عبادة الله وإكرام

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

عبادة الله وإكرام

 

1- كشف مُبعَد

أحبّائي، نتابع قراءة سفر الخروج، خروج الشعب من مصر إلى البرّيّة والهدف كان جبل سيناء. هذا الجبل، الذي كان مقدّسًا منذ قديم الزمان، الذي كُرّس للإله »سين« الإله القمر، سوف يتغيّر تكريسه فيصبح موطئ قدم« للإله الواحد. الربّ الإله حلّ عليه، وطلب من موسى أن يصعد إليه. وهناك سلّمه الوصايا.

وإذا أراد الشعب أن يعود إلى ينابيع إيمانه بالربّ الواحد، كان يذهب إلى ذلك الجبل، إلى جبل سيناء، الذي سُمّيَ فيما بعد جبل حوريب، جبل الخراب. لماذا الخراب؟ بسبب البروق والرعود والعواصف والأمطار والثلوج، تشقّقت الصخور بفعل قدرة الله فوق هذا الجبل. من على هذا الجبل نال الشعب الوصايا. ما عادوا يَرَوْن الله وهم في البرّيّة كما كانوا يَرَوْنه على الجبل. ولكنّهم حين يسمعون الوصايا، بدَوا كأنّهم يَرَوْن الله.

ونحن نعود أيضًا إلى هذه الوصيّة التي تمنع أيّ تمثالٍ منحوت أو أيّة صورة تدلّ على الربّ. فالربّ أوسع من أن نحيط به بأيدينا، أن نصنع منه تمثالاً يصوّره كلّه، يعبّر عنه كلّ تعبير. فكلماتنا بما فيها من عمق، تبقى بعيدة كلّ البعد عن أن تعبّر عن الله.

لهذا تحدّث اللاهوت عن كلام نقوله ثمّ ننفيه حالاً. نسمّيه اللاّهوت الـ »أبوفاتي« أو »الكَشْف المبعَد« يعني نقول الشيء وننفيه حالاً. نقول الربّ عظيم ولكنّ عظمته ليست مثل عظمتنا. الله هو الرحيم ولكنّ رحمته تبعد عن رحمتنا بُعد السماء عن الأرض. الله محبّ، ولكن شتّان ما بين حبّه وحبّنا. الله هو أب، وشتّان ما بين هذا الأب وبين آبائنا. هو أمّ وشتّان ما بين هذه الأمّ وأمّهاتنا.

2 - عجزُ الكلام

لهذا السبب، إذا كانت الكلمة وفيها ما فيها من سموّ وعلوّ، لا تستطيع أن تعبّر عن عظمة الله، عن حضور الله، عن مجد الله، عن عمل الله، فكيف للحجر وللخشب وللمعدن أن يفعل؟ سواء كانت هذه المعادن من الفضّة أو من الذهب أو من البرونز والنحاس، كيف لهذه المعادن، لهذه الأشياء، أن تعبّر عن الله.

فالصنم هو أكثر ما يشوّه صورة الله. ولا نقول: الإنسان الذي يعتبر نفسه الله، ويطلب لنفسه السجود، العبادة، يشوّه أكبر تشويه صورة الله. فيقف حاجزًا بين الإنسان وبين ا؟، ويمنع الناس من الصعود إلى الله. في هذا السبيل، نتذكّر ما حصل لأنطيوخس الرابع الذي اعتبر نفسه إلهًا فأكله الدود. وما حدث أيضًا لهيرودس الملك الذي تحدّث عنه سفر أعمال: أراد أن يعود المجد إليه لا إلى الله، فأكله الدودُ من الداخل ولم يُعرف سببٌ لمرضه.

الربّ هو وحده الإله، ولا نستطيع أن نسجد إلاّ له، ولا نستطيع أن نعبد إلاّ هو. في هذا السبيل، منع الربّ كلّ تمثال وكلّ صورة. وهو حين ظهر، إنّما ظهر فوق الطبيعة، فوق العلّيقة بالنسبة إلى موسى، فوق شجرة الشربين بالنسبة إلى جدعون، أو في الهيكل بالنسبة إلى إشعيا.

ومع ذلك، هؤلاء الذين ظهر لهم مُنِعُوا من أن يَرَوْه. موسى ستر وجهه، لكي لا يرى وجه الله، فالله نارٌ محرقة. الله نورٌ يبهر العيون وقد أحسّ بثقله بولس فأصابه العمى. وكذلك نقول عن إيليّا الذي دافع عن الله، الذي غار غيرة الله، ومع ذلك جعل نفسه في المغارة لئلاّ يرى الله. وكان رعدٌ ولم يكن الله في الرعد. كانت الرياح والنار والعواصف، ولم يكن الله في كلّ هذا. ولمّا كان النسيم رأى إيليّا الله مارٌّا أمامه.

3 - الله روح لا يُرى

هي صورة بشريّة عن حقيقةٍ لا تقع تحت العيون، لا تقع تحت الأنظار. نحسّ بحضور الربّ في أعماق حياتنا، يبدّل حياتنا، يغيّر حياتنا، فالله روح. لهذا يقول إنجيل يوحنّا: »الروح يهبّ حيث يشاء. الريح أيضًا، فأنت لا تراها، لا تسمع صوتها«. ترى مفعولها حين تحرّك الأشجار. كذلك حضور الربّ يحرّك القلوب، يحرّك النفوس، يحرّك الأفكار.

كانوا يقولون في العهد القديم: لا يحقّ لأحد أن يرى وجه الله. في الواقع إذا أردنا أن نرى وجه الله كما هو، أن نعاينه كما هو، فهذا ما لا نقدر عليه إلاّ بعد الموت وفي القيامة. ما دمنا على الأرض، لسنا في العيان بل في الإيمان. لا نعاين، لا نرى، لا ننظر بعيوننا، بل نرى، ننظر، نؤمن بقلوبنا. الله لا يراه أحد، الله لا يحقّ لأحد أن يراه. ومع ذلك يتمنّى كلّ مؤمن أن يعيش من حضور الله، أن يعيش في حضرة الله.

ونتذكّر المزمور، فنستمع إلى هذا المؤمن يقول: »متى آتي وأحضر أمام الله. نفسي تذوب شوقًا إلى الحضور أمام الله إلى اللقاء بالله«. ولكنّ هذا الحضور بالبروق والرعود هو عادةً حضور خفيف. لمّا ظهر الربّ لإيليّا لم يظهر في الرياح والعواصف. كان هناك نسيمٌ خفيف، لا بل صمتٌ، صمتٌ خفيّ يملأ حياتنا. هكذا يكون الله حاضرًا في قلوبنا. فالذين يشدّدون على الظواهر الخارجيّة، بعيدون كلّ البعد عن حضور الله في حياتهم. فالربّ لا يتكلّم إلاّ في الصمت، ولا يحضر إلاّ في النسيم العليل، النسيم الخفيّ.

4 - حضوره فاعل

ولكنّ هذا الحضور فاعل. هو يفعل فينا ويبدّل حياتنا. نستطيع هنا أن نتصوّر الثلج على الجبال: تدخل فيه الريح من الداخل، تحوّله كلّه. هكذا يفعل الروح. الربّ يفعل بحضوره الخفيّ، يفعل بروحه. لهذا السبب يهتف صاحب المزامير 73: »أنا معك كلّ حين، أمسكتَ بيدك اليمنى ووجّهتني حسب قصدك. ثمّ تأخذني إلى مجدك. من لي في السماء إلاّك، وعلى الأرض لا أبغي أحدًا سواك«.

أجل، هذا الحضور هو حضورٌ بسيط، كما الأمّ تمسك بيد ابنها، والأب بيد ابنته. كما الأمّ توجّه أولادها والأب كذلك، الربّ يمسك بيدنا. نحسّ بيده المُحبّة، بيده الحنونة، بيده الرقيقة، بيده الرفيقة. نحسّه معنا يرافقنا، يفعل وإن كان يريدنا أن لا نحسّ وكأنّنا نحن نفعل. في الواقع هو الذي يفعل، هو الذي يبني البيت، وإن نحن وضعنا الحجارة. هو الذي يحرس المدينة، وإن نحن وقفنا على الأسوار.

كم تمنّى الإنسان أن يرى حضور الربّ. رأى هذا الحضور من خلال الأنبياء حين كلّموه بكلام الربّ. فالأنبياء هم الذين يَرَوْن الأمور بعين الربّ، ويساعدوننا أن يكون لنا عيون تشبه عيون الربّ. الأنبياء يحملون كلمة الربّ، ويريدون أن تتجسّد هذه الكلمة في عباداتنا، في أعمالنا، في أقوالنا، في كلّ حياتنا.

ولكن في نهاية تاريخ الشعب العبرانيّ، خصوصًا بعد النبيّ ملاخي، اعتبر الناس أنّ لا وجود بعد للأنبياء، وأنّ كلمة ا؟ لن تأتيَ بعد إلى الأرض. لهذا هتف المؤمن: ليتك تشقّ السماء وتنزل. السماء مغلقة، السماء مقفلة، موصدة. أتُرى الربّ لا يريد بعد أن يكلّم شعبه؟ أن يكون حاضرًا أقلّه في الكلمة، في كلمته؟ ليتك تشقّ السماء وتنزل.

5 - تجسّد الابن

غير أنّ الله في النهاية شقّ السماء. أجل، شقّ السماء، انفتحت السماء، ونزل الله وحلّ في أحشاء مريم البتول. أعلن يوحنّا: »الله لم يره أحد قطّ. ولكن الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو أخبر عنه«. أجل الله لم يره أحد، ولن يستطيع أحد أن يراه في هذا العالم.

ولكن إذا أردنا أن نرى الله، يكفي أن نتطلّع إلى الابن: من رأى الابن رأى الآب. والابن لم يُخبر عنه فقط بالرؤية والكلمات، لم يخبر عنه في البروق والرعود والنار، كما كان الأمرُ على جبل سيناء، بل أخبر عنه حين اتّخذ جسدًا وسكن بيننا. وحين صار الكلمة جسدًا، رأينا مجده، رأينا مجد الله يحلّ في أرض البشر. حينئذٍ رأيناه بعيوننا، سمعناه بآذاننا، لمسناه بأيدينا. وهذا ما نفهمه خصوصًا في عماد يسوع في نهر الأردنّ. يقول النص: انشقّت السماوات، انفتحت السماوات.

أحبّائي، أمرٌ رائع: انتظرنا أن تأتي كلمة تُرسَل إلينا من السماء فتصل إلى الأرض. فمن يأتينا؟ يأتينا مَنْ هو الكلمة المتجسّد، يسوع المسيح. انتظروا أن يأتي نبيّ يختاره الربّ، يحمّله كلمته كما حمّلها لإشعيا، لإرميا وحزقيال. فمن يأتي؟ لا يأتي نبيّ بل يأتي أعظم من نبيّ، يأتي نبيّ الأنبياء. لا يأتي من يحمل كلمة الله، بل تأتي كلمة ا؟ بذاتها. أعطانا الربّ كلمته فأعطانا بها كلّ شيء، ولم يبقَ شيء لم يعطه لنا.

وهكذا انشقّت السماوات، وها نحن نرى المعتمد في نهر الاردنّ. إنّه ابن الله. هو أعظم من نبيّ. أعظم من موسى. هو الابن. هو ابن الله. قالت الرسالة للعبرانيّين: إنّ موسى كان كالخادم في البيت، أمّا يسوع فهو كالابن. يعني كلّ وساطة بين الله والبشر هي بشريّة. ستبقى ضعيفة، ستبقى ناقصة، ستبقى غير كاملة. ولكن وساطة المسيح وحدها كاملة. لماذا؟ لأنّ هذا الوسيط هو من الله ومن البشر، وبالتالي يستطيع أن يكون الوسيط بين الله والبشر. وهكذا صار الله منظورًا في يسوع المسيح. هذا الذي في صورة الآب أخذ صورة إنسان، أخذ صورة العبد ومات على الصليب.

6 - وصيّة مانعة

هنا نعود إلى الوصيّة التي تمنع أن نصنع أيّ تمثالٍ منحوت أو أيّ صورة الله لكي نتكلّم عن الله الآب. هذه الوصيّة لا شكّ فيها. نحن لا نصوّر أبدًا الله الآب. الله الآب هو روح والروح لا يُصوّر. هو فوق التماثيل، فوق كلّ ما هو منحوت، فوق الخليقة كلّها. فالخليقة كلّها لا تكفي لأن تعبّر التعبير الكامل عن وجه الله. لا في البشر ولا على الأرض.

وإذا أردنا صورة لله الآب، إمّا نصوّر تابوت العهد. أو نصوّر، كما في سفر الرؤيا، العرش، حيث يجلس الله. ولكن العرش فارغ، لأنّ الله لا يمكن أن نرسم له صورة أو نحتًا، وكذا نقول عن تابوت العهد. ولكنّ الأمر يختلف مع يسوع المسيح. فلماذا لا نصوّره؟ بما أنّه صار إنسانًا، نستطيع أن نصوّره كما كلّ إنسان. بما أنّه صار خليقة منظورة، نستطيع أن نرسمه كما نرسم كلّ خليقة.

نتذكّر هنا الصراع المرير في تاريخ الكنيسة مع بدعة تحطيم الإيقونات خلال القرن الثامن والقرن التاسع. فهناك أباطرة بيزنطيّون، بتأثير من الديانة الجديدة، قاموا بحملة ضدّ استعمال الصور المقدّسة وإكرامها. حطّموها. هذا ما يسمّى بدعة تحطيم الإيقونات خلال القرن الثامن والقرن التاسع. وكان الصراع طويلاً بين المدافعين عن الإيقونات والرافضين لها. وإلى ماذا استندوا؟

استند رافضو الإيقونات إلى العهد القديم، إلى الوصيّة التي تقول: »لا تصنع لك منحوتًا ولا صورة شيء ممّا في السماء من فوق ولا ممّا في الأرض من تحت ولا ممّا في المياه من تحت الأرض« (20: 4). هذا كان على مستوى العهد القديم لأنّ الله لم يره أحد قطّ. واستند المدافعون عن الإيقونات إلى العهد الجديد. قالوا.. تغيّرت الأمور، فقد رأينا الله، حين رأينا يسوع بعيوننا.

نحن العالمون أن المؤمن لا يعبد القدّيسين ولا صورهم بل يعبد الله الذي كرّمهم وعظّمهم. ونتذكّر شرائح واسعة من المسيحيّين يرفضون أيّ صورة، إمّا للمصلوب وإمّا لمريم العذراء وإمّا للقدّيسين. ولكنّ الكنيسة الكاثوليكيّة أو الأرثوذكسيّة، تشدّد كثيرًا على الصور والتماثيل. فنحن في الواقع لا نعبد صور القدّيسين، لا نعبد الحجر، لا نعبد الأشخاص الذي نكرّمهم في الصورة، بل نعبد الله الذي كرّمهم وعظّمهم. قالت مريم العذراء في نشيد التعظيم: »العظيم صنع بي عظائم. لهذا تطوّبني جميع الأجيال«. الأجيال تقول لي: هنيئًا لك بالإله المخلّص الذي حملته في أحشائك.

ونحن عندما نكرّم القدّيسين، نكرّم العذراء مريم، إنّما ننوي الاقتداء بهم، والاقتداء بفضائلهم. ولا نعجب من ذلك. فبولس الرسول قال لنا: »اقتدوا بي كما أقتدي أنا بالمسيح«. الاقتداء بالبشر، الاقتداء بالقدّيسين، الاقتداء بالمتعبّدين أمرٌ مهم$ جدٌّا ولا نخاف منه، لأنّه في النهاية يوصلنا إلى الاقتداء بالمسيح. ونحن حين نكرّم قدّيسًا من القدّيسين، إنّما نكرّم الربّ الذي أكرمه. وحين نعظّم مريم العذراء نعظّم الابن الذي حلّ في أحشائها، فقالت: تطوّبني جميع الأجيال.

7 - إكرام الصور عقيدة

تلك هي العقيدة التي أقرّها المجمعُ السابع، مجمع نيقية الثاني: كلّ الصور مسموح بها، فلا نخاف أبدًا. لا شكّ أنّ العبادة هي لله وحده. أمّا الأشخاص، أمّا الصور، فنحن نكرّمها. وإذ نكرّمها ندلّ على عبادتنا لله. نحن كأورثوذكس وكاثوليك لا نخاف أن نحافظ على إكرامنا للصور. ولكن نتحاشى كلّ ما يشتمّ منه عبادة أوثان أو ممارسات سحريّة. نبتعد، نمتنع عن كلّ ما نحسّ به أنّنا نريد أن نستغلّ هذه الصور، أن نستغلّ هؤلاء القدّيسين من أجل حاجاتنا المادّيّة، أو بعض المرّات - لا سمح الله - من أجل شرّ في نفوسنا، كأن نطلب من الله أن يساعدنا حتّى نقتل خصمنا.

إذًا نحن نكرّم الصور، نكرّم أصحاب الصور ونهتمّ ونتمنّى أن نقتدي بفضائلهم لأنّهم اقتدوا بفضائل المسيح. ولا ننسى أبدًا في النهاية أنّ الله هو وحده يُعبَد، وأنّه الأوّل في كنائسنا. فلا نكرّمه بعد أن نكون زرنا كلّ الصور في الكنيسة. كلاّ أوّلاً الله، الله هو الأوّل. والقدّيسون هم أناس خدموه بمحبّة. هم لا يحملون الخلاص، فالمخلّص هو واحد، وعظمتُهم من عظمته، وقدرتهم من قدرته، وخلاصهم من خلاصه، وكلّ ما نتعلّم من القدّيسن ومن مريم العذراء سلطانة القدّيسين، أن نخدم الله ونكرّمه ونحبّه بكلّ قلبنا، بكلّ نفسنا وبكلّ حياتنا.

وهكذا، أحبّائي، انطلقنا من الوصيّة الأولى »أنا الربّ إلهك«، فرفضنا كلّ الآلهة، ورفضنا أن نسجد إلاّ لله وحده ولا نعبد إلاّ إيّاه. أمّا الصور والتماثيل فهي تبقى لما هو منظور. لكنّ العبادة هي أوّلاً وأخيرهًا لله. وهذه العبادة نعبّر عنها بأمورٍ منظورة تصل إلى يسوع المسيح الذي اتّخذ جسدًا وسار على طرقاتنا في أرض فلسطين، والذي صُلب، ووضع على الصليب ومات، ودُفن في القبر. وإن نحن كرّمنا الذين رافقوا يسوع إنّما نكرّمه هو، مبدع حياتهم ومقدّسها ومعظّم جميع الذين أحبّوه على الأرض فحافظوا على محبّته وهم في السماء. آمين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM