أشكال الصلاة

أشكال الصلاة

وبما أنّ الرسول استعمل في تيموتاوس الأولى أربعة ألفاظ ليدلّ على أربعة أشكال ترتبط بالصلاة، وجب علينا بعد إيراد نصّه، أن نرى إن كنّا نفهم حسنًا كلاًّ من هذه الأشكال الأربعة للصلاة. وهذا ما قال: "فأطلب قبل كلّ شيء أن تتمّوا التضرّع والدعاء والابتهال والمجد من أجل جميع الناس" (1 تم 2: 1). أرى أنّ التضرّع هو صلاة يرفعها إنسان متوسّلٌ لينال ما يحتاج إليه. الدعاء، صلاة ترافقها مجدلة وتتمّ بحرارة كبرى لنوال خيرات عظيمة. الابتهال هو صلاة نرفعها بثقة أكيدة. والشكر عرفان الجميل الذي ترافقه صلوات لأجل خيرات نلناها من الله: إمّا نقرّ بعظمة العطيّة، أو نعلن للمعطي عظمة عطيّته.

* أمثلة عن الشكل الأوّل. قال الملاك جبرائيل لزكريّا، الذي كان يصلّي، بلا شكّ، من أجل ولادة يوحنّا. "لا تخف يا زكريّا، استُجيب تضرّعك وإمرأتك إليصابات تلد لك ابنًا تدعو اسمه يوحنّا" (لو 1: 13). وما كُتب في سفر الخروج عن العجل الذهبيّ: "تضرّع موسى أمام الربّ الإله فقال: لماذا تغضب يا ربّ على شعبك الذي أخرجت من مصر بقوّة عظيمة" (خر 32: 11)؟ وفي سفر التثنية (9: 18): "تضرّعتُ أمام الرب مرّة ثانية، بعد المرّة الأولى: أربعين نهارًا وأربعين ليلة. ما أكلتُ خبزًا ولا شربتُ ماء، لأجل جميع الخطايا التي اقترفتم". وفي أس 4: 17: "تضرّع مردخاي إلى الربّ، وتذكّر كلَّ أعمال الربّ فقال: أيّها الربّ، أيّها الربّ. أيّها الملك القدير". وأستير نفسها "تضرّعت إلى الربّ إله إسرائيل فقالت: يا ربّ، يا ملكنا".

* أمثلة عن الشكل الثاني. في دا 3: 23: "وقف عزريا ودعا هكذا وفتح فمه في وسط النار وقال". وفي طو 3: 1-2: "دعوتُ موجَعًا فقلت: عادل أنت يا ربّ، وكلّ أعمالك رحمة، وكلّ طرقك حقّ. أنت تدين إلى الأبد دينونة حقّة وعادلة". وبما أنّ أهل الختان شكوا بهذا المقطع من دانيال. لأنّه لا يُوجَد في النصّ العبريّ، فرذلوا سفر طوبيا على أنّه غير قانونيّ، أورد في سفر صموئيل الأوّل كلام حنّة: "دعت إلى الربّ، بكت وتأوّهت: يا ربّ الجنود. إن أملت نظرك إلى وضاعة أمتك" (أم 1: 10-11). وفي حب 3: 1: "دعاء حبقوق النبيّ مع نشيد. يا ربّ، سمعتُ صوتك فخفتُ. تأمّلت أعمالك فارتعبتُ. تُعرف بين حيّين. تتجلّى حين تقترب السنوات ويتبيّن هذا المثل الدعاء، وما يرافقه من مجدلة من قبل الذي يدعو. وكذلك في يون 2: 2-4: "دعا يونان الربّ إلهه في قلب الوحش، فقال: صرختُ في ضيقي إلى الربّ. فاستجابني: من قلب الجحيم (مثوى الأموات) سمع صراخي. رذلتَني في أعماق قلب البحر، فأحاطت الأنهار بي".

* الشكل الثالث. كان الرسول على حقّ حين نسب الدعاء إلينا والابتهال إلى الروح لأنّه الأفضل، ولأنّه يشهد لثقة في ذاك الذي نتوجّه إليه. قال: "لا نعرف أن ندعو كما يجب. ولكنّ الروح نفسه يبتهل إلى الله في أنّات لا تُوصف. والذي يتفحّص الكلى يعرف فكر الروح فيبتهل من أجل القدّيسين بحسب الله. إذن، الروح يبتهل ويُلحّ. ونحن ندعو. والابتهال يبدو لي أيضًا صلاة ليشوع حين أمر الشمس بالوقوف على جبعون: "حينئذٍ كلّم يشوع الربّ يوم أسلم الله الأشوريّ إلى أيدي إسرائيل، يوم سحقهم في جبعون والقمر في مشعاب إيلون" (يش 10: 12). ويبدو لي، في قض 16: 30 أنّ شمشون ابتهل فقال: "لتمُت نفسي مع الفلسطيّين"، وذلك حين "حرّك العواميد فسقط البيت على الرؤساء وعلى كلّ الشعب الذي كان هناك". ما كُتب بصريح العبارة أنّ يشوع وشمشون ابتهلا. بل: قالا. غير أنّ كلامهما بدا ابتهالاً فاختلف عن الدعاء، هذا إذا أردنا أن نفهم حقًّا معنى الألفاظ.

* مثل عن الشكر. كلام ربّنا حين قال: "أشكرك، يا أبي، ربّ السماء والأرض، لأنّك أخفيتَ هذه الأشياء عن الحكماء والفهماء وكشفتها للأطفال" (مت 11: 25). أشكرك ترادف أحمدك.

نستطيع أن نوجّه التضرّع والابتهال والشكر إلى القدّيسين. وهذان الشكلان الأخيران أي الابتهال والشكر، لا يتوجّهان فقط إلى القدّيسين بل إلى سائر البشر. أمّا التضرّع فيتوجّه فقط إلى القدّيسين، إلى بطرس وبولس مثلاً، يساعدونا فنتأمّل للحصول على سلطان بأن يرفعوا الخطايا. وإن عملنا ظلامة لإنسان ليس بقدّيس، نستطيع، حين نحسّ بالخطأ الذي اقترفناه تجاهه، أن نتضرّع لكي يغفر ظلامتنا. وإذا استطعنا أن نشكر القدّيسين، فبالأولى نستطيع أن نشكر المسيح الذي غمرنا بمواهب عديدة، بمشيئة الآب. ويجب أيضًا أن نبتهل إليه مثل إسطفانس فنقول: "يا ربّ، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة" (أع 7: 60). وأن نقتدي بوالد المريض "بالعلّة" الذي تضرّع: "أتضرّع إليك، يا ربّ، إرحم ابني" (مت 17: 15) أو إرحمني، إرحم آخر.

الصلاة تتوجّه إلى الله

إذا فهمنا الصلاة، نرى أنّه لا ينبغي أن نصلّي إلاّ لله، ربّ الكون، الذي صلّى إليه مخلّصنا، كما قلنا أعلاه، والذي علّمنا الصلاة (يعتبر أوريجانس أنّه يصلّي إلى الآب بواسطة الابن، كما في الليتورجيّات القديمة). حين سمع طلب التلاميذ: "علّمنا أن نصلّي" (لو 11: 1)، لم يعلّمنا أن نصلّي إليه، بل إلى الآب فنقول: "أبانا الذي في السماوات". فإذا كان الابن مختلفًا عن الآب على مستوى الأنا يجب أن نصلّي إلى الابن لا إلى الآب، أو نصلّي إلى الاثنين معًا، أو إلى الآب وحده. فالصلاة للابن لا للآب، تجعلنا نسير عكس العادة، كما يُقرّ الجميع. إذا صلّينا إلى الاثنين، يجب أن تكون صلاتنا في المثنّى: أعطيانا، إصنعا، خلّصا... هي عبارات تصدمنا، ونحن لا نستطيع ما يقابلها في الكتاب المقدّس. إذن، نصلّي إلى الله، أبي الكون. ولا نفصله عن عظيم الكهنة الذي أقامه الآب بقسم كما كُتب: "أقسم الله ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد حسب رتبة ملكيصادق" (مز 110: 4).

وحين يشكر القدّيسون في صلواتهم، هم يشكرونه بواسطة المسيح يسوع. وإذا أردنا أن نصلّي صلاة صحيحة، لا ينبغي أن نصلّي من يصلّي، بل ذاك الذي علّمنا ربُّنا أن ندعوه في صلواتنا، أي الآب. وهذا ما بيّنه لنا بوضوح حين قال: "الحقّ الحقّ أقول لكم: إذا طلبتم شيئًا من أبي، يعطيكم باسمي. إلى الآن ما طلبتم شيئًا باسمي. أطلبوا تنالوا فيكون فرحكم تامًّا" (يو 16: 23-24). ما قال: أطلبوا منّي. بل: أطلبوا من الآب. ولكن: إذا طلبتم شيئًا من أبي، يعطيكم باسمي. فما كان أحدٌ يطلب من الآب بواسطة الابن إلى يوم علّمنا يسوع هذه الأمور. وما قاله يسوع كان صحيحًا: "إلى الآن، ما طلبتم شيئًا باسمي". وصحيح أيضًا هذا الكلام: "أطلبوا تنالوا، ليكون فرحكم تامًّا".

وإن اقتنع أحد أنّه ينبغي أن نصلّي إلى المسيح نفسه، وقلت بنتائج السجود فاعترض مستندًا إلى النصّ: "جميع ملائكة الله تسجده" (تث 32: 43). نقرأ أنّ ما ورد في تث من كلام قيل عن المسيح. وكلّنا نجيب أيضًا أنّ الكنيسة التي دعاها الأنبياء أيضًا أورشليم، يسجد لها الملوك والأميرات الذين حملوا إليها الخير والمرضعات. قيل: "ها أنا أرفع يدي نحو الأمم، وإلى الجزر أنصب علَمي. يعيدون بنيك في الأحضان. ويحملون بناتك على الأكتاف. ملوك يقيتونك، أميرات يرضعنك. يسجدون لك إلى الأرض ويلحسون تراب قدميك، فتعرفين أنّي أنا الرب ولا تخزين" (أش 49: 22-23).

ألا نستطيع أن نوافق ذاك الذي قال: "لماذا تدعوني صالحًا! لا صالح إلاّ الله، الآب" (مر 10: 18)؟ ونقول أيضًا: لماذا تصلّي إليّ؟ ينبغي أن تصلّي إلى الآب الذي أصلّي إليه أنا أيضًا، وهذا ما تعلّمكم الكتب المقدّسة. لا نصلّي إلى ذاك الذي أقامه الآب عظيم كهنة، وجعله محاميًا بل تصلّون بواسطة عظيم الكهنة، والمحامي الذي يقدر أن يُشفق على ضعفكم بعد أن جرِّب مثلكم، ولكن جرّب فما خطئ بنعمة الآب (هو يسوع كإنسان) (عب 4: 15).

إذن، تعلّموا أيّة عطيّة نلتُم من أبي حين نلتم بهذه الولادة الجديدة فيّ، روح التبنّي بحيث تُدعَون أبناء الله وإخوتي. فقد قرأتم الكلام الذي وجهته إلى الآب من أجلكم، بواسطة داود: "أبشّر باسمك إخوتي، وأنشد لك في وسط الكنيسة" (مز 32: 23). لا يُعقَل أن نصلّي أخًا أبوه هو أبونا. فينبغي أن تقدّموا صلاتكم معي وبي.

إذن، نسمع يسوع يحدّثنا هكذا، لنصلِّ به إلى الله، فنقول له كلّنا الشيء عينه ولا نختلف بعضنا عن بعض في طريقة صلاتنا. لا نختلف حين يصلّي واحد الآب وآخر الابن... تتوجّه صلاتنا إلى الله، وتضرّعنا إليه كما إلى الآب، وبابتهالنا إليه كما إلى الرب، وشكرنا كما لله، للآب، للربّ. وإن لم يكن لسيّد عبيد.أأ ليس الله إله أموات، بل إله أحياء (مت 22: 32). وليس سيّد عبيد لا يُعرَف مولدهم، بل سيّد من انحطّوا في خوف الأطفال، فقبلوا في الحبّ عبوديّة أسعد من عبوديّة الخوف. ففي نفسهم، بالنسبة إلى الذي يرى القلوب، علامات واضحة تدلّ على عباد الله وأبنائه.

خيرات السماء وخيرات الأرض

فالذين يطلبون الخيرات الأرضيّة والدنيئة يعصون الله الذي أمرنا أن نطلب الخيرات السماويّة العميمة والذي لا يعرف أن يعطي شيئًا أرضيًّا ودنيئًا. وإن اعترض معترض: خيرات الجسد المعطاة للقدّيسين بعد الصلاة. كلام الإنجيل الذي يعلّمنا أن نضيف (إلى خيرات السماء) خيرات أرضيّة دنيئة. نجيب: حين يعطينا إنسان غرضًا جسديًّا، لا نقول إنّه أعطانا ظلّ هذا الفرض. هو ما اعتبر أنّه أعطانا شيئين، الغرض وظلّه. هو أعطى الغرض وقد نوى أن يعطينا الغرض. ولكن انضمّ إلى هبة الغرض أيضًا لتقبّل الظلّ. وإذا فكّرنا بروح سخيّة بعطايا يمنحنا الله بشكل رئيسيّ، نقول إنّ خيرات الجسد الممنوحة لكلّ من القدّيسين بحسب فائدته، أو حسب قياس الإيمان، أو حسب مشيئة الله (1 كور 12: 1، 4-7)، ما هي سوى مرافقات للنعم الروحيّة العميمة والسماويّة. فالله يريد بحكمة، وإن لم نقدر أن نعطي كلَّ عطيّة من عطاياه سببًا يليق بسخاء وعلّة.

إذن، نفس حنّة هي التي حبلت ونجت من عقمها، أكثر من جسدها الذي حمل صموئيل. وحزقيال ولد أولاد الروح لا أولاد الجسد الذين وُلدوا من زرع بشريّ. أستير، مردخاي والشعب نالوا حماية من فخاخ العقل، أكثر من فخاخ هامان والمتآمرين معه. يهوديت دمّرت قوة "الأركون" الذي حاول أن يدمّر نفسها لا نفس أليقانا. من لا يصدّق أن نزل على حنانيا ورفيقيه بركةٌ روحيّة وُعد بها جميع القدّيسين، بواسطة إسحق إلى يعقوب: "ليعطك الربّ ندى السماء" أكثر من ندى الجسد الذي أطفأ لهيب نبوخذنصّر. ودانيال وضع كباحًا لأسد غير منظورة انحجز من أن تفعل شيئًا ضدّ نفسه، قبل أسد ملموسة وجدنا خبرها في الكتاب المقدّس. ومن تجنّب بطن الوحش الذي ركبه يسوع مخلّصنا، وكان يفترس كلَّ المصلّين لله مثل يونان الذي صار مشاركًا، القديس، في الروح القدس؟

نحن لا ندهش إن كان جميع الذين ينالون إحسانًا تصنع مثل هذه الظلال لا ينالون الظلّ عينه، وإن كان البعض لا ينالون ظلاّ. فالذين يدرسون مسائل العرفة وعلاقة الظلّ بالجسم المضيء، يعرفون أنّ هذا يحصل حتّى للأجزاء. فالعرفات لا ظلّ لها في بعض الأوقات. وفي أوقات أخرى لها ظلّ قصير. وظلالها أطول في بعض أوقات لا في أخرى. إذن، لا نستغرب إذا كان يقصد من الذين يمنحنا الخيرات الجوهريّة بحسب قياس لا يُوصف وسرّيّ، في تناسق مع الذين ينالونها ومع الأزمنة التي تُعطى فيها، تارة لا ظلّ يرافقها، وطورًا يتبع بعضها ظلّ صغير أو كبير.

فالذي يطلب شعاعات الشمس لا يفرح ولا يحزن بوجود ظلّ الأجسام أو بغيابه، لأنّه يمتلك الخير الضروريّ. بما أنّه نال الضوء، فلا يهتمّ بأن يُحرمَ من الظلّ، أو أن يكون له ظلٌّ قليل: وكذلك نحن حين نمتلك الخيرات الروحيّة وإن أنارنا الله في امتلاك تامّ للخيرات الحقيقية، لا يسهم بهذا الشيء الذي هو الظل ولا نبالي. فجميع الأشياء المادّيّة والجسديّة، مهما كانت قيمتها قيمة ظلّ خفيف بحطب، ولا يمكن أن تقابل مع خيرات الخلاص والقداسة التي يمنحها إلهُ الكون. فأيّة مقابلة بين غنى جسديّ وغنى في العقل والحكمة؟ فمن سوى البليد، صحّة اللحم والعظام مع صحّة الروح وقوّة النفس واستقامة التفكير. جميع آلام الجسد التي يرتّبها العقل الإلهيّ في لسعة، بل أقلّ من لسعة.

من تأمّل جمال عروس يحبّها عريسها الذي هو كلمة الله، أيّ جمال فوق السماويّ وفوق العالميّ لنفسٍ مزهّرة، يستحي حين يكرم الإكرام عينه جمال الجسد لدى امرأة، لدى طفل، لدى رجل. فاللحم لا يحمل الجمال الحقيقي، لأنّه فاسد كلّه "كلّ بشر (= لحم) هو كالعشب"، ومجده الذي ينكشف جمال النساء المزعوم وجمال الأطفال، يقابل بزهرة حسب كلام النبيّ القائل: "كلّ بشر كالعشب وكلّ مجده مثل زهر المروج. العشب يبس والزهرة سقطت، أمّا كلام الله فيبقى إلى الأبد" (أش 40: 4-8). وكذلك من دعا باسم نبيل ما يُدعى هكذا لدى البشر، وهو يفكّر في نبل أبناء الله؟

فالروح الذي تأمّل ملكوت المسيح الذي لا يُقهر، ألا يحتقر كلَّ ممالك الأرض التي لا تستحقّ الإكرام؟ وحين يرى الروح جنود الربّ جيش الملائكة ورؤساء قوّاد جيوش الربّ، ورؤساء الملائكة والعروش والسيادات والسلاطين والقوّات السماويّة، بقدر ما يستطيع العقل البشريّ أن يفعل وهو المسجون في الجسد، حين يفهم أنّه يقدر أن ينال العظمة ذاتها لدى الآب، كيف لا يحتقر، وهو أضعف من الظلّ، خيرات يُعجَب بها البلداء، فهي ظلال إن قابلناها، ولا تستحقّ أيّ تقدير؟

فإن أعطيَ كلَّ هذا له، فهو يرذله لئلاّ يخسر الرئاسات الإلهيّة والقوّات. إذن ينبغي أن نصلّي. نصلّي لنوال المواهب الحقيقيّة التي هي وحدها عظيمة وسماويّة. وينبغي أن نترك لحريّة الله ما يتعلّق بالظلال التي ترافق هذه الخيرات. فهو يعلم ما نحتاج إليه من أجل جسدنا المائت قبل أن نطلبه منه (مت 6: 8).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM