الأحد الثامن من زمن العنصرة

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

الأحد الثامن من زمن العنصرة

الرسالة : روم 8: 1-11

الإنجيل : مت 12: 14-21

التحرّر بالروح

يا إخوتي، فلا حكم بعد الآن على الذين هم في المسيح يسوع، لأنّ شريعة الروح الذي يهبنا الحياة في المسيح يسوع حرّرتك من شريعة الخطيئة والموت. وما عجزت عنه هذه الشريعة، لأنّ الجسد أضعفها، خطفه الله حين أرسل ابنه في جسد يشبه جسدنا الخاطئ، كفّارة للخطيئة، فحكم على الخطيئة في الجسد ليتمّ ما تتطلّبه منّا أحكام الشريعة، نحن السالكين سبيل الروح لا سبيل الجسد. فالذين يسلكون سبيل الجسد يهتمّون بأمور الجسد، والذين يسلكون سبيل الروح يهتمّون بأمور الروح. والاهتمام بالجسد موت، وأمّا الاهتمام بالروح فحياة وسلام، لأنّ الاهتمام بالجسد تمرّد على الله، فهو لا يخضع لشريعة الله ولا يقدر أن يخضع لها. والذين يسلكون سبيل الجسد لا يمكنهم أن يرضوا الله.

أمّا أنتم فلا تسلكون سبيل الجسد، بل سبيل الروح، لأنّ روح الله يسكن فيكم. ومن لا يكون له روح المسيح، فما هو من المسيح. وإذا كان المسيح فيكم، وأجسادكم ستموت بسبب الخطيئة، فالروح حياة لكم لأنّ الله برّركم. وإذا كان روح الله الذي أقام يسوع من بين الأموات يسكن فيكم، فالذي أقام يسوع المسيح من بين الأموات يبعث الحياة في أجسادكم الفانية بروحه الذي يسكن فيكم.

زمن العنصرة زمن الروح. عن هذا الروح تكلّم إنجيل اليوم في إيراد من أشعيا النبيّ: "سأجعل روحي عليه". أمّا ما قاله بولس إلى أهل رومة، فتمييز بين حياة روحيّة وحياة بشريّة. حياة ينعشها الروح القدس، الروح المحيي، وحياة تسير بحسب اللحم والدم والضعف والخطيئة والأهواء البشريّة التي لا يمكن أن ترضي الله.

1- شريعة عاجزة

إعتبر اليهود في زمن بولس أنّهم بالشريعة مخلّصون. الختانة أوّلاً. وهذه العلامة في اللحم، في الجسد، تجعل الإنسان ينتمي إلى شعب الله. فيدافع عنه إبراهيم. وموسى وسائر الأنبياء. منذ الآن صار ابن الخلاص ولو اكتفى بالاسم، ولو قال وما فعل مثل الفرّيسيّين. ثمّ ممارسة الفرائض التي ذكرها يعقوب، أخو الربّ، في مجمع أورشليم. ماذا يأكل المؤمن وماذا لا يأكل؟ كيف يتعامل مع الذين حوله إن لم يكونوا من دينه؟ وهنا 316 وصيّة عدّدها المعلّمون في زمن المسيح. وشرط أنّ من سقط في وصيّة واحدة، يكون قد سقط فيها كلّها. ولا نذكر الذبائح والمحرقات...

ماذا استطاعت أن تفعل هذه الشريعة بفرائضها وطقوسها؟ هي أكثر من أن تكون عاجزة. بل جعلت الإنسان يتّكل على أعماله وإن كانت لا تنبع من قلبه. يتّكل على استحقاقاته. متناسيًا أنّ كلّ ما عنده هو من الله. هذه الشريعة حرّكت الشعور بالخطيئة، فجعلت القلق لدى المؤمن، ولم تشفه. أثارت الأهواء الشرّيرة التي تقود إلى الموت.

2- روح قادر

هو الروح الذي حلّ على مريم فحبلت بيسوع. هو الروح الحاضر في العماد ليخلق من مياه الأردنّ شعبًا جديدًا. هذا الروح كان مع يسوع في بدء رسالته. أرسله ليبشّر المساكين، لينادي للأسرى بالحرّيّة وللعميان بعودة البصر. هذا الروح رفع يسوع فأنجز الابن تحرّر الإنسان الكامل. الله أرسل ابنه. فكان شبيهًا بنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة. أخذ جسدًا مثل جسدنا. أخذ لحمنا ودمنا. أخذ الضعف الذي فينا، ووضعنا كبشر خاطئين.

صار يسوع "بين الخطأة" دون أن يكون خاطئًا. ولكنّه أخذ أمراضنا وحمل أوجاعنا وجاء الحكم عليه لا علينا. ونفّذ الحكم في بشرّيّته. وهكذا وضع حدًّا نهائيًّا لسيطرة الخطيئة علينا. لا على أجسادنا التي هي هياكل الروح القدس، ومعدّة للقيامة، بل على الضعف البشريّ الذي فينا. وهكذا تمّت الغلبة على الصليب. فمات يسوع فأمات الموت، وقام فوهب الحياة للخطأة بعد أن برّرهم.

3- مسيرة الحريّة

تمّ المشروع الخلاصيّ. أرسل الله ابنه. والابن أنجز ما وعد به الآبُ للمؤمنين. والروح أوصل إلينا نتيجة ما قام به يسوع من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا. الروح حمل إلينا هذا التحرّر. ولكن نحن نختار: الحياة أو الموت. السعادة مع الله أو الشقاء برفقة الخطيئة. نخن نختار أن نسير بحسب "الجسد"، بل بحسب البشريّة الضعيفة. حينئذٍ نعود إلى العبوديّة، وفي النهاية نعود إلى الموت.

ما هي تحرّكات الجسد أو اللحم والدم؟ ثورة على الله وتمرّد. مثل آدم في بداية البشريّة، وقايين. وكما يفعل كلّ إنسان، فيعادي الله ويهرب منه مثل الخروف الضالّ. رفض لشريعة الله ووصاياه التي من عمل بها يحيا. ونعتبر بعد ذلك أنّنا نرضي الله ببعض الممارسات الخارجيّة والأعمال التي تريح الضمير إراحة مصطنعة على حساب شريعة مكتوبة في القلوب، ومثمرة الثمار اللائقة بالتوبة.

ذاك سبيل الجسد. الباب واسع، الطريق رحب الذي يؤدّي إلى الهلاك. أمّا سبيل الروح فالباب الضيّق والطريق الحرجة. وكلّ هذا يؤدّي إلى الحياة. إلى السلام الذي يطلبه الإنسان العائش في قلق دائم. ونحن الذين نلنا الروح منذ المعموديّة، ونترافق مع هذا الروح الساكن فينا، لا نستطيع أن نكون ذاك الضيف الإلهيّ. لا نستطيع إلاّ أن نسمع له ونسير بإلهاماته، هذا إذا أردنا الحياة. وغير ذاك، سبيل إلى الموت. فماذا نختار؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM