهيكل الكبير. وكما كان في الهيكل قنديلان يضيئان المكان للدلالة على حضور الله، كذلك في الكون هناك قنديلان، الشمس والقمر. فإذًا المثال الذي أراه الربّ لموسى، هو في الواقع الأرض التي تغطّيها السماء بشكل قبَّعة.

هكذا اعتاد الأقدمون أن يبنوا معابدهم ومساكن الله فيما بنيهم. وهكذا فعل سليمان حين بنى الهيكل. أخذ من عالم فينيقية المهندسين، كما أخذ البنّائين والمزيّنين الذين زيّنوا المكان. وحتّى أخذ أولئك الذين صنعوا المغاسل والمباخر وما سواها من الأمور المعدنيّة.

هذا المسكن الذي هو مقدّس، يعني المكرّس للربّ، المخصّص للربّ. لا نستطيع أن نستعمله إلاّ لعبادة الله وإلاّ ننجّسه.

لهذا السبب كلّ مرّة تكون حرب أو سرقة أو أي شيء آخر، يطلبون تطهير المسكن، تطهير الهيكل. وإلاّ ينجّسون الله حين يصنعون لي مسكنًا.

المسكن، الهيكل، هو من صنع البشر. فالربّ يرضى أن نصنع له معابد كنائس. »لأسكن فيما بينهم«.

نحن نعرف أنّ الربّ يسكن في السماء وعلى الأرض. وهو من قال له سليمان حين دشّن الهيكل: »أنت لا تسعك السماء وسماء السماوات. فكيف هذا الهيكل؟« ومع ذلك أراد أن نصنع له هيكلاً، مسكنًا، كنيسة: يقيم فيها بين شعبه.

4 - مسكن حجر ومسكن بشر

وهكذا صار المسكن لا يدلّ فقط على الحجارة وعلى ما فيه من غنًى مادّيّ، بل يدلّ على الجماعة التي تلتئم في هذا المسكن، ويكون الربّ فيما بينهم. نتذكّر هنا كلام الربّ يسوع (متّى 18) عندما يقول: »إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأكون أنا بينهم«.

وهنا هذا المسكن يجمع المؤمنين، وحين يجمعهم يسكن ا؟ فيما بينهم. ولكن هذا المسكن لن يكون مثل سائر المساكن. في بيوت فلسطين كانت هناك حجارة مشقوعة مكدّسة، بدون أيّ زينة، بدون أيّ غنًى. حجارة يجدونها في الوديان أو في أماكن معزولة. أمّا مسكن الربّ فكان من الحجر المقصّب، كان من أفضل الحجارة.

وما اكتفى سليمان بأن يأخذ من أرض فلسطين الفقيرة بالحجارة، بل جاء إلى أرض لبنان، إلى صخور لبنان.

اختار أجمل الحجارة. هل هذا يكفي؟ كلاّ. فنحتاج إلى حجارة من نوع آخر، حجارة عقيق، حجارة ترصيع. إذًا مهمّة جدٌّا هذه الحجارة الكريمة. نحن لا نكتفي بحجارة نجدها في المقالع، في كلّ الأمكنة التي نستخرج منها حجارة. إنّها حجارة من نوع آخر.

ومع هذه الحجارة، يقول النصّ ماذا يقدّم المؤمنون؟

يقدّمون الذهب والفضّة والنحاس. يعني أثمن المعادن في ذلك الزمان. وهذه التقدمة لا نُجبَر عليها بل نقدّمها طوعًا.

5 - تقدمات تدلّ على سخاء القلب

يقول النصّ: وما تسخي به نفسه. يعني تقدمتنا تدلّ على سخائنا تجاه الله. وواضح جدٌّا أنّ موسى لن يقبل أيّة تقدمة كانت. هناك تقديمات تُرفَض لأنّها ليست على مستوى الله ولا على مستوى كرامة بيت الله يقول: وهذه هي التقدمة التي تقبُلها منهم. هذا يعني أنّ تقديمات أخرى لم تُقبل فرُفضت.

يمكن أن نتذكّر مثلاً أنّ التقدمة من حيوان إذا كان أعرج أو أعمى أو أعور أو فيه أيّة عاهة لا يقبله الكاهن. هذا ما قاله زكريّا النبيّ.

وكذلك نقول هنا على مستوى موسى: هو لا يقبل إلاّ التقدمات النفيسة. ولنأخذ مثلاً التنك، القشّ أو الخشب. كلّ هذا غير مرغوب فيه. وتجاه هذه التقدمات الهزيلة، ذهب، فضّة، نحاس.

أوّلاً، نحتاج إلى مثل هذه المعادن لكي نغطّي، لكي نصفّح الجدران في الهيكل. وهنا نتذكّر أيضًا أنّ القبّة كانت كلّها ذهب بحيث تُرى من البعيد، كما هو الحال اليوم في بعض الجوامع التي هي في العراق أو في إيران أو في أماكن حيث يسطع نورها عن بعد كيلومترات عديدة.

وعلى مستوى النسيج لا نقبل بأيّ نسيج. فهناك الشيت وهناك الخام وأمور بسيطة جدٌّا. كلاّ. النسيج المقبول هو الكتان. وهناك النسيج الجميل سواء كان البنفسجيّ أو الأرجوانيّ أو القرمزيّ. وهنا نعود إلى الأرجوان الذي اشتهرت به صور وصيدا في العالم القديم. هذا الأرجوان الذي كان لباس الملوك. النسيج البنفسجيّ، الأرجوانيّ، القرمزيّ، والكتّان.

ونحتاج خصوصًا من أجل صناعة الخيمة، الخيمة المقدّسة، شعر الماعز وجلود كباش مصبوغة بالحمرة، وجلود بنفسجيّة اللون. وخشب سنط. لا نقبل نحن بأي خشب كان، بل بخشب السنط الذي هو خشب ثمين جدٌّا. هذا بالنسبة إلى البناء.

ونحتاج إلى حجارة كريمة، إلى الذهب والفضّة والنحاس، إلى النسيج إلى الجلود. وفي الداخل إلى زيت للإنارة.

6 - مكانةُ الزيت

إذا كانت المعابد تُنَارُ ليلاً ونهارًا، فهي تحتاج إلى الزيت. وهذا الزيت يقدّمه المؤمنون ولا يزالون حتّى اليوم. يقدّمونه في المعابد، في الكنائس، أو في أمكنة متعدّدة إكرامًا للربّ ولقدّيسه. زيت للإنارة وأطياب لزيت المسحة. يُمسح الناس بالزيت. ولكن لا يُمسَحون بزيت عاديّ. وسوف نرى الأشياء التي نحتاج إليها لكي يصبح هذا الزيت مقدّسًا، فيليق بالخدمة الليتورجيّة وخدمة العبادة.

زيت للإنارة، أطياب للزيت الذي به يُمسَح الملوك والكهنة. والبخور العطر. لا كلّ بخور بل ذلك البخور العطر. أي أفضل بخور.

وأخيرًا حجارة ثمينة من أجل الأفود والصدرة.

الأفود هو اللباس المقدّس من أجل رئيس الكهنة.

والصدرة هي أيضًا جيب يوضع على صدر رئيس الكهنة ويغطّي صدره. »فيصنعون لي مسكنًا مقدّسًا، لأسكن فيما بينهم ويكون المسكن وجميع أساسه على المثال الذي أنا أريك«.

وهكذا نلاحظ هذا المسكن الذي رأى المؤمنون منذ آلاف السنين قبل المسيح صورته في العالم. رأوه بعواميده الأربعة، وقبّته على الصورة التي رآها موسى أو بالأحرى حملها إليه الشعوب المجاورة.

7 - تابوت العهد

وما يدلّ على قداسة هذا المكان، وما يدلّ على حضور الربّ في هذا المكان، هو ما يسمّى تابوب العهد.

تابوت لأنّ الكلمة العبريّة تعني ذلك. الأفضل أن نقول: الصندوق المقدّس أو: عرش ا؟. عليه يجلس ويحيط به الكروبيم.

ويقول النصّ: »تصنع تابوتًا من خشب السنط«. الأفضل أن نقول: »تصنع صندوقًا من خشب السنط... طوله ذراعان، نصفه ذراعٌ ونصف، وعرضه ذراع ونصف وسمكه ذراع ونصف. إذًا هو مربّع، وهذا ما يدلّ على الكمال. فتغشّيه بذهب خالص من داخل ومن خارج. وتصنع عليه حلية من ذهب تحيط به. وتصوغ له أربع حلقات من ذهب، وتجعل على أربع قوائمه حلقتين من جانبه الواحد، وحلقتين من جانبه الآخر. وتصنع قضيبين من خشب السنط، وتغشّيهما بالذهب«.

نلاحظ وجود الذهب بكثرة في هذا التابوت، في هذا الصندوق المقدّس. فعرش ا؟ لا يكون إلاّ ذهبًا، على مثال ما للملوك والعظماء في العالم.

وإذا أردنا أن تكون لنا صورة عن هذا التابوت، نتذكّر التابوت الذي اعتادت بعض الطقوس أن تستعمله يوم الجمعة العظيمة لدفن المسيح.

إذًا طوله ذراع ونصف، عرضه ذراع ونصف، وعلوّه ذراع ونصف. وسوف نرى ماذا نجد في هذا التابوت، في هذا الصندوق المقدّس. وننتبه: هناك حلقات لكي يستطيع الخدّام أن يحملوه. ويتابع النصّ: »تصنع قضيبين من خشب السنط، وتغشّيهما بذهب، وتدخل القضيبين في الحلقات على جانبي التابوت ليُحمل بهما«.

هناك أمر عمليّ: كيف نحمل التابوت دون أن نلمسه؟

إذًا هناك حلقة والقضيب يدخل في الحلقة. ويبقى القضيبان في الحلقات ولا يُنزعان منها.

8 - لماذا الغنى في التابوت؟

صندوق مقدّس، غنيّ كلّ الغنى بأفضل أنواع الخشب، السنط، لا الأرز، لأنّهم لم يكونوا يعرفون الأرز في بداية عبادتهم. وعندما يُبنى الهيكل سيأخذ الأرزُ مكانه الأوّل.

ولكن لماذا هذه العظمة للتابوت، أو لهذا الصندوق المقدّس؟ يقول 25: 17: »تضع في التابوت لوحي الوصايا التي أعطيك«.

عظمة التابوت: يحمل كلام ا؟، يلخص كلام ا؟، الوصايا العشر. ويتابع النصّ: وتصنع غطاء للتابوت من ذهب خالص، طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف.

هذا الغطاء هو الذي يمنع الناس من النظر مباشرة إلى التابوت. هذا الغطاء هو ما يكفّر الخطايا، ويمكن للناس أن يلمسوه فيأخذوا بركة من ا؟. »وتصنع على طرفي الغطاء كَروبَين من ذهب مطروق فيكون على كلّ طرف كروب مثبت كجزء من الغطاء. ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما إلى فوق على الغطاء، وجه الواحد إلى الآخر وإلى الغطاء«.

نتذكّر أنّ الكروب هو صورة عن أسد وثور. يعني الخليقة كلّها التي تحيط بالربّ. فالأسد سيّد الوحوش وممثّلها. والثور سيّد الحيوانات الداجنة وأقواها.

هذا ما نجده في بلاد الرافدين، وفي بلاد تركيا الحاليّة أيضًا، على مداخل القصور: هناك كَروب بشكل أسد وثور.

والكروبان يرمزان إلى حارسين على التابوت لئلاّ يلمسه أحد. من هنا نقول أيضًا إنّ الكروبين أو الشيروبين يحرسون معبد ا؟.

الكروبان يبسطان أجنحتهما إلى فوق.

في إشعيا فصل 6 نتحدّث عن السرافيم الذين هم نوع آخر من الملائكة. سواء كانوا الكروبيم أو السرافيم، فهم يدلّون على حضور ا؟. أمّا الكروبان فيغطّيان التابوت، هذا الصندوق المقدّس، بحيث لا يقترب أحد منه.

9 - غطاء على التابوت

»وتجعل الغطاء على التابوت من فوق ومع التابوت تضع لوحي الوصايا التي أعطيك«.

هنا يَبرُز مرّة ثانية حديث عن الوصايا. لماذا؟ لأنّنا أمام تقليدين جمعهما الكاتب وما أراد أن يترك أي تقليد خارج كتابته. وفي كلّ مرّة يشدّد على »الوصايا التي أعطيك«.

هذه الوصايا هي من الله لا من البشر. لا شكّ في الديانات القديمة كانت الوصايا نتيجة تفكير الناس وتأمّلاتهم.

لا تسرق لئلاّ أسرقك.

لا تقتل لئلاّ أقتلك.

أمّا هنا، فالربّ هو الذي يعطي الوصايا. هي عطيّة من عند الربّ ومن تجاوزها، تجاوز أوامر الربّ. وعندما يكون التابوت في المسكن، يقول الربّ: »أجتمع بك هناك«.

لأنّ هذا التابوت، هذا الصندوق المقدّس، هو رمز إلى حضور ا؟، يغطّيه الحجاب، يغطّيه خصوصًا الغطاء، ويغطّيه الكروب. وتابع الربّ كلامه إلى موسى: »وأكلّمك من فوق الغطاء، من بين الكروبين اللذين على تابوت العهد، بجميع ما أوصيك به إلى بني إسرائيل«.

هذا يعني أنّ الربّ يكون حاضرًا في هذا التابوت، تابوت العهد.

هذا التابوت حمله داود وجعله في خيمة في أورشليم بانتظار أن يبني له سليمان الهيكل ويجعل التابوت هناك، هذا الصندوق المقدّس.

هذا الصندوق المقدّس كان في المنطقة الثالثة بعد الرواق والمذبح. هناك الهيكل المقدّس حيث يقيم الكهنة، وقدس الأقداس يعني أقدس مكان في الهيكل حيث يُوضع التابوت.

وهذا المكان لا يدخله رئيس الكهنة سوى مرّة واحدة في السنة. هذا التابوت الذي هو الدلالة على حضور الله وسط شعبه، يقع وراء حجاب وحجاب، بين الحجاب الذي يفصل الهيكل عن القدس والحجاب الذي يفصل القدس عن قدس الأقداس.

هذا، أحبّائي، هو أوّل موضوع يتعلّق بشعائر العبادة.

المقدس غنيّ، وما يجعل هذا المقدس مهمٌّا جدٌّا، هو أنّه على المثال الذي أراه الربّ لموسى. وهو مقدّس لأنّه يحمل تابوت العهد، يحمل هذا الصندوق المقدّس الذي فيه وصايا الربّ.

هذا المكان هو مقدّس: يجتمع الربّ فيه مع موسى ويكلّمه. فكما كلّم الربّ موسى على الجبل، كلّمه كذلك من خلال المسكن المقدّس، بقرب تابوت العهد. فالربّ يريد حوارًا مع كلّ إنسان. وفي الشعب العبرانيّ الحوار مع موسى هو حوار من نوع آخر يرمز إلى حوار كلّ المؤمنين مع الربّ. آمين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM