الفصل 17: في خطى توما الرسول

في خطى توما الرسول

ذاك كان عنوان المسيرة التي قام بها مركز الدراسات والأبحاث المشرقيّة (أنطلياس) في نهاية شهر آب. فبعد زيارة إلى إيران وأرمينيا وشرقيّ تركيّا والعراق وسورية، خلال السنوات الأخيرة، كانت محطّة هذه السنة في الهند، وفي وجه التحديد، في جنوبها، مع منطقتين كبيرتين: كيرالا وقد حططنا في مطارها، في كوشين. وتاميل نادو مع مدراس (شناي) حيث قبر الرسول توما، وبونديشري، تلك المستوطنة الفرنسيّة، ومدوراي حيث هيكل للهندوسيّة يمتدّ على مئة وأربعين ألف م2. فالزيارة، وإن عرفت وجهة سياحيّة، كانت قبل كلّ شيء محاولة تعرّف إلى الهند في أرضها في شعبها. وإلى دياناتها التي تعود إلى ما قبل المسيح. وأخيرًا إلى هذا العالم السريانيّ الذي برز كامتداد من الشرق الأدنى إلى الشرق الأقصى، بدأ منذ الألف الثاني، بل الألف الثالث ق.م.

1- الهند أرض وشعب

الهند بلد واسع يمتدّ على ثلاثة ملايين كلم مربّع ونيّف. شاطئه يمتدّ على ستّة آلاف كلم. وفيه أطول شاطئ رمليّ (14 كلم) في مدراس، بعد شاطئ ريو دي جانيرو، في البرازيل. انقسم إلى خمس وعشرين مقاطعة، وتمتّعت كلٌّ منها باستقلال محلّيّ على مستوى التربية والحياة الاجتماعيّة... تاركة للعاصمة المركزيّة نيو دلهي السياسة العامّة، العلاقات الخارجيّة، الدفاع عن البلاد... وارتبط بالعاصمة ارتباطًا مباشرًا ثلاثةُ أقاليم.

كان سكّانها، سنة 1971، 547 مليونًا، فصاروا اليوم مليارًا بأكثريّة هندوسيّة تصل إلى 750 مليونًا وربّما أكثر. ويشكلّ المسلمون قرابة 150 مليونًا، والمسيحيّون بكل فئاتهم 35 مليونًا. والباقي يتألّف من ديانات تولّدت من الهندوسيّة.

الهند بلدٌ زراعيّ في الدرجة الأولى، ولا سيّما في الجنوب. وتتركّز الصناعة بشكل خاصّ في الشمال. ترك الإنكليز الذين حكموا البلاد حتّى سنة 1947، بُنية تحتيّة من الطرق وسكك الحديد. وهذه البنية تحتاج إلى تطوّر كبير لكي تجمع هذا البلد من أطرافه إلى أطرافه، مع حدود ببلدان مجاورة تصل إلى خمسة عشر ألف كلم.

تقسّمت الهند في الماضي إلى ممالك. وصارت دولة ديموقراطيّة سنة 1950. حين نال هذا البلد استقلاله، لم يلجأ إلى العنف. وفي هذا المجال، تبرز شخصيّة المهاتما غاندي الذي حارب الإنكليز بالوسائل السلميّة، وانتصر عليهم فتركوا البلاد التي استعمروها فصارت ثلاث دول: الهند، الباكستان، البنغلادش. وما استعملت الدولة العنف، حين أرادت أن تجمع المقاطعات في وحدة شبيهة بما في الولايات المتّحدة، بل دفعت للملوك الصغار الذين تنازلوا عن عروشهم مالاً يعيشون فيه. غير أنّ أنديرا غاندي ألغت هذا الإجراء الذي يعطي مال الشعب لأشخاص لا يخدمونه في شيء. فكان ما فعلته في هذا المجال أحد الأسباب التي أدّت إلى قتلها على يد السيخ المتطرّفين سنة 1984. والمهاتما (= النفس الكبيرة) غاندي مات هو أيضًا قتلاً على يد أحد البرهمان المتعصّبين في 30 كانون الثاني سنة 1948. نشير إلى أنّ البرهمان عضو في السلالة الكهنوتيّة التي تُعتَبر الطبعة الأرفع في الهند. بعدها يأتي النسل الملكيّ ثمّ الموظّفون والصُنّاع والمزارعون. وفي الطبقة الأخيرة، أو بالأحرى في خارج الطبقات، تقف جماعةُ المنبوذين، الذين لا يلامسهم أحد. وقد رُويَ عن أحد البرهمان أنّه كان يصرخ في المنبوذين أن يبتعدوا عن طريقه لئلاّ يتنجّس بهم.

غريبة هذه البلاد التي دُعيت في القديم أرض النخبة. وارتبطت بملوك عادلين. ما زالوا يزورون الأرض مرّة في السنة، وتأسّست على الحقيقة تجاه الكذب. عرفت وتعرف هذا الصراع بين العنف والمسالمة. فنظام الطبقات مثلاً هو نظام عنف. لهذا نبتت البوذيّة من الهندوسيّة فنبذت العنف، ونبذت معه الطبقيّة. فنُبذت من الهند، ولكنّها مضت إلى البلدان المجاورة، إلى سري لانكا وتايلاند والصين واليابان، حيث امتزجت هذه البوذيّة بعناصر أخرى لكي تصبح مقبولة لدى الأفراد والجماعات.

2- الهند ودياناتها

قال أحدهم: »إن كنتَ لا تصلّي في الهند، فقد أضعتَ سفرك. هو وقت أعطيتَه للبرغش والبعوض«. فالتقاليد الدينيّة تطبع بطابعها كلّ وجهات الحياة اليوميّة وتلعب دورًا هامٌّا جدٌّا. من هنا كلامنا عن ديانات الهند قبل مجيء المسيحيّة والإسلام.

أ- الهندوسيّة

هي الديانة المسيطرة في الهند، وأقدم الديانات: لا مؤسّس لها، ولا كهنوت رسميّ. وهي تستند إلى مبدأين أساسيّين. الأوّل: يرتكز الكون على ترتيبٍ اسمُه الحقيقة وهي تحفظه في الوجود. وكلّ تجاوز لهذا الترتيب يصل صداه إلى مجمل الكون. هذا ما يدلّ على مسؤوليّة خطيرة. مثلاً إن تأخّر »الموسم« أو فصل المطر برياحه، أو إن كثُر المطر فسبّب الفياضانات، فهذا يعود إلى خطيئة رئيسيّة يعيشها القرن العشرون بعد أن هدّد الترتيب التقليديّ وبلبل النظام الكونيّ.

والمبدأ الثاني يقول إنّ الإنسان مكوّن من جسم مائت وعابر، ومن نفس أبديّة تتجسّد وتتجسّد بلا نهاية، فتنتقل من جسد إلى جسد محتفظة بخطاياها وأعمالها الصالحة. وبما أنّ الحياة لا تحمل سوى الألم والضنى، فهدف المؤمن أن يُنهي دورات التجسيدات ليصل أخيرًا إلى النيرفانا، إلى تحرّر تامّ ومطلق بالنسبة إلى الشيخوخة والمرض والموت وكلّ آلام الحياة وشقائها.

صُوِّرت معتقدات الهندوسيّة في المهاباراتا والرامايانا. الأولى ملحمة طويلة (تسعون ألف آية). دُوّنت في القرن الثاني ق.م. فرمزت إلى الصراع بين الخير والشرّ. أما الرامايانا فدوّنت في القرن السادس ق.م وروت خبر راما الماضي يبحث عن عروسه سيتا التي خطفها الشيطان رافانا.

براهما هو أحد الآلهة الرئيسيّين. أوّل ما خُلق وأول خالق. معرفته شاملة وحضوره كامل. ويصوَّر بأربع أيدي وأربعة رؤوس. من فمه خرج البراهمة، ومن ذراعيه المحاربون، ومن فخذيه التجّار، ومن رجليه الصنّاع.

الإله واقع سامٍ ومطلق. وهو في كلّ مكان. ولا يعبد المؤمنون سوى شكله في آلهة تملأ الهياكل الهندوسيّة. أمّا كيف يُعرف هذا الإله؟ الجواب: في عودة إلى الذات، كما قال سقراط: »إعرف نفسك بنفسك«.

ب- البوذيّة

جاءت البوذيّة من قلب الهندوسيّة، بشكل ثورة داخليّة. لا مكان للعنف، وبالتالي، لا مكان للطبقيّة. فالجميع متساوون. ثمّ، لماذا كلّ هذه الذبائح للآلهة؟ فالذبيحة الحقّة هي ذبيحة الذات. أمّا الألم في الإنسان فمرتبط بالرغبة، بالشهوة. لهذا، إن أردنا أن نُفلت من الألم، وبالتالي من التجسيدات، نُلغي الشهوة من حياتنا. إلى هذا المستوى وصل بوذا، وكلّ واحد يستطيع أن يصير بوذا.

وُلد بوذا حوالي سنة 560 ق.م، من عائلة ملكيّة. اسمه يعني: اليقظ والمتنبّه. منذ حداثته، منذ كان في عامه السادس عشر، فهم أنّ السعادة البشريّة سراب وخيبة أمل. كان له لقاءات أربعة مع الشيخ والمريض والمائت والشحّاذ. فاكتشف الألم في العمق. مضى إلى المتنسّكين البراهمة، وهناك نال الاستنارة حول شموليّة الألم في الكون. ما من أحد يُفلت منه. بدأ بوذا يعلّم الحقائق الأربع النبيلة (شموليّة الألم، أصل الألم، انقطاع الألم، الطريق إلى الراحة). وحوالي سنة 480 ق م، توفّي بعد مرض قصير فدخل في ملء النيرفانا وانطفاء كلّ رغبة وشهوة فيه. وسوف ينتقل بوذا من مجد إلى مجد بحيث يتماهى مع المطلق الذي يقابل الله في الديانات التوحيديّة.

وهكذا تكوّنت البوذيّة في ديانة تاريخيّة لها مؤسّسها. رفض بوذا أن يجيب على التساؤلات حول العالم وأصله وطابعه المحدود أو اللامحدود، الأزليّ واللاأزليّ. كلّ هذه الأسئلة هي مضيعة للوقت ولا تُحرّر الإنسانَ من الألم. ذاك كان الهدف الأساسيّ الذي طلبه بوذا حين ترك البيت الأبويّ والقصر الملكيّ. فهناك طريق نتبعه فينقطع الألم ويدخل الإنسان في النيرفانا.

ج- السيخيّة والجائينيّة

السيخيّة أقليّة دينيّة تصل إلى عشرين مليون نسمة. اشتهرت بالصدق وروح الخدمة. إنها بعيدة عن التعصّب كما قيل عنها. هي بالأحرى نخبة من المثقّفين والتجّار مع ديانة جمعت الإسلام التوحيديّ وحبّه لدينه، والهندوسيّة الأصناميّة وما فيها من عبادات.

والجائينيّة ديانة ترفض العنف وحمل السلاح. هم لا يأكلون لحم الحيوان. يعدّون أربعة ملايين في الهند، ولا سيّما في رجستان (مليون جائينيّ). يرفضون قتل أي حيوان. كما يرفضون السرقة. يتجرّدون من الخيرات الماديّة. يكونون أعفّاء. ولا يأكلون في الليل، لئلاّ تدخل حشرة في أفواههم فيأكلونها من دون أن يدروا.

3- العالم السريانيّ

يقيم السريان أي المتكلّمون في الأصل باللغة السريانيّة بلهجتها الشرقيّة والغربيّة، في جنوب الهند، ولا سيّما في مقاطعة كيرالا. يصل عددهم هناك إلى سبعة ملايين. وهم فئتان: فئة أولى أقامت في منطقة مالابار، فتسمّى السريان هناك باسمها. أكثريّتهم اعتنقوا الكثلكة على مثال الكلدان في العراق. عدّوا ثلاثة ملايين على الأقل. راهبات بالآلاف. وكهنتهم عديدون، وقد توزّعوا في البلاد وخارج البلاد، وأغنوا الرهبانيات العالميّة مثل اليسوعيّين والسالازيان وغيرهم. أمّا الأقليّة فشابهت الأشوريّة في العراق وارتبطت بالكاثوليكوس مار دنحا الأوّل المقيم في الولايات المتّحدة الأميركيّة.

وفئة ثانية أقامت في مالنكار. فيهم السريان الكاثوليك الذين يعدّون أربع مئة ألف تقريبًا ويرتبطون برومة. نشاطهم كبير ولا سيّما على مركز الدراسات السريانيّة الذي يجمع الدارسين من جميع الطوائف. وهناك مليون من السريان الأرثوذكس يرتبطون بالبطريرك زكّا عيواص، ويخضعون في الهند لكاثوليكوس. وفئة ثالثة من السريان الأرثوذكس تعدّ أيضًا مليون نسمة. هي كنيسة مستقلّة، تعود جذورها، كما يقولون، إلى توما رسول الهند وأحد الرسل الاثني عشر. وفئة رابعة يقرب عددُها من المليون. تطعّمت بالتعليم الأنغليكانيّ الآتي من إنكلترا.

كلّ هذه الكنائس تستند إلى تقليد يعود بها إلى القدّيس توما، الذي أتى إلى الهند، وفيها مات شهيدًا سنة 72 على ما تقول البلاطة الموجودة على مدفنه.

توما هو أحد الاثني عشر. ويأتي اسمه عادة مع متّى العشّار. ذكره إنجيل يوحنّا ثلاث مرّات. خلال صعود يسوع إلى أورشليم حيث يُقيم لعازر من الموت، خاف التلاميذ على نفوسهم، كما خافوا على يسوع: »اليهود يطلبون رجمك، وتعود إلى هناك؟« (يو 11: 8). أمّا توما فقال: »فلنمضِ، نحن أيضًا، لنموتَ معه« (آ 16). منذ ذلك الوقت، استعدّ توما للتضحية بحياته من أجل الإنجيل.

وبعد عشاء الربّ في العليّة، أحسّ الرسل أنّ يسوع يتركهم. وكان توما أوّل من طرح سؤالاً: »يا ربّ، لا نعرف إلى أين تذهب، فكيف نعرف الطريق«؟ وكان جواب يسوع: »أنا هو الطريق والحقّ والحياة! لا يأتي أحد إلى الآب إلاّ بي« (يو 14: 6). هذا الطريق أوصل توما إلى دمشق مع منطقة باب توما حيث يقيم مثلاً بطريرك السريان الأرثوذكس، وإلى الرها، بل إلى الهند. بحث توما عن الطريق فوجده في يسوع المسيح. واحتاج إلى الإيمان بعد القيامة. احتاج أن يضع يده في جنب يسوع القائم من الموت، وأن يضع أصبعه في موضع المسامير. هو يريد أن يرى لكي يؤمن (يو 20: 25). فتجاوب يسوع مع طلبه. قال لتوما: »هاتِ إصبعك إلى هنا، وانظر يديّ، وهاتِ يدك وضعها في جنبي« (آ 26).

توما لُقِّب بالتوأم. اعتبره إنجيل توما الذي دُوِّن في سورية سنة 140 تقريبًا، توأم المسيح، من عرف فكر المسيح. وتحدّثت عنه أعمال توما التي دُوِّنت في السريانيّة، في القرن الثالث، على أنّه صنوُ المسيح. أمّا الشرّاح الروحيّون، فقرأوا في كلّ مؤمن توأم توما: مثله نشكّ ولا نؤمن بسرعة. ونطلب آية، نطلب أن نضع يدنا في جنب المصلوب، وأن نرى أثر المسامير فنضع أصبعنا فيها.

وحدّثنا التقليد السريانيّ عن موجات من المرسلين السريان الذين انطلقوا من أرض الرافدين القديمة (العراق الحاليّة وبعض إيران)، في القرنين الرابع والخامس. وصلوا إلى الهند، بل امتدّوا إلى الصين حيث وُجدت كتابات سريانيّة عن المانويّة وما فيها من صراع بين الخير والشرّ. وفي النهاية، حطّوا رحالهم في مونغوليا. ولنا تقليد عن يعقوب السروجيّ فيه يطلب توما أن يمضي إلى رومة، لأنّه شخص متعلّم، على أن يذهب بطرس الأمّي إلى الهند. في نهاية الجدال، أمر الربّ يسوع نفسه توما أن يمضي إلى الهند، ففعل بعد أن بشّر الفراتيّين الذين أقاموا شرقيّ بحر قزوين.

خاتمة

تلك كانت مسيرة مركز الدراسات في خطى توما الرسول. تعرّفوا إلى الأرض والسكّان، إلى الجماعات الدينيّة المختلفة. ونقول هنا بشكل عابر إنّ الهند تضمّ أكبر جماعة مسلمة بعد أندونيسيا. وخصوصًا تعرّفوا إلى الكنائس السريانيّة بفئاتها المتنوّعة وغنى كلّ واحدة منها. اكتشفوا أوّل ما اكتشفوا أنّ الهند ليست بعيدة، كما كانوا يقولون، وأنّ الشرق الأقصى هو امتداد للشرق الأدنى. سبع ساعات كانت كافية لتنقلنا من لبنان إلى الهند. واكتشف الفريق تواصل الحضارات بين السومريّة التي تركت أثرًا كبيرًا في ديانات إيران قبل الإسلام، وبين الموجة الآريّة التي عبرت أفغانستان في القرن الخامس عشر ق.م، وسيطرت على الهند وطبعتها بطابع نهائيّ. ستأتي المسيحيّة إلى الجنوب، والإسلام إلى الشمال، في شكل خاصّ. ولكنّ الهندوسيّة هي التي أعطت البلاد وجهها في الماضي وفي الحاضر. لا شكّ في أنّ هناك تفاعلاً بين الحضارات والديانات. فأخذ السيخ عن الإسلام، والهندوسيّة عن المسيحيّة بعض الطقوس مثل الزواج داخل الهيكل. وفي بلاد كالهند يبقى التسامحُ الصفة المسيطرة. فكلّ تطرّف منبوذ. ولمّا حاولت الحكومة السابقة أن تضرب المسيحيّة كمقدّمة لضرب ما تسمّيه الهندوسيّة أقليّات، رفض الشعب المحاولة وعادت سونيا غاندي إلى الحكم مع المؤتمر الوطنيّ الهنديّ. وهكذا تبقى الهند بلاد اللاعنف مع شخصيّة غاندي النموذجيّة. وبلاد الديموقراطيّة وسط دول ذات حكم استبداديّ. وبلاد النَفس الطويل الذي يسعى إلى وحدة شبيهة بما في الولايات المتّحدة ولكنّه لا يُسرع، بل يسير على مهل وينتظر الساعة المناسبة. وفي النهاية، كان الهند ينبوعًا استقت منه اليونان فكرًا وفلسفة وأدبًا وصل إلى أوروبّا، بل إلى الشرق الأقصى. وكان جنوبه لنا مناخًا من تراث سريانيّ ينبغي التواصل معه والانفتاح به على عالم الشرق وصولاً إلى الصين واليابان.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM