تقديم

بعد الرواج الذي لاقاه الكتاب الأول في سلسلة "القراءة الربّية"، ها نحن نقدّم الكتاب الثاني. كان عنوان الكتاب الأول: من القراءة إلى التأمل مع القدّيس متى. وقد قدّمنا فيه اثنين وأربعين تأمّلاً من أجل الشبيبة بصورة خاصة. أما عنوان الكتاب الثاني فهو: يسوع المسيح ابن الله مع القديس مرقس. ونقدّم فيه تسعة وثلاثين تأملاً. نبدأ في البداية مع يوحنا المعمدان واعتماد يسوع واختياره للرسل، وننتهي مع خبرة القيامة.
أما الأسلوب الذي اتّبعناه فهو هو: تأمّل قصير في بعض نصوص مرقس، يساعدنا على جعل كلمة الله قريبة منّا، على شفاهنا، في آذاننا، وداخل قلوبنا. وهذه الكلمة نردّدها، نهذّ بها ليلاً ونهاراً. نتمتمها فترافقنا خلال أعمالنا اليومية.
نقرأ النص الإنجيلي مرة ومرتين ونتوقّف عند عباراته، قبل أن نقرأ التأمل في هذا الكتاب. المهمّ في قراءتنا ليس السرعة التي بها نُنهني الكتاب. بل أن نقرأ كل يوم نصاً من النصوص، فيكون إنجيل مرقس رفيقنا خلال شهر وبعض الشهر.
هذا ما سمّيناه "القراءة الربية". هي قراءة كلام الله في الإيمان والصلاة. هي قراءة تستند إلى الإيمان وتدعونا كي نسير على خطى يسوع كما فعل بطرس واندراوس، يعقوب ويوحنا. نتعرّف إليه أنه المسيح الذي أرسله الآب إلينا، نتعرّف إليه أنه ابن الله في فم قائد المئة على الصليب.
تلك ستكون مسيرتنا برفقة القديم مرقس. وهي لا تنتهي في يوم الشعانين مع ما في هذا العيد من التباس، مع ما في التشديد على مسيحانية يسوع من أمور دنيوية. ولا تنتهي عند الصليب حيث نسمع صرخة يسوع "إلهي إلهي، لماذا تركتني" فنتشكّك ونتراجع. بل تنتهي في القيامة حيث يلتقي بنا القارئم من الموت فيرسلنا إلى العالم لكن نعلن "البشارة إلى الناس أجمعين".