فقام الرجل وحمل فراشه
صلاة البدء
نتأمّل معك يا يسوع هذا الجمع الغفير الذي يحيط بالبيت وكأنه يحاصرك لكي يمنعك أن تذهب إلى مكان آخر، مع أنك قلتَ أن أمضي إلى القرى المجاورة. ونتأمّل معك هؤلاء الأربعة الذين امتلأوا إيمانًا ففعلوا ما فعلوا لكي يصلوا إليك.
قراءة النصّ
مر 2: 1- 12
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
ما هو العائق البشريّ الذي يمنعنا من أن نضع مرضنا أمام يسوع؟
ما الذي فعلناه مع اخوتنا لنأتي بهم إلى يسوع لكي يشفيهم؟
أراد الحضور أن "يستولوا" على يسوع، لا أن يتركوا يسوع يستولي عليهم، على قلوبهم. ونحن؟
دراسة النصّ
وجاء يسوع مرّة ثانية إلى كفرناحوم. ودخل إلى بيت. قد يكون بيت سمعان بطرس وأخيه اندراوس. وهذا البيت صار كنيسة يوم دوِّن انجيل مرقس. في أي حال من الأحوال، يسوع يدخل إلى كل بيت من بيوتنا. ويحوّلها إلى موضع حضوره. هذا ما فعل مع زكا العشّار: جاء وأقام في بيته. هنيئًا لنا. فيوحنا يقول لنا عن الكلمة إنه جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته. عفوًا يا يسوع، كل مرة أغلقنا بابنا وما فتحنا لك. لكنت أقمتَ معنا ونحن معك. لكنت تعشّيت معنا ونحن معك.
جاء يسوع إلى المدينة، إلى البيت. فاجتمع الناس حول يسوع ليسمعوا كلامه. وربّما ليروا معجزة من معجزاته. وسيكون التعليم بالقول والعمل. سوف يرون سلطة يسوع على شفاء المرض، وعلى مغفرة الخطايا. عطايا الرب كاملة. وهي تصل إلى النفس والجسد. فالسعادة التي يدعونا الله إليها ليسدّ سعادة مجتزأة. هو يُسعد كل شخصنا. وهذا ما فعله مع هذا المخلّع الذي حمله إيمان هؤلاء الأربعة.
وفعل الحاملون المستحيل ليصلوا إلى السطح. وفي الفتحة أدخلوا المخلّع، أو بالأحرى أنزلوه. جعلوه أمام يسوع. هذا الرجل هو صورة عن عالمنا "المخلّع"، المريض. وهؤلاء الأربعة هم التلاميذ الذين دعاهم يسوع في البداية. هم نحن الذين نحمل العالم بما فيه من مرض وشرّ، من حروب وقتل ودمار. وهو يعرف كيف يحمل أمراضنا ويرفع عاهاتنا.
اكتشف يسوع إيمان هؤلاء الأربعة. إيمانهم بالله. أجل، الله حاضر وفاعل في شخص يسوع وفي رسالته. لا شكّ في أننا لا نقرأ في انجيل مرقس عن الإيمان بيسوع، كما في انجيل يوحنا، ولكن الإيمان هو إيمان واثق بيسوع الذي يجسّد ويُظهر بشكل ملموس عملَ الله الخلاصيّ في العالم.
فأجاب يسوع على هذا الإيمان الذي تجسّد في العمل، بتحرير هذا المخلّع من خطاياه. قبل أن يحرّره من مرضه الذي يقيّده فيجعله مربوطًا بالناس، ولا يستطيع التحرّك كما يشاء. ولكن الإنسان السيّئ والنيّة لا يريد الحريّة لأخيه الإنسان. قيلت كلمة الغفران، فما فرح معلّمو الشريعة، بل حكموا على يسوع بسرعة: هو يجدّف. إنهم يريدون أن يدافعوا عن حقوق الله. ألا يستطيع الله أن يدافع عن حقوقه؟ وهل نقتل البشر باسم الله، وكأن الله لم يقل لنا: لا تقتل؟ وفي أي حال، أسكت الله هؤلاء المشكّكين فمنح بيد يسوع الشفاء الجسديّ لهذا المخلّع، كعلامة عن الشفاء من الخطيئة. ما يُرى، وهو الشفاء دلّ على ما لا يُرى، وهو غفران الخطايا. تعجّب الناس. أما معلّمو الشريعة فسوف نرى ردّة فعلهم في 3: 6: تآمروا لكي يقتلوه!
التأمّل
نتأمل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط، فندلّ على إيماننا من خلال العمل اليوميّ على مثال هؤلاء الأربعة. فإيماننا لا يكتفي بأن يقول: يا رب، يا رب، ليدخل ملكوت السماوات، بل يعمل.
المناجاة
ننطلق من هذا الإنجيل وما شاركنا فيه ونتساءل: أين نقف نحن؟ مع معلّمي الشريعة الذين رفضوا؟ مع الجمع الذي تعجّب ولكنه لم يتحرّك؟ مع المخلّع والأربعة الذين خطوا خطوة الإيمان فرأوا المعجزة.
تأوين النصّ
جدال بين يسوع والكتبة حول غفران الخطايا. بدأ كل شيء هادئًا ولكن ما إن أعلن يسوع: غُفرت لك خطاياك، حتى هبّ الخصوم. ولكن لا شيء يدعو إلى هذه الهجمة. غُفرت، أي غفر الله لك خطاياك. فأين التجديف. ولكن أصحاب النيّة السيّئة. يبحثون عن "خطأ" عند يسوع لكي يحكموا عليه.
كشف يسوع أفكار خصومه. وقبل أن يقولوا ما في قلبهم، طرح السؤال عليهم فما حاروا جوابًا. وجاء شفاء المخلّع فأفحمهم. لقد اعتادوا أن يقدّموا ذبائح لغفران الخطايا. وها هو هذا المعلّم الشاب يقلب النظم الذبائحيّة المعمول بها منذ القديم. فمن هو هذا "ابن الإنسان" الذي يعمل عمل الخلاص بالنسبة إلى الإنسان كله؟ يا ليت معلّمي الشريعة تابعوا بحثهم؟ لا يستطيع أن يغفر الخطايا إلاّ الله. أما يكون هذا الإنسان الله وابن الله؟ ولكنهم توقّفوا هنا في رفضهم. تمنّعوا عن مسيرة الإيمان.
صلاة الختام
الصلاة الربيّة أو ترتيلة.