الخاتمة

الخاتمة

جاء هذا الكتاب تجميعًا لمقالات كُتب أكثرها في مجلّة »بيبليا«. وأخذت مقالات أيضًا من الرعية أو رابطة الأخويات أو مركز الدراسات، أو المنارة. وألّفت هذه المقالة أو تلك لكي تكون اللوحة متكاملة.

انطلقنا من بلاد الرافدين، من العراق وما يجاورها في قلب الحضارة الواحدة أو الحضارات. ذُكر السومريون والبابليّون والأشوريّون. ذُكرت الميتولوجيا والملاحم، والتاريخ والأدب، والأدب والفنّ، والجمال والدين. من هذا المعين، أخذت الشعوب المجاورة، ولا سيّما العبرانيّين في عدد من النصوص المتأخّرة في التوراة. لاشكّ في أنهم ما نسخوا ما وجدوا في ملحمة غلغامش أو نشيد أنوما إليش أو أتراحسيس, ولكنهم احتاجوا إلى الإطار الإخباريّ والصور، فقدّموا لنا في إطار عبادة الإله الواحد، ما قيل مع آلهة والإهات بدوا على شاكلة البشر في بغضهم وحقدهم وانتقامهم.

ووصلنا إلى أرمينيا. هي صلة الوصل بين بلاد الرافدين وبلدان أخرى، مثل جيوررجيا، التي أخذت من أرمينيا ما استقته أرمينيا من العالم السريانيّ. تاريخ أرمينيا ليس بالقديم. لاشكّ هناك جبل أراراط الذي يعلو 5165 مترًا عن سطح البحر. وهناك تاريخ مشترك بين شعوب مرت في أرمينيا من الأشوريين إلى القيمريين، إلى الفرس بانتظار بيزنطية. ولكن يبقى تاريخ أرمينيا السابق للمسيحيّة غامضًا في أكثر من وجهة من وجهاته. أما نحن، فتوقّفنا عند عالمها المسيحيّ ودخول الانجيل إليها آتيًا من الرها وسائر البلاد السريانيّة.

ووصلنا إلى الهند بجانب مقالات محدّدة عن الهندوسيّة والبوذيّة، كانت نظرات إلى هذا البلد الواسع، في أكثر من نظرة عرفَتْ التكرار بين مقال ومقال. ما أردنا أن نعيد النظر في ما كتبنا. حين عدنا من الهند، في السنة الماضية. ويبقى ما كتبناه عن توما الرسول، وعن المسيحيين في كيرالا، وانتقال المسيحيّة من الشرق إلى الشرق، محطّات هامّة تساعدنا على ربط بلاد الرافدين بالهند، والهند ببلاد والرافدين، سواء كانت العراق أو إيران.

انطلقت الرسالة إلى الغرب مع بولس، من أنطاكية. وإلى الشرق وصولاً إلى نصيبين والرها وسائر المواقع السريانيّة. انطلقت أيضًا من أنطاكية لهذا عدنا إلى أنطاكية التي تأسّست سنة 300 ق م، ولم يبق منها الكثير في أيامنا، بعد أن تركها السكان العرب عشيّة الحرب العالمية الثانية وانتقالها إلى الأحضان التركية. والنهاية كانت في لبنان، في بعض لبنان الذي سنعود إليه مع دراسات فينيقيّة إن شاء الله. ولكن قبل ذلك، نعود إلى فلسطين »مسيرة الدخول« التي فيها نقرأ سفرين من التوراة: يشوع بن نون والقضاة.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM