القسم الثاني سنة اليوبيل

سنة اليوبيل
صلاة البدء
أيها الرب الاله، أنت قريب جدًا من البشر. ترى بعينيك ما نحتاج إليه، تسمع بأذنيك صراخ البائس والمسكين، فترفعه عن المزبلة. تهتمّ بالصغار من شعبك مثل ملك صالح، تهتمّ بالضعاف مثل راعٍ يعرف خرافه وخرافه تعرفه.
قراءة النصّ
واحسبوا لكم سبعة سبوت من السنين، سبع سنوات سبع مرات. فتكون لك أيام السبوت السبعة من السنين تسعًا وأربعين سنة. وفي اليوم العاشر من الشهر السابع في يوم الكفّارة تنفخون في البوق، تنفخون في البوق في أرضكم كلها. وتقدسّون السنة الخمسين وتنادون بتحرير في الأرض لأجل جميع سكّانها. فيكون لكم هذا يوبيلاً. وترجعون وكل واحد منكم إلى ملكه، وتعودون كلّ واحد إلى قبيلته. تكون السنة الخمسون لكم يوبيلاً. لا تزرعوا، ولا تحصدوا الحصيد النابت من تلقاء، ذاته، ولا تقطفوا عنب كرومكم غير المقضوبة. فهذا اليوبيل يكون مقدّسًا لكم تأكلون من غلّة الحقول. في سنة اليوبيل هذه، ترجعون كل واحد إلى ملكه (لا 25: 8- 13).
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- ما معنى هذه العودة إلى الأرض؟ أما هي عودة من نوع آخر تجعلنا في إطار كلام الرب يسوع عن الودعاء الذين يرثون الأرض؟
- ما معنى هذه العودة إلى العشيرة أو القبيلة؟ أما هي عودة إلى التضامن بعد أن تفكّكت العُرى داخل البيت الواحد، داخل المجتمع، داخل الوطن؟
- اليوبيل هو سنة قدّسها الرب فصارت له، على مثال السبت، وطلب منّا أن نتقدس فيه، أن نكرّس حياتنا فيه من أجل تحرير الأرض، تحرير اخوتنا، تحرير نفوسنا.
دراسة النصّ
نحن هنا أمام التشريع الخاص بسنة اليوبيل، فبعد الإعلان العام، نجد أمورًا ملموسة تتعلّق بتلك السنة وبما يسبقها، ترد أمور عديدة في لا 25 حيث قرأنا هذا النص:
- سنة اليوبيل: إعلان عام (آ8- 13)
- بيع الأملاك بين أبناء الأرض، لا مع غرباء (آ14- 19)
- سؤال حول السنة السبتيةّ (رج آ2 ب، 7) وجواب الله (آ20- 22).
- المبدأ العام وحقّ فكاك الأرض (آ33- 24).
- فك بيع أرض أخ صار فقيرًا (آ25- 28).
- فك بيع البيوت (آ29- 34).
- افتداء بني اسرائيل (آ35- 55).
- بعد أن حدّد النصّ السنة (آ8) والتاريخ (آ9)، أمر بتقديس السنة الخمسين، وبإعلان تحرير عام (آ10 أ)، قبل أن يقدّم معطيات ملموسة لتتميم اليوبيل (آ 10ب- 13) وتتكرّر هنا أربع مرّات لفظة "يوبيل". في البداية (آ10 ب) وفي النهاية (آ 13)، يؤمرون بعودة كل واحد إلى أرضه، وفي آ 11 وآ 12 يُمنع العمل في الفلاحة ويؤكَّد أن الطعام سيكون كافيًا.
يبدأ اليوبيل مع إعفاء عام وتنقية شاملة فيعلن سنة تحرير، وعودة إلى أرض الأجداد، وراحة للأرض. تُعلن بداية اليوبيل بالنفخ في البوق الذي يصنع من قرن الكبش. وهذا النفخ يدعو إلى الوعي بأن الشعب خاطئ، فيدخل في موقف من التوبة ويفهم حاجته إلى المغفرة والخلاص فلا يطاله غضبُ الله.
في سنة اليوبيل، كل يعود إلى أرضه. فالأرض تخصّ الله، لا الشعب أو الأفراد. ونحن نعيش عليها كضيوف وغرباء (لا 25: 23). والعبراني لا يمكن أن يصير "عبدًا"، مُلكًا لأحد. فهو عبد الربّ منذ الخروج من مصر (25: 42- 43). نحن لا نملك الأرض، بل نستفيد منها من أجل أودنا وأود عيالنا. لهذا لا يحقّ لنا أن نستغلّ الأرض إلى آخر حدود الاستغلال، بل هناك حدود لاستغلالها. والله يكفل لشعبه وسائل الحياة، في إطار مراعاة العهد. غير أنه لا يحق لأحد أن يستند إلى هذا الامتياز ليحرم أخاه من وسائل العيش، فيأخذ منه أرضه بشكل نهائي، أو يجعله عبدًا حتى مماته.
التأمل
نتأمل في نقطة من هذه النقاط، فنفهم قولاً يُكتب على البيوت: الملك لله. وخيرات الأرض ليست لفئة محدّدة، بل لجميع البشر. بل الأرض نفسها تُحترم: على مستوى زراعتها حتّى التلف، على مستوى قطع الأشجار بدون بعد نظر.
المناجاة
ننطلق من هذا النصّ، ونفهم أهمية عودة الإنسان إلى بلده، إلى أهله، إلى حرّيته... ليس الإنسان سلعة تباع وتشرى . وليت حجرًا في بناء لا روح فيه.
تأوين النصّ
نعيد قراءة النصّ في إطار حياتنا اليوم، في علاقتنا بأرض نملكها، أو نشتريها ساعة يكون أخانا قد ضربته الفاقة، في علاقتنا بأشخاص نحرمهم كل حرّية فيصيروا عبيدًا لنا ورهن إشارتنا. أما يحقّ له بساعات "يوبيل"؟
صلاة الختام
نسمع هذه الكلمات وكأنها تتوجّه إلينا بفم الرب: "إذا افتقر أخوك وقصُرت يده عن العيش فأعنه وليعيش معك كغريب ومقيم. لا تأخذ منه ربى ولا ربحًا. هكذا تدلّ على مخافتك لله ويقدر أخوك أن يعيش بجانبك، لا تستغلَّه حين تعطيه مالاً، ولا تستربحه حين تقدّم له طعامًا. أنا الرب إلهك أمرك.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM