تقديم

تقديم

في السنة الطقسيّة 2004-2005، قدّمنا تأمّلاً في القراءة الأولى، التي تُتلى في الليتورجيّا المارونيّة. هي عادة من رسائل بولس الرسول. ولكن مرّات قليلة تؤخذ من سفر الأعمال، من الرؤيا أو سائر الرسائل. جاء التأمّل في شكل عظة يستطيع الكاهن أن يستفيد منها يوم الأحد أو العيد. نحن لا نقرأها في الكنيسة. بل نستلهمها من أجل كلام الله الذي نسمعه بعد قراءتي كلام الله. فالعظة أمرٌ شخصيّ. ولا يمكن أن تُكتَب وتقرأ في أيّ مكان بمعزل عن المحيط الذي نقولها فيه، والشخص الذي يتلوها. قد لا يتجاوب معها الكاهن. يستطيع أن يتركها. أو يغنيها بخبرته وبما قرأ هنا وهناك. فالعظة لا يمكن أن تأتي "فعليّة"، ولا هي تهيّأ ليلة الأحد أو العيد. هذا إذا هُيّئت. فكلمة الله تكرّم الله أوّلاً. ثمّ تحترم الجماعة التي تتوجّه إليها. أما يلاحظ بعض الكهنة كيف أنّ الناس يتهرّبون من عظاتهم، وبالتالي من قدّاسهم؟ وأخيرًا، الوعظة تدلّ على أنّ الكاهن تحترم نفسه، فلا يقول أشياء تافهة تدلّ على سطحيّته وانشغاله بأمور كثيرة بينما المطلوب واحد.

في جزء أوّل، نقدّم الزمن الطقسيّ، بدءًا بالميلاد حتّى الصليب. كلّ زمن له روحانيّته. في الفترة التي نستعدّ فيها للميلاد، نعيش نداء مريم وجوابها إلى الملاك، وبالتالي إلى الله. ونرافقها في زيارتها نسيبتها وعيشها مع يسوع حتّى السنة الثانية عشرة، حيث أعلن وجوب إقامته في بيت الآب، بعد الموت والآلام واليوم الثالث. وإزاء مريم كما في إنجيل لوقا، يوسف في إنجيل متّى، بُشّر كما بُشّرت مريم. وذُكر نسبه بدءًا بإبراهيم وداود وصولاً إلى مريم التي وُلد منها المسيح. وكان ليوحنّا السابق دور في هذا الزمن، ولا سيّما مولده وختانته.

في زمن الدنح، نرافق يسوع في ظهوره على مياه الأردنّ في إطار ثالوثيّ. ونستعدّ للصوم والآلام والقيامة في إطار "الساعة" التي فيها ينتقل يسوع من هذا العالم إلى الآب.

ومن الصوم والآلام، يجعلنا نعيش صوم يسوع، معجزاته، شعانينه، آلامه. هو زمن توبة واستعداد لعيد القيامة المجيدة. هذا الزمن ينتهي في عيد العنصرة وانطلاقة الرسل بهدي الروح، من أجل تأسيس الكنيسة وإيصال الإنجيل إلى أقاصي الأرض. وتنتهي السنة الطقسيّة مع زمن الصليب وانتظار عودة المسيح في مجده العظيم.

تلك هي آحاد السنة الطقسيّة. وقد يقع عيد قدّيس في أحد من الآحاد. يبقى على الكاهن يختار. فلكلّ مناسبة عظة. ونقطة الانطلاق العاديّة هي الإنجيل الذي يشكّل دومًا التأمّل في ما تقوله القراءة الأولى. ثمّ نحن لا ننسى الزمن الذي نعيش فيه.

يبقى علينا أن نقرأ النصّ الكتابيّ، ثمّ الشرح، ولا نحسب أنّ الكتاب يتوجّه فقط إلى الكهنة. هذا كان في الماضي، يوم كان الكاهن يقرأ وحده، أو مع أشخاص قليلين. أمّا اليوم والعلم وصل إلى أقصى قرية في لبنان، في العالم العربيّ، فالمؤمن يستفيد من هذه التأمّلات لكي يغذّي إيمانه. ولماذا لا تكون قراءة الأسرة ليلة العيد، مقطعًا من العظة المناسبة؟ فكلام الله وحده يجمع أفراد العيلة، ويبارك عمل كلّ واحد في أسبوع كامل، ويعدّ لأسبوع آتٍ نمضي فيه ونحن نحمل سلام المسيح.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM