توطئة

توطئة

ونصل إلى المحطّة الثالثة والأخيرة من هذا المدخل إلى الكتاب المقدّس في عهده القديم. سنتوقّف عند قسمين. في القسم الأول، نطلّع على سفر المزامير وسائر الأسفار الحكميّة. ونتوغّل في التاريخ الكهنوتي وسفري المكّابيّين قبل أن نقرأ اللفائف الخمس والكتابات الإرشادية.
وفي القسم الثاني، سنسعى إلى اكتشاف علاقة العهد القديم بالعهد الجديد، علاقة التوراة بالمسيح، على مستوى سرّ الخلاص والشريعة والتاريخ والعهد والوعد وعالم الآخرة. نحن هنا أمام بداية، ولكنها مهمّة في تاريخ الكنيسة التي تعتبر أنّ كل ما في العهد القديم من أشخاص ونظم وأقوال يجب أن يقود المؤمن إلى المسيح. لا شكّ في أنّ بعضه ناقص، والبعض الآخر تعدّاه الزمن، ولكنّ كل ما نقرأ في العهد القديم قد تكون حجارة تنتظر وقتها لتدخل في بناء بدأ بآدم وانتهى بالمسيح، بانتظار أن ينطلق من المسيح ليصل إلى نهاية العالم وخلق الأرض الجديدة والسماء الجديدة.
إلى هذه المغامرة التي طالت ندعو القارئ، وهمّنا أن نجعل بين يديه أداة تساعده على الولوج إلى عالم العهد القديم، بل إلى عالم الشرق، بحضاراته، بغناه الأدبي والروحي، يبحثه عن هذا "الإله المجهول " الذي جاء المسيح يبشرّنا به تبشيرًا كاملاً: هو الذي صنع العالم وما فيه. هو ربّ السماء والأرض. هو الذي يهب جميع الخلق الحياة والنفس وكلّ شيء، هو الذي صنع جميع أمم البشر من أصل واحد. هو الذي جعل في قلوبنا عطشاً لنبحث عنه ونتحسّسه ونهتدي إليه. إنّه غير بعيد عنّا، وفيه حياتنا وحركتنا وكياننا.
هذا هو الإله الذي تمتمت أولى الكلمات عنه حضارات الشرق، وردّدت أسماءه التوراة، وأخبرنا به يسوع المسيح على خطى الآباء والأنبياء.
وقبل متابعة الاطّلاع على أسفار العهد القديم، نقدّم بعض الملاحظات المنهجيّة التي تعوّدنا أن نراها في كلّ كتاب من المجموعة الكتابيّة.

بحث ضمن الفصل

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM