في السرقة والتعويض.

 

في السرقة والتعويض

1- من العهد القديم إلى العهد الجديد

أحبّائي، ربّنا يكون معنا ويرافقنا حتّى نسمع كلامه. وخصوصًا الربّ يسوع الذي رافق تلميذي عمّاوس وشرح لهما الكتب يعني العهد القديم. ثمّ كان مع التلاميذ كلّهم، فانطلق من التوراة، أو الأسفار الخمسة ومن الأنبياء ومن المزامير، فحدّثهم عمّا يتعلّق بهم. فإذًا العهد القديم هو في أساس البرهان على حياة يسوع وعلى قيامة يسوع.

ولهذا السبب، نحن نقرأ العهد القديم مقطعًا بعد مقطع لكي نكتشف الغنى الذي فيه. فنعرف أنّنا في بداية مسيرة الإنسان مع الله ولن يكون كلّ شيء كاملاً كما في الإنجيل. فالإنجيل هو الكمال، فالإنجيل تصبّ فيه كلّ الأقوال وكلّ النبوءات. ولكن هذه الخبرة قريبة جدٌّا من خبرتنا. فإذا ذكرنا فقط المغفرة وشريعة السنّ بالسنّ، يعني أعامل الآخر كما يعاملني، أحبّه إن أحبّني وأبغضه إن أبغضني وأضربه إن ضربني. هذه الشريعة نرفضها باسم الإنجيل، ولكنّنا عمليٌّا نعيشها.

لهذا السبب أيضًا نقول دومًا: العهد القديم هو مسيرة الإنسان إلى الله. الإنسان الضعيف، الإنسان الخاطئ يسير نحو الله. والربّ يرافقه في خطيئته، في ضعفه، في إمكانيّاته المحدودة حتّى يوصله إليه، حتّى يوصله إلى المسيح. فحين نقرأ بعض المرّات عن القتل والزنى والسرقة وغيرها من الأمور، لا نحسب أنّ هذه هي قاعدة حياتنا، كلاّ. فلا العهد القديم ولا الأناجيل كانت يومًا سلسلة من الفرائض التي تعلّمنا حياة أخلاقيّة بين الناس. الحياة الأخلاقيّة بين الناس كانت أمرًا معروفًا منذ آلاف السنين. الإنسان لا يقتل أخاه، لا يسرقه، لا يزني مع امرأته، هي أمور قديمة جدٌّا ولا تحتاج إلى وحي أبدًا، أو بالأحرى كان هناك وحي خفيف عند كلّ الشعوب، عند كلّ إنسان، لأنّ كلّ إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، وفيه قبس من روح الله ومن معرفة الله سواء عرف الوحيَ، الوحيَ اليهوديّ أو الوحيَ المسيحيّ، أو لم يعرفه. وهكذا نفهم هذه المسيرة مع العهد القديم التي تساعدنا أن نكتشف عمق حاجات الإنسان وعمق خطيئة الإنسان وعمق مسيرة الإنسان حتّى يصل إلى الله. بعد هذه المقدّمة بالنسبة للعهد القديم، نعود فنتابع قراءة سفر الخروج:

2 - إذا سرق

»إذا سرق أحد ثورًا أو خروفًا فذبحه وباعه فليعوّض بدل الثور خمسة وبدل الخروف أربعة«. أهمّ ثروة للفلاح في ذلك الوقت هي الثور الذي يفلح عليه والخروف الذي يؤمّن له اللحم مرّة في السنة خصوصًا في عيد الفصح، وفي عاداتنا المسيحيّة في زمن المرفع، أو بعض العادات من أجل الشحم واللحم الذي يُحفظ خلال فصل الشتاء. إذًا الثور أو الخروف هما كلّ ما يملك هذا الفلاّح. من سرقه فذبحه أو باعه فليعوّض بدل الثور خمسة.

نلاحظ هنا كم الأمر قاسٍ. هذه الطريقة هنا سوف نراها في خبر داود لمّا أتاه ناتان. نتذكّر أنّ داود خطئ لمّا زنى ببتشابع وقتل وزوجها، فجاءه النبيّ ناتان موبّخًا. قال له: رجل غنيّ له مئة خروف، جاره فقير له نعجة واحدة. جاء ضيف إلى الغنيّ فأخذ النعجة من الفقير وذبحها لضيفه. فقال داود هذا الرجل يجب أن يموت ويعطي بدل النعجة أربع نعاج.

هذا الذي قيل هنا في فريضة، في شريعة، نجده مطبّقًا في خبر داود. في أيّ حال هذا مثل، لكنّ ناتان ذهب أبعد من المثل فقال: »أنت هو الرجل«. وأنت تستحقّ العقاب لأنّك فعلت هذا الشرّ الكبير في عيني الربّ. أنت لست فوق الوصيّة، أنت تحت الوصيّة وتخضع كجميع الناس للوصيّة. سواء كنت ملكًا أو وزيرًا أو مهما كنت، فأنت تبقى عبدًا لله، خادمًا لله، خاضعًا للشريعة. وهذا ما فهمه داود فهتف: ارحمني يا ألله كعظيم رحمتك.

3 - فتاوى حول السرقة

ونتابع القراءة في فصل 22 مع الفتاوى. المبدأ: إذا سرق. الفتاوى: إن وُجد السارق وهو يسرق فضُرب وقُتل فدمه مهدور. نتخيّل شخصًا جاء ليسرق في الليل وضربه صاحب البيت بعصًا على رأسه، فدمه مهدور. إذًا لا يُطالَب بدمه. فالشخص يدافع عن نفسه، عن رزقه، عن أرضه، والمثل معروف: قطع الأرزاق من قطع الأعناق. ولكن هناك أيضًا فتوى ثانية: إن قُبض عليه بعد شروق الشمس، فلا يُهدر دمه. يعني إذا رأيتُ السارق وعرفته، فلا حاجة لأن أقتله أو أسفك دمه. لكن على السارق أن يعوّض بدل المسروق. ويتابع النصّ: وإن كان لا يملك شيئًا فليُبَع بما سرقه. كان الإنسان يبيع نفسه، سنة، سنتين، ثلاث سنوات لكيّ يعوّض عمّا سرقه.

وإن وُجدت السرقة في حوزته حيّة من ثور أو حمار أو خروف فليعوّض بدل الواحد اثنين (آ 3). هنا نلاحظ الفرق بين المبدأ العامّ، خمسة للثور وأربعة للخروف. هنا اثنان. يعني يردّ الخروف الذي سرقه ويعوّض تجاهه خروفًا ثانيًا. هكذا يتعلّم أن يتجنّب السرقة والتعدّي على مال الغير. ويتابع النصّ هذا الكلام فيتحدّث عن التعويض، عن العطل، عن الضرر.

هي أمور في الحياة اليوميّة، واليوم يمكن أن نقرأها في القوانين لدى المحامين. أمّا هنا فلا فصل بين الحياة الاجتماعيّة والحياة الدينيّة. الحياة هي هي، ما نعيشه في المعبد من صلاة وعبادة، وما نعيشه مع الناس من محبّة واحترام الآخر. فلا فصل بين حياة نعيشها كما نقول اليوم، يوم الأحد، وحياة نعيشها في أيّام الأسبوع. أنا أصلّي، أعترف أتناول يوم الأحد، لكن لا تطلب منّي شيئًا في أيّام الأسبوع. لا شكّ، مثل هذه الصلاة، مثل هذه العبادة كاذبة إذا لم تتجسّد في عملنا اليوميّ. هنا نفهم أنّ ما قيل في خر 21 - 23 من سفر الخروج يرتبط بالحياة اليوميّة، بالحياة الاجتماعيّة. ولكنّه في النهاية يرتبط با؟ لأنّ لا فصل بين محبّة الله ومحبّة القريب. بين ما نعمله لله وما نعمله للقريب.

4 - أنواع من الضرر

»إذا رعى أحد حقلاً أو كرمًا فأطلق مواشيه لترعى في حقل غيره فمن أجود حقله أو كرمه يعوّض« (آ 4). نلاحظ دائمًا أنّ التعويض هو أكثر من الدمار. أقلّه واحد اثنين، أو مع الثور خمسة، مع الخروف أربعة. هنا من أجود حقله، من أجود كرمه. هكذا يتنبّه الإنسان.

هناك أمر آخر: »إن شبّت نار وانتشرت في الشوك وأحرقت أكداس السنبل« (آ 5). حتّى في الأمور الصغيرة. مثلاً أفلتت الماشية ورعت في كرم جاري، أنا المسؤول. أشعلتُ النار لكي أحرق الشوك الذي يحيط بسهلي فأحرق سنبلَ القريب، أنا مسؤول. فعليّ أن أعوّض. وحده المسؤول يُسأل، وحده المسؤول يعوّض. فالإنسان حرّ والربّ يطلب منه باسم هذه الحرّيّة أن يحيا مع جيرانه بروح من المسؤوليّة.

إذا سلّم أحد إلى الآخر فضّته أو أمتعته ليحفظها له فسُرقت من منزله. فإن قُبض على السارق عوّض ضعفين، وإلاّ فليحلف صاحب المنزل أنّه لم يمدّ يده إلى مُلك الآخر. في الماضي كانت تودع بعض الأمور أو الفضّة أو الذهب أو حتّى آنية النحاس والفضّة وكلّها كانت غالية، غالية الثمن. إذا الوديعةُ عند الجار سُرقت. نحن أمام أمرين اثنين: إن سُرقت وعُرف السارق يدفع ضعفين. ولكن إن لم يُعرف السارق فعلى صاحب المنزل أن يقول: أنا لم أمدّ يدي إلى ملك الآخر.

نلاحظ هنا أنّ كلمة واحدة تكفي. هي الثقة المتبادلة. أستطيع أن أستودع غرضًا عند جاري، أستطيع أن أقول إنّي لم أسرق هذا الغرض، في الخطّ عينه كلّ دعوة سوء ائتمان في ثور أو حمار أو خروف أو ثوب أو شيء مفقود يقال هذا لي: تُرفَع القضيّةُ إلى الله ومن يحكم الله عليه يعوّض للآخر ضعفين.

بهذه الطريقة تبتعد الخلافات الكثيرة. أنا أقول هذا الثور هو لي، آخر يقول هذا الحمار هو لي. ويكون الخصام ويكون الخلاف بين الأخ وأخيه، بين الجار وجاره، بين أبناء القرية بعضهم مع بعض. ماذا يكون؟ ترفَع القضيّة إلى ا؟ وهو يحكم. هنا لا شكّ أو الكاهن أو القاضي. ومن أراد أن يتعدّى على جاره لا يعطي جاره فقط ما أخذ، بل يعطيه ضعفين. هكذا نتجنّب أيضًا أن نختلف بين بعضنا البعض. نتجنّب أن نضع يدنا على ما لا يحقّ لنا به.

5 - وتتواصل الفتاوي

»وإذا سلّم أحد إلى الآخر حمارًا أو ثورًا أو خروفًا أو بهيمة ما ليحفظها له فمات أو تضرّر أو ضاع من غير شاهد، فليحلف يمينًا للربّ أنّه لم يمدّ يده إلى مُلك الآخر فيقبلها الآخر« (آ 9). إذًا يكفي أن يحلف لكي يصدّقه الآخر، وهو لا يعوّض شيئًا. ويتابع النصّ: »وإن سُرق من عنده يعوّض صاحبه. فإن افترسه وحش فليحضر برهانًا حتّى لا يعوّض الفريسة« (آ 11). هنا نتذكّر ما حدث ليعقوب عندما كان عند خاله لابان كما يروي سفر التكوين. قال له: عندما كان الوحش يأكل خروفًا من خرافي كنت أحاول أن أحضر برهانًا يقول إنّني لم أسرق وإنّ الوحش افترسه.

»وإن استعار أحد من آخر بهيمة فتضرّرت أو ماتت في غياب صاحبها، فليعوّض صاحبها. وإن كان صاحبها حاضرًا فلا يعوّض وإن كان مستأجرًا خسر أجرته« (آ 13 - 14). في هذا الخطّ عينه نقرأ آ 15: »إن أغرى رجل فتاة بكرًا لا خطيب لها فضاجعها فليدفع مهرها ويتزوّجها. فإن رفض أبوها أن يزوّجها به، فليدفع له مهرًا كمهر الفتاة البكر«. هذه العادة ما زالت حتّى اليوم في محيطنا الشرقيّ. فقد يضاجع شابّ فتاة فيُجبَر على الزواج منها. حينئذ يتزوّجها وكأنّه مضى إليها بشكل طبيعيّ جدٌّا.

وهنا إذا رفض الأب أن يزوّجها، فمع ذلك يُدفع للفتاة المهر. الفتاة البكر يدفع لها المهر وكأنّ الرجل يريد أن يتزوّجها. في كلّ هذا المقطع (فصل 22)، شدّدنا على السرقة وعلى حالات السرقة وكيف يعوّض كلّ إنسان عمّا سرقه، عمّا تعدّى عليه، عمّا أفسده. واليوم حتّى اليوم، في حياتنا اليوميّة ننسى التعويض على هذا الآخر. فنسرق ونحتفظ بالسرقة وكأنّ شيئًا لم يحدث. ونحن نعرف في سرّ التوبة والاعتراف أنّ الكاهن لا يعطي الحلّة لشخص لا يردّ ما سرقه. ويحاول معه أن يصفّي له ضميره، أن يجعله يفعل ما يستطيع أن يفعل.

كانت الشريعة قاسية في الماضي، وأقسى بكثير ممّا هي عليه اليوم. فمن لا يستطيع أن يردّ يبيع نفسه لكي يردّ، لكيّ يعوّض ما سرقه. وهناك سرقة وسرقة. هناك سرقة خلسة وسرقة بالقوّة، وسرقة بالحيلة. أستطيع أن أستودع غرضًا عند جاري فأعلن أنّه سُرق، ولكن إن أخذه فيحتفظ به لنفسه، هي سرقة بالحيلة، وفي أيّ حال كلّ هذا إنّما هو سرقة. وقد تكون السرقة عكس ذلك، هذا يقول إن استعار أحد من آخر بهيمة فتضرّرت أو ماتت في غياب صاحبها فليعوّض صاحبها.

6 - سرقة بالجملة

ماذا يعني هذا؟ يمكن أن يكون عندي حمار أو ثور مريض واستودعه صاحبي أو أعيره إيّاه. ويمكن أن يموت هذا الحمار، هذا الثور، بعد يومين أو ثلاثة في غيابي. فيُجبَر الذي استعاره أن يعوّض عليّ. وهكذا أكون قد سرقته. كان هذا الثور أو الحمار مريضًا، فأنا أكون مسؤول عنه، لا ذلك الذي استعاره ليوم أو ليومين.

ونقول الشيء ذاته بالنسبة إلى الفتاة البكر. فالفتاة هي ملك أبيها بانتظار أن تصبح مُلك زوجها. فإن نحن تعدّينا عليها، نكون قد تعدّينا على حقّ القريب. لا شكّ في أنّ الرجل والمرأة متساويان أمام ا؟. فلا رجل ولا امرأة، لا عبد ولا حرّ. فكلّنا واحد أمام المسيح. ولكنّ الفتاة تُعامَل هنا كأنّها مُلك أبيها. لهذا يدفع هذا الرجلُ مهرها، يدفع الثمن الذي عليه أن يدفعه، إن أراد أن يتزوّجها. وهكذا يعوّض. كما يعوّض عن الثور والحمار والخروف، يعوّض أيضًا عن الفتاة البكر.

ويتابع النصّ: »لا يجوز لساحرة أن تحيا« (آ 17). السحر هو أمر بعيد جدٌّا يعود إلى آلاف السنين قبل المسيح ولا يزال حاضرًا حتّى الآن ولا يزال الناس يمارسونه. السحر هو عكس عبادة ا؟، هو عكس الطاعة ؟. السحر يعني نفرض إرادتنا على ا؟. فالساحر يريد أن يحوّل الأمور لا حسب ما يريده ا؟ بل حسب ما يريده هو. وهذا السحر يرتبط إمّا بالشياطين، وإمّا بالقوّة الشخصيّة. وفي أي حال هو يضرّ بالقريب، هو يقتل شخصيّة القريب، هو يتاجر بالقريب.

والساحر هو الذي يعيش في هذه الحالة، من هذا السحر، من هذا المال الذي يقبضه دون أن ينفع القريب بشيء. لهذا كان كلام الوصيّة قاسيًا: لا يجوز لساحرة أن تحيا، يعني يجب أن تموت، أن تزول من المجتمع. هنا نلاحظ بعض الشيء في صلاتنا: نحسب أنّ ا؟ هو الساحر، يحوّل الأمور. يكفي أن نصلّي إليه فيحوّل الأمور لصالحنا، كلاّ. ا؟ هو الذي نمشي معه، نبني حياتنا معه، نسير معه، نخطّط معه.

لهذا السبب نتهرّب من فكرة الله الساحر، الله الذي يفعل لنا ما نريده نحن، كلاّ. نحن نستعدّ لأن نتقبّل من الربّ عطاياه. هو يعرف كيف يعطينا وفي أيّ وقت يعطينا. وهناك أشخاص يطلبون جوابًا على سؤالهم، على صعوبتهم: يفتحون الكتاب المقدّس ويريدون أن يجدوا الجواب سريعًا في الصفحة التي فتحوها. هنا أيضًا نقوم بعمل سحريّ. نجعل من كلام ا؟ صنمًا نركع أمامه، نجعل من كلام ا؟ مخدّرًا يمنعنا من التفكير والبحث، يمنعنا من النظر إلى الأمام، من الالتزام، من التجدّد، من الانطلاق.

»كلّ من ضاجع بهيمة فليُقتل قتلاً« (آ 18). تلك كانت عادات في عالم الريف، ولا أظنّ أنّ هذه الأمور انتفت خصوصًا في بعض المجتمعات حيث يربّى الكلب والهرّ في البيوت. لا شكّ في أنّ هناك حصرًا، خصوصًا عند العوانس، عند الأرامل، عند الأشخاص الذين عندهم صعوبة جنسيّة، عندهم عقدة نفسيّة. هناك خطر كبير، لأنّ من ضاجع بهيمة صار بهيمة مثلها. لم يعد إنسان يحقّ له أن يعيش ككلّ إنسان، أن يرتفع ككلّ إنسان. من ضاجع بهيمة يصبح بهيمة، وبما أنّ البهيمةُ تقتل ويستفاد من لحمها وعظمها وجلدها، هكذا هو يُقتل.

هكذا، أحبّائي. من هذه الأمور التي قدّمها الربّ لموسى، نجد أمورًا كانت موجودة في الشرق القديم، وقد تنسّقت في حضارات موجودة في الشرق القديم. وُجدت في حضارات عديدة، في موآب، في عمّون، في آدوم، في صيدا، في صور، وفي أماكن عديدة. وقد جعلها الكاتب هنا وربطها بشخص موسى وأسندها إلى حضور الله. فالله هو الذي يقول لنا كيف نتعامل مع الآخرين، كيف لا نسرقهم، كيف نعوّض عليهم، كيف لا نعيش حسب السحر، كيف نتجنّب مضاجعة البهيمة وغيرها وغيرها.

هذه، أحبّائي، كلمات هذه الفرائض والوصايا، نحتاج نحن أيضًا أن نسمعها لأنّ الخطيئة هي هي، والمسيرة إلى الله هي هي، ونتمنّى أن لا تتوقّف مسيرتنا عند هذه الأمور السلبيّة والخاطئة، بل نصل إلى حياة من المحبّة مع القريب: لا نسرقه فقط بل نساعده، نعينه. لا نتعدّى على فتاة، بل نكون لها الرفيق المحبّ والرفيقة المحبّة. وهكذا يكون المجتمع مطبوعًا بطابع الله. آمين.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM