الفصل الواحد و العشرون: ميخائيل السريانيّ في «تاريخه»

 

الفصل الواحد و العشرون

ميخائيل السريانيّ في «تاريخه»

ميخائيل السريانيّ الكبير، وُلد في ملاطية الواقعة على الضفَّة اليُمنى لنهر الفرات سنة 1126. انتسب إلى دير مار برصوم الذي صار الكرسيّ البطريركيّ منذ القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر. نُصِّب بطريركًا سنة 1166 وتوفِّي سنة 1199. ترك »التاريخ«. فأخذنا منه ما يتعلَّق بماني، النصّ السريانيّ(1) بحسب نسخة شابو، ص 117-119 وفي الترجمة الفرنسيَّة(2) 198-201، وفي ترجمة المطران شمعون ص 159-160.

في السنة الرابعة لأوريليان، التي هي سنة 592 لليونان، عُرف ماني وكان حينئذاك ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة. وها هو الخبر في شأنه.

رجل من لفط اسمه فاطيق. كان له ابن من تقشيت. دعوه قوربيقوس(3).

حين كان ابن سبع سنوات، اشترته امرأة رجل عربيّ(4) اسمه سوتينا(5) الذي تربّى في تعليم المصريّين وأدخل هرطقة فادوميسي(6) وفيتاغوراس لدى المسيحيّين. وكان له تلميذ اسمه بودوس(7) الذي دُعيَ من قبل طبرينتوس(8). هذا مضى إلى أرض بابل مع امرأة سقوتيا. وقال عن نفسه إنَّه وُلد من بتول وصنع أربعة كتب. واحد اسمه الأسرار .؟؟؟ وآخر الإنجيل .؟؟؟؟؟؟؟؟ والثالث الكنوز .؟؟؟؟؟؟ والرابع الرؤوس (الفصول) ؟؟؟؟ وإذ كان يبيِّن شكل عجائب ورؤى، ضربته الريح فمات(9).

والمرأة التي كانت مقيمة لديه، قبرته وأخذت الذهب الذي جمع، واشترت الفتى ؟؟؟؟ الذي تكلَّمنا عنه ودُعي قوربيقوس. وإذ علَّمته في هذه الكتب ماتت. أمّا هو فأخذ الفتى والكتب وأتى إلى لفط، وهناك دعا اسمه ماني وأضلَّ الكثيرين بهذه الكتب التي سلَّمها بالاسم المسيحيّ. وإذا رأت أنَّه يسير في تعليم النصارى ؟؟؟؟؟؟، جعلوه قسّيسًا وكان مفسِّر الكتب والمجادل مع اليهود والوثنيّين (؟؟؟؟؟). وأَرسل من بين الذين كانوا معه، أداي (؟؟؟؟) بيت أرامايي وتوما ]118[ إلى الهند. وحين رجعا وأعلماه أنَّ أحدًا ما قبلهما، ترك تعليم المسيحيّين وسمّى نفسه المسيح والروح القدس. وجمع إليه اثني عشر تلميذًا، ونفخ فيهم فخرجوا ليُضلُّوا العالم.

قال: هناك إله في النور ويمسك الأماكن الشرقيَّة والمغربيَّة والشماليَّة والعلويَّة. وقال: وآخر الذي هو الهيولى (المادَّة) سمّاه الشرّ. وهو يمسك الأماكن الجنوبيَّة والسفلى. وقال: تبلبلت الهيولى فقام أبناؤها الواحدُ ضدَّ الآخر. وهم الشياطين، والنار، والماء، والأصنام. وإذ لاحقوا بعضهم بعضًا، بلغوا إلى السماء مكان النور، فطلبوا أن يمزجوا ظلمتهم بالنور وبالخير. فحين رآهم الله قيَّدهم (؟؟؟) هناك وأخذ قليلاً من النور وألقاه على الهيولى، فابتلعته وأُسرت به.

وقال: لهذا أُجبر الله أن يخلق العالم. وقالوا: آدم وحوّاء هما من سقلا، أمير الهيولى ومن نبروإيل(10). وقالوا: الشمس والقمر سفينتان تستقبلان نفوس البشر وكلَّ خير اختلط بالهيولى، ويصعدانها إلى مكان النور حتّى يتنقّى النور كلُّه من مزيج الشرّ. وحينئذٍ يسلِّم الله الهيولى للنار مع النفوس التي لم تؤمن بماني (فتتَّحد بواسطة النار)(11). وقالوا: الزواج هو من الشرّ وأنكروا القيامة. وقالوا: النفوس تتبدَّل من جسد إلى جسد، وإنَّ لكلِّ شيء نفسًا (؟؟؟؟) حتّى الأرض والمياه، وأنَّ ربَّنا ما أخذ جسدًا ]119[ ونفسًا، بل في الظاهر رُئيَ وتألَّم. وقالوا: هناك 25 إلهًا لهم اثنتا عشرة امرأة، مع بقيَّة الأسرار الدنسة.

وإذ وعد ماني ملك الفرس بأنَّه يشفي ابنه وما استطاع، هرب إلى بين النهرين. وجده ملكُ الفرس، فقشطه وملأ جلده تبنًا وعلَّقه على السور.

ذاك هو خبر ماني الشرّير.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM