المدخل إلى الكتب المقدس ج 4

توطئة

هذا هو المدخل إلى الكتاب المقدّس في جزئه الرابع، وهو يعالج أسفار العهد الجديد والإطار الذي كُتبت فيه. يَنطلق من العالم اليهوديّ الذي فيه ولد يسوع المسيح، فيصل إلى الجماعة المسيحيّة الأولى التي تكوّنت فيها أسفار العهد الجديد: الأناجيل، أعمال الرسل، الرسائل البولسيّة والرسائل الكاثوليكيّة (أي الجامعة) أو العامّة، رؤيا القدّيس يوحنّا. وسنحاول معًا أن ندخل في رحاب كلّ من هذه الأسفار، فيكون مدخلنا هذا استعدادًا للولوج في أسفار العهد الجديد ولوجًا عميقًا، فلا تقتصر معرفتنا لها على بعض مقاطع ونُتفٍ نسمعها هنا أو هناك. هذا ما توخّيناه من هذا الكتاب الذي جاء ضخمًا: نفتح أمامك، إيّها المؤمن، عالمَ العهد الجديد فتدخل فيه وتجد ما يغذّي نفسك، تجد كلام الحياة الأبديّة.
وقبل البدء بعملنا نقدّم بعض الملاحظات العملية:
ها نحن نقدّم في جزء أوّل المقدّمات العامة مع مداخل الى أناجيل متى ومرقس ولوقا، والمسائل التي تطرحها الأناجيل الإزائية، تاركين المداخل الى يوحنا وأعمال الرسل والرسائل وسفر الرؤيا إلى الجزء الثاني.

إيراد النصوص الكتابيّة
ترد النصوص الكتابيّة بحسب النسخة العبرانيّة في ما يتعلّق بالأسفار القانونيّة الأولى أي تلك المدوَّنة أصلاً في اللغة العبرانيّة (أو الآراميّة).
أمّا نصوص الأسفار القانونيّة الثانية أي تلك التي نقلتها إلينا الكنيسة في اللغة اليونانيّة. فهي ترد بحسب الترجمة السبعينيّة.
عمليًّا نتَّبع الترتيب المعمول به في الترجمة الكتابيّة المسكونيّة في اللغة الفرنسيّة.
ينتج من ذلك أن أرقام المزامير تختلف عمّا نجده في ترجمة الآباء اليسوعيّين والدومينيكان (بالعموم هناك فرق في رقم واحد. مز 11 في النسخة اليسوعيّة هو مز 12 في النسخة العبرانيّة) وإن أرقام الآيات في المزامير تختلف عمّا نجده في ترجمة جمعيّة الكتاب المقدّس، التي لا تعطي رقمًا لمقدّمة المزمور (مرّات عديدة هناك فرق في رقم واحد. مثلاً مز 83: 4 في العبرانيّة هو 83: 3 في نسخة جمعيّة الكتاب المقدّس).
وينتج أيضاً بعض الفروقات في ترقيم فصول وآيات تختلف فيها اليونانيّة و(اللاتينيّة) عن العبرانيّة مثلاً: زك 1: 1 ى يحتوي 17 آية في النص العبرانيّ و21 آية في النصّ اليونانيّ (الذي يتّبعه كلّ من نص الآباء اليسوعيّين والجمعيّة). وهذا ما يجعل زك 2: 1 بحسب النصّ العبرانيّ يقابل 1: 18 في النصّ اليونانيّ. وزك 2: 1 بحسب النصّ اليونانيّ يقابل 2: 5 في النصّ العبرانيّ.
وتفصيلاً عندما نقول تك 2: 4 فنحن نعني سفر التكوين الفصل الثاني الآية الرابعة.
وعندما نقول خر 3: 4-6 فنحن نعني سفر الخروج الفصل 3 من الآية 4 إلى الآية 6 ضمنًا.
وعندما نقول لا 4: 5، 9 فنحن نعني سفر اللاويين (أو الأحبار) الفصل 4 الآية 5 والآية 9.
وعندما نقول عد 4- 6 فنحن نعني سفر العدد من الفصل الرابع إلى الفصل السادس ضمنًا.
وعندما نقول تث 1: 2؛ 3: 4 فنحن نعني سفر التثنية الفصل الأول آية 2 ثمَّ الفصل 3 آية 4.

تسمية الأسفار المقدّسة
هناك أسماء اتفق عليها المترجمون العرب (سفر التكوين مثلاً) وأسماء اختلفوا عليها. فسفر الجامعة الذي يسمّيه الشرّاح الغربيّون "قوهلت" (كما في العبرانيّة) سمّاه الشدياق "الواعظ". وسفر اللاوّيين الذي هو السفر الثالث من أسفار موسى قد سمَّته الترجمة السريانيّة البسيطة سفر الكهنة (كهني) والترجمة اليسوعيّة سفر الأحبار مقتفية بذلك ترجمة الشدياق. ثمّ إنّ الترجمة اليسوعيّة ذكرت أسفار الملوك الأول والثاني والثالث والرابع على خطى اليونانيّة واللاتينيّة، أمّا نحن فسنذكر سفر صموئيل الأول وسفر صموئيل الثاني، ثمَّ سفر الملوك الأول وسفر الملوك الثاني. ونسمّي السفر الرابع من أسفار موسى سفر العدد (عِوَض سفر الأعداد كما في الشدياق)، والسفر الخامس سفر التثنية عِوَض تثنية الاشتراع كما في الشدياق واليسوعيّة.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM