الفصل السادس عشر :رسالة القدّيس يهوذا

الفصل السادس عشر
رسالة القدّيس يهوذا

رسالة يهوذا رسالة صغيرة تجتمع في فصل واحد وفي 25 آية. يوردها قانون موراتوري منذ القرن الثاني في لائحة الأسفار المقدّسة ويعتبرها ترتليانس الأفريقيّ سفرًا مقدّسًا ويستعملها أوريجانس ويعجب بها مع تحفظه لأنّها تلجأ إلى الكتب اليهوديّة المنحولة. نقرأ نصّها في القرن الثالث في إحدى أوراق البرديّ ويذكر إيرونيموس ارتياب بعض من معاصريه بالنسبة إليها. أغفلتها كنيسة سورية لصغر حجمها وقبلها التقليد اللاتينيّ رسميًّا منذ بداية القرن الخامس في مجامع أفريقيا ورسالة أنوشنسيوس الأولى. وهذا الاعتراف سيكرسُ في المجمع التريدنتينيّ سنة 1546.

أ- مَن كتب رسالة يهوذا؟
كاتب الرسالة مسيحيّ من أصل يهوديّ تمتعّ بثقافة هلّينيّة رفيعة، يشهد على ذلك الأسلوب والتعليم والفن الأدبي. ولكن هل نقدر أن نكتشف هُوِيَّة هذا الكاتب؟ هنا تختلف الآراء.
هناك من يقول إنّ كاتب يهو يسمّي نفسه: يهوذا عبد يسوع المسيح وأخ يعقوب (1: 1). يشير النصّ إلى أخ يعقوب أسقف أورشليم الذي تتحدّث عنه أسفار العهد الجديد (أع 12: 17؛ 15: 13 ي؛ 21: 18 ي؛ غل 1: 19؛ 2: 9). أوضح النصّ أنّه أخ يعقوب فميّزه عن يهوذا بن يعقوب (لو 16:6 ي؛ أع 1: 13؛ يو 14: 22) أحد الاثني عشر الذي يسميه متى ومرقس تدّاوس ( مت 10 : 3؛ مر 18:3). ولكنّ هذا يعني أنّنا نميّز بين يعقوب أخ الربّ ويعقوب بن حلفى (مت 10: 3؛ مر 3: 18؛ لو 6: 15). والعبارة المستعملة تفترض أنّ يعقوب كان معروفًا يوم كتبت الرسالة ولم يكن أيّ التباس في اسمه. في هذه الحال، نعرف أنّ يعقوب أسقف أورشليم عاش في محيط مسيحيّ متهوّد. غير أنّ بعض الشرّاح يجعلون يهوذا أخ يعقوب هو نفسه الرسول تدّاوس فيترجمون لو 6: 16: يهوذا أخ يعقوب.
ولكنّ عددًا من دارسي الكتاب المقدّس اليوم يعتبرون أنّ يهوذا أخ يعقوب هو اسم مستعار يُخفي شخصيّة الكاتب الحقيقيّ ويعطون الأسباب التالية:
1- لا تتعارض عادة استعارة الأسماء مع قانونيّة الرسالة. فأسفار الأمثال والجامعة والحكمة التي هي قانونيّة نُسبت إلى سليمان الحكيم وهو لم يكتبها. ثمّ إنّ كتَّاب الرؤى اليهوديّة اخذوا بأسلوب استعارة الاسم في القرن الأوّل المسيحيّ ليقدّموا تعليمهم في محيطهم. وفي هذا الوقت كان اسم يهوذا معروفًا بحيث استعاره كاتب يهو، وهذا ما يشهد عليه خبر يورده أوسابيوس عن هجاسيب الذي عاش في القرن الثاني.
2- حين دوّنت يهو كان الزمن الرسوليّ قد مضى. فالتعليم المسيحيّ تثبّت بعد أن سلّم إلى القدّيسين مرّة واحدة (آ 3)، وتبيّن أنّ ما أنبأ به الرسل يعود إلى ماضٍ بعيد (آ 17). هذا السبب يعني أنّ يهوذا لم يُعَمِّرْ طويلاً ولاسيّما وأنّه غير الرسول تدّاوس.
3- تحارب يهو بدعًا غنوصيّة لم يعرفها الزمن الرسوليّ. لا شكّ أنّ هذه البدع كانت في بدايتها (آ 12)، ولكنّها بدأت تفعل فتنكر "سيدنا وربّنا الواحد يسوع المسيح" (آ 4 ).
4- أمّا السبب الأهمّ فهو لغة الرسالة. كان يهوذا أخ الربّ قرويًّا من الناصرة (رج مر 6: 3) وظلّ قرويًّا كما يقول أوسابيوس القيصريّ. فكيف ننسب إليه نصًّا يتحلّى بالثقافة اليونانيّة وبمعرفة كتب منحولة دوّنت في اليونانيّة ؛ ولكن نجيب على هذا السبب الأخير أنّ رؤساء الجماعات أحاطوا نفوسهم بأناس ارتدّوا من العالم الهلّينيّ (أع 6: 1 ي). هكذا فعل يعقوب ويوحنّا فاستفاد كلّ منهما من سكرتير أو كاتب جعلا فكرتهما في لغة يونانيّة أنيقة.

ب- متى دوّنت رسالة يهوذا ولمن دوّنت؟
يعتبر الذين يقولون إنّ يهوذا أخ يعقوب هو صاحب يهو أنّ الرسالة دوّنت حوالي السنة 70، وهذا ما يتوافق مع ما تقوله آ 17 عن رسل ربّنا الذين غابوا ويحسب حسابًا لحدود عمر يهوذا. أمّا الذين يقولون إنّنا أمام اسم مستعار فيحدّدون زمن كتاب يهو في السنوات 80- 90. وتذهب فئة ثالثة فتجعل زمن تدوين الرسالة في منتصف القرن الثاني بسبب ما تنطوي عليه من تعليم غنوصيّ متطوّر. غير أنّ الأسباب التي يستند إليها الرأي الثالث ضعيفة.
ولكن مهما يكن من أمر، يجب أن نؤكّد أنّ الكاتب دوّن رسالته في وقت بعيد عن البدايات الرسوليّة (آ 17- 18). في وقت تَشَوَّهَ فيه تعليم بولس عن الحرّيّة المسيحيّة وعن الروحيّين (آ 4، 18، 19). لا تشير يهو إلى دمار أورشليم (سنة 70) حين تعدّد العقابات السالفة (آ 5- 7). ولكنّ هذا ليس بالغريب وقد اعتاد الكتّاب أن يرجعوا إلى أمثلة مكتوبة. وإذا ربطنا يهو برسالة بطرس الثانية نقول إنّها جاءت متأخّرة. ولكن عندما نعرف أنّ مجمع اليهود التأم في يمنية في نهاية القرن الأوّل ورذل بصورة رسميّة من بين أسفاره القانونيّة الأسفار المنحولة نقول إنّ يهو كُتبت قبل سنة 90. وإنْ قال قائلٌ إنّ الكنائسَ المسيحيّةَ ما زالت تعود إلى الأسفار المنحولة، نذكّر بأنّ 2 بط التي استعملت موادّ يهو أزالت من نصوصها إيرادات الأسفار المنحولة. وهكذا تكون يهو قد كتبت في السنوات 85- 90 وجاءت بعدها 2 بط.
أين كتبت يهو؟ لا ندري. لمن كتبت؟ هذا ما لا تقول فيه شيئًا الرسالة ولا تقليد الآباء. ولكنَّ ما يظهر من قراءة النصّ أنّ القرّاء مسيحيّون جاؤوا من العالم الوثنيّ، لا من العالم اليهوديّ، وقد ظلّوا سريعي العطبِ على المستوى الأخلاقيّ كما تشرحه رسائل القدّيس بولس (1 كور 5 :9؛ غل 13:5 ي؛ كو 3- 4؛ أف 4- 5؛ 1 تم 4:3).
أين عاش هؤلاء القرّاء ومن أيّ بلد كتب إليهم يهوذا؟ لا شيء يتيح لنا أن نقدّم جوابًا معقولاً. قال بعضهم: دوّنت يهو في فلسطين والدليل على ذلك رجوع كاتبها إلى الأسفار المنحولة. ولكنّنا نجيب أنّ هذه الأسفارَ المنحولة نقلت سريعًا إلى اليونانيّة وانتقلت وسط الشتات اليهوديّ فتعرّف إليها المسيحيّون في حوض البحر الأبيض المتوسّط.

ج- بنية رسالة يهوذا وتصميمها
تبرز عناصر الرسالة فكرة أساسيّة: يجب المحافظة على إيمان القرّاء.
وإليك التصميم الذي نقترحه:

1- العنوان والتحيّة (آ 1- 4)
يذكّر الكاتب قرّاءه بدعوتهم ومصيرهم ويهيّئهم لأنْ يقبلوا ما يوصيهم به: جاهِدوا في سبيل الإيمان. والسبب في توصيته: لقد تسلّل إلى جماعتكم أناس كفرة منافقون.

2- جسم الرسالة (آ 5- 23)
تشدّد على أسباب هذه التوصية: شر العلماء الكذّابين (آ 5- 10) ، ضلالهم الذي يشبه ضلال بلعام (آ 11- 19). ولكن إذا بنى المؤمنون أنفسهم على الإيمان المقدّس أفلتوا من شرّ هؤلاء المضِلِّين (آ 20- 23).

3- المجدلة الأخيرة (آ 24- 25)
تدعو الربّ لأن يصون شعبه ويجازيه خير جزاء، وتنتهي بهذه الكلمات: "للإله الواحد مخلِّصِنا يسوع المسيح ربّنا المجد والجلال والقوّة والعِزّة".
إذا قرأنا التفاصيل نجد أنّ الرسالة مكتوبة بمهارة. أراد الكاتب أن يشدّد عزيمة قرّائه أمام الخطر المحدق بهم (آ 3- 4) فذكّرهم بالعقوبات الإلهيّة التي أصابت المنافقين في الأزمنة الماضية. ثمّ صوّر شرّ المضِلِّين في الزمن الحاضر (آ 8- 13) وأكّد أنّ الربّ أنبأ بعقابهم (آ 14- 16) كما سبق له فأنبأ بمجيئهم (آ 17- 19). أمّا فكرة الخلاص التي تتوزّع سعادة أخيرة نقتبلها (21- 24) أو شقاء أخيرًا نتجنّبه (آ 4- 7، 14- 15، 23)، فنجدها حاضرة دومًا. كما نكتشف صورة المنافقين الذين يجعلون نعمة إلهنا فسقًا، آ 4) الذين هم حيوانيّون لا روح لهم لأنّهم يوجدون الشقاق (آ 19).
نشير هنا إلى أنّ الرسالة كتبت في اليونانيّة لا في الآراميّة كما زعم بعضهم. مفرداتها متنوّعة تنُمّ عن معرفة باللغة، وأسلوبها يتميّز بصياغة الجمل صياغة ناجحة. ونتساءل: هل نحن أمام رسالة؟ فهناك العنوان والتحيّة في البداية (1- 2) ولكنّنا لا نجد ذِكرًا للقرّاء والخاتمة (24- 25). هي مجدلة من نوع ليتورجيّ لا من النوع الذي تعوّدناه في الرسائل. أمّا قلب الرسالة (3- 23) فيبدو بشكل جدال فيه الكثير من التحريض الأخلاقيّ. وهكذا نقول إنّنا بالأحرى أمام عظة تستند إلى أمثلة مأخوذة من الأسفار المقدّسة والأسفار المنحولة، على مثال ما تعوّد عليه العالم اليهوديّ والعالم المسيحيّ في القرن الأول ب م.

د- رسالة يهوذا وسائر الكتب
إذا قابلنا بين يهو وسائر أسفار العهد القديم لوجدنا تَقَارُبًا لا شكّ فيه. فالأمثلة عن المنافقين في ما سلف من الأيّام (آ 5- 7، 11) مأخوذة من أسفار الشريعة الخمسة. ترجعنا آ 4 إلى عد 14: 26- 35 الذي يتكلّم عن هلاك الكفرة من بني إسرائيل. وترجعنا آ 5 إلى تك 6: 1- 4 الذي يتحدّث عن أبناء الله أو الملائكة وأبناء البشر. وتذكرنا آ 7 بسدوم وعمورة (تك 19: 4- 25). ولكنّ الطريقة التي بها تورد يهو هذه النصوص تدلّ على تأثير الأسفار اليهوديّة المنحولة التي توسّعت في معناها.
فما تقوله يهو عن المنافقين المهيَّئين ليوم العقاب (آ 4) يعود بنا إلى كتاب أخنوخ الذي ستورد الرسالة اسمه فيما بعد (آ 14- 16). كتب يهوذا رسالته في اليونانيّة فأفاد من ترجمة أخنوخ اليونانيّة في موضوع الساهرين. ويذكر يهوذا خطيئة الملائكة وعقابهم فيعود إلى أخنوخ وكتاب اليوبيلات و "وصيّات الآباء الإثني عشر"، وكلّها كتب منحولة. والخلاف بين رئيس الملائكة وإبليس في مسألة جثّة موسى (آ 9) ورد في سفر "ارتفاع موسى". وحين تكلّم الكاتب عن قايين (تك 4: 1 ي) وبلعام (عد 22- 24) ذَكَرَ تقاليدَ يهوديّةً آتيةً من فيلونَ الإسكندرانيّ وحياةِ موسى وترجومِ التكوين. وصورة الكواكب الشاردة (آ 13) تعود إلى أخنوخ، والعبارة المتعلّقة بكبرياء المنافقين تعود إلى "وصيّة موسى".
ونجد بعض التقارب بين يهو ورسائل القدّيس بولس عن الإيمان الذي سُلِّمَ إلينا (آ 3؛ رج 2 تس 2: 15؛ 1 كور 11: 2؛ 15: 1 ي؛ روم 16: 17؛ 1 تم 1: 18 ي؛ 2 تم 2: 1ي). عن حرّيّة نُسيء الأخذ بها (آ 4، رج غل 13:5؛ روم 6: 1ي؛ 1 كور 6: 12)، عن إنكار عمليّ لسيّدنا وربّنا الواحد يسوع المسيح (آ 4 ب؛ رج تي 1: 15 ي)، عن البنيان والصلاة والمثول أمام الإله الواحد المخلّص (آ 20 ي؛ رج روم 8: 15، 26- 27؛ غل 4: 6).
وهناك تقارب ملفت للنظر بين آ 4- 19 و2 بط 2: 1- 18؛ 3: 1- 3. فالكاتبان يتحدّثان عن قيام منافقين وأنبياء كذبة يرتقبهم العقاب الإلهيّ بسبب حياتهم الفاسقة ونكرانهم ليسوع السيّد الأوحد (آ 4؛ رج 2 بط 2: 1- 3). هما يذكران هلاك الملائكة الخاطئين ودمار سدوم وعمورة (آ 6- 7؛ 2 بط 4- 6) وخطايا المنافقين (آ 8؛ 2 بط 2: 10) والموقف المتضارب عند الملائكة الأخيار والأشرار (آ 9؛ 2 بط 2: 11) وخطورة خطايا المنافقين (آ 9؛ 2 بط 2: 11) ووجودهم في احتفالات المحبّة المسيحيّة وتَشَبُّهَهم بغيوم لا ماء فيها تسوقها الرياح (آ 13؛ 2 بط 17:2)، وعن مواقفهم (آ 16؛ 2 بط 2: 18)، وعن تنبّؤات الرسل عليهم (آ 17؛ 2 بط 3: 2) في خطّ التنبّؤات عن الأزمنة الأخيرة (آ 1، 18؛ 2 بط 3: 3). هذه التشابهات تصيب الأفكار وتنظيمها والتعبير عنها. ولكنّ هناك اختلافاتٍ أهمّها أنّ 2 بط لا تعود إلى الأسفار المنحولة. رغم هذا يبدو أنّ 2 بط أخذت أفكار يهو ووسّعتها بطريقتها الخاصّة تاركةً جانبًا إيراداتِ الأسفار المنحولة.

هـ- المواضيع التعليميّة في رسالة يهوذا
رسالة يهوذا رسالة قصيرة إلاّ أنّها تتضمّن غنى تعليميًّا كبيرًا. فهي تعلن الإيمان بالله الواحد (آ 25) وتورد أسماء الأقانيم الثلاثة الذين يتدخّلون في عمل الخلاص. فالله الآب الذي يعاقب المنافقين (آ 6، 15- 16) يحبّ القرّاء (آ 1، 21 أ). ويدعوهم إلى الخلاص والنعمة (آ 3- 4) أي إلى الحياة الأبديّة والمجد الذي يملك (آ 21 ب، 24: 25). ويسوع هو ربّ كالله الآب (آ 4، 9، 14، 17، 21، 25) وهو السيّد الأوحد (آ 4) الذي افتدى البشريّة (آ 25). تكلّم بواسطة الرسل (آ 17) وسيرحم المسيحيّين من أجل الحياة الأبديّة (آ 21 ب) لأنّهم له محفوظون (آ 1 ب). والروح القدس الذي نصلي إليه هو كفيل لثبات المسيحيّين في الإيمان الذي قبلوه (آ 20). لولاه نبقى "حيوانيّين" كالمنافقين (آ 19). ينظر الكاتب إلى الإيمان كتعليم نقتبله ووديعة نتسلّمها (آ 3). أمّا موضوع هذا الإيمان فيقوم بأن نعترف بيسوع ربًّا أوحد (آ 4 ؛ رج 2 بط 2: 1). وعلينا أن نتجنّب المنافقين المعاندين لئلاّ نخسرَ هذا الإيمان (آ 23 ب).
وتشدّد يهو على فساد أخلاق المنافقين. إنّهم فاسقون (آ 4)، منجَّسون (آ 8، 12، 23)، حيوانيّون (آ 11)، مُخْزَوْنَ (آ 13). ثائرون، شهوانيّون، متملّقون (آ 15- 16)، مكتفُون بنفوسهم (آ 8، 18- 19). نستنتج من كلّ هذا أنّهم يعارضون بأعمالهم شرائع الله ويُنكرون يسوع المسيح (آ 4؛ رج تي 1: 16؛ 2 بط 2: 1 ب) ويحتقرون سيادته (8، 15- 26) ويجدّفون على الكائنات السامية الموكَّلة بهذه الشرائع (آ 8 ب، 10 أ). وهكذا نجد رباطاً بين الأخطاء على مستوى الأخلاق والضلال التابع لمثل هذه الحياة الفاسقة (آ 4، 8، 10). ونشير إلى مضمون آ 4 (يحوّلون نعمة إلهنا فِسقًا) التي تفهمنا أنّ المنافقين يفسرّون بطريقة خاطئة الحرّيّة المسيحيّة التي تكلم عنها القدّيس بولس (غل 3: 19 ي؛ روم 7: 1ي). إنّهم يعتبرون حياتَهم الأخلاقيّةَ مِنْ دونِ جدوى لأنّ نعمة الله خلّصتهم وأعطتهم الروح (آ 19؛ رج 1 كور 2: 10- 16). فيا لَعمى قلوبهم!

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM