خاتمة
 

خاتمة

وهكذا انتهت محطّتنا الأولى في هذا المدخل إلى الكتاب المقدّس. قدّمنا أبحاثًا عامّة وبدأنا الولوج إلى عالم الشرق القديم. وبعد أن تتبّعنا تاريخ الشعب العبراني منذ البدايات حتّى الإسكندر الكبير، جعلنا هذا التاريخ في إطار تاريخ الشرق القديم كله، من مصر إلى بلاد الرافدين، ومن فينيقية إلى أرض الفلسطيين والأراميين. وقمنا بعملية تحليق فوق الحضارات التي عرفها الشرق: المصريون والبابليون والحثيون والفينيقيون والأراميون. فالتوراة كما نعرفها اليوم قد غرفت من هذا الغنى العظيم الذي سبقها بأجيال وأجيال. فالوصايا العشر سبقتها نصوص حمورابي. ورواية الخلق الأولى وجدت تعبيرًا لها في أسطورة انوما اليش. وكذا القول عن الطوفان والسلالات البشرية. أجل، إن التوراة بطابعها الإلهامي اغتنت بغنى الشرق، فاستعدّت هكذا للقاء المسيح. كان العهد القديم البوتقة التي انصهرت فيها كل هذه الحضارات. وحين يأتي العهد الجديد، فهولا يكتفي بأن يطبع بالطابع المسيحيّ كتابا واحدًا، بل يطبع بطابعه كل كتب الاقدمين أكانت كتب المصريين والأراميين والفينيقيين أم كتب اليونان والرومان. أجل، كل شيء كان للمسيح، وقد حمله المسيح لكي يقدّمه إلى الآب.
انتهت المحطّة الأولى وأوصلتنا إلى أسفار العهد القديم. لهذا ستكون المحطّة الثانية اطّلاعًا على عالم الشريعة والأنبياء. ننطلق فيه من موسى وما تركه لنا من تراث تعمّقت جذوره في التاريخ، فنصل إلى الأنبياء السابقين واللاحقين. نرافق يشوع والقضاة وصموئيل وشاول وداود وسليمان، قبل أن نصل إلى أشعيا وإرميا وحزقيال والأنبياء الاثني عشر.
فإلى الجزء الثاني من هذا المدخل إلى الكتاب المقدّس في عهده القديم.
وهكذا نستعد أفضل الاستعداد لكي نقرأ العهد الجديد، فنكتشف ذلك الذي تحدّث عنه الآباء والأنبياء، نكتشف يسوع المسيح.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM