أحد الموتى المؤمنين

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

أحد الموتى المؤمنين

الرسالة : 1 تس 5: 1-11

الإنجيل : لو 16: 19-31

أنتم بنو النور والنهار

يا إخوتي، أمّا الأزمنة والأوقات فلا حاجة بكم، أيّها الإخوة، أن يكتب إليكم فيها، لأنّكم تعرفون جيّدًا أنّ يوم البّ يجيء كاللصّ في الليل، فحين يقول الناس: سلام وأمان، يفاجئهم الهلاك بغتة كما يفاجئ الحبلى ألم الولادة، فلا يقدرون على النجاة. أمّا أنتم، أيّها الإخوة، فلا تعيشون في الظلام حتّى يفاجئكم ذلك اليوم مفاجأة اللصّ، لأنّكم جميعًا أبناء النور وأبناء النهار، فما نحن من الليل ولا من الظلام. فلا ننم كسائر الناس، بل علينا أن نسهر ونصحو. فإنّما في الليل ينام النائمون، وفي الليل يسكر السكارى. أمّا نحن أبناء النهار فلنكن صاحين، لابسين درع الإيمان والمحبّة وخوذة رجاء الخلاص، لأنّ الله جعلنا لا لغضبه، بل للخلاص بربّنا يسوع المسيح. الذي مات من أجلنا لنحيا كلّنا معه، سواء كنّا في يقظة الحياة أو في رقدة الموت. فساعدوا وشجّعوا بعضكم بعضًا مثلما تفعلون الآن.

بعد أحد الكهنة والأبرار والصدّيقين، تذكر الكنيسة موتاها. كلّ الذين ماتوا خلال السنة المنصرمة. تدعوهم كي يرافقوها في مسيرة الصوم والآلام التي تجد ذروتها في "المسيح الذي مات لأجلنا". وتتذكّر معهم أنّ الموت ليس النهاية، بل البداية. والقبر يُمكن أن يُفتَح، أن يُدحرَج عنه الحجر فيخرج منه الميت وكأنّه ماضٍ في سفر طويل "بعد أن لفّ المنديل وجعله بجانب الأكفان" (يو 20: 7). وما خرج يسوع وحده من القبر وقام بمجد عظيم ليجلس عن يمين الآب، بل في موته "تزلزلت الأرض وتشقّقت الصخور وانفتحت القبور وقام القدّيسون الراقدون" (مت 27: 51)، فسبقونا إلى القيامة. ذاك هو عزاؤنا الوحيد في أسبوع الموتى. بل فرحُنا حين نعرف أنّ الموت هو انطلاق إلى بيت الربّ.

1- ساعة الموت

كيف الكلام عن الموت، ومن يعيشه لا يخبر عنه؟ عاد الرسول إلى كلام الربّ، مع الصور البشريّة التي استعمل. الموت يأتي كالسارق. هذا السارق لا ينبّهنا. لا يقول لنا متى يأتي. هو يغافلنا. وقد يكون هنا ساعة لا نتوقّع أبدًا. وسيقول لنا الإنجيل: قد يأتي في المساء، في منتصف الليل، عند صياح الديك، في الصباح، في أيّ وقت. ويجيء فجأة (مر 13: 35).

والصورة الثانيّة، أوجاع المرأة قبل الولادة. تنقضّ عليها فجأة، وهي لا تقدر أن تُفلت منها مهما فعلت. والصورة الثالثة أُخذت من خبر نوح. قال الناس: أمان وسلام. لم يسمعوا لنوح الذي نبّههم، على ما تقول التقاليد اليهوديّة: "كان الناس في الأيّام التي سبقت الطوفان يأكلون ويشربون ويتزاوجون إلى أن دخل نوح الفلك، وما كانوا ينتظرون شيئًا حتّى جاء الطوفان فأغرقهم كلّهم" (مت 24: 38-39).

2- ساعة اليقظة

ما يكون موقف المؤمن في هذه الحال؟ لا مكان لليل في حياته. فهو ابن النهار. هو مستيقظ دائمًا، وفي الليل يكون ساهرًا لئلاّ يباغته السارق. هناك أناس يسكرون، لا المؤمنون الذين هم واعون، فينتظرون متى يأتي السيّد من العرس لكي يفتحوا له سريعًا. هناك أناس ينامون، أمّا المؤمن فلا ينام. هو يتاجر بالوزنات ويعطي الربّ ماله مع ربحه (مت 25: 27). هو يحمل معه زيت الأعمال الصالحة.

سهرُنا سهر الخادم الأمين الذي بدأ مسيرته مع الربّ ويواصلها إلى مجيء ربّنا. يرفض أن يأكل ويشرب مع السكّيرين. لا يضرب رفاقه، ولا يكون السيّد عليهم. لا يقول: نأكل ونشرب اليوم فإنّا غدًا نموت. فمن يؤكّد له أنّه عائش في الغد؟

والسلاح؟ الإيمان الناشط، والمحبّة المجاهدة، والرجاء الثابت (1 تس 1: 3). هكذا نحمي نفوسنا، كما الدرع يحمي الصدر والخوذة الرأس. هكذا لا نخاف سهام العدوّ المحرقة ومع الربّ تكون لنا الغلبة.

3- ساعة الخلاص

في الماضي كانوا يحسبون أنّ الموت يدلّ على غضب الله وعقابه، ولا سيّما إذا مات الإنسان شابًّا. فالعمر الطويل كان علامة البركة. والعمر القصير علامة "اللعنة". أتُرى الله خلقنا للموت؟ كلاّ، بل للحياة. هل يريد لنا الهلاك؟ بل الخلاص. فآدم الذي خطئ، وهدّده الربّ: يوم تأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ تموت موتًا. ومع ذلك ما مات في اليوم عينه، ولا في اللحظة نفسها. بل عاش سنوات عديدة.

لا، لم يعد الموت علامة الغضب، وإلاّ كان يسوع في موته قد نال غضب الآب! معاذ الله. مات المسيح ونحن نموت معه. ولكنّ المسيح الذي مات مرّة واحدة، هو حيّ إلى الأبد. وإن نحن نموت، فنحن أحياء معه. لا، ما لبث المسيح في القبر، بل دحرج الحجر. وهكذا يفعل مع كلّ واحد منّا. وفي أيّ حال يقول لنا الرسول: نحن لا نموت، لا نفنى، بل نتحوّل من جسد حيوانيّ إلى جسد روحانيّ. لا نعود من أهل الأرض، بل نصبح من أهل السماء.

بمثل هذا الكلام نعزّي بعضنا، نشجّع بعضنا، ونبني بعضنا. النظرة إلى الموت على أنّه موت تجعلنا نموت قبل أن نموت. أمّا نظرة الإيمان فتفهمنا أنّ من آمن بالمسيح وإن مات يحيا "وكلّ من يحيا مؤمنًا بالمسيح لا يموت أبدًا" (يو 11: 26). طرح يسوع السؤال على مرتا أخت لعازر: أتؤمنين بهذا؟ وهو يطرح علينا السؤال نفسه. فيا ليتنا نجيب كما أجابت: "يا ربّ، أنا أؤمن كلّ الإيمان بأنّك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم" (آ 27).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM