القسم السابع: النبي أشعيا نبي الخلاص

بعد مقدّمة قصيرة، نقرأ ثلاثة فصول:

1- النبي وعصره

2- أناس ينتظرون الخلاصش

3- خروج ثان.

سنة 740، دعا الربّ اشعيا في الهيكل وأرسله إلى الشعب علّه يسمع. ولكن الشعب لن يسمع قبل أن تصير المدن خربة والبيوت بغير بشر (6:11). وبالرغم من اتّساع الدمار، ورغم قطع البلوطة أو البطمة، يبقى الساق. والساق يكون »زرعاً مقدّساً« (آ 13). تحدّث ذاك النبيّ إلى الشعب ونبّهه إلى حياة تراعي وصايا الله. كما دعاه إلى الإيمان في الأوقات العصيبة، ولا سيّما حين هجمت صيدا ودمشق والسامرة على أورشليم. وحده الإيمان يحمل الخلاص. أما المهاجمون فَذنَبان مشتعلان، مدخّنان (7:4). لا يعتّمان أن ينطفئا. فلماذا الخوف؟

عرف اشعيا بشكل خاص أحاز الملك وابنه حزقيا (715 - 687) وأخيراً منسى (687 - 642) الذي دام ملكه زمناً طويلاً. واشتهر باضطهاده للمؤمنين بالربّ. وقد يكون اشعيا مات في أيامه. ويقول التقليد إنه نُشر. وهذا التقليد أشارت إليه الرسالة إلى العبرانيّين حين قالت: »ونُشروا »مع الذين رُجموا وقُتلوا بحدّ السيف (عب 11:37).

مات أشعيا حوالي السنة 700 ولكن كلامه لبث حياً. ولا سيّما في قلب تلاميذه الذين يميّزهم عن شعب يعثر فيسقط ويتحطّم، فيقول لهم: »وأنتم، يا تلاميذي، أدّوا الشهادة واحفظوا الشريعة« (8:16). ثم يقول في آ 20: »فاطلبوا أنتم، يا تلاميذي، شهادة الربّ وشريعته. من لا يفعل ذلك، لا يضيء له الصبحُ«.

وتوالى تلاميذ اشعيا. ومضى بعضهم إلى المنفى البابليّ. وخصوصاً، ذاك الذي أعاد قراءة ما كتبه المعلّم والنبيّ الكبير، وطبّقه على وضع مؤلم جداً يعيشه الشعب في المنفى. ما بقي لنا دعوناه اشعيا الثاني. أو القسم الثاني من سفر اشعيا (ف 40- 55). وفيه نقرأ موضوعين هامين: الخلاص الذي يُقدَّم إلى شعب متألّم. والخلاص الذي يقدّم إلى الأمم، فيؤمّون أورشليم متعبّدين للربّ. أما نحن، فنتوقّف هنا عند الموضوع الأول (ف 40 - 48) الذي يبدأ بهذه الكلمات الحلوة: »عزّوا، عزوا شعبي، يقول الربّ إلهكم. طيّبوا قلب أورشليم« (40:1). لا حاجة إلى البكاء بعد. فعزاء الرب حاضر. لا حاجة إلى التراخي والاستسلام، فالنبيّ ينادي: تشجّعوا، شدّدوا العزيمة.

بعد أن نتعرّف إلى النبي وعصره، نكتشف أولئك الذين ينتظرون الخلاص. وهو خلاص يبدو بشكل خروج ثانٍ. »يرعى قطعانه كالراعي، ويجمع صغارها بذراعه، يحملها حملاً في حضنه، ويقود مرضعاتها على مهل« (40:11).

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM