تقديم

أساس هذا الكتاب مقالات صدرت بشكل خاص في بيبليا وغيرها من المجلات. أعيدت قراءتها وصُحِّحت وبُوّبت، وأضيف إليها ما أضيف. فكان هذا الكتاب الذي سمّيناه "مسيرة الكتاب من التكوين إلى الرؤيا"...
لا شكّ في أنه لا يعالج جميع الأسفار التي نجدها في العهد القديم وفي العهد الجديد، كما لا يعالج كل المواضيع التي يمكن أن تُطرح في هذا المجال. بل نحن نجد أبحاثًا قصيرة واكتشافات، ولاسيّما من خلال لقاءات ومشاركات في غنى الكتاب المقدّس.
يقع هذا الكتاب في ثلاثة أقسام. في قسم أول، ننفتح على الشرق القديم وعلى العالم اليهوديّ. في قسم ثان، نتوقّف عند العهد القديم. وفي قسم ثالث، نصل إلى العهد الجديد. ننطلق من مصر فنصل إلى شرق الأردن والعالم الكنعاني الذي يصل بنا إلى أوغاريت. وبعد "غوص" في اتّجاهات العالم اليهوديّ المعاصر ليسوع، ندخل في المسيحيّة ونقابلها بالعالم الهليني أي بالعالم اليونانيّ الذي تفاعل مع شرقيّ البحر المتوسط.
مع العهد القديم، نبدأ مع أول عيلة وننهي مع سنة اليوبيل. ونتعرّف إلى وجهة من شخص قايين ويعقوب ويشوع وإيليا وأيوب وأشعيا. ونتوقّف عند غنى الأنبياء وما حملوا إلينا من جديد على مستوى القلب الجديد وعمل الروح، والطريقة التي بها حمل هؤلاء الأنبياء كلام الله.
مع العهد الجديد، كانت جولة خاصة في انجيل متّى وقراءة نصّين من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنتوس. وننهي هذا القسم بخمسة مواضيع عن سفر الرؤيا الذي يبقى كتاب الرجاء في عالم يبحث فيه الانسان عن الخوف والقلق بعد أن أضاع شعلة الايمان.
مواضيع متفرّقة لا يربطها رابط إلاّ الكتاب المقدس. كان بالإمكان أن نسمّيها محاولات أو خواطر في الكتاب المقدّس. ولكننا لسنا على مستوى التأمّل الشخصيّ، بل على مستوى الدراسة الظرفيّة التي تتيح لنا أن نتوقّف عند هذا الموضوع أو ذاك فنكتشف نظرات قد لا نكون اعتدنا عليها. قد تصدمنا هذه النظريّة أو تلك ونحن الذين كوّنا لنا طريقًا في قراءة النصوص المقدّسة. ولكن لا بأس إن لم يكن رأي مقال من المقالات غير ما قرأنا هنا وهناك، غير ما عرفنا.