القسم الثاني: سفر القضاة

القسم الثاني
تفسير سفر القضاة
وأيضًا تفسير الأسباط الذي هو كتاب القضاة. ساعدنا، يا ربّنا، بمراحمك.
الأسباط، على اسم أسباط الشعب. قال قطريا: القضاة ودعاه العبريّ: "أح و س ف ط ي م" (ش ف ط في العبريّة). رُسم هذا الكتاب باسم الأسباط، وهو سفر القضاة، لأنّ فيه كُتبت أعمالُ القضاة.
(قال) أناس: فنحاس، والد عالي، الذي تحدَّر من فنحاس بن أليعازر الكاهن، هو الذي جمع هذه الأخبار وجعل لها ترتيبًا وتنظيمًا لائقًا. (وقال) آخرون: صموئيل جمعها، لأنّه نوى أن يكتب أخبار الملوك، فظنّ أنّ عليه أوّلاً أن يطرح أخبار القضاة، ثمّ يضمّ إليها (أخبار) الملوك. كان القضاة ستّة عشر. أوّلهم يشوع بن نون. وآخرهم صموئيل.
1: 3: "ف ص ت ا". تدعى هنا القرعة.
1: 7 وهذه (الكلمة): سبعون ملكًا قُطعَت أباهمهم، أي: رؤساء المدن. في القديم، هم أيضًا دُعوا ملوكًا. وهذه (الكلمة): يلتقطون (الخبز تحت مائدتي) يشير إلى العار. مثل الكلاب يعيشون من فتات الموائد.
1: 10 وهذه التي يحسبها احتلّ (يهوذا) حبرون رئيسة أربع مدن، والباقي، هي تكرار (ما قيل) أعلاه. أراد (الكتاب) أن يعرّفنا بهذه تسلسل الأخبار هنا وهناك، وأنّ لا شيء أُغفل.
1: 14 وهذه: حين دخل عاكان. أي إلى بيت الختن وإلى بيت العرس.
1: 16 مدينة النخل: أريحا.
حوبار الذي هو حوباب بن يترون. دُعوا القينيّين. إمّا بسبب مقتناهم الذي كان كثيرًا، أو بسبب أبي أبيهم يترون. أو بسبب مهنة الحدادة. كما إن الأب كان له اسمان: يترون ورعوئيل، كذلك الابن: حوباب وحوبار. وآخرون كان حوبار ابن حوباب. ذكر (الكتاب) هنا أبناء قيني، حميّ موسى، أوّلاً، لأنّه نقص في كتاب موسى، متى أتوا إلى بني إسرائيل. والآن عرّفنا (الكتاب) أنّهم صعدوا إلى فلسطين مع بني إسرائيل، وكانوا غرباء، وأقاموا في الخيام مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب. ثانيًا، كي يُعرَف من أيّ نسل وُلد عنائيل.
1: 21 وهذه: أما اليبّوسيّون، بنو أورشليم، فبنو بنيامين ما أبادوهم. والباقي، ولكن قيل أعلاه: احتلّها بنو يهوذا. بهذا دلّ على رخاوة بني بنيامين.
1: 24 وهذه: تبيّن لنا أين هو مدخل القرية، أي المدينة (المحصّنة). أي، أين يسهل احتلالها بطريقة أفضل.
2: 1 اليونانيّ: بدل بكيان، قال شيلو، لأنّ هناك أيضًا ذبحوا بسبب المسكن الذي كان هناك. لأنّهم ما كانوا يقدرون أن يذبحوا إلاّ في الموضع الذي فيه يُنصب المسكن. (قال) يوحنّا ابن بكيان هي هي وادي البكاء الذي عليه تكلّم داود.
هذه: أتى الملاك من الجلجال، أي ليذكّرهم (بالماضي) وليوّبخهم. فمن هناك أدخلهم فورثوا الطيّبات. والآن نسوا كلّ ما صنع لهم. إذ أرسل (الربّ) الملاك إليهم، بشكل بشريّ، إمّا لكي يكون الحكم عليهم أثقل، أو لأنّه حصل أن ليس فيهم شخص يستحقّ أن يُرسَل.
2: 13 رمز اسم البعل إلى كلّ الأصنام. وبعل كان إنسانًا مشهورًا لدى الوثنيّين، إمّا بالحرب والقتل مثل أريس وهرقليس وسائر آلهتهم. أو بالفلتان والفجور مثل كرونُس الذي اغتصب ألف عذراء في ليلة واحدة، وزيوس (أو زوش رئيس الآلهة) الذي يتحوّل في كلّ شكل كي يُقسد كلّ إنسان. من الرجال كما من النساء ودُعي ربّ الآلهة، إمّا بالسحر أو العرافة. إذن، صنعوا أيضًا (لبعل) تمثالاً سجدوا له. وهكذا تعلّقوا به وتمسّكوا كما الإمرأة ببعلها بالحبّ. (قال) آخرون البعل هو شيطان. كان يأتي في الليالي إلى امرأة جميلة المنظر وكأنّه بعلها. ما كان يُرى وهو يأكل ويشرب، بل هو يأتي في الليل ليجامع بها، وفي الصباح يمضي.
وممّا كان يصنع الشيطان، وما يكشف لها من أشياء وأشياء، اعتقدت المرأة أنّه إله، كما كان الشياطين يتراؤون للنساء الساحرات، يتجامعون معهنّ تجامعًا ويتزوّجون. لهذا السبب دُعيَ الشيطان إلهًا لدى الضالّين، فصنعوا له صنمًا وسمّوه بعل لأنّه اتخذ امرأة.
عشتار في المفرد وفي الجمع هي هي. فعشتار هذه كانت امرأة جميلة المنظر من جزيرة قبرس. واسمها بلتي. وأبوها هرقليس رئيس قبرص، وأمّها أريانوس وزوجها هوفسطُس. أحبّت تمّوز الراعي. ولأنّها فسدت مع تمّوز، هربت ومضت معه إلى جبل لبنان. ومضى زوجها وراءها. فالتقى به تمّوز وقتله. أمّا تمّوز فمزّقه خنزير برّيّ فمات. وهذه الزانية ماتت من الحزن على جثمان تمّوز بسبب حبّها له. وإذ سمع أبوها بموتها، صنع لها تمثالاً من ذهب كثير مع حزن كبير. ولكن ينتشر أكثر اسم ابنته، ربح حمور ملك العربة فصبّ تمثالاً وأرسله إليه لكي يسجد له هو أيضًا. وإذ تقبّل حمور هذا، أعطاه لعبده الذي اسمه منوكًا لكي يحفظه. ولكن بعد قليل سُرق منه، وبسبب خوفه، قال لسيّده: اغتاظ التمثال، فصعد وأقام في هذا الكوكب. تكلّم عن الكوكب الذي يصعد في المشرق في الأزمنة التشرينيّة. فقام (حمور) في الصباح، ونصب لها مسكنًا وصنع لها كهنة على اسمها. أمّا العبد فهرب ومضى إلى دجلة وصنع صنمًا وأضلّ به الكثيرين. بعد ذلك، وبسبب كفره، ضُرب في كلّ أعضائه ففسد ومات.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM